خجل المراة من زوجها

خجل المراة من زوجها

الخجل

يعد الخجل شكلًا من أشكال السلوك الذي يعكس الخوف والإحراج الذي يشعر به الشخص باستمرار عند الاقتراب من الآخرين والتفاعل معهم، وعلى الرغم من أنَّ الخجل له الكثير من الأسباب التي تفسره من خلال سلوك دائرة محددة من الخلايا العصبية، إلا أنه يتأثر أيضًا بممارسات الأهل والتجارب التي يمر بها الشخص خلال حياته.


يختلف مصطلح الخجل عن مصطلح الانطواء، فالشخص الانطوائي يشعر بالنشاط والحيوية عندما يكون وحده، أما الخجول ففي الغالب يرغب في التواصل مع الآخرين ولكنه لا يعرف كيف، ولا يمكنه تحمل القلق الذي يسببه تشويش الناس من حوله، كما أنَّ حالات الخجل تتفاوت وتختلف عبر أنحاء العالم، إذ يتأثر الخجل بالقيم الثقافية التي يتربى عليها الأطفال من والديهم بالدرجة الأولى ومن المجتمع المحيط بالدرجة الثانية، وتشير النسب والدراسات إلى أنه من 40%-50% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية يعدّون أنفسهم خجولين، بينما في اليابان يرى 57% منهم أنهم كذلك، وقد لوحظ أن الأساليب الثقافية في الثناء واللوم تعد مؤثرةً على الخجل.[١].


خجل المرأة من زوجها

يُعد الزواج علاقة حساسة للغاية، إذ إنه علاقة تشارك بين طرفين، توضع فيها الأساسات من قبل كل طرف بالتعاون مع الآخر، ووضع هذه الأساسات يجب أن يكون بعناية فائقة، تمامًا كما يبني العصفور عشه على شجرة عالية، في حال لم يكن هذا الأساس مناسبًا فإن هذا العش سيكون مهددًا، سواء تهديدًا للعلاقة بين الزوجين أو للأولاد فيما بعد، ومشكلة الخجل بين الزوجين يمكن أن تحدث بسبب غياب الثقة، فعند بناء العلاقة ووضع أساساتها من الحب والرحمة والرعاية فإن كل هذه الأمور تلعب دورًا حيويًّا في العلاقة، ويمكن أن تشعر الزوجة بكل هذا لكنها لا تصل لمرحلة الثقة بالزوج، وهنا عليها أن تنتبه إلى أن هذا الخجل سيكون مدمرًا للزواج، إذ إنّ للزواج في الإسلام هدفين أساسيين، الهدف الأول هو تلبية الاحتياجات الجسمية والجنسية لدى الإنسان تحت مظلة الشرع والحلال، وحماية كلا الزوجين من الفتنة ووسوسة الشيطان، وكذلك من أجل زيادة أعداد المسلمين على الأرض، وعلى الزوجة التي تجد في نفسها الخجل أن تراعي هذا الأمر، فعلى الرغم من أن الخجل سمة نبيلة، إلا أنه سيئ في حال لم يوضع في إطاره الصحيح[٢].


توجد بعض الأمور التي يمكن تطبيقها من قبل الزوج للتغلب على هذه المشكلة وحلها ومن أهمها ما يلي[٢]:

  • التحدث إلى الزوجة، وشرح الصعوبة التي يواجهها الزوج بسبب خجل زوجته وأنَّ هذا يؤثر سلبًا على علاقتهما.
  • أخذ المشورة الزوجية، والدخول إلى جلسات الاستشارة بعقلٍ متفتحٍ لإجراء أي تعديل لإصلاح الزواج، وهي في الغالب تزيد التفاعل بين الزوجين.
  • الجلوس مع الزوجة وقراءة الكتب المتعلقة بالزواج والتي تتحدث عن أخلاق وآداب الزوج المثالي أو الزوجة المثالية.
  • البحث عن الطرق التي تساعد الزوج على أن يقدم نفسه كزوج مثالي، مما يدفع الزوجة كذلك إلى أن تبحث عن طرق مناسبة وجديدة تجعل منها زوجة مثالية.
  • علاج القصور الموجود من جانب الزوج في حال إدراكه، والاعتذار من الزوجة عن الإهمال وإبداء نية حقيقية للحل.
  • الخروج في إجازة أو نزهة وقضاء بعض الوقت مع الزوجة.


خجل الزوجة من زوجها يمكن إرجاعه إلى أسباب مختلفة من أهمها ما يلي[٣]:

  • تدني احترام الزوجة لنفسها ورضاها عن العلاقة، ففي حال لاحظ الزوج من زوجته الخجل فهي إشارة إلى عدم رضاها عن نفسها وعن العلاقة.
  • غياب التجارب المشتركة بين الزوجين، ففي حال لم ينخرط الزوجان في أنشطة تجمعهما معًا أو مشاركة الفرحة التي تولدها تلك التجارب.


علاج مشكلة الخجل

يعد الخجل مشكلة اجتماعية يجب التوصل إلى حلول جذرية لها، دون أن يضطر الشخص إلى التخلي عن هويته أو شخصيته أو أن يكون شخص غيره، ومن أهم الخطوات أو المقترحات لحلها نذكر ما يلي[١][٤]:

  • الاعتراف بالخجل، والشعور بالوعي الذاتي وبأن الشخص مدرك لكل ما يشعر به.
  • التعود على المشاركة في النشاطات الاجتماعية بدلًا من التهرب منها وتجنبها.
  • جدولة الأنشطة والممارسات الاجتماعية مسبقًا والتحضير لها.
  • إعادة برمجة العقل وصياغة الأفكار، ليتوقع الشخص الاستجابة الإيجابية بدلًا من افتراض ردات الفعل السلبية من الآخرين.
  • التخطيط لبعض نقاط الحديث التي يريد الشخص التحدث عنها قبل الموعد المحدد.
  • مراقبة الحوار الدائر والمناقشة لتجميع الأفكار المفيدة قبل المساهمة بالحديث.
  • الاعتراف بأن التفاعل ربما يكون ضعيفًا، ولكن هذا قد يكون لأسباب خارجة عن سيطرة الشخص نفسه، فقد يكون الطرف الآخر للمحادثة في حالة مزاجية سيئة، أو أنَّ الموضوع المطروح للنقاش خاص إلى حدٍ ما، أو قد لا يتوفر توافق بين المتحاورين، وهذا كله يعني الخوض في التجارب الاجتماعية بحالة عاطفية سوية وقوية ليتمكن الشخص من الانخراط الكامل في النقاش.
  • التصرف بثقة، والانخراط مع الآخرين، إذ إنّ الثقة تأتي من خلال العمل والتعلم والممارسة والاتقان، فالمشكلة أساسها ليست بالخجل، بل في تجنب الانخراط مع الناس، فيمكن للشخص أن يجرب المشاركة في نقاش صغير والتحدث مع الناس في الأماكن العامة أو الاتصال بأشخاص يحبهم وينجذب لهم عاطفيًّا وسؤالهم عن أمور مختلفة.
  • تجريب أشياء جديدة، حتى لو كانت مثيرة للقلق أو الخجل، فيمكن للشخص أن ينضم إلى نادي أو فريق رياضي، أو أن يبدأ بمشروع جديد أو أن يؤدي مهمة عصيّة بنظره، بهذه الطريقة يتعلم كيف يواجه قلقه ويتعامل مع خجله بطريقة أكثر فاعلية.
  • ممارسة التحدث أمام الآخرين، مثل إلقاء الخُطب، أو تقديم العروض التقديمية، وسرد النكات والقصص كلما أتيحت الفرصة لذلك، فالحديث والثرثرة اللطيفة في جميع المجالات سواء في العمل أو مع الأصدقاء و حتى مع الغرباء وجعل الأفكار مسموعة أكثر والصوت كذلك يمكن أن يسهم هذا في حل المشكلة.
  • التركيز على ممارسة لغة الجسد، فالتواصل البصري عند التحدث مع الآخرين، أو المشي والرأس منتصبة ومرتفعة، وإبراز نبرة صوت واضحة وعالية، والمصافحة بقوة والبقاء بالقرب من الآخرين.
  • الحذر، والوعي والتحضر لجميع الأفكار والمشاعر والأحاسيس والذكريات في أي لحظة، فلا يوجد جزء من الذاكرة يجب التهرب منه، ويجب تعلم تقدير النفس بالدرجة الأولى والأشخاص المحيطين أيضًا.


المراجع

  1. ^ أ ب "Shyness", psychologytoday, Retrieved 06-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "My wife is too shy. It is causing frustration in our relationship. Please advise.", islamqa, Retrieved 06-12-2019. Edited.
  3. "Is Shyness the Silent Relationship Killer?", goodtherapy, Retrieved 06-12-2019. Edited.
  4. "7 Ways to Overcome Shyness and Social Anxiety", psychcentral, Retrieved 06-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :