محتويات
تعرّفي على معنى الحدود الشخصية
تُعرَفُ الحدود الشخصية بأنها مبادئ أو قواعد، ولها أنواع عدة كالحدود العقلية والعاطفية والمادية، وهذه المعتقدات تتكون من صنعنا وإنشائنا نحن بأنفسنا، فنحن نخلقها ونوجدها ونحميها ونحمي أنفسنا أيضًا من أي تلاعب بها أو تجاوزها من قبل الآخرين، وهذه الحدود تميز كل فرد عن الآخر وتجعل الإنسان يتفرد بها للتعبيرعن نفسه وعما يحتاج إليه بوضوح وراحة، وتعد هذه الحدود أحد أهم وأبرز الطرق الرئيسية التي تنمّي وتحقّق الرفاهية الجسدية والعاطفية والنفسية.
تكمن أهمية وجود الحدود الشخصية في اعتبارها جزءًا رئيسيًا في عملية بناء وإنشاء الصورة أو النموذج الذاتي بطريقة صحية متماسكة ومتمسك بها أيضًا، فعندما تكون الحدود الشخصية لديكِ قويةً فإنكِ ستجبرين كل العالم الذي يحيطُ بكِ بأن يحترم شخصك ويقدر ذاتك، وبالتالي فإن الحدود الشخصية ستساعدكِ على تعزيز شعوركِ بالرضا عن نفسكِ وستحافظ على سلامة وصحة حياتكِ النفسية، وبالتأكيد غياب هذه الحدود عن شخصيك ستجعل خطر عدم التمييز والتشابك بين احتياجكِ ورغبة الآخرين مما يؤدي عادةً إلى ما يسمى بالاعتماد المتبادل؛ وهو مصطلح يطلق على العلاقات غير الصحية لطرف واحد من أطراف العلاقة نتيجة لاستغلال الموقف أو الفرد الأضعف، إذًا عدم وجود حدود قوية وصريحة وواضحة بشكل عام عند أي شخص سيزيد من خطر التعرض للضغوط المتتالية على الفرد فضلًا عن توليد مشاعر اليأس والحزن بسبب الإفراط في الالتزام مع رغبات الجميع من حوله، وهذا سيؤثر بشكل خطير وكبير على الصحة العقلية للفرد، وقد يؤدي عادةً إلى الإرهاق أو إلى ما هو أصعب من ذلك كالانهيار العصبي.
تجدر الإشارة إلى أن الفرد عندما لا يقيم حدودًا شخصيةً مستقلةً به سينتهي به المطاف بالشعور بالضعف أو عدم الكفاءة أو قلة القيمة أو أنه لم يكن كافيًا بالقدر المطلوب، ومما لا شك فيه أن احترام النفس سيتؤثر بشدة وقد يؤدي لخلق مشكلات نفسية مثل: الشك في الذات أو كره الذات على المدى الطويل، وإن عدم القدرة على التعبير عما بداخلنا وعن إيصال ما نحتاجه وما نرغب فيه بطريقة واضحة يعد أمرًا مؤسفًا ومحزنًا للغاية[١].
الحدود التي يُفضّل أن تضعيها في علاقاتكِ الاجتماعية
يجب أن ترسمي حدود علاقاتكِ جسديًا ونفسيًا وأن تقدري المسافة التي ترغبين بوضعها بينك وبين وبين الأشخاص عمومًا وهذا الأمر ستحددينه باختلافٍ من شخص لآخر بحسب المكانة التي يقطنها في حياتكِ، فمن الأمور التي يفضل ويستحسن أن ترسخيها في سلوكياتك وتعاملكِ مع الغير؛ تحديد مقدار مستويات الاتصال البشري اليومي، فضلًا عن مقدار الوقت والجهد المستهلكين عند رؤية الشخص الآخر، وإن تقدير الحدود النفسية كالتسامح والتعصب للاختلافات والمعتقدات والاختيارات والثقة والأسرار وتحديد قيمكِ ومبادئك بحيث تكون عملية التقدير هذه متخذة بينك وبين نفسكِ فقط، بعدها تناقشيها مع الطرف الآخر المعامل، وهذا أمر سيخفف من العبء الاجتماعي وسيشعركِ بالراحة في إطار علاقاتك الصحية، وإليك بعض الحدود التي لا بد لكِ من وضعها في حياتك الاجتماعية[٢][٣]:
- الحدود المادية، وهي ما يحيط بكِ بشكل قريب جدًا كالاقتراب الجسدي المزعج مثلًا، فيجب أن تكون ردة فعلك سريعة وتلقائية تكمن بالابتعاد بشكل فوري وسيكون هذا الفعل بمثابة رسالة غير مباشرة للشخص المتعدي على هذا الحد، وإن استمر الشخص بالاقتراب فننصحك بحماية حدودك بالكلام المباشر وطلب التوقف عن الاقتراب أكثر، ويُمكن أن يكون هدف هذا الاقتراب للاطلاع على خصوصية هاتفكِ ومراسلاتكِ أو الفضول لمعرفة العمل الذي تقومين به في تلك اللحظة، وفي بعض الأحيان قد يكون للتحرش أو التلامس غير المرغوب.
- الحدود العاطفية والنفسية، وهذه الحدود تحمي شعوركِ وتقدر ذاتك وتحكمكِ في عملية فصل وتفريق مشاعركِ عن مشاعر الآخرين، وإن ضعف هذه الحدود أو عدم وجودها أشبه بمواجهة أعاصير دون اتخاذ أي من إجراءات الوقاية والحماية وقد تصبحين أكثر حساسية وتأثر بكلمات وأفعال وأفكار الآخرين عنكِ بشكل كبير وهذا الأمر سينتهي بشعورك بالألم والإرهاق، فضلًا عن شعورك الدائم بالمسؤولية بأن تكوني لطيفة وودودة مع الجميع وفي كل الأوقات، وأن تسمحي للضغط الخارجي أن يسيطر عليك لينتهك خصوصيتكِ، فليكن جوابك دائمًا هذه أمور تخصني أنا فقط؛ أمور بيني وبين نفسي، وعليك دائمًا أن تفصلي مشاعرك عن مشاعر الآخرين وألّا تسمحي لمزاجية أي أحد بالسيطرة على وقتك، ولا تضحي بأهدافك وخططك لإرضاء أي كان.
خطوات تساعدكِ في رسم حدود علاقاتكِ الاجتماعية
إن وضع الحدود وتأسيس المساحة الشخصية لا يمكن التكلم عنه شفهيًا فقط، وفي بعض الأحيان عندما تقولي كلمة لا فهي تعد بمثابة جملة كاملةً وافيةً وليست مجرد أداة للرفض فإنها تعني لا تتعدى هذه النقطة المقصودة، فهذا الأمر سيستدعي عند مخالفة رغبتك في هذا الأمر الذي قد سبق لكِ وأن أكّدتِ انزعاجك من تخطيه، بأن تخبري منتهك هذا الحد بالنتيجة أو الإجراء الذي سوف تتخذينه إذا استمر بتكرار التجاوزات الشخصية، وإليكِ بعض الخطوات التي قد تعينك بوضع حدودك الشخصية في علاقاتك العامة[٣][٢].
- أسسي حدودك الشخصية بوضوح وثبات واحترام وبطريقة مختصرة، ولا تحاولي التبرير أو التعذر والخجل عند وضعك لهذه الحدود، لأنه لا يمكن أن تضعي حدودًا ناجحة وثابتة إذا كنتِ تعتذري عنها في طرق ورسائل غير مباشرة.
- ذكري نفسك دومَا بأنك غير مسؤولةً عن تقبل وردة فعل الطرف المقابل في موضوع حدودك التي أقمتِها، أنتِ فقط مسؤولة عن إيصالها بالشكل الواضح والطريقة اللطيفة، فإذا عبر لكِ الطرف الآخر عن انزعاجه فكوني واثقة من أنها ليست مشكلتك لأن بعض الأشخاص الذين اعتادوا أن يسيطروا ويخترقوا مساحتك الشخصية سيقومون باختباركِ، وتوقعي هذا الأمر في كل وقت لكن كوني ثابتة اتجاه هذه المواقف واتجاه هؤلاء الأشخاص.
- أخبري نفسك بأن لكِ الحق في حمايتها، ومارسي هذا الأمر وصممي عليه، ستشعريبن في البداية ببعض الأنانية أو الحرج وحتى شعورك في الذنب ولكن لا تدعي القلق من هذه الأمور أن يسيطر عليك ويمنعك من احترام ذاتك والاعتناء بها، واستمعي دومًا لما يدور داخلك وحددي ما يجب قوله وفعله اتجاه ما يشعرك بالغضب من تصرفات الآخرين وتصرفي بحزم دومًا.
- إن عملية وضع هذه الحدود سيستغرق وقتًا جيدًا، فقط حددي خطةً زمنيةً خاصةً بكِ وحاولي أن تطبقيها على جميع الأفراد من حولك، وتأكدي أن بناء وتأسيس هذه الحدود سيخلق علاقات صحية مبنية على احترام الذات وتحقيق أهدافها وبناء الثقة بشكل أكبر، وستضيف لشخصيتك صفات جذابة ومثيرة وقوية.
- تلقي الدعم الدائم من الأشخاص الذين يحترمون حقك ويقدرون رغبتك في وضع هذه الحدود، وتخلصي على الفور من الأشخاص السلبيين في حياتك لا سيما أولئك الذين يحاولون إساءة معاملتك والتحكم والسيطرة عليك ويتعمدون إلحاق الضرر في مصلحتك، واعتني بنفسك بحب ودعي عنكِ الآخرين.
- كوني حازمة عند قولك كلمة لا؛ ولتكُن صادقة وصريحة وغير متبوعة بأي نوع من أنواع الاعتذار إذا كان يلزم الأمر لا سيما فيما يتعلق بخصوصية حساسة أو حتى غيرها، وكوني بخير أيضًا عند قولها لكِ من قبل الآخرين.
ما أهمية وضعكِ للحدود في علاقاتكِ الاجتماعية؟
تكمن أهمية وضعك لهذه الحدود للتعرف على حقوقك في جميع علاقاتك ولتشعري بالأمان والراحة فيها، ولتعزيز ثقتك بنفسك عند الحفاظ على خصوصيتك وعلى الحدود التي أنشأتِها وأنت تلمسين احترام الجميع لها، وستعالج المشكلات المتكررة والممملة في العلاقات وستخلق علاقات أكثر صحة وأكثر احترامًا وتقديرًا لشخصك، وستتجنبين أيًا من الإساءات العاطفية واللفظية في تحديدك لحدود العلاقات وستتعلمين مهارات الرفض السليمة وغير الجارحة.
فضلًا عن أنها ستساعدك في استمرارك لاحترام ذاتك، والتحكم في مشاركة أمورك ومعلوماتك الشخصية بشكل معتدل وتدريجي في علاقاتكِ الموثوقة والمتبادلة؛ فإنها ستحمي عالمك العاطفي والجسدي من التطفل والتحكم فيه، وستخفف وتقسم المسؤولية والسلطة في آنٍ واحد بينكِ وبين الطرف الآخر في العلاقة، وآخيرًا ستمكني نفسك من اتخاذ القرارات الصحيحة والصحية وتحمل مسؤولية نفسك فقط، وكوني على ثقة بأن تقاعسك أو خوفك من وضع هذه الحدود سيمنعك من القدرة على التعبير عما تحتاجينه وعما ترغبين به، لا سيما بعد مُضي وقت جيد في العلاقات، وسيبقى شعورك بالقلق وتأنيب الضمير والمسؤولية عن الآخرين يلاحقك لعدم قدرتك على الرفض أو التخلي، وستضعف ثقتك بنفسك وتشعري أنك غير قادرة على المعاملة الصحية بينك وبين الآخرين وبالتالي ستسمحين باتخاذ القرارات نيابةً عنك وهذا الأمر سيولد الشعور بالعجز وإهمال حياتك الخاصة[٢][٤].
المراجع
- ↑ "18 Signs You Lack Personal Boundaries (and Feel Constantly Used)", lonerwolf, Retrieved 6-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "SETTING AND ENFORCING HEALTHY BOUNDARIES", terricole, Retrieved 6-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "Setting Healthy Limits–It Can Be an All-Win!", mentalhelp, Retrieved 6-6-2020. Edited.
- ↑ "What Are Personal Boundaries and Why Are They Important?", drtracyhutchinson, Retrieved 6-6-2020. Edited.