توقعاتك عن الزواج حقيقية أم لا؟

توقعاتك عن الزواج حقيقية أم لا؟

التوقعات عن الزواج

الخلافات العائليّة أمر معروف ومفروغ منه؛ لأنّ كلّ واحد سيتصرّف على طبيعته في البيت، لكنّ هذه الخلافات تتأزّم كثيرًا بوجود توقّعات غير واقعيّة؛ لأنّها تؤدّي دائمًا إلى الشّعور بالغضب والحزن والأذى والقلق، كما أنّ التّمسّك الصّارم بهذه التّوقّعات غالبًا ما يعزّز الموقف العدائيّ الذي يقوِّض الالتزام بالعلاقة، كما أنّه من الصّعب الالتزام الكامل بجميع التّوقّعات طيلة الحياة؛ لذا يجب توقّع الاختلافات في العلاقة الزّوجيّة، وهذا منطقيّ جدًّا، لأنّ الزّوجين عاشا في خلفيّة مختلفة عن الآخر، ولا بدَّ من الاختلاف في بعض الأمور بين الحين والآخر، ولا فائدة من محاولة جعل أحد الزّوجين نسخة من الآخر[١].

تتطلّب العلاقات العمل باستمرار لتُحافظ على ألقها، أكثر من الاعتماد على الحبِّ أو الذّكريات، ومن الممكن للزّوجين أن يتغيّرا بمرور الوقت لكن ليس بنفس القَدْرِ، ولمواجهة تحدّيات التّغيير، تتطلّب العلاقة اهتمامًا مستمرًّا، وتواصلًا ورعاية من أجل البقاء والازدهار، ولا يجب توقّع الحبِّ غير المشروط؛ لأنّه أمر أحاديّ الجانب، ويتجاهل الرّغبات أو الاحتياجات الواقعيّة للشّريك الآخر والعلاقة ككلّ، لكن يمكن توقّع الحبِّ غير المشروط في حالة واحدة، وهي أنّه يتجاهل السّلوكيّات المدمّرة لأحد الزّوجين في العلاقة[١].

بطبيعة الحال علاقة الحبّ تستلزِم التّشارك في الحبّ والاهتمام، لكن عند التّعامل مع الشّريك كأنّه طفل، ستكون النّزاعات والخلافات هائلة؛ لأنّه لا ينبغي بأيِّ حال تعويض عجز العلاقة مع الوالدين في الصّغر مع الشّريك، بل إنّ التّصالح مع الماضي وفتح صفحة جديدة مع الشّريك سيكون أفضل للعلاقة وللزّوجين، ودائمًا التّسوية ضروريّة لحلّ الاختلافات الكامنة، أي أنّ على الزّوجين اختيار مشاكلهما بحكمة، وليس بالضّرورة افتعال خلاف على أشياء عاديّة وسطحيّة مثل مكان الغسّالة أو طريقة تشغيلها، وعلى الزّوجين أن يعرفا أنّ الشّريك لا يستطيع قراءة الأفكار، ولا ينبغي الاعتقاد بأنّه سيعرف ما يريده الآخر دون أن يفصح عنه[١].


3 توقعات غير منطقية عن الزواج

يمكن للتّوقّعات المُسبقة غير المنطقيّة أن تهدم العلاقة تمامًا؛ لأنّها تخلق الكثير من سوء الفهم وتقطع العلاقات، وتتسبّب في الكثير من مشاعر القلق والحزن واليأس، ويمكن أن تتكوّن الكثير من هذه التّوقّعات بسبب المسلسلات والأفلام أو من الأصدقاء والأقارب، وفيما يلي أكثر ثلاثة توقّعات غير منطقيّة عن الزّواج[٢]:

  • استمرار الحبّ بنفس القوّة: حسب علم النّفس فإنّ الحبَّ في بدايته يتسبّب في إطلاق الكثير من الأوكسيتوسين والدّوبامين والسّيروتونين والأستروجين والتّستوستيرون، وهذه الهرمونات جميعها تبقي الحبَّ في أقصى مرحلة له، لكن في نهاية المطاف تتبّدد هذه التّأثيرات العصبيّة، ولا يبقى إلّا شخصان يتعاملان مع الحياة اليوميّة الواقعيّة، وهنا يبدأ العمل الشّاقّ، ومن الطّبيعيّ البدء بالنّقاشات الحادّة والتّوتّر، لكن في الواقع ليس الصّراع مشكلة في حدِّ ذاته، بل هو فرصة لتعلّم التّفاوض وإدارة الخلافات لئلّا تتفاقم في المستقبل.
  • بقاء العلاقة سعيدة دائمًا: توقّع أن يبقى الزّواج سعيدًا توقّع لا شعوريّ، ومع مرور الوقت وازدياد الخلافات يبدو وكأنّ الزّوجين ليسا هما من كان معًا في البداية؛ لأنّه من الطّبيعيّ أن يتغيّر كلّ شخص ويتطوّر حسب عمله وأفكاره الشّخصيّة، والمشكلة عدم أخذ هذه التّغييرات في الحسبان، والتّفكير في أنّ السّعادة انتهت بمجرّد تغيُّر الأحوال.
  • إهمال مسؤوليّة السّعادة: يميل الأزواج إلى توقّع ما سيحصل عليه من الآخر، وعندما لا يقوم أحدهما بالمتوقّع منه، يبدأ الاستياء من العلاقة ويتطوّر إلى ازدراء ويبدأ الزّواج بالتّآكل والاندثار؛ لأنّ توقّع أيِّ شيء من الآخر يضع عليه حملًا نفسيًّا كبيرًا، فضلًا عن أنّ التّوقّعات مختلفة تمامًا عن مبدأ محاولة فهم الآخر بعُمق؛ لذا على كلا الزّوجين العمل معًا لتحقيق السّعادة وعدم إلقاء مسؤوليّتها على الآخر، ولا يتعلّق تحقيقها بعمل شيء يمكن للآخر القيام به، أو تحمّل مسؤوليّة القيام باحتياجات الآخر، بل إنّ السّعادة تتحقّق عندما يدعم الطّرفان بعضهما البعض.


توقعات حقيقية عن الزواج يجب أن تعرفيها

يمكن أن تكون أيّام وأشهر الزّواج الأولى شاعريّة وخالية من المشاكل المعقّدة، لكنّ هذا يتغيّر دائمًا؛ لأنّ الزّوجين يكتشفان بعضهما أكثر، وتبدأ حياتهما تدور حول بعضهم البعض، وكلّما تطوّرت الحياة تتطوّر العلاقة، لكنّ تطوّرها بنجاح يرجع دائمًا إلى قبول حقيقة أنّ التّغيير لازم، لكن غالبًا ما يتمسّك الأزواج بتوقّعاتهم التي حقّقوها في بداية علاقتهم، ومن غير المعقول أن تبقى هذه التّوقّعات منطقيّة مع مرور السّنين؛ لذا يجب قبول أنّ التّوقّعات المعقولة والحقيقيّة هي الأساس ليكون الزّواج مُرضيًا وسعيدًا[٣].

لكلّ شخص احتياجاته الخاصّة، وتوجد بعض التّوقّعات المعقولة التي ينبغي اعتبارها معطيات أساسيّة، وتركّز هذه التّوقّعات على كيفيّة معاملة كلّ شريك للآخر، والدّرجة التي يختلف بها كلّ شريك مع الآخر، ويجب النّظر في الظّروف المحيطة بالعلاقة قبل التّفكير في منطقيّة التّوقّعات التي يتوقّعها كلّ شريك من الآخر، لكن عمومًا التّوقّعات التّالية تكون منطقيّة لأغلب الزّيجات[٣]:

  • أن يفي كلُّ زوج باحتياجات الآخر.
  • أن يكون الزّوجان مصدر السّعادة الأساسيّ لكليهما.
  • أن يُلبّي الزّوجان احتياجات بعضهما جميعها.
  • أن يركّز كلُّ واحد على ما يراه الآخر مهمًّا.
  • أن يكون الزّوجان مركز اهتمام بعضهما.
  • أن تستمرَّ الإثارة والعاطفة كما كانت عليه سابقًا في بداية العلاقة.
  • الالتزام بالزّواج وعدم الخيانة.
  • المحافظة على المودّة اللّفظيّة.
  • التعاطف والتّراحم تجاه مشاعر كلٍّ منهما.
  • احترام بعضهما البعض.
  • النّظر في اختلافات بعضهما البعض.
  • قضاء وقت ممتع معًا، وإدراك أنّ لكلِّ أحد التزامات زمنيّة أخرى.
  • إبداء الاهتمام ببعضهما البعض وما يقوم به كلٌّ منهما، وهذا يتضمّن الآراء والأفكار والعمل والأنشطة.
  • التّقارب الجسديّ مثل إمساك اليدين والاحتضان وغيرها من الإيماءات الجسديّة اللّطيفة، وهي ضروريّة بغضّ النّظر عن الحياة الجنسيّة للزّوجين.
  • الاعتراف بوجود أشخاص مهمّين آخرين في حياة كلا الزّوجين، مثل أسرهِم وأصدقائهم.
  • تخصيص الوقت لبعضهما البعض وخلق الفرص للاستمتاع والضّحك معًا.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Bernard Golden, Ph.D (3-3-2018), "How Realistic Are Your Expectations of Your Partner?"، psychologytoday, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  2. Margarita Tartakovsky, M.S (8-7-2018), "3 Unrealistic and Detrimental Expectations About Marriage"، psychcentral, Retrieved 29-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Tonda R. Bian (24-6-2019), "12 Reasonable Expectations that Could Save Your Marriage"، divorcemag, Retrieved 29-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :