محتويات
تأثير طلاق الأهل على الأطفال
أكدت الأبحاث أنّ الأطفال بعد طلاق والديهم يعانون من مشاكل نفسيّة كثيرة، مثل الضيق والغضب والقلق وعدم التصديق، ويتراجع سلوكهم الإيجابي، وقد تستمرّ مشاكلهم لمراحل متقدّمة في حياتهم، وقد يستغرق بعض الأطفال وقتًا طويلًا للاعتياد على روتين حياتهم الجديد، فالطلاق يخلق اضطرابًا عاطفيًا لجميع أفراد العائلة، لا سيما الأطفال الذين لا يفهمون سبب وجوب تنقلهم بين منزلين، ويشعرون بالاستياء والقلق من أنّ والديهم قد توقفوا عن حب بعضهم البعض، وقد يتوقّفون عن حبهم أيضًا يومًا ما، ويظن بعض الأطفال في مرحلة المدرسة الابتدائية أنهم ارتكبوا خطأ ما، وأنهم سبب الطلاق، ويغضب المراهقون من الطلاق والتغييرات التي يحدثها، ويلومون أحد الوالدين على إنهاء الزواج، أو قد يستاؤون من أحد الوالدين أو كليهما بسبب الاضطراب في الأسرة، وقد يكون الطلاق في بعض الظروف سببًا في راحة الطفل من التعرض للخلافات والمشاكل الأسرية المستمرة.
وبعد الطلاق يفقد الأطفال عادةً تواصلهم اليومي مع أحد الوالدين، وغالبًا الآباء، ويشعرون بابتعاد آبائهم عنهم، مما يؤثر على علاقتهما بشكل سلبي، كما تتأثر علاقتهم بالأمهات اللواتي يعانين من توتر المسؤولية الفردية التي تقع على عاتقهن بعد الطلاق، وأكدت دراسة أن الأمهات بعد الطلاق يصبحن أقل قدرة على منح الدعم والعاطفة، وتضطرب سلوكياتهم، وقد لا يجد بعض الأطفال انفصال الوالدين الجزء الأصعب، بل الظروف التي تنتج عنه، مثل تغيير المدارس، والانتقال إلى منزل جديد، والعيش مع أحد الوالدين، والتعرض للصعوبات المالية المحتملة بعد الطلاق، فقد تضطر بعض العائلات للانتقال إلى منازل أصغر أو تغيير الأحياء السكنية، ويصبح دخلها المادي أقل، والتغيرات المستمرة في شكل الأسرة عند زواج الوالدين، ودخول أشخاص جدد على حياتهم، كزوجة الأب أو زوج الأم، أو الأشقاء، ولأن معدل الفشل في الزيجات الثانية أعلى من الزيجات الأولى؛ يعاني الأطفال من حالات طلاق متعددة على مر السنين، ويتسبب الطلاق بمشاكل نفسية للأطفال والمراهقين، بغض النظر عن العمر والجنس والثقافة، مثل: الاكتئاب والقلق، واضطرابات في السلوك، مثل الانحراف والعدوانية وتعاطي المخدرات، ويؤثر على تحصيلهم الدراسي، ورغبتهم في الدراسة[١].
هل يؤثر فعلًا طلاق الأهل على علاقتكِ الزوجية؟
تظهر الأبحاث أن علاقتكِ الزوجية قد تتأثّر بطلاق أهلك، وقد تكونين أكثرعرضة لتجربة الطلاق، إذ أكدت الدراسة التي أجراها الباحثان (بول أماتو) و(دانيل ديبور) بأن زواج المرأة التي طُلّق والداها، تكون احتمالات تعرضها للطلاق كبيرة، بينما يزيد خطر الطلاق بنسبة أكبر للزوجين الذين طُلق والداهما، وتضمنت الدراسة الاستشهاد بعشر دراسات أخرى تقيس الحالات على مدى عشرين عامًا وقد وصلت إلى نتائج مماثلة، وأكدت أن طلاق الوالدين هو أكبر عوامل الخطر الموثقة لطلاق الزوجين، وقد تحبط هذه الإحصاءات عزيمتك في الحصول على زواج ناجح ومستمر، لذا عليك معرفة لماذا يولد الطلاقُ الطلاق، ويمكنكِ تجنب هذا الخطر، بفهم أمرين، الأول يتعلق بتنمية مهاراتك في تكوين العلاقات، وطبيعة سلوكك الشخصي، فربما لم تجدي في والديك نموذجًا جيدًا للتعامل بمهارات العلاقة الناجحة، مثل التواصل المفتوح، وأساليب التفاوض، وإدارة النزاعات والوصول إلى حلول، وهذا النقص في المهارات قد يؤدي إلى الطلاق، كما يعاني الأزواج الذين نشؤوا في بيئة أسرية قاسية، ومليئة بالمشاحنات والنزاعات، حتى لو لم يحدث فيها الطلاق، بأنهم لا يستمعون لشركائهم، ولا يتواصلون معهم، وينتقدونهم باستمرار، وتلك الأنماط قد تعلموها في طفولتهم، والأمر الثاني هو أن تجربة طلاق والديك قد تضعف قدرتك على الالتزام بمؤسسة الزواج، وتقلل من ثقتك في استمراره، فأنت تخشين الوقوع في الطلاق مثل والديك، وغياب ثقتك قد يعرض زواجك لخطر الطلاق، وقد يتسبب طلاق الوالدين بلجوء الأبناء لعلاقات غير صحيحة كرد فعل لمخاوفهم، أو قد يتجنبون الدخول في علاقات نهائيًّا لأنهم لا يملكون القدرة على تكوينها[٢].
تعرّفي على أساسيات نجاح أي علاقة زوجية
من أساسيات النجاح في العلاقة الزوجية، ما يلي[٣]:
- التواصل الجيد: فالتحدث مع زوجك هو أحد أفضل الطرق للحفاظ على نجاح زواجك، كوني صادقة في التعبير عما تشعرين به، ولكن عبّري بلطف واحترام، وعليكِ أن تكوني مستمعة جيدة، وأن تمنحيه الوقت الكافي ليتحدث، لتفهمي ما يريده ويحتاجه منك، واحرصي على التواصل المفتوح باستمرار بالتحدث مع زوجك، ليس فقط عن مستلزمات المنزل مثل: الفواتير، ومتطلبات الأطفال، بل شاركيه أفكارك ومشاعرك.
- التعبير عن الامتنان: عليكِ التعبير لزوجك أنك ممتنة لوجوده في حياتك، وعليكِ تقديره، واحترام علاقتك به وحياتك معه، والعائلة التي تجمعكما، واشكريه حين يقدّم أي خدمة لك، كأن يُعد العشاء أو يساعد الأطفال في واجباتهم المدرسية، أو يذهب للتسوق من البقالة، ومن المفيد أن تستغلا بعض الدقائق كل مساء لإخبار بعضكما البعض بتصرف تقدرونه في ذلك اليوم.
- الحصول على وقت خاص للزوجين: إذ تفقد علاقتك بزوجك طابعها الرومانسي لكثرة مسؤوليات العمل والأسرة، لذا عليكِ تخصيص وقت للاحتفال بمناسبات خاصة، إما بالخروج أو البقاء في المنزل، والحصول على أجواء هادئة للتحدث بعيدًا عن الأطفال.
- الحصول على وقت خاص للترفيه الفردي: فيجب أن تحظي بوقت لنفسك، لإعادة تجديد الطاقة، والتفكير والاستمتاع بالأنشطة الخاصة، وقد لا تجدين متسعًا من الوقت للترفيه عن نفسك مع انشغالك بمهام الزواج والأسرة، لا سيما إذا كان لديك أطفال، لذا اخرجي مع صديقاتك، أو التحقي بدورة تعليمية، أو انضمي لعمل تطوعي، فحين تعودين للمنزل ستكون علاقتك بزوجك هادئة ومتوازنة.
- إدارة الخلافات: إذ ستتعرضين للخلافات مع زوجك، ولن توافقي على كل ما يقوله، أو يطلبه، ولكن من المهم أن تتعاملي بإنصاف واحترام أثناء الخلافات، واستمعي إلى وجهة نظر زوجك، وحاولي ألا تغضبي، ولا تشعري بالإحباط، ويمكنكِ أن تبتعدي قليلًا وتهدئي إذا كنت بحاجة لذلك، ثم ناقشي المشكلة مرة أخرى عندما تكونا أنت وزوجك هادئين، وتغلبي على المشاكل بقليل من التغاضي.
- بناء الثقة: فقد أكدت الدراسات أن النقد الجارح، والازدراء، هي مخاطر تدمر الزواج، وكلما مارسها الزوجان، زاد احتمال الطلاق، وأن الأزواج الذين يختلفون دون أن يكونوا عدائيين، ويتحملون مسؤولية أفعالهم، يستجيبون لرغبات بعضهم البعض بعد انتهاء الخلاف، وإصلاح العلاقة.
- التسامح: فكلنا نرتكب الأخطاء، وقد يؤذي زوجك مشاعرك أو يفعل شيئًا يزعجك أو يغضبك، فلا تدعي تلك المشاكل تعيق طريق علاقتكما، وحاولي أن تسامحيه، ولا تفكري في الماضي.
المراجع
- ↑ Amy Morin, "The Psychological Effects of Divorce on Children"، verywellfamily, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ Sarah Epstein (5-2-2019), "If My Parents Are Divorced, Is My Marriage Doomed to Fail?"، psychologytoday, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ urmc team, "The Keys to a Successful Marriage"، urmc, Retrieved 25-7-2020. Edited.