مظاهر التصحر

مظاهر التصحر

التصحّر

هو حالة من تدهور الأراضي الصالحة للزراعة وتحولها لأرض جافة غير صالحة للحياة النباتية والحيوانية والبشرية تحت تأثير العديد من العوامل البشرية والطبيعية كالتمدن والتعدين والرعي الجائر وإزالة الغطاء النباتي وغيرها؛ فيعود بالعواقب الوخيمة والتي تتمثل بعدم القدرة على دعم النباتات وإنمائها، والتصحّر عادة ما يحدث في المناطق شبه الجافة، وشبه الرطبة، بالإضافة للعديد من العوامل والظواهر الطبيعية المؤثرة، كما يخلّف مشكلات بيئية كثيرة، وفي هذا المقال سنوضّح مظاهر التصحر وأسبابه ومخاطره[١].


كما يمكن أيضًا تعريف التصحر بأنه العملية التي تحدث نتيجة تأثر الأراضي الجافة والقاحلة وشبه القاحلة بالعديد من العوامل منها البيولوجية والبشرية والطبيعية، كما تلعب أيضًا العديد من العوامل الأخرى دورًا في هذه العملية منها انعدام الاستقرار السياسي والرعي الجائر وحدوث تغير في المناخ، وبالرغم من تعدد الأسباب؛ إلا أن النتيجة المتوقعة واحدة هي تهديد كافة النظم الإيكولوجية في المناطق الجافة والعشبية أيضًا[٢].


مظاهر التصحّر

تبرز مظاهر التصحر وتتجلى في المناطق التي تغزوها هذه الظاهرة، ومن أهم مظاهرها[٣][٤]:

  • الكثبان الثابتة النشطة: كما هو معروف فإن الكثبان الرملية تساهم في زيادة رطوبة التربة، وتحسن نموّها النباتي، لكنّ حركة هذه الكثبان تؤدي لفقدها نسبة كبيرة من العناصر والمعادن المغذية، مما يؤدي لتدهور قدرتها البيولوجية.
  • انتقاص الغطاء النباتي: يعد الغطاء النباتي مقياسًا أساسيًّا لمعرفة درجة تصحر التربة، فتناقصه يسبب تراجعًا كبيرًا في نمو النباتات ومساحات الغابات، سواء كان ذلك من ناحية نوع النبات، أو كثافته، فكلا الحالتين تعدّ مؤشّرًا لبداية تصحر، وتصبح مسألة استرجاع الغطاء الأخضر إلى المنطقة أمرًا يتطلب مبالغ ماليةً طائلةً وتقنيات متخصصة للتمكن من ذلك؛ وبناءً عليه فإن مالكي الأراضي سيلجؤون لبيعها والتخلي عن المنطقة.
  • تملّح التربة: وهو من المظاهر الشائعة لتصحّر التربة التي تعتمد على الري الاصطناعي خاصة، وما يحصل هو أنّ التملّح يزيد ضعف خصوبة التربة الإنتاجية؛ نتيجة إفقادها القدرة على امتصاص جذور النباتات للماء من التربة، فترتفع نسبة ملوحتها، مع التركيز على أن العلاقة عكسية بين تملّح التربة وقدرتها البيولوجية.
  • نقص الغذاء، تحتاج جميع الكائنات الحية للغذاء، وإنّ النبات يعدّ مصدرًا لغذاء الحيوان والإنسان، وإن تأثر النبات بالتصحر يؤثر على تغذية الإنسان والحيوان.
  • الفيضانات، تلعب النباتات دورًا هامًّا في الحفاظ على المناطق التي تعيش فيها من الظواهر الطبيعية، ومن بينها الفيضانات على وجه الخصوص؛ إذ إنه في حال حدوث التصحر تزداد احتمالية حدوث الفيضانات أكثر في حال كانت المنطقة رطبة، وذلك لانعدام العوائق التي تقف في وجه الماء وتمنعه من الانتقال والتجمع، ويترتب على ذلك حدوث الفيضانات وتأثر مصادر المياه.
  • تلوث المياه، تتراجع جودة المياه ونوعيتها وتصبح أكثر سوءًا نتيجة تأثرها بالعوامل المحيطة، فمن المتعارف عليه أن وجود الغطاء النباتي يحافظ على صحة الماء ونظافته ونوعيته، وفي حال تراجعه تزداد نسبة تلوث الماء وتتردى جودته.
  • الزيادة السكانية، من الطبيعي أن يسهم التصحر في زيادة السكان في منطقة ما نتيجة انتقالهم من منطقة غزاها التصحر إلى منطقة أخرى تتوفر فيها مقومات الحياة من مياه وغطاء نباتي.
  • الفقر، يعد الفقر أيضًا من مظاهر التصحر، إذ يترتب على ذلك عجز الأفراد عن تأمين غذائهم من المحاصيل الزراعية، وبالتالي استغراق وقت طويل جدًّا للحصول على الغذاء والماء اللازمين.


أسباب التصحّر

من أهم أسباب التصحر[٣][٢]:

  • تغير المناخ، يعد المناخ من العوامل التي تؤثر على التربة، من حيث درجة رطوبتها وجفافها، فانعدام المطر سبب مهم ورئيسي في ذلك، وكلما ارتفعت درجة الحرارة أكثر ازدادت فرص حدوث التصحر، وتحديدًا في حال حدوث ذلك بالتواتر، وبناءً عليه تتفاقم مساحات الصحراء وتصبح غير مؤهلة للعيش.
  • ارتفاع درجة حرارة الجو يساهم في زيادة عملية التبخّر التي تُفقد التربة نسبة عالية من الماء، وترفع نسبة ملوحتها.
  • الممارسات الزراعية الخاطئة، قد يلجأ المزارع لممارساتٍ خاطئة دون قصد في الأرض، وذلك من خلال تجريدها تمامًا من الغطاء النباتي قبل الانتقال إلى حيز زراعي آخر، ويترتب على هذا التجريد افتقار التربة لأهم عناصرها الغذائية، وتتفاقم المشكلة يومًا تلو الآخر، ومن الأمثلة على الممارسات الخاطئة فرط استخدام الأسمدة الكيميائية.
  • التحضر، بالرغم من الأهمية التي يلعبها التحضر في حياة الأفراد؛ إلا أنه يترك أثرًا ملحوظًا في الأراضي الزراعية، فازدياد رغبة الأفراد بالتحضر والتنمية على حساب الأراضي الزراعية يجعل من المناطق قاحلة نتيجة الممارسات الخاطئة، كما أن المواد الكيميائية التي يستخدمها الإنسان تتسبب بتدهور التربة أيضًا.
  • سوء استغلال الأراضي الزراعية؛ ينتج عنه استنزاف التربة، ومن أشكاله إقامة المنشآت الصناعية بجانب الأراضي الزراعية أو عليها.
  • تعرية الأرض من الموارد الطبيعية، يحرص الإنسان على استخراج الموارد الطبيعية من باطن الأرض في حال توفرها متناسيًا الأضرار الجسيمة التي ستترتب على الغطاء النباتي، وفي الواقع إن استخراج النفط والغاز الطبيعي والمعادن من باطن الأرض يفضي إلى إفقاد التربة ما تحتاج إليه من عناصر غذائية تحفز على نمو النباتات، وبالتالي القضاء على الغطاء النباتي فيحدث التصحر.
  • إزالة الغابات، تساهم الأشجار والغابات في تماسك التربة، وتتجه أنظار البشرية نحو الغابات في حالِ الرغبةِ بالانتقال من مكانٍ لآخر، إذ تصبح الأشجار الضحية الأولى للتخلص منها لغاياتِ البناء وإقامة العمران، وبالتالي فإن التصحر يبدأ من تلك الرقعة ويبدأ بالامتداد تدريجيًّا إلى مختلف المناطق البيولوجية.
  • الرعي الجائر، تشكل الحيوانات خطرًا كبيرًا على الغطاء النباتي في حالات الرعي الجائر، إذ تتحول المناطق الحيوية لمناطق قاحلة تمامًا بسبب استنزاف النباتات، كما يفضي ذلك إلى صعوبة نمو النباتات مجددًا وبدء غياب اللون الأخضر من المناطق الحيوية.
  • الري السيئ، إنّ انعدام الري أو سوء أساليب ريّ النباتات والأشجار، كريّها بمياهٍ عادمة، أو مالحة يعدّ سببًا من أسباب التصحر.
  • الكوارث الطبيعية، تلعب الكوارث الطبيعية أيضًا دورًا في حدوث التصحر وتفشيه في بعض المناطق، وفي هذه الحالة قد يكون الإنسان عاجزًا عن إيجاد حلول جذرية للتصحر.
  • عوامل أخرى، مثل اتّباع أساليب عشوائية أو خاطئة في الزراعة والريّ، كإهمال وضع الجدران الاستنادية التي تحمي التربة من الانجراف، والحراثة العميقة الخاطئة، إلى جانب انجراف التربة الناتج عن السيول والأمطار الغزيرة، والرياح القوية.

طرق مكافحة التصحر

من أبرز طرق مكافحة التصحر والقضاء عليه تمامًا[١][٢]:

  • اتباع أساليب وطرق في إدارة مصادر المياه أكثر فعالية من أي وقتٍ مضى.
  • التخلص من التلوث البيئي والتقليل من استخدام الكربون.
  • التشجيع على توسيع نطاق مبادرة الجدار الأخضر، وهي مبادرة في غاية الأهمية تتطلب ضرورة استرجاع الغطاء الأخضر لأكثر من 100 مليون هكتار في 20 دولة أفريقية.
  • الحث على زراعة الأشجار في المناطق المنتشرة في صحراء جوبي لتقليص مساحة الصحراء وزيادة نطاق الزراعة.
  • إمداد المزارعين بأفضل الطرق والأساليب في إدارة الأراضي لتحفيز حصاد الماء بأقصى حدوده.
  • الاهتمام بالأشجار والنباتات بعد زراعتها.
  • وضع مصائد الأملاح لغايات منع الملح من التسرب إلى سطح التربة، إذ يساعد وصوله إلى هناك في منع امتصاص الماء وفقدانه، كما يسهم أيضًا بمنع تكدس الأملاح.
  • تغطية المحاصيل وحمايتها من العوامل المضرة بها، كالرياح والأمطار الشديدة.
  • التناوب في زراعة المحاصيل، وذلك بزراعة محصول مختلف في كل موسم من المواسم بقطعة الأرض ذاتها؛ فتصبح التربة أكثر قدرة على الإنتاجية.
  • الرعي الدوراني، وذلك بحصر الرعي في منطقة محددة لضمان عدم إلحاق الأضرار بالتربة والنباتات.
  • تقسيم الأرض لخطوط طولية مقطعة في الأرض، إذ يساعد ذلك في التخفيف من حدة جريان الماء من السطح.
  • بناء مصدات الرياح لحماية الأشجار من شدةِ الرياح.
  • تثبيت الكثبان الرملية.


المراجع

  1. ^ أ ب CHRISTINA NUNEZ (31-5-2019), "Desertification, explained"، nationalgeographic, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت John P. RaffertyStuart L. Pimm (22-5-2019), "Desertification"، britannica, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Rinkesh, "What is Desertification?"، conserve-energy-future, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  4. John Oswald, Sarah Harris, "Desertification"، sciencedirect, Retrieved 6-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :