الاضرار التي تنجم عن تتبع شؤون الناس الخاصه

الاضرار التي تنجم عن تتبع شؤون الناس الخاصه


لماذا يجب أن لا تتدخل بشؤون الآخرين؟

هل شعرت من قبل أن الناس يحكمون على أفعالك؟ هل وجدت نفسك مليئًا بالقلق من التفكير بهذه الطريقة؟ في كثير من الأحيان ينشغل الناس بآراء الآخرين لدرجة أن ذلك يتسبب في تقليل إنجازهم في الحياة، لذا يجب عليك محاولة عدم إبداء رأيك في كل وقت وكل شيء.


قد يكون تدخلك في الأمور الخاصة بالآخرين مسببًا لشعورهم بالسوء تجاه قراراتهم الشخصية وهذا أمر لا أخلاقي، فانتبه أن بعض الأشخاص يسعون إلى إيجاد أخطاء داخل الآخرين فقط ليجعلوا أنفسهم يشعرون بتحسن، فلا تستطيع دائمًا معرفة ما إذا كان الشخص المقابل هو شخص جيد أم لا، وتذكر أن تقديم مشورة لصديق يحتاجها قد يكون مفيدًا له، ولكن يجب تقديم النصائح دون تجاوز الحدود، حتى إذا كنت لا توافق على ما يفعله شخص آخر في حياته، فقد تتطلب منك الأمور عدم التدخل وتركهم يخوضون تجاربهم.


إذا توقف الجميع عن عرض وجهات نظرهم في الأشياء وانتظروا أن يطلبها منهم الأشخاص المعنيّون فستكون المشكلات أقل بكثير في هذا العالم، لأن كل إنسان له دائرة علاقات محددة ويسمح فقط لجزء صغير منها بالتدخل في شؤونه، فليس كل شريك أو صديق مؤهل ليؤخذ برأيه، فإذا لم تكن صديقًا مقربًا لأحد ولا يعرفك شخصيًّا فلا تخطئ في ترك آرائه ومواقفه تقنعك، فهذه الأنواع من الناس تتطلع للفت انتباهك لها وتعيش على فوضى حياتك وحياة الآخرين، وعادةً ما يميلون إلى أن يعيشوا حياة مملة وليس لديهم ما يهتمون لأمره، لذلك يتصرفون بهذه الطريقة لخلق شيء من لا شيء، فهم يسعون إلى سد الفجوة في حياتهم من خلال مناقشة خصوصياتك وخصوصيات الآخرين والحكم عليهم بقسوة، حتى يشعروا بتحسن بشأن وجودهم الذي لا معنى له.


تذكر عبارةً واحدة وهي أنّ ما تختار أن تفعله في حياتك هو خيارك وليس خيار أي شخص آخر، والخيارات التي تقررها هي ملكك، ولها الأثر في حياتك وليس من شأن أحد التدخل باتخاذها، وهذا يجعلك على وعي كافٍ بمواقف الآخرين، فالناس سريعون جدًّا في الحكم على عيوب غيرهم، لكنهم يترددون في النظر لذاتهم وتقييم عيوبهم، ولكن تذكر أن بعض الأشخاص في حياتك سيكونون دائمًا في صميم اهتماماتك، لذا من المهم تقدير هذه الآراء ومناقشتهم بها إن كنت متأكدًا من مدى اهتمامهم بك وبنجاحك.


تذكر دائمًا أن تجعل اهتمامك بحياتك وبتحسينها يبقيك مشغولًا للغاية فلا يكون لديك الوقت الكافي لانتقاد الآخرين والتدخل بشؤونهم التي لا تعنيك، وكن على ثقة أن أفضل طريقة للتعامل مع الأشخاص الفضوليين الذين يملكون أوقات فراغ كثيرة والذين يتمحور عملهم حول التدخل فيما لا يعنيهم، هي تجاهلهم وتركهم وشأنهم بما يقولون، وأن تستمر أنت في حياتك، وحاول ألا تفقد أعصابك بسبب مثل هؤلاء الأشخاص، لأن البعض منهم يفعل ذلك دون علم والبعض الآخر يفعله قصدًا لإثارة غضبك، فمن الأفضل أن تحافظ على برودة أعصابك وأن تستجيب فقط لأولئك الذين تشعر أنهم مهمون بالنسبة لك والذين يتطلعون لنجاحك، حتى يتمكنوا من التحدث معك وعنك بإيجابية[١].


ما هي أضرار تتبع شؤون الناس الخاصة؟

تكمن أضرار تتبع شؤون الآخرين في الأسباب المؤدية إلى ذلك؛ فالسبب وراء التدخل بشؤون الآخرين ينشأ عن عدم الرضا الذاتي، والتعاسة في الحياة وعدم السعادة، وشعور الشخص بانعدام قيمته، وغالبًا ما يكون السبب الأكبر وراء ذلك أن الشخص بلا هدف ولا طموح في حياته، أو قد يكون شديد الخوف على مصلحتك فيعتقد أنه بتدخله يقدم المساعدة لك، وقد يلجأ الشخص للتدخل في غيره عندما يظن أنه أسعد منه فيعتقد أنه بهذا سيزيد من سعادته، إلا أنه يأخذه لمشكلات أعمق؛ ليبدأ بمقارنة حياته مع الآخرين، وهذا بدوره أكبر ضرر يمكن أن يتسبب به، إذ سيبقى يحاول دائمًا أن يكون أفضل من شخص ما أو أن يستنسخ حياته كما هي لظنه أنها تناسبه، وسينسى نفسه ويركز فقط على أن يتميز عن المقابل، وينغمس في ملاحقة غيره دون النظر لاهتمامه ودون التركيز على أهدافه وطموحاته وما يناسبه، فيبقى يحاول ولكن دون جدوى وسيخسر بالنهاية، ويعود بنفسه لدائرة لوم الآخرين على فشله، ويكون أشد قسوة في الحكم عليهم وعلى مواقفهم الحياتية، مما يسبب بعدهم عنه وخسرانه لثقتهم به والابتعاد عنه، لأنه سيصبح من وجهة نظرهم الشخص السلبي بحياتهم، وهذا كله سينعكس سلبًا على حياته وصحته النفسية ومدى سعادته في حياته ورضاه عنها[٢].



من حياتكِ لكِ

عليكِ أن تبقي على وعي تام عند التعامل مع الأشخاص وأن تحرصي على عدم التدخل بخصوصياتهم، ولذلك نقدم لكِ بعضًا من التنبيهات التي قد تساعدكِ في معرفة حدودكِ مع مختلف المحيطين بكِ[٣]:

  • اعرفي متى تتراجعين، فيجب أن تعرفي ما إذا كانت المشكلة المطروحة تتعلق بك مباشرةً أم لا، فإذا لم يتطلب منكِ الأمر الكلام فيه، فمن الأفضل أن لا تبدي رأيكِ وأن تهتمي فقط بما يخصكِ، فبعض الأمور التي لا تتعلق بكِ ليس لديكِ حق للتدخل فيها، وإليكِ التمرين التالي الذي يساعدكِ في ذلك، وهو تمرين المخطط الدائري لتحليل علاقتك بشيء أو بشخص ما:
    • ابدئي برسم دائرة وكتابة أسماء ذوي العلاقة بالمشكلة في المركز.
    • ارسمي حلقة أكبر منها للأشخاص الأكثر تأثرًا بهذه المشكلة.
    • استمري في رسم دوائر خارجية مثل الأمواج لكل مستوى من الأشخاص المتأثرين، وانظري أين يقع اسمكِ على الرسم البياني لتتمكني من معرفة حد تدخلكِ ووقت تراجعكِ.
  • احترمي الحدود: اعلمي أن لكل شخص الحق في الخصوصية، وأن كل شخص مسؤول عن حياته، فليس لديك الحق في اقتحام حياة الآخرين والبدء في تقييم أمورهم، ومن أهم ما يساعدكِ في ذلك، الحرص على عدم تجاوز العلاقة مع شخص ما، فإذا كنت تتعاملين مع زميل عمل مثلًا، كوني راقية في التفاعل معه، وإن كنتِ في يوم مع طفل غريب وتصرف تصرفًا لا يعجبكِ فلا تحاولي تأديبه، واحرصي على قبول حق الآخرين في قيمهم ومعتقداتهم وآرائهم وإن اختلفتِ معهم.
  • انتبهي للغة الجسد: احترمي الآخرين عندما يخبرونك أن شيئًا ما ليس من شأنك بطريقة مباشرة أو حتى يحاولون تغيير الموضوع، وكوني على دراية بما تقوله أجسادهم، فمثلًا إذا كان الأشخاص يتجنبون التواصل البصري، أو يبتعدون عنك، فمن المحتمل أنهم يطلبون بصمت ألا تقاطعيهم أو تتدخلي، لمعرفة المزيد حول تعلم لغة الجسد اضغطي هنا
  • قيمي المخاطر: إذ عليكِ أن تقدّري خطورة الموقف عند التصرف بسلوكيات معينة، فإن شعرتِ أن الموضوع خطير وقد ينطوي على إيذاء شخص لآخر أو إيذائكِ أنتِ، يجب عليكِ التدخل في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
  • راقبي سلوكياتكِ لتتجنبي التدخل: إذا كنتِ في محادثة أو اجتماع لم تتم دعوتكِ إليه، فحاولي أن لا تتدخلي وأن لا تقدمي النصيحة لأي شخص إن لم يطلبها، وتذكري أن لكل شخص الحق في ممارسة أموره الحياتية بالطريقة التي يراها هو مناسبة وليس كما ترينها أنتِ، وحاولي أن لا تحكمي على الآخرين من موقف يحدث أمامكِ فقط لافتراضات بنيتها أنتِ عن الموقف، وكوني دائمًا الشخص الداعم لقرارات الآخرين بناءً على اختياراتهم دون تدخلكِ في اتخاذها معهم.
  • تجنبي الثرثرة: وابقي على بعد كافٍ من الأحاديث الجانبية التي قد لا تجلب النفع لكِ ولا لغيركِ، فإذا كنتِ في مجلس تكثر فيه النميمة والشائعات والتدخل في شؤون الغير، كوني الشخص المنسحب منها، وإن وجدتِ نفسكِ تغوصين في الحديث، غيّري مجرى الموضوع وذكري نفسكِ أنه من الإيجابي التركيز على موضوع مهم بدلًا من الكلام الذي لا معنى له.


المراجع

  1. ASHLEY FERN (2-7-2013), "Why You Need To Mind Your Own Business"، elitedaily, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  2. Luminita D. Saviuc (21-3-2018), "10 Reasons Why People Don’t Mind Their Own Business"، purposefairy, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  3. wikiHow Staff (15-8-2019), "How to Mind Your Own Business"، wikihow, Retrieved 31-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

550 مشاهدة