محتويات
فترة بعد الولادة
تشكو مُعظم نساء العالم من آلام تصيبها بعد الولادة، وهو أمر طبيعي فعملية الولادة بأنواعها المختلفة مرهقة تخرج منها المرأة مجهدة ومتعبة، ويصف الأطباء فترة ما بعد الولادة بالفترة التي يحتاجها الجسم لكي يعود إلى طبيعته قبل حدوث الحمل، وتستمر هذه الفترة لمدة ستة أسابيع تقريبًا وقد تطول عن ذلك لتصل إلى ستة أشهر[١]، وخلال هذه الفترة تحتاج المرأة درجةً عاليةً من الرعاية لها ولطفلها لتجنب وقوع أي مشكلة صحية؛ فخلال هذه الفترة تتعافى المرأة من الولادة والتغيرات الهرمونية والمزاجية التي أصابتها خلال فترة الحمل، فضلًا عن الضغط الذي يقع عليها بسبب الرضاعة الطبيعية واضطراب النوم والتجربة الجديدة التي تمر بها وهي الأمومة، كما تختلف الأعراض والمشاكل خلال هذه الفترة كثيرًا من امرأة لأخرى، لكن توجد أعراض شائعة سوف تعاني منها معظم النساء مثل دم النفاس وتقلصات البطن وآلام جرح الولادة الطبيعية أو القيصرية والإرهاق والاضطرابات المزاجية والاكتئاب وغيرها[٢].
المغص بعد الولادة
المغص بعد الولادة أمر طبيعي تُعاني منه معظم النساء، ولا يستدعي القلق ويختفي تدريجيًا بعد عدة أيام، ويحدث مغص البطن نتيجة أسباب معروفة أشهرها تقلصات الرحم التي تحدث حتى يعود الرحم إلى وضعه وحجمه الطبيعي قبل الحمل بما يعرف بعملية أوب الرحم، وتزيد هذه التقلصات مع الولاد الثانية والثالثة، ويرجع ذلك إلى أن النساء اللواتي يلدن أول مرة تكون عضلات الرحم لديهن أقوى، وتكون هذه التقلصات في أشد حالاتها خلال اليومين الأولين ثم تهدأ مع اليوم الثالث، ومع انتهاء الستة أسابيع يكون الرحم عاد لحجمه الطبيعي، وسوف تلاحظ المرأة أن الرضاعة الطبيعية تحفز وتقوي هذه التقلصات لأن مص حلمة الثدي بواسطة الطفل يحفز إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يسبب انقباض عضلات الرحم، وهو أمر حميد؛ إذ تساعد الرضاعة الطبيعي الرحم على العودة سريعًا إلى حجمه وتقلل خطر الإصابة بفقر الدم بسبب الخسارة المستمرة للدم[٣].
من الأسباب الأخرى الشائعة للشعور بمغص بعد الولادة هي الإمساك الذي يحدث نتيجة عدة أسباب مثل استمرار ارتفاع هرمون البروجستيرون في الجسم المتبقي من الحمل، والإصابة بالبواسير أو الشرخ الشرجي خلال الولادة، والألم الذي يصاحب بضع العجان، وتمزق المهبل أو الكدمات التي تصيب منطقة العجان بعد الولادة، وقلة الحركة بعد الولادة، وعدم تناول الألياف بالكم الكافي بالطعام، وأخيرًا بسبب الأدوية المخدرة المستخدمة خلال الولادة أو المغنسيوم سلفات المستخدم في حالات تسمم الحمل، وكل هذه الأسباب تشارك في الإصابة بالإمساك الذي يقل تدريجيًا مع مرور الأيام، أما السبب الأخير للمغص بعد الولادة فيصيب النساء اللواتي ولدن قيصريًا فقط نتيجة الاحتقان والشد الذي يصيب الجرح مع التئامه[٤].
الأعراض الخطيرة التي تصاحب المغص بعد الولادة
كما ذكرنا سابقًا فإن المغص أمر طبيعي خلال فترة ما بعد الولادة؛ إلا أنه إذا كان حادًا أو مستمرًا أو لا يستجيب لأي من طرق العلاج يكون مغصًا غير طبيعي ناتج عن تعقيد أصاب المرأة بعد الولادة مثل العدوى أو النزيف، وهو ما يستدعي التوجه للطبيب على الفور، وقد يصاحب هذا المغص الحاد أعراضًا أخرى تعد خطيرةً مثل[٤][٥]:
- احمرار حول جرح القيصرية.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- نزيف شديد من المهبل، وألم في المهبل.
- الغثيان والقيء.
- تورم جانبي البطن.
- ألم شديد يسوء مع مرور الوقت.
- ضيق في التنفس، وألم في الصدر.
- تسارع ضربات القلب.
- تورم الساقين.
- اضطراب الرؤية، وصداع شديد.
- الشعور بحرقة مع التبول أو التبول المتكرر.
علاج المغص بعد الولادة
تستطيع المرأة اتباع بعض النصائح والتعليمات لتخفيف حدة المغص بعد الولادة قدر الإمكان مثل[٣][٤]:
- الالتزام بالراحة قدر الإمكان.
- التخلص من البول أولًا بأول، دون انتظار الشعور بحاجة للتبول؛ لأن المثانة الممتلئة تعيق انقباضات الرحم.
- تغيير وضعية النوم مع الحرص على النوم على البطن ووضع وسادة أسفل البطن.
- الاستلقاء على البطن مع وضع كمادات دافئة أسفل البطن.
- تدليك أسفل البطن دائريًا.
- تناول الأدوية المسكنة التي يصفها الطبيب مثل الإيبوبروفين.
- شرب الماء والحليب والسوائل بكمية كبيرة، لتفادي الجفاف.
- الحفاظ على تناول وجبات غذائية صحية ومفيدة، وغنية بالألياف لتجنب الإصابة بالإمساك.
- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة مثل المشي لتحفيز حركة الأمعاء بعد استشارة الطبيب.
- الجلوس في حمام ماء دافئ لتخفيف ألم البواسير واحتقان المهبل والعجان.
- تناول ملين بوصفة من الطبيب عند مرور أكثر من يومين دون تبرز.
علاج المغص بعد الولادة بالأعشاب
تتوفر العديد من الأعشاب الطبية التي يمكن الاستعانة بها لتخفيف المغص بعد الولادة بعد استشارة الطبيب، وفيما يلي أهمها[٦]:
- شاي الزنجبيل: هو مضاد للالتهاب والميكروبات يسكن الآلام والمغص الذي يظهر بعد الولادة؛ لذا يمكن شربه بعد غليه بضع دقائق في الماء بعد إضافة أوراق الريحان والعسل إليه لتحسين مذاقه.
- شاي الشمر: بذور الشمر لها خواص مضادة للالتهاب ومسكنة للألم؛ لذا تستخدم في تسكين الألم الذي يظهر بعد الحمل؛ لذا يمكن شربه مرتين يوميًا بعد غليه في الماء لمدة عشر دقائق.
- شاي الليمون: معظم الآلام التي تظهر بعد الولادة تكون نتيجة ضعف المناعة؛ لذا يُسهم الإكثار من تناول فيتامين ج في تحفيز المناعة وهو متوفر بكثرة بالليمون، ويحضر شاي الليمون بغلي كوب من الماء وتركه يبرد قليلًا ثم تُضاف إليه شرائح من الليمون ويشرب مرتين يوميًا.
- شاي النعناع الطازج: النعناع ملطف للجهاز الهضمي؛ لذا يفيد في علاج المغص والتقلصات بعد الولادة عند إضافة أوراقه إلى الماء المغلي والانتظار عشر دقائق قبل شربه، ويمكن إضافة شرائح الليمون إليه.
- شاي البابونج: يساعد البابونج في التخلص من الآلام الناتجة عن أوب الرحم كما يساعد في تهدئة واسترخاء الجسم، وتخليص من التوتر والتعب اللذان يُصيبان المرأة بعد الولادة.
- القرفة: القرفة بهار ذو طعم مميز لها خواص مضادة للأكسدة وخافضة لسكر الدم وتساعد الجسم في محاربة العدوى والسرطان، وتساعد على التخلص من الدم الزائد ونزوله وتنظيف الرحم؛ لذا يمكن شربها ساخنة بعد الولادة[٧].
- الينسون والحلبة والهال والقرنفل: تُعد من الأعشاب المفيدة لعلاج مغص بعد الولادة أيضًا.
- تدليك البطن بالزيوت العطرية: تستطيع المرأة تدليك أسفل البطن في حركة دائرية بمزيج من زيت اللافندر وزيت النعناع وزيت السرو لتحفيز انقباضات الرحم.
الآلام المختلفة بعد الولادة
تمر المرأة بتغيرات جسمانية عديدة بعد الولادة وتعاني من العديد من الآلام الطبيعية بأجزاء مختلفة من الجسم مثل[٦]:
- آلام الظهر: الإجهاد والتعب الذي تمر به المرأة خلال الولادة يضغط على عضلات الظهر ويسبب الألم الذي قد يستمر فترةً حتى تستعيد العضلات قوتها، ويزيد هذا الألم إذا كانت المرأة مصابةً بسمنة مفرطة أو غير نشطة.
- آلام الحوض: خلال فترة الحمل توسع الهرمونات عظام الحوض وتُليّن الأربطة استعدادًا للولادة؛ لذا بعد الولادة قد تشعر المرأة بألم في منطقة الحوض قد يظهر مع التبرز أو التبول أو الجماع.
- آلام الساق: هي آلام طبيعية تنتج عن الوزن الزائد المكتسب خلال فترة الحمل وعن ارتفاع الهرمونات التي تسبب تليين الأربطة والمفاصل؛ مما قد يسبب تشنجات بالساق، كما قد يسبب النوم لفترة طويلة وعدم النوم وانخفاض المغنسيوم في الجسم الشعور بألم بالساق.
- آلام الصدر: تنتج هذه الآلام عن المجهود خلال الولادة أو عدوى تصيب الصدر أو عن الانصمام الرئوي الذي ينتج عن تكون جلطة دموية بالجسم وانتقالها إلى الرئة، وهو أمر خطير يستدعي الانتباه إليه.
- الصداع: هرمون الأوكسيتوسين الذي يرتفع خلال فترة الرضاعة الطبيعية قد يسبب الصداع.
المراجع
- ↑ "Postpartum Abdominal Pain: Normal Symptom or Cause for Concern?"، flo.health, Retrieved 2020-1-18. Edited.
- ↑ "Your Guide to Postpartum Recovery"، healthline, Retrieved 2020-1-18. Edited.
- ^ أ ب "Postpartum: Cramps (afterpains)"، babycenter, Retrieved 2020-1-18. Edited.
- ^ أ ب ت "Common Causes of Postpartum Abdominal Pain"، verywellfamily, Retrieved 2020-1-18. Edited.
- ↑ "WARNING SIGNS OF HEALTH PROBLEMS AFTER BIRTH", marchofdimes,2018-7، Retrieved 2020-1-18. Edited.
- ^ أ ب "Postpartum Pain And Cramps: Causes And Ways To Get Relief"، momjunction, Retrieved 2020-1-20. Edited.
- ↑ Daniela Knaan (2019-6-12), "Postpartum Tea- An Ancient Insider Recipe"، kidsareinspiration, Retrieved 2020-1-20. Edited.