الاعتناء بجرح الولادة الطبيعية

الاعتناء بجرح الولادة الطبيعية

الولادة الطبيعية

يستخدم مصطلح الولادة الطبيعية لوصف الولادة المهبلية التي تجرى دون أي دواء، كما يستخدم هذا المصطلح للتفريق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية، وتفضل النساء عادة الولادة الطبيعية بسبب المخاوف من تداخل التخدير حول الجافية مع استجابة الجسم للولادة الطبيعية والمخاض، وتوجد بعض المخاطر للولادة الطبيعية كالتمزق في العجان، والألم، والإصابة بالبواسير وسلسل البول، وبعض المشاكل النفسية[١].


كيف يمكنكِ الاعتناء بجرح الولادة الطبيعية؟

إذا أُصبتِ بتمزق مهبلي خلال الولادة أو شق الطبيب المنطقة فقد تتألمين بسبب الجرح لعدة أسابيع، وإذا أصبتِ بتمزق في العجان فقد تحتاجين لوقتٍ أطول لتتماثلي للشفاء، وبإمكانكِ اتباع الخطوات التالية لتقليل الألم والانزعاج أثناء التعافي[٢]:

  • اجلسي على وسادة مبطنة.
  • بردي المنطقة باستخدام كيس ثلج.
  • صبي الماء الدافئ على منطقة العجان عند التبول.
  • اجلسي في حمام دافئ عميق يكفي لتغطية وركيكِ وأردافكِ لمدة خمس دقائق، وبإمكانك استبدال الماء الدافئ بالماء البارد إذا جعلكِ تشعرين براحة أكبر.
  • تناولي مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، واستشيري طبيبكِ إذا كنت بحاجة لرذاذ أو كريم مخدر.
  • استشيري طبيبكِ بشأن أخذ أدوية ملينة للبراز أو مانع للإمساك.
  • إذا عانيتِ من ألم مستمر أو شديد أو متزايد تحدثي لطبيبكِ، فقد يكون دلالة على إصابتكِ بعدوى.


خطوات أخرى للعناية بنفسكِ بعد الولادة الطبيعية

يتغير جسمكِ بعد الولادة بطرق أكثر مما تتوقعين، وهذه التغيرات لا تنتهي بعد ولادة طفلكِ، وهذه بعض الأمور التي ستمرين بها بعد الولادة الطبيعية[٢]:


الإفرازات المهبلية

بعد الولادة يبدأ جسمكِ بالتخلص من الغشاء المخاطي السطحي الذي كان يبطن الرحم خلال فترة الحمل، لذا ستكون لديكِ إفرازات مهبلية من هذا الغشاء بالإضافة للدم لعدة أسابيع، وستجدين أن هذه الأفرازات حمراء وكثيفة في الأيام الأولى، ثم ستصبح أقل وتميل لأن تكون ذات قوام مائي وتتغير من اللون البني إلى الوردي ثم الأبيض المصفر، وإذا عانيت من نزيف مهبلي كثيف اتصلي بالطبيب، لا سيما إذا شعرت بألمٍ في الحوض أو حمى مصاحبة للنزيف.

الانقباضات

قد تشعرين ببعض الانقباضات العرضية خلال الأيام الأولى بعد الولادة، والتي تشبه انقباضات تقلصات الدورة وتساعد على منع النزيف المفرط وذلك عن طريق الضغط على الأوعية الدموية في الرحم، وهذه الآلام شائعة بعد الولادة خلال فترة الرضاعة الطبيعية بسبب إطلاق الجسم لهرمون الأوكسيتوسين، قد ينصحكِ الطبيب بتناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية.

سلس البول

قد يتسبب الحمل والمخاض والولادة الطبيعية بتمدد عضلات قاع الحوض التي تدعم الرحم والمثانة والمستقيم مما قد يتسبب بالإصابة بسلس البول وبالتالي ستتسرب بضع قطرات من البول أثناء السعال أو الضحك أو العطس، وتتحسن هذه المشكلة خلال أسابيع عادة، لكن يُمكن أن تستمر على المدى البعيد أيضًا.

عليكِ ارتداء الفوط الصحية وممارسة تمارين قاع الحوض والتي تسمى بتمارين كيجل، إذ ستساعدكِ تمارين كيجل في شد عضلات قاع الحوض والتحكم بالمثانة، وللقيام بتمارين قاع الحوض خذي وضعية وكأنكِ تجلسين وحاولي شد عضلات الأرداف والفخذين ثم حاولي إرخاء العضلات، ومارسي هذا التمرين لثلاث ثواني متتاليات وخذي استراحة بعدها وذلك لثلاث مرات على الأقل في اليوم ولعشر إلى خمس عشرة مرة على التوالي كأقصى حد.

البواسير والأمعاء

إذا شعرت بألم أثناء حركة الأمعاء ولاحظت تورمًا بالقرب من فتحة الشرج فقد يكون ذلك بسبب امتلاككِ أوردة متورمة في فتحة الشرج أو أسفل المستقيم، ولتخفيف الانزعاج أثناء علاج البواسير:

  • استخدمي كريم البواسير دون وصفة طبية، أو تحميلة تحتوي على الهيدروكورتيزون.
  • انقعي منطقة الشرج بالماء الدافئ لمدة 10-15 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا.
  • استخدمي وسادات تحتوي على مخدر.
  • إذا كنت تتجنبين تحريك أمعائكِ لتجنب الألم أو خوفًا من إيذاء العجان، تناولي أطعمة غنية بالألياف واشربي الكثير من الماء للحفظ على البراز لينًا ومنتظمًا، واستشيري طبيبك إذا كنت بحاجة ملين للبراز.

ألم في الثدي

بعد أيامٍ قليلة من الولادة ستشعرين بانتفاخ وامتلاء الثدي، ويوصي الأطباء بالرضاعة الطبيعية بانتظام على كلا الثديين لتقليل الأحتقان أو تجنبه تمامًا، فاحتقان الثدي سيسبب صعوبة للطفل عند محاولته إغلاق فمه؛ لذا اغسلي القليل من الحليب قبل إطعام طفلكِ، كما يمكنكِ استخدام منشفة دافئة أو أخذ حمام دافئ قبل الرضاعة، والتي ستسهل خروج الحليب، وبين الأوقات التي تقومين بها بإرضاع طفلكِ ضعي منشفة باردة على ثدييكِ، كما يمكنكِ تناول المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية.

أما إذا كنتِ لا ترضعين طفلكِ من ثدييكِ ارتدي حمالة صدر داعمة، كحاملات الصدر الرياضية، ولا تضغطي على صدركِ لأن ذلك سينتج المزيد من الحليب.


تساقط الشعر وتغيرات في الجلد

أثناء الحمل مستويات الهرمون المرتفعة في جسدكِ تجعل نمو شعركِ أسرع من تساقطه، وبالتالي ستحصلين على رأس مليء بالشعر ولكن بعد الولادة يحين الوقت لفقدان ما كسبته من شعر؛ لذا ستعانين من تساقط الشعر لمدة تصل إلى خمسة أشهر، كما أن علامات التمدد لن تختفي بعد الولادة، لكن ستتغير من اللون الأحمر إلى الفضي، كما أن أي بقع ذات لون غامق كانت موجودة على جسدكِ خلال الحمل ستختفي.


تغيرات في المزاج

تصاب العديد من الأمهات الجديدات بالإحباط أو القلق ويسمى باكتئاب ما بعد الولادة، وتشمل أعراضها تقلب المزاج ونوبات البكاء والقلق وعدم القدرة على النوم، وتهدأ هذه الأعراض خلال أسبوعين عادة، لكن عليكِ الاعتناء بنفسكِ خلال هذا الوقت، وشاركي مشاعركِ واطلبي المساعدة من زوجكِ أو أصدقائكِ.

إذا عانيت من تقلبات مزاجية شديدة وفقدان للشهية وإرهاق شديد وعدم الشعور بالسعادة بعد الولادة بوقتٍ قصير، فلربما أنت تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، واتصلي بالطبيب إذا شعرت بأنكِ تعانين من الاكتئاب لا سيما إذا لم تتلاشى الأعراض من تلقاء نفسها أو واجهت صعوبة في رعاية طفلكِ أو إكمال مهامكِ اليومية أو لديكِ أفكار لإيذاء نفسكِ أو طفلكِ.


فقدان الوزن

تفقد معظم النساء ما يقارب 6 كيلوغرامات أثناء الولادة، بما في ذلك وزن الطفل والمشيمة والسائل السلوي، وفي الأيام التالية ستفقدين المزيد من الوزن من السوائل المتبقية، بعد ذلك بإمكانكِ اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام للعودة لوزنكِ قبل الحمل.


فحص ما بعد الولادة

رعاية ما بعد الولادة يجب أن تكون عملية مستمرة بدلًا من مجرد زيارة واحدة بعد الولادة فقط، وتواصلي مع طبيبكِ خلال الأسابيع الثلاث الأولى بعد الولادة، ثم بعد 12 أسبوعًا من الولادة لإجراء فحص شامل بعد الولادة، وخلال هذه الزيارات سيتحقق طبيبكِ من مزاجك ورفاهيتكِ العاطفية، وسيناقش أمر مباعدة الحمل وموانع الحمل معكِ، وسيراجع معلوماتكِ حول كيفية العناية بالرضع وتغذيتهم، كما سيتحدث عن عادات نومكِ والإرهاق، وسيقوم بفحص بدني شامل بما في ذلك البطن والمهبل والرحم وعنق الرحم، للتأكد من شفائك جيدًا، وهذه الأوقات هي الأمثل للتحدث عن مخاوفكِ ككيفية استئناف حياتكِ الجنسية وكيفية التأقلم مع وجود طفل جديد في حياتكِ.


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

بعد الولادة ستدور بذهنكِ العديد من الأسئلة المرتبطة بحملكِ التالي مثل[٣]:


متى يمكنكِ الحمل بعد الولادة؟

يُمكن أن تحملي حتى قبل دورتكِ الشهرية الأولى بعد الولادة، وفي هذه الحالة الحمل يحدث بوقتِ مبكر خلال 4 أسابيع إلى 24 أسبوعًا بعد الولادة، وهذا يعتمد على ما إذا كنت ترضعين طفلكِ رضاعة طبيعية فقط أم لا.


هل يمكنكِ الحمل قبل الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة؟

نعم يمكن أن تصبحي حامل قبل دورتكِ الشهرية الأولى بعد الولادة، في حين تعاني بعض النساء من دورة شهرية أولى عقيمة بعد الولادة، بمعنى أن التبويض لا يحدث خلال الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة، لكن بعض النساء حصل عندهن التبويض قبل موعد الدورة الشهرية الأولى، أي أنه يمكن الأنتقال من حمل إلى آخر مباشرة دون أن تحظي بدورة شهرية.


ما هي فرص الحمل بعد الولادة؟

يمكن أن يسمح طبيبكِ لكِ بممارسة العلاقة الزوجة مرة أخرى بعد 4 إلى 6 أسابيع من إنجاب طفلكِ، وتبدأ الدورة الشهرية للنساء غير المرضعات في غضون 6 إلى 12 أسبوعًا بعد الولادة، بينما لن تحظى معظم النساء المرضعات بدورة شهرية في الأشهر الثلاث إلى الست الأولى بعد الولادة، وتحظى العديد منهن على دورة شهرية بعد 9 أشهر أو أكثر بعد الولادة.

يمكن لبعض النساء أن يحملن بوقتٍ قريب بعد الولادة بينما تبدأ بعض النساء بالتبويض لاحقًا، لذا إن لم تستعملي إحدى وسائل منع الحمل فمن شبه المستحيل تحديد احتمالية الحمل أو عدمه شخصيًا بعد الولادة، لأن لدى كل امرأة جسدًا مختلفًا، وجدول الإباضة بعد الولادة غير متوقع.


المراجع

  1. "Natural vs. Epidural: What to Expect", healthline, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Postpartum care: What to expect after a vaginal birth", mayo clinic, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  3. "How Soon After Giving Birth Can You Get Pregnant?", what to expect, Retrieved 22-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

551 مشاهدة