محتويات
هل من السهل أن يتغير الأشخاص؟
يعدُّ تغيير الذات من أهمّ تحديات علم النفس التي تواجه الكثير من الأشخاص، والمقصود هنا بالتغيير هو التغيير على المدى الطويل والمستدام، وليست الاندفاعات التي تحدث على المدى القصير وتختفي قبل حصول التغيير الحقيقي، وتوجد العديد من التغييرات التي تحتاج إلى الإرادة الشديدة مثل العادات، والطباع، وتغيير النظام الغذائي، والالتزام بممارسة التمارين الرياضية المختلفة، وغيرها من السلوكات شديدة الصعوبة، ويعود السبب في عدم قدرة الأشخاص على تغيير أنفسهم إلى سيطرة المشاعر السلبية مثل الخوف والندم والعار عليهم، إذ يظن الكثير منهم أنّ هذه المشاعر تحفّزهم على تغيير ذاتهم، ولكن العكس هو الصحيح، والتغيير الحقيقي يرتكز على المشاعر الإيجابية من أجل مواجهة التحديات.
إنّ الإحباط الذي يحصل بعد كل فشل ناتج عن عدم القدرة على تغيير سلوك معين من الممكن أن يزيد من صعوبة تغيير الذات، كما يعدّ تغيير النفس والذات من المسائل المهمة التي تحتاج إلى الكثير من الوقت، ولا يمكن التعامل معها مرة واحدة، وتؤدّي بعض الإجراءات القصيرة إلى تغيير تراكمي، وكلّ ما يحتاجون إليه بناء الأهداف؛ لأنّ الأهداف هي أداة القياس الواقعية التي ستكون الفاصل بينهم وبين التغيير، ومن أهم الأسباب التي تقف خلف عدم القدرة على تغيير الذات أنّ التغيير بحاجة إلى العديد من الأدوات، ولا يمكن الوصول إلى الهدف دون وجود خطة لتغيير الذات، لذلك يعدّ تغيير الأشخاص لذاتهم من التحديات الصعبة[١].
خطوات تساعدكِ في تغيير طباع زوجكِ السلبية
إن كنتِ تعانين من وجود بعض العادات السلبية لدى زوجكِ مثل قضم الأظافر والتدخين وغيرها من العادات، يجب أن تتعاملي مع هذه العادات بذكاء من خلال اتباع العديد من الخطوات، ولكن من المستحيل أن يتغيّر ذلك بسهولة، لذلك عليكِ امتلاك الصبر والعمل على تطبيق الخطوات التي تنصحكِ حياتكِ باتباعها، وهي كالآتي[٢]:
- تعاملي مع طباع زوجكِ بذكاء: توجد بعض العادات السيئة التي قد تعانين منها من زوجكِ، ولكن هذه العادات تعدّ من العادات الحسّاسة التي لا يمكنكِ التعامل معها مباشرةً، لذلك عليكِ التحدث معه بهدوء ولطف كي لا يشعر بالإهانة عندما تبدين انزعاجكِ من عاداته، وبعد ذلك يمكنكِ طرح مشكلتكِ معه، كما يجب أن تظهري له مدى انزعاجكِ من استمراره بهذه العادة، وبيّني له الآثار الجانبية لها والسبب الذي يقف خلف طلبكِ منه تجنب ممارستها، ويمكنكِ إخباره عن نتائج ممارستها في المستقبل كوسيلة لإقناعه بتركها.
- حددي خطة مناسبة لتغيير طباع زوجكِ: يجب أن تحدّدي الطريقة التي سوف تنفذينها كي لا تشعري بالإجهاد والضغط النفسي عندما تحاولين مساعدته في تغيير طباعه السيئة، ولكن يجب أن تحاولي معرفة السبب الذي يقف خلف ممارسته لعادته السيئة، وتعاطفي معه ولا تشعريه بأنه طفل، فهو لا يحب الشعور بالضعف، ويجب أن تحاولي تحمله أثناء تنفيذ خطتكِ التي صممتِها ليقلع عن طباعه السيئة، ويجب ألا تظهري أنكِ حكيمة في هذا الموضوع، بل أظهري أنكِ متوازنة ومنطقية.
- بدّلي طباع زوجكِ القديمة بطباع جديدة: يمكنكِ تبديل العادات السيئة لدى زوجكِ بعادات جديدة، فإن كان زوجكِ يتناول الحلويات بكثرة يمكنكِ جعله يتناول الفواكه بدلًا من الحلويات من أجل إبقاء يديه مشغولتين، مما يشعره بأنه أقل حرمانًا، كما يمكنكِ سؤاله عن الطريقة المناسبة التي يمكنكِ مساعدته من خلالها كي يقلع عن عاداته السيئة، فبهذه الطريقة تظهرين له أنكِ على استعداد تام لتقديم بعض التضحيات، مما يحفزه، وقسمي له الخطوات التي تريدين منه أن يلتزم بها، فعندما يكون الجبل مرتفعًا من الصعب تسلقه، ولكن إن بدأتِ بتسلقه خطوة بخطوة سوف تتمكنين من الوصول إلى القمة.
ماذا تفعلين إذا رفض زوجكِ التغيير؟
إن لم تتمكني من تغيير طباع زوجكِ بسبب عدم استعداده لتحسين ذاته، أو عدم طلبه لمساعدتكِ، فيجب أن تتعاملي مع طبع زوجكِ الصعب بطريقة مختلفة، وتوجد العديد من الإرشادات التي حضرتها لكِ حياتكِ لتتعاملي مع زوجكِ في هذه الحالة، وهي كالآتي[٣]:
- تقبلي عدم قدرتكِ على تغيير زوجكِ: يجب أن تتقبلي عدم قدرتكِ على تغيير زوجكِ إن كان زوجكِ لا يتقبل التغيير، وكل ما عليكِ فعله في هذه الحالة تغيير ردود أفعالكِ، فمن الممكن أن يسهم تغيير سلوككِ وطريقتكِ معه في تحفيزه على تغيير ذاته، وشاركي كل ما تشعرين به معه ليكون على معرفة بعاداته التي تزعجكِ.
- تعرفي على نفسكِ: يجب أن تتعرفي على ذاتكِ جيدًا، ويجب أن تنظري إلى آمالكِ، وتوقعاتكِ، ومواقفكِ، وسلوكياتكِ، وذكرياتكِ، وأحلامكِ، ويجب أن تسألي نفسكِ إن كنتِ قادرة على تحمل سلوكيات زوجكِ كي تمنعي نفسكِ من الوصول إلى الاكتئاب واليأس، كما يجب أن تواجهي قضايا زواجكِ وتحدياته، وأن تعبري عن كلّ مخاوفكِ.
- تحدثي مع زوجكِ لطرح مشكلتكِ: يجب أن تحضّري نفسكِ للحديث مع زوجكِ عن أهمّ المشكلات والعادات التي تعانين منها، لذلك عليكِ أن تختاري مكانًا ووقتًا مناسبين، ويجب أن تتحدثي معه بحب ودفء بعيدًا عن ردود الفعل الصادمة، ثم حددي المشكلة التي تعانين منها، ووضحي له تأثيرها على زواجكما، واستخدمي العصف الذهني من أجل مناقشة المشكلة وحلولها، والطريقة المناسبة لإرشاد زوجكِ إلى الطريقة السليمة هي أن تتحدثي عما تريدينه في علاقتكِ معه، وليس ما لا تريدينه، وحددي له إطارًا زمنيًّا معينًا من أجل إعادة تقييم الطريقة التي تسير فيها علاقتكما الزوجية، كما يجب أن تظهري مدى حبكِ له، وأنكِ بحاجة إلى السعادة معه كي لا تصلا إلى الانفصال.
- قيّمي مشكلات زواجكِ من جديد: يجب أن تحدّدي إن كانت الأمور تسير على ما يرام أم لا كي تكوني قادرةً على إعادة تقييم المشكلات التي يمر زواجكِ بها، إذ يجب أن تحدّدي ما إذا كانت هذه المشكلات مؤقتة أم أنها نهاية زواجكِ، وما المشكلات التي قد تمرّين بها إن استمر زواجكِ، وغيرها من الأمور التي قد تؤثر عليكِ وعلى زوجكِ، ولكن هذه الخطوة من الخطوات الصعبة جدًّا لأنها تحتاج إلى أن تواجهي نفسكِ، فإن لم تتمكني من التعامل مع هذا الموقف يجب أن تواجهي نفسكِ وتلجئي إلى خيار الطلاق، فأنتِ قادرة على اتخاذ القرار المناسب.
المراجع
- ↑ David DiSalvo (22-7-2017), "8 Reasons Why It's so Hard to Really Change Your Behavior"، psychologytoday, Retrieved 21-7-2020. Edited.
- ↑ "How to Make Your Husband Quit His Bad Habits", wikihow,2020-7-16، Retrieved 21-7-2020. Edited.
- ↑ Sheri Stritof (2-3-2020), "Dealing With a Partner Who Doesn't Want Change"، verywellmind, Retrieved 21-7-2020. Edited.