أفضل وقت للكشف عن التكيس

تكيّس المبيض

يُشار إلى تكيّس المبيض طبيًّا باسم متلازمة المبيض متعدد الكيسات، وهي حالة صحية يتأثر فيها مستوى الهرمونات في جسم المرأة، تحديدًا هرموني الإستروجين والبروجسترون، والهرمونات الذكرية المعروفة باسم الإندروجين، بالإضافة إلى الهرمون المنشط للجسم الأصفر، والهرمون المنشط للحوصلة، الأمر الذي ينعكس على المرأة بظهور عدّة أعراض تمثّل هذه المتلازمة.[١]


شهريًا، يمرّ الجهاز التناسلي الأنثوي بعدّة مراحل مجموعة بما يُعرف بالدورة الشهرية، إذ يحفز الهرمون المنشط للحوصلة نمو البويضة غير الناضجة في المبيض، لتبدأ مرحلة الإباضة ويحفز الهرمون المنشط للجسم الأصفر إنتاج البويضة من المبيض، مما يسمح بالتقاء البويضة الناضجة بالحيوان المنوي في قناتي فالوب، وعندما تُصاب المرأة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، فإنّ هذه العملية تُصبح أقل انتظامًا؛ إذ يتكوّن في المبيض العديد من الكيسات المملؤة بالسائل، والبويضات غير الناضجة، وغير القادرة على بدء عملية الإباضة، فيقل مستوى هرموني الإستروجين والبروجسترون، وترتفع مستويات هرمون الإندروجين، مما يعني اضطرابًا في مراحل الدورة الشهرية ومن ضمنها مرحلة الطمث، ولهذا تُعدّ الاضطرابات التي تظهر على الطمث، وطبيعته من أهم علامات الإصابة بهذه المتلازمة.[١]


الكشف عن تكيس المبيض

يُعدّ الكشف عن الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أمرًا ضروريًّا في أي وقت تحدث فيه اضطرابات في الدورة الشهرية، أي عند ملاحظة أي تغيّرات في طبيعتها كأن تُصبح أقل انتظامًا في مواعيدها أو أن تغيب تمامًا، وكذلك اختلاف نمو الشعر عن طبيعته أو أي أعراض أخرى مرتبطة بتكيس المبايض، فيعتمد التشخيص على ظهور هذه الأعراض، وعلى الرغم من هذا تُوجد عدّة فحوصات مخبرية يُمكن أن يلجأ لها الطبيب لتحديد السبب المحدد وراء ظهور الأعراض، واستبعاد الأسباب الأخرى، وتتضمن هذه الفحوصات ما يأتي:[٢]

  • اختبارات الدم: تهدف هذه الاختبارات إلى فحص مستوى عدّة هرمونات؛ من ضمنها الهرمونات الذكرية كالتستوستيرون والديهيدرو إيبي أندروستيرون، والغونادوتروبينات المتحكمة بإنتاج هرمونات المبيضين، كما أنّ هذه الاختبارات قادرة على مساعدة الطبيب على استبعاد المشكلات الصحية الأخرى من خلال كشفها عن مستوى هرمونات مختلفة مثل هرمونات الغدة الدرقية، والغدة الكظرية.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: وهي إحدى طرق الكشف الآمنة تمامًا والتي لا تضمن استخدام الإشعاع أو الصبغات، وتظهر هذه الموجات وجود الأكياس في المبيض أو غيابها، وعلى الرغم من أنّ وجودها قد لا يعني حتمية الإصابة بهذه المتلازمة إلّا أنّ الأكياس تظهر في مبيض غالبية النساء المُصابات بها عند القيام بهذا الفحص، وقد يُلجأ للقيام بالتصوير المقطعي المحوسب أو غيره في حال وجود احتمالية إصابة المرأة بسرطان الغدة الكظرية أو سرطان المبيض.


أسباب تكيّس المبيض

في الواقع ما زال السبب الرئيسي وراء الإصابة بهذه المتلازمة غير معروف تمامًا، وعلى الرغم من هذا فتُوجد العديد من العوامل التي صُنّفت على أنّها قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، والتي تتضمن:[٣]

  • العامل الوراثي: أظهرت بعض الأبحاث العلمية ارتباط الإصابة بهذه المتلازمة ببعض الجينات الوراثية.
  • ارتفاع مستوى الإنسولين: يرتبط الارتفاع بمستوى هرمون الإنسولين في الدم بزيادة إنتاج هرمون الإندروجين الذي بدوره يُعيق حدوث عملية الإباضة، ويزداد هرمون الإنسولين نتيجة مقاومة الخلايا لعمله المنطوي على تمكين هذه الخلايا من استخدام المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم وهو الجلوكوز، الأمر الذي يتسبب بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم مما يُحفّز الجسم على إفراز المزيد من الإنسولين للتخلّص من هذا الارتفاع.
  • ارتفاع مستوى الإندروجين: كما ذكرنا مُسبقًا فإنّ الزيادة في مستوى هرمون الإندروجين في الجسم ستتسبب باضطراب عملية الإباضة بالإضافة إلى الإصابة بالشعرانية، وظهور حب الشباب، وفي الحقيقة أظهرت بعض الدراسات أنّ النساء المُصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، يُعانين من ازدياد في مستوى كريات الدم البيضاء، مما يشير إلى وجود التهاب، الذي بدوره يُساهم في تحفيز المبيض على زيادة إنتاج الإندروجين.


أعراض تكيّس المبيض

كما ذكرنا مسبقًا فإنّ من أوضح علامات الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات الاضطرابات التي تُصيب الدورة الشهرية، إذ تختلف في انتظامها، أو كميّة الطمث فيها سواء بزيادته أو نقصانه أو غيابه تمامًا، بالإضافة إلى هذه الأعراض فتوجد أعراض أخرى قد تظهر عند النساء المُصابات بهذه المتلازمة والتي تتضمن:[٤]

  • الشعرانية؛ إذ تُعاني ما يقارب 70 % من النساء المُصابات بهذه المتلازمة من زيادة ملحوظة في كمية الشعر في الجسم، ونموه في مناطق لا ينمو فيها عادةً كالذقن، والصدر، في المقابل تُصاب بعض النساء بترقق شعر الرأس، والصلع الذي يُشبه في نمطه الصلع الذكوري.
  • زيادة الوزن أو صعوبة خسارته.
  • حب الشباب الذي يُصيب منطقة الوجه، والصدر، والمنطقة العلوية من الظهر.
  • تغير لون الجلد في مناطق الثنيات، من ضمنها المنطقة التي بالقرب من الثديين، والمغبن، وعلى طول الرقبة.
  • الزيادات الجلدية في منطقة الرقبة أو تحت الإبطين.


المراجع

  1. ^ أ ب Stephanie Watson (1-11-2018), "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS): Symptoms, Causes, and Treatment"، www.healthline.com, Retrieved 20-7-2019. Edited.
  2. Melissa Conrad Stöpple (31-1-2019), "Polycystic Ovarian Syndrome (PCOS)"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 20-7-2019. Edited.
  3. "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", www.mayoclinic.org,29-8-2017، Retrieved 20-7-2019. Edited.
  4. "Polycystic ovary syndrome", www.womenshealth.gov,1-4-2019، Retrieved 27-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :