محتويات
أهمية حاسة الشم
تلعب حاسة الشم دورًا مهمًا في التحكم بالمزاج، والذاكرة والعاطفة والسلوك، وأهم دور لها يبرز في الذاكرة؛ بسبب الارتباط الوثيق بينهما ومثال ذلك تحفيز الدماغ على استعادة حدث قديم كذكرى رحلة من الطفولة بمجرد شم رائحة زهور الأوركيد، وهو أمر يحدث تلقائيًا في معظم الأوقات، كما تعد حاسة الشم مثيرة للمشاعر، وهي أساس عمل مصانع العطور، وتلعب هذه الحاسة دورًا مهما في عقل الإنسان اللاواعي على المستوى الشخصي في اختيار شريك حياته؛ وينبثق ذلك من واقع إنتاج جينات الإنسان المسؤولة عن تكوين الجهاز المناعي رائحة للإنسان تختلف من شخص إلى آخر.
يؤثر فقدان حاسة الشم على الصحة النفسية للمريض وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب؛ لما قد يعانيه من شعور بالانفصال عن العالم المحيط إلى حد ما، ولأن هذا النوع من الفقدان لا يظهر على العيان والسبيل الوحيد لمعرفة إصابة أحد ما به هو إخبارنا، ومن الصعب معرفة هذا الأثر دون خوض تجربته، فنحن نجهل نعمة ما نملك بين أيدينا حتى نفقدها ونعلم قيمتها، ويكون فقدان هذه الحاسة مؤشرًا مبكرًا في بعض الأحيان للإصابة بمرض الزهايمر وباركنسون[١].
لماذا قد تضعف حاسة الشم؟
تلعب حاسة الشم دورًا مهمًا في حماية الإنسان، وإصابتها بالضعف يرفع من نسبة التعرض للخطر؛ لغياب القدرة على ملاحظة العلامات التحذيرية، مثل شم رائحة الغاز، أو الحريق، أو الطعام الفاسد، ومن أسباب ضعف حاسة الشم ما يلي[٢]:
- إصابة الرأس بالأذى، أو التدخين، أو مشاكل في صحة الأسنان، أو اضطراب في الهرمونات.
- الحساسية، أو الإصابة والتعرض للالتهابات كالإنفلونزا، أو مشاكل حادة في الجيوب الأنفية ونمو سلائل فيها أو في الأنف، أو انحراف في الوتيرة الأنفية.
- تؤثر بعض الأدوية على حاسة الشم، منها المضادات الحيوية، ومضادات الاكتئاب، وبعض أدوية الحساسية.
- يوجد عوامل أخرى مؤثرة، مثل التعرض الطويل لبعض المواد الكيميائية، والعلاج بالإشعاع لبعض أنواع السرطان في الرأس والرقبة.
كيف يميّز الضعف في حاسة الشم؟
يترافق فقدان حاسة الشم أحيانًا مع أعراض الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد، والذي قد يشمل التهابات متكررة، ضغط وألم في الوجه، وانسداد الأنف وسيلانه، ويلاحظ أعراض الإصابة بضعف في حاسة الشم تدريجيًا أحيانًا، وبغتة أو فجأة في أحيان أخرى، ولكنه يسبب انخفاض في الشهية للطعام والشراب؛ بسبب الارتباط الوثيق بين حاسة الشم والتذوق، ومن أعراض الإصابة بالضعف في حاسة الشم ما يلي[٣]:
- غياب الشعور برائحة الأشياء أو انخفاضه.
- انخفاض بسيط في حاسة التذوق؛ لأن الشعور بالنكهة هو مزيج بين حاستي الشم والتذوق.
- انسداد الأنف واحتقانه.
- التهاب أنفي.
- التهاب في الجهاز التنفسي.
كيف يمكن علاج ضعف حاسة الشم؟
يجب اللجوء إلى الرعاية الصحية والطبية حال ملاحظة البدء بخسارة حاسة الشم بلا أي سبب سابق، بالأخص إن كان التغير مفاجئًا وحادًا، سيقوم الطبيب بمعاينة الحالة وفحص الممرات الأنفية، والجيوب، والأجزاء المحيطة، ومن الإجراءات التي يتخذها في هذه الحالة مراجعة تاريخ العائلة المرضي، بالأخص أمراض الجهاز التنفسي ومشاكله وأي أعراض أخرى متوقعة، وقد يقدم طبيب الأنف والأذن والحنجرة تنظير داخلي عن طريق الفم؛ وهي عملية يدخل من خلالها أنبوب طويل ورفيع في أنف المريض وعليها كاميرا لفحص الأنف و التجاويف الأنفية. من الأعراض التي يبحث عنها الطبيب هي الانتفاخ، ونزف الدم، والقيح، والأورام الحميدة، والانسدادات الأنفية، وتضخم الأجزاء الأنفية، وانحراف الحاجز الأنفي، وفي حال عدم كشف الفحوصات عن أي سبب واضح، يتم اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم المناطق المسؤولة في الدماغ عن التقاط الروائح، ومن الفحوصات التي تجرى أيضًا هو فحص يسمى بالخدش والاستنشاق ويجرى لكشف درجة ضعف الشم[٢].
من حياتكِ لكِ
تتغير الأجسام مع التقدم بالعمر، ومن التغيرات قليلة الشيوع التي قد تجهلينها هو بهتان حاستي الشم والتذوق طبيعيًا بشكل تدريجي وبطيء إذ يصعب ملاحظته، ولكن يمكنكِ اتباع الخطوات التالية لتقوية حاسة الشم لديكِ[٤]:
- تقديم الطعام بشكله الطبيعي، فعلى سبيل المثال: عند تحضيركِ لطبق من السمك حافظي على شكله كما هو، سيقوّي هذا من حاسة الشم لديكِ عندها يُشكل الدماغ روابطًا بين طعم ومظهر طعامكِ.
- ضعي حزام الأمان عند ركوب وقيادة السيارة، فمن الأسباب الشائعة لفقدان حاستي الشم والتذوق هو حوادث السيارات، حتى الصدمات الخفيفة منها؛ لأن أي اصطدام قد يحرّك دماغكِ في الجمجمة مسببًا ذلك قطع الأعصاب الواصلة بين الأنف والدماغ.
- مارسي المشي أو الركض الخفيف لمدة عشر دقائق، لأنه يحسن حاسة الشم لديكِ بعد الانتهاء، وقد يعود ذلك لكسب الأنف رطوبة زائدة أثناء ممارسة هذه الرياضة.
- اشربي كوبًا من ماء كل ساعة أو ما قارب، لأن جفاف الفم مهما كان سببه سواء من الأدوية أو جفاف الجسم يؤثر بشكل سلبي على حاسة التذوق، إذ إن شرب مقدار كافٍ من الماء يغير الجسم للأفضل.
- اتركي التدخين واقطعيه تمامًا، إذ لا شيء يفسد مستقبلات الشم الحسية في الأنف، ومستقبلات التذوق الحسية في الفم مثل التدخين، لما يسببه من تلف في الأعصاب الشمية في مؤخرة الأنف بشكل دائم، الناجم عن المدى الطويل من ممارسة التدخين.
- كلي عند شعوركِ بالجوع فقط، وذلك لبلوغ حاستي التذوق والشم ذروتها عند الشعور بالجوع.
- انفخي أنفكِ، ونظفيه بالماء والملح، قد يبدو كخطوة بسيطة لكنها فعالة في فتح الأنف وبالتالي منع إغلاق مستقبلات الأنف العصبية.
المراجع
- ↑ "Psychology And Smell", fifthsense, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ^ أ ب J. Keith Fisher (12-7-2020), "Hyposmia: Why do people lose their sense of smell?"، medicalnewstoday, Retrieved 19-6-2020. Edited.
- ↑ "Hyposmia: Why do people lose their sense of smell?", med.uth,9-1-2020، Retrieved 19-6-2020. Edited.
- ↑ Robert Sporter (4-11-2019), "How to Sharpen Your Sense of Smell and Taste"، thehealthy, Retrieved 20-6-2020. Edited.