الصناعة التقليدية المحلية

الصناعة التقليدية المحلية

تُعد الصناعات المحلية في أي بلد رافدًا مهمًا من روافد الاقتصاد، فكلما زاد اعتماد البلاد على التصنيع المحلي قلت حاجتها للاستيراد من جهة، وزادت نسبة التصدير لديها من جهة أخرى، وهذا كله من شأنه أن يوصلها إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي، ولكن الوصول إلى الاكتفاء التام قد يبدو هدفًا صعب المنال لأن الحاجات بازدياد وحاجات الدول لبعضها البعض بازدياد أيضًا، وهذا التبادل بالحاجات يبقى صحيًا بين الدول بشرط أن يبقى ضمن حدود حفظ الحقوق والكرامة وسلطة الدولة على أراضيها وما لديها من ثروات دون استغلال حاجاتها استغلالًا تعسفيًا، الأهم من هذا وذاك أن الصناعات المحلية التقليدية تعتبر جزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي والحضاري للدولة^[١].

أمثلة على صناعات محلية عربية

توجد الكثير من الدول التي تمتاز بالصناعات التقليدية المحلية ويمكن التحدث عن الأردن والمغرب كنموذجين للصناعة التقليدية المحلية:

الصناعات التقليبدية المحلية في الأردن

توجد في محافظات الأردن الكثير من الصناعات المحلية ولعل أشهرها تلك التي تنتشر في محافظات الشمال والجنوب مثل صناعة الجلدية والنسيجية ومشتقات الألبان وغبرها الكثير من الصناعات التي تعتمد على المواد الأولية بمصدريها الحيواني والنباتي، ونظرًا لأن طابع البداوة والطابع الريفي يسيطران على جزء كبير من كل محافظة من محافظات الأردن كانت هذه الصناعات جزءًا لا يتجزأ من نسيجها الاقتصادي، خاصةً أن أغلب هذه الصناعات كانت تتم على أيدي سيدات ماهرات يصنعن كمياتٍ كبيرةً ويورِّدنها إلى المدينة أو يُوزِّعنها داخل حدود القرى التي يعملن فيها حسب الكميات المننتجة.

بالإضافة إلى صناعة المواد الغذائية توجد أيضًا صناعة الخزفيات والأواني وبعض الأسلحة الخفيفة والمفارش والسجاد وغيرها، واشتهرت الأردن أيضًا بصناعة الأدوات الزراعية مثل المحراث والفأس وغيرها، وكانت هذه الصناعات مقتصرةً على الرجال فقط، كما اشتهرت أيضًا بصناعة الأطباق والصواني القنصلية ذات الأشكال المختلفة وهذه الحرفة تمركزت بين السيدات، كما عُرفت أيضًا بدباغة الجلود واستخراج الفحم وتصنيعه، وصناعة الركابات وهي ثلاث أخشاب مرتبطة مع بعضها البعض من الأعلى وتستخدم لخض الحليب وصناعة منتوجات مختلفة منه مثل الألبان والأجبان وغيرها، وظهرت أيضًا الكثير من الصناعات المعتمدة على المصادر النباتية مثل الزيتون والزيت والصابون^[٢].

الصناعات التقليدية في المغرب

تُعد الصناعات التقليدية في المغرب جزءًا لا يتجزأ من نسيجها الثقافي، فقد عبَّرت الصناعة المغربية عن إبداعها من خلال ابتكار أشكال متنوعة من المشغولات الخشببية والنحاسية المختلفة، وكذلك الفخار والخزف ولا يمكن أن نغفل عن الصناعات التحويلية التي تُحول فيها الكثير من المواد الخام إلى أشكال ومجسمات مصغرة لرموز ومدلولات لها أثرها وتاريخها في التراث المغربي.

لا ننسى الصناعات الغذائية المختلفة المرتكزة على المنتوج النباتي والحيواني من ألبان وأجبان وزيوت ومربيات وغيرها الكثير مما سمح في فترة من الفترات لوصول المغرب إلى الاكتفاء الذاتي، ولكن الانفتاح المهول الذي تعرض له الاقتصاد المغربي على الأسواق العالمية جعلها تلجأ للاستيراد بل وتعتمد عليه كثيرًا^[٣].

المراجع

1. ↑ "الصناعات والحرف التقليدية واهميتها لاقتصاد الدولة "، البيان ، اطّلع عليه بتاريخ 05-08-2019. بتصرّف.
2. ↑ "الصناعات التقليدية في محافظة عجلون"، ich، اطّلع عليه بتاريخ 05-08-2019. بتصرّف.
3. ↑ " الصناعة التقليدية المغربية"، chambre، اطّلع عليه بتاريخ 05-08-2019. بتصرّف.