أحاديث عن حق الزوج على زوجته


حقوق الزوج على زوجته

شرع الإسلام الزواج، وجعل العلاقة بين الزوجين مبنيةً على المودة والرحمة؛ قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وخصّ كلا الزوجين بحقوق وألزمه بواجبات، ووردت نصوصاً في القرآن الكريم والسنة النبوية تبيّن هذه الحقوق، وآتيًا في هذا المقال ذكر لأحاديث عن حق الزوج على زوجته.


أحاديث عن حق الزوج في الطاعة

من حق الزوج على زوجته أن تطيعه في غير معصية، ومن الأحاديث الواردة في حق الزوج بالطاعة ما يأتي:

  • ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعُه إذا أمر، ولا تخالفُه في نفسِها ومالها بما يكره).[١]
  • قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إذا صلَّتِ المرأةُ خمسَها، وصامتْ شهرَها، وحفظتْ فرجَها، وأطاعتْ زوجَها، دخلتِ الجنةَ).[٢]
  • ما رواه أبو أمامة الباهلي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (ثلاثةٌ لا تجاوِزُ صلاتُهُم آذانَهُم: العبدُ الآبقُ حتَّى يرجِعَ، وامرأةٌ باتت وزوجُها عليها ساخِطٌ، وإمامُ قومٍ وَهُم لَه كارِهونَ)؛[٣] فالحديث يُشير إلى أنّ هناك ثلاثة أصناف من الناس لا تُقبل صلاتهم تامةً عند الله، ولا يُثابون عليها، وهم: العبد الذي هرب من سيده دون سببٍ، والزوجة التي ينام زوجها غاضبًا عليها؛ لسوء خلقها أو عصيانها له فيما له فيه حقٌ أو ما يلزمها أن تُطيعه به، والإمام الذي يُصلي إمامًا بالناس وهم كارهون له؛ لأمر يتعلّق بدينه ككذب أو سوء خلق.[٤]


أحاديث عن حق الزوج في الفراش

من حقوق الزوج على زوجته أن تُجيبه إذا دعاها إلى الفراش، ما لم يكن هناك مانعٌ شرعي يمنعها من مرضٍ أو نحو ذلك،[٥] وفيما يأتي أحاديث عن حق الزوج على زوجته في الفراش:

  • ما رواه أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ).[٦]
  • ما رواه أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إذا باتَتِ المَرْأَةُ مُهاجِرَةً فِراشَ زَوْجِها، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تَرْجِعَ).[٧]
  • قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهَا، فَتَأْبَى عليه، إِلَّا كانَ الذي في السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حتَّى يَرْضَى عَنْهَا).[٨]
  • ما رواه عبد الله بن أبي أوفى عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (والذي نفسي بيدِه، لا تُؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتى تُؤَدِّيَ حقَّ زوجِها ولَوْ سألَها نَفْسَها وهيَ على قَتَبٍ لمْ تَمْنَعْهُ).[٩]
  • ما رواه طلق بن علي الحنفي، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا الرجلُ دعا زوجتَهُ لحاجَتِهِ فلْتَأْتِهِ، وإِنْ كانَتْ على التَّنُّورِ)،[١٠] والمقصود المبالغة في حث الزوجة على إجابة زوجها إذا دعاها للفراش.[١١]


أحاديث عن حق الزوج في عدم الإذن لمن يكره بدخول بيته

وردت أحاديث عن حقّ الزوج على زوجته بعدم الإذن لمن يكره بأن تُدخله إلى بيتهما، وفيما يأتي ذكرها:

  • ما رواه أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ)؛[١٢] فالحديث ينصّ على أنّ من حقّ الزوج على زوجته أن لا تصوم تطوعًا دون إذنه؛ لأنّ صيامها للنوافل قد يُعطّل حق الزوج الواجب، ومن حقّه كذلك عليها أن لا تُدخل إلى بيته إلا من أذن لهم بدخوله، وإن أنفقت من ماله شيئًا زائدًا عن حاجتها وحاجة بيتها؛ فيجب إذنه وإن تصدّقت به فلزوجها نصف الأجر من الله تعالى ولها النصف الآخر.[١٣]
  • ما رواه جابر بن عبد الله عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ؛ فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ).[١٤]


أحاديث عن حق الزوج في رعايته وشؤون بيته

من حقّ الزوج على زوجته أن ترعاه وترعى بيته وأولاده كما أنّه كذلك في المقابل راعٍ في بيته ومسؤول عن أهله، ومن ذلك ما رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).[١٥]

المراجع

  1. رواه النسائي، في سنن النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3231، حديث حسن صحيح.
  2. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك وعبدالرحمن الزهري وعبدالرحمن بن حسنة، الصفحة أو الرقم:720، حديث صحيح.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:360، حسنه الألباني.
  4. "شرح حديث "، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/6/2024.
  5. "شرح حديث إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/6/2024.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3237، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5194، حديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1436، حديث صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:1938، حديث حسن صحيح.
  10. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن طلق بن علي الحنفي، الصفحة أو الرقم:1160، حسن غريب.
  11. "شرح حديث "، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/6/2024. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5195، حديث صحيح.
  13. "شرح حديث: لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/6/2024. بتصرّف.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، حديث صحيح.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5200 ، حدي صحيح.

فيديو ذو صلة :

brief ملخص المقال

خصّ الإسلام كلا الزوجين بحقوق وواجبات تجاه بعضهما، وقد وردت آيات وأحاديث نبوية تبين هذه الحقوق، ومن حقوق الزوج على زوجته التي بينتها الأحاديث: حق الزوج في الطاعة كقول النبي: (إذا صلَّتِ المرأةُ خمسَها، وصامتْ شهرَها، وحفظتْ فرجَها، وأطاعتْ زوجَها، دخلتِ الجنةَ)، وحقّه في الفراش كقوله -عليه الصلاة والسلام-: (إذا باتَتِ المَرْأَةُ مُهاجِرَةً فِراشَ زَوْجِها، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تَرْجِعَ)، وحقّه في عدم إدخال من يكره إلى بيته كما في الحديث: (ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ)، وحقّه في رعاية شؤونه كما في حديث: (والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).

brief

faqأسئلة شائعة

  • وردت أحاديث نبوية عديدة تتحدث عن حق الزوجة، ومنها حقّها في الإحسان إليها ومعاملتها بالمعروف كما جاء في قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ).

  • تعتمد الحقوق بشكل عام على ما يُقابلها من واجبات؛ فنظرًا لأنّ الواجبات التي كلّف الإسلام بها الزوج أكثر وأعظم من الواجبات التي كلّف بها الزوجة؛ فقد أوجب الإسلام على الزوج المهر، والنفقة بما في ذلك المأكل والمشرب والكسوة والعلاج والمسكن، ولم يكلف الزوجة بالنفقة حتى وإن كانت غنيةً، مع التأكيد على أنّ للزوجة حقوقًا كذلك حفظها لها الإسلام، بالإضافة إلى أنّ العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون قائمةً على المودة والرحمة والإحسان والمعاشرة بالمعروف.

  • من حقوق الزوج على زوجته أن تُجيبه إذا دعاها إلى الفراش، ما لم يكن هناك مانعٌ شرعي. من الأحاديث الواردة في هذا الشأن: قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ).