الفتن
الدين الإسلامي عرضة للفتن منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما زال عرضةً لها حتى الآن، ولأن الإسلام دين راسخ في قلوب أصحابه، وقرآنه الكريم محفوظ من الله عز وجل حتى يوم الدين، لم يستطع المغرضون من داخل هذا الدين ومن خارجه المساس به بأي شكل من الأشكال.
من الفتن التي واجهت هذا الدين الأحاديث والأحكام الشرعية والمغلوطة التي تنسب للنبي الكريم والتي تُظهر الدين بشكل غير لائق، وأيضًا التفاسير الخاطئة لآيات القرآن الكريم، والجماعات والأحزاب الكثيرة والمتعددة التي انقسم إليها المسلمون والتي بسببها انقسموا في أرائهم، جمبعها جعلت في هذا فرقتهم وخلافهم.
حديث الرسول عن قرن الشيطان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا، قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا، قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
في الحديث الشريف يدعو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالبركة والخير لبلاد الشام واليمن ولأهلهما، فاستغرب مَن حوله من الصحابة لماذا خص الشام واليمن في الدعاء فقط، فظنوا أنه نسي نجدًا، فذكروه وقالوا له ونجد؟ فعاود تكرار الدعاء للشام واليمن فقط، فأعادوا عليه السؤال فيما يخص نجد، فأجاب عليه السلام بأن نجد موطن للزلازل والفتن، أي إنها أرض تكثر فيها الكوارث، ويطلع فيها قرن الشيطان، والمقصود هنا هي كثرة الفتن والأشخاص المتلاعبين في الدين.
والتعميم على الأشخاص بناءً على الأماكن التي يعيشون فيها أو الأصول التي ينحدرون منها أمر غير جائز أبدًا، لأن الله عز وجل لم يجعل مقياس الحكم على الأعمال والتفاضل بين الناس إلا بالتقوى والعمل الصالح، فقد يظهر من نفس البلاد أو من نفس العائلة شخص تقي وعابد وزاهد، ومن نفس العائلة يمكن أن يوجد شخص عاصٍ وجاحد لنعم ربه، وهذا ما أكد عليه النبي الكريم أيضًا في أحاديثه الشريفة وفي خطبة الوداع أيضًا[١].
قرن الشيطان
كلمة قرن الشيطان من الكلمات التعبيرية التي وردت في أحاديث النبي الكريم والتي حملت إشارةً إلى الفتن والتزعزع في الدين والخلاف الفقهي على أمور كثيرة والخلط في الأحكام، ونسب الأحاديث الموضوعة للرسول، وغيرها من الأمور التي فتنت المسلمين عن دينهم. لكن الأهم من هذا كله أن الفتنة لا تصيب إلا ضعيف الدين أما صاحب الإيمان القوي فلا تطاله الفتنة ولا تؤثر به أبدًا فهو مؤمن بعقيدة راسخة وأكيدة لا شك فيها.
المراجع
- ↑ "المراد بنجد التي ورد الحديث بأن "بها يطلع قرن الشيطان""، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2020. بتصرّف.