تحفيز التذوق عند طفلكِ على طريقة منتسوري

تحفيز التذوق عند طفلكِ على طريقة منتسوري

متى تتطور حاسة التذوق عند طفلكِ؟

تتلقى حاسة التذوق أنواع الأطعمة عن طريق سطح اللسان الذي يحتوي على آلاف الحُليمات الصغيرة والدقيقة والتي تسمى أيضًا ببراعم التذوق؛ فوظيفتها تكمن باكتشاف الخمس نكهات الأساسية: المالحة، الحامضة، الحلوة، المرة، الحاذقة، وإنّ حاسة التذوق تساعد طفلكِ في اكتشاف النكهات وقوام الطعام الذي يتناوله وعلى إثرها تكتشفين ما يحب وما يرفض من الأطعمة وتبقى هذه الحاسة تتطور مع طفلكِ تدريجيًّا.


تبدأ حاسة التذوق بالتطور عند طفلكِ وهو في رَحِمك، إذ يتكون الفم واللسان عنده وأنتِ حامل به في الأسبوع التاسع، وقد تتشكل لديه حاسة التذوق للمرة الأولى، فتظهر براعم التذوق على لسانه الجديد وهو في الرحم وقد يبتلع السائل الأمنيوسي الذي يحيط به ويتذوقه ومن خلاله يمكنه تذوق ما تأكلينه وما تشربينه أنت أيضًا عن طريق انتقال النكهات من الدم إلى هذا السائل، وهذا الأمر يساعد جنينكِ على تطور نمو رئتيه وجهازه الهضمي، وعند ولادة طفلكِ ستصبح حاسة التذوق لديه أكثر نشاطًا وحساسية ويمكنه أن يتعرف على النكهات الحلوة والحامضة والمرة ولكنه سيفضل النكهة الحلوة وهذا ما يجعل الطفل يتناول الحليب من الثدي وينجذب إليه، وغالبًا لن تتفاعل حاسة التذوق عنده مع النكهة المالحة حتى يبلغ من العمر من أربعة إلى خمسة أشهر.


ترتبط حاستا التذوق والشم ارتباطًا وثيقًا، وتتطور حاسة الشم أيضًا عند الولادة وحتى من الممكن أن يفرق حديث الولادة بين الحليب الخاص بثديكِ والحليب من أُم أخرى، وعند دخول طفلكِ في الشهر السادس ستتطور براعم التذوق لديه وسيبدأ باستخدام حاسة الشم واللمس معها للتعرف على النكهات وقوامها ودرجة حراراتها، ومن الممكن أن تواجهي مشكلاتٍ في إرضائه ببعض أنواع الأطعمة في هذه المرحلة، فخلال الأشهر الثلاثة الأولى سيستطيع طفلكِ أن يتذوق الطعم المر والحلو ويعود ذلك لبراعم التذوق الحساسة التي تتولد على لسانه ولوزتيه وفي آخر الحلق وقد تلاحظي تعبيرات اشمئزاز على وجهه إذا تذوق طعمًا حامضًا أو مرًّا، وعند بلوغه الستة أشهر ستلاحظين أن طفلكِ سيضع كل شيء في فمه لفهم القوام والأذواق المختلفة وننصحكِ بعدم تقديم الأطعمة المالحة لطفلكِ في هذه المرحلة لأنها تعد البداية لاستشعاره بها[١][٢].


هكذا تساعد طريقة منتسوري على تحفيز التذوق عند طفلكِ

إنّ دراسة علم الحواس ومشاركته عن طريق التجارب لطفلكِ سيتيح القدرة القوية على تمييز الاختلافات المحيطة به في البيئة، فإن الفصول الدراسية التي تتبع المنهج المنتسوري تسعى لتوفير فرص لتحفيز الحواس تدريجيًّا للأطفال ومن ضمنها حاسة التذوق، ويدعو هذا المنهج لتعليمٍ أعمق وأوسع من الحواس الخمس كالشم والبصر والتذوق واللمس والسمع وهذه الحواس الأساسية التي نعرفها جميعًا ولكن منهجية المنتسوري تدعم تعلم التمييز بين الوزن والضغظ والقدرة على تميز الشعور بدرجات الحرارة المختلفة وغيرها من الحواس كتمييز الأشياء دون رؤيتها أو شمها أو سماعها والاعتماد على اللمس وذاكرة حركة العضلات فقط.


أما عن تحفيز حاسة التذوق حسب المنهج المنتسوري فهو ينمّيها عن طريق تذوق نكهاتٍ مختلفةٍ واختبارها، فالفرصة المثلى لهذا الأمر هي التذوق، فكل وقت لتناول الوجبات هو فرصة لتنمية حاسة التذوق وتحفيزها إضافةً لأوقاتٍ أخرى بعيدًا عن وقت الوجبات، لتحضير الطعام والاحتفال به دوريًّا في فصول المنتسوري، وبمشاركة الأطفال في إعداد الطعام والاستمتاع بهذا الأمر ويبقى الأطفال في هذا الفصل يتذوقون أطعمة مختلفة وجديدة ويجربونها عن طريق الألوان والقوام الخاص بالطعام والروائح، وخلال الصفوف الابتدائية في رياض الأطفال تحديدًا من سن الثالثة إلى سن الخامسة يشارك الأطفال في صنع الطعام وتقدم لهم فرص في الخلط والمزج والتوزيع وهذا يعد أمرًا ممتعًا لهم سواء أكانوا يعدونه لهم أم لغيرهم وهذا سيمكنهم مع تقدمهم بالعمر من إعداد وصفات أكثر احترافية وتميزًا[٣].


طبّقي طريقة منتسوري في هذه الأمور أيضًا لتعليم طفلكِ

أسست طبيبة إيطالية تدعى ماريا مونتسوري منهج المنتسوري، وهي متخصصة ومهتمة بكيفية تعلم الأطفال، وقد ابتكرت موادَّ وأدواتٍ تحفز الأطفال على اللعب وتجذبهم للاكتشاف وتعزيز المبادرة الشخصية للطفل وإثارة الفضول والدافع للفهم، وهذه الركائز الأساسية للمتعلم والتي ستلازمه طوال الحياة، وتشير الطبيبة ماريا إلى أن الفصول التدريسية يجب أن تُرتب بعناية لتهيئ بيئة مليئة بالحرية والاكتشاف والإشراف والإرشاد من المعلم بطرق حذرة، ليتخذ التعلم مسارًا صحيحًا ممتعًا يسعد الأطفال أثناء هذه الرحلة التعليمية، وأكدت الدراسات التي تناولت هذا المنهج بأن المهارات الفكرية تتطور وتحفز أكبر قدر من الحواس عند الطفل أثناء التعلم ليعمل المنهج على إشراك الطفل بحواسه العاطفية والجسدية مع الأدوات اللافتة للانتباه والمثيرة للاهتمام، ويطور حسهم الجمال والفني إضافةً لتعليمه مهارات الحياة العملية في الحياة اليومية، وإليكِ بعض الأمور والاقتراحات لتعليم طفلكِ على منهج المنتسوري[٤]:

  • اعملي على تربية طفلكِ تربية حسية: والهدف منها تحسين حواس الأطفال وتقويتها، وتحدث هذه التربية عندما تلعب الحواس والتجارب والتخيلات دورًا رئيسيًّا في التعلم، ويحتاج الأطفال إلى رؤية الأدوات والتعامل معها ويحتاجون لشمها وتذوقها لفهم العالم المادي لها والتركيز على تفاصيلها.
  • علّمي طفلكِ مادة الرياضات على المنهج المنتسوري: لأن هذا المنهج يدرس مادة الرياضيات للطفل بطريقة واقعية جدًّا من حيث التعرف على الأرقام والعمليات الرقمية فهذه المواد لها طريقتها الخاصة عند هذا المنهج، فهو ينقل الأشياء الملموسة إلى الأشياء المجردة ويجعل الأشياء البسيطة أكثر عُمقًا، فيتعلم الطفل المبادئ الأساسية للرياضيات بجميع حواسه، عند عده لخطوات مشيه وترتيبه للأحجام من الأقصر للأطول، فيتعلم الرياضيات في كل مكان.
  • هيئي طفلكِ للحياة العملية: وهذه العملية ترتكز على تعليم الطفل للمهارات والاستراتيجيات التي سيحتاجها في التعلم بالمستقبل، فيتطور تركيزه وتتعزز قدرته الحركية، ويبني ثقة بالنفس، ويكون هذا الأمر عند تطبيق أنشطة مختلفة مثل: تطوير الحركات الدقيقة عند الطفل، وتعليمه على الرعاية الذاتية، إضافةً لرعاية الآخرين عن طريق صقله بالأدب والأخلاق واللطف معهم، فيصبح الطفل نشطًا ومهتمًا بممارسة هذه الأنشطة.


نصائح لكِ لتربية طفلكِ على طريقة منتسوري

توفر طريقة المنتسوري أساليبَ مختلفةً ليتسنى لكل طفل الاستمتاع بالتجارب المتعددة والحسية التي تعزز التعلم في بيئة موسعة ومريحة ليتمكنوا من اكتشاف مواهبهم، لذا سنقدم لكِ بعض النصائح التي ستساعدكِ وتساعد طفلكِ في هذه العملية التعليمية المميزة[٥]:

  • امدحي طفلكِ دائمًا فهذا المدح سيعلمه معنى التقدير لما يتعلمه ويقدمه.
  • حاولي ألا تنتقدي طفلكِ أبدًا لأن هذا الأمر سيعلمه الحكم على الناس وانتقادهم أيضًا.
  • اصنعي بيئةً آمنةً ومبهجةً تساعد طفلكِ على الاستكشاف والنشاط وتعلم كل ما يحيطه.
  • لا تغضبي دائمًا من طفلكِ لأن هذا الطبع سيعلمه كيف يخلق المشكلات.
  • تصرفي بطريقة عادية مع طفلكِ فهذا الأمر سيعود عليه بخلق صفة حميدة وهي الصدق.
  • ساعدي طفلكِ فقط عندما يحتاجكِ ولا تتدخلي أبدًا عندما لا يحتاج المساعدة.
  • ركزي على الجوانب الإيجابية والصفات الرائعة في طفلكِ، وهذا سيساعدكِ على عدم تطوير الصفات السيئة وتضخيمها فيه.
  • حاولي ألا تكثري من العقاب حتى لا يكبر طفلكِ وهو يشعر بالذنب واللوم من كل شيء.
  • شجعي طفلكِ على التعبير عن مشاعره وتقبلي أفكاره فهذا سيساعده على بناء ثقته بنفسه.


المراجع

  1. "Developmental milestones: taste", babycentre, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  2. "Your Baby’s Sense of Taste", babysparks, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  3. "The 8 Senses We Use to Teach a Montessori Child–and the One We Don’t", chesapeakemontessorischool, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  4. "The Montessori Method of Learning", cutekidsmontessori, Retrieved 15-7-2020. Edited.
  5. "12 Montessori tips for teaching your child", linguaphonegroup, Retrieved 15-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :