آثار الحروق البيضاء

ما هي آثار الحروق البيضاء؟

يُقصد بالحروق البيضاء حروق الدرجة الثالثة أو بالإنجليزية (Third degree burn)، والتي تُعرف بأنها تؤثر في طبقة الأدمة والأنسجة العميقة من الجلد، وينتج عنها جلد ذو لون أبيض أو أسود أو أحمر غامق متفحّم، وتُصنّف حروق الدرجة الثالثة أو الحروق البيضاء على أنّها أكثر الحروق خطورةً، وغالبًا ما تتشكل آثارها أو ندباتها خلال عملية الشفاء، والندب هي عبارة عن مناطق سميكة من الجلد يتغير لونها عن لون البشرة الطبيعي، إذ يسبب الجلد التالف بسبب الحروق موت الخلايا، وعادةً ما ينتج الجسم بروتينًا يُسمّى الكولاجين لإصلاح الجلد التالف؛ مما يؤدي إلى ظهور الندب، ويعتمد حجم الندب على مقدار تلف الجلد، وتُصنّف ندوب الحروق البيضاء إلى الندوب الضخامية، والتي تظهر بلون أحمر أو أرجواني، والندب المتقلصة التي تُقلّص حركة الجلد الطبيعية^[١][٢].

أسباب ظهور آثار الحروق البيضاء

قد تؤدي الحروق البيضاء أو حروق الدرجة الثالثة إلى تلف العظام والأوتار، كما أنها تؤثر في النهايات العصبية وعلى الإحساس في المنطقة المصابة، وقد يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من حروق الدرجة الثالثة تحوّل لون البشرة في مكان الحروق إلى اللون الأسود أو الأبيض؛ مما يتطلب وقتًا أطول للشفاء، وقد تحدث الحروق عند لمس شيء شديد السخونة، أو انسكاب الماء المغلي على الجلد، أو التعرض لصعقة كهربائية، أو التعرض الطويل لأشعة الشمس، ومع تماثل هذه الحروق للشفاء، تظهر آثارها أو ندباتها على الجلد، إذ من الطبيعي أن تُسبب الحروق البيضاء (الدرجة الثالثة) وحروق الدرجة الثانية ظهور الآثار أو الندبات على الجلد، فهذا أمر طبيعي يحدث مع شفاء الحروق، ولا يجب أن يكون له سببٌ معيّن^[٣]، ويعتمد حجم هذه الندبات على مقدار الحرق في الجلد، ومقدار التلف الذي حدث بسببه، ولكن توجد العديد من الأسباب التي تزيد من ظهور آثار أو ندبات الحروق البيضاء، من أهمّها ما يأتي^[٢]:

1. تعرض المنطقة المصابة لأشعة الشمس؛ فقد تؤدّي الأشعة فوق البنفسجية التي تأتي من الشمس إلى تحوّل ندبات الحروق إلى لون داكن.
2. عدم تطبيق هلام السيلكون على الحروق، والذي يساعد في تقليل ظهور الندبات، بما في ذلك تقليل الحجم والصلابة والاحمرار.
3. استخدام منتجات إزالة الندبات المتاحة دون وصفة طبية.
4. استخدام كريمات تحتوي على فيتامين أ أو فيتامين هـ، ممّا يجعل الندوب أكثر وضوحًا.
5. عدم تغطية الحروق بضماد غير لاصق.
6. عدم وضع مرهم مضاد حيوي والذي يساعد في منع تشكّل الندوب والآثار.

علاج آثار الحروق البيضاء

يعتمد علاج الحروق على درجة الحرق وحجمه، ومدى الضرر الذي لحق بالبشرة بسببه، وغالبًا ما يكون العلاج السريع والعناية المناسبة أفضل طريقة لمنع ظهور الآثار أو تقليلها، وتختفي العديد من الندبات مع مرور الوقت، لكن توجد بعض العلاجات التي قد تساعد في تخفيف هذه الندبات، وقد يستغرق الشفاء بعض الوقت، ومن أهم هذه العلاجات ما يأتي^[٤][٥]:

1. الملابس الضاغطة: هي ملابس ضيقة تدعم المنطقة المحروقة، إذ يساعد هذا الضغط في التعافي، وقد يحتاج الشخص إلى ارتداء الملابس الضاغطة طوال اليوم لبضعة أشهر، وتُظهِر نتائجًا أفضل للندبات المتوسطة إلى الشديدة، ولا يكون لها تأثير كبير في الندبات الخفيفة.
2. مراهم المضادات الحيوية: تساعد مراهم وكريمات المضادات الحيوية في منع العدوى في منطقة الحروق.
3. العلاج بالليزر: يساعد العلاج بالليزر في تخفيف الاحمرار والألم وصلابة الندبات، لكن في حال كان الشخص مُعرّضًا للتندّب الشديد؛ قد يفاقم العلاج بالليزر ندبات الحروق، كما قد يتسبب هذا العلاج بنزيف أو عدوى أو تغيرات في صبغة الجلد^[٦].
4. الجراحة: يمكن اللجوء إلى الجراحة لإزالة النسيج الندبي وتقليل حجم الندبات وتحسين حركة الجلد، في حال تسبب الحرق في التصاق أجزاء من الجلد ببعضها البعض، وتُعدّ حلاً تجميلًا يمكنه الحدّ من التشوهات الكبيرة الناتجة عن إصابات الوجه والأطراف، ولكنّ لها مخاطر عالية محتملة، مثل فقدان اادم.
5. ترقيع الجلد: تتضمّن عملية ترقيع الجلد أخذ الجراح جلدًا طبيعيًّا وصحيًّا من مكان آخر من جسمكِ أو من متبرع، ثم استخدامه لتغطية منطقة الجلد المحروق، ولكن توجد بعض المخاوف بشأن ترقيع الجلد، منها عدم التئام مناطق الحرق وتأثير الشبكات على نطاق الحركة، إضافةً إلى الألم الشديد.
6. زراعة الأنسجة المركبة (Composite tissue allotransplantation): تُعدّ من العلاجات الحديثة نسبيًّا، والتي تقوم على استخدام رُقَع تتكوّن من مجموعة من الأنسجة المختلفة التي تُزرع معًا كوحدة واحدة، مثلًا في حالات ترقيع جلد اليد، توضع رُقع تتكوّن من العظام، والعضلات، والجلد، والأعصاب، والأوعية الدموية لزراعتها^[٧]، ويمكن اللجوء لهذا الخيار العلاجي في حالات التشوهات الشديدة التي تلحق الضرر بالوجه والأطراف، فهي تساعد في تحسين شكل الحروق، واستعادة الحركة الوظيفية للجلد، لكنّ هناك مخاطر عالية محتملة، منها تثّبط المناعة مدى الحياة.

نصائح لتقليل ظهور آثار الحروق

يمكن أن تكون ندوب الحروق صغيرةً أو كبيرةً اعتمادًا على حجم التلف الذي أصاب بشرتكِ، وتتحدّد شدة الحروق بناءً على إمكانية تلاشي هذه الندبات أو بقائها مرئية على الدوام، كما سيساعدكِ العلاج السريع واختيار العلاج المناسب في تقليل مخاطر وشدة الندوب المتكونة، وإليكِ سيدتي بعض النصائح التي تساعدكِ على تقليل ظهور آثار الحروق، وهي كالآتي^[٤]:

1. احمي المنطقة المصابة من أشعة الشمس، إذ تجعل الأشعة فوق البنفسجة لون الندبات أغمق.
2. احرصي على شطف المنطقة المصابة بالماء البارد أو الفاتر بعد حدوث الحروق مباشرةً، ثم اتركي الجلد يجفّ في الهواء.
3. طبّقِي مضادًّا حيويًّا على شكل مرهم على مناطق الحروق، وذلك لمنع العدوى.
4. غطّي الحرق بمضاد غير لاصق مثبت بشاش جيدًا.
5. حاولِي ممارسة تمارين التمدّد لبضع دقائق كل يوم للتأثير على الجلد في المنطقة المصابة، وذلك حتى تمنعي التصاق الجلد ببعضه البعض في المنطقة.
6. تجنّبِي فقء أيّ بثور بنفسكِ وانتظرِي حتى تنفجر وتفرغ من تلقاء نفسها، ثم راجعي الطبيب لإزالة الجلد الميت.

أسئلة تجيب عنها حياتكِ

هل آثار الحروق تختفي مع الوقت؟

عادةً ما تترك حروق الدرجة الثانية والثالثة آثارًا رغم أنّ العلاج يقلل من احتمالية ظهور الآثار ويُسرّع الشفاء، إلا أنه قد لا يزيلها تمامًا، بينما في حالات حروق الدرجة الأولى، فإنّها تُشفى عادةً خلال 6 أيام دون التسبّب بظهور الآثار أو الندبات^[٢].

هل يعود لون الجلد لطبيعته بعد الحروق؟

بعد حدوث الحرق، قد يصبح لون منطقة الجلد المحروقة أحمرًا وملتهبًا، لكن يقلّ هذا الاحمرار تدريجيًا ويتلاشى مع شفاء الجلد، يستغرق الجلد عمومًا حتى يعود إلى لون قريب من الطبيعي مدة تتراوح بين 12 إلى 18 شهرًا^[٨].

المراجع

1. ↑ "Burns", webmd, Retrieved 2020-12-06. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} Bethany Cadman (2018-03-25), "How to get rid of burn scars", medicalnewstoday, Retrieved 2020-12-05. Edited.
3. ↑ "How Burn Scars Are Treated", verywellhealth, Retrieved 24/12/2020. Edited.
4. ^ ^{أ ب} Bethany Cadman (2018-03-24), "How to get rid of burn scars", medicalnewstoday, Retrieved 2020-12-06. Edited.
5. ↑ "Surgical treatment and management of the severely burn patient: Review and update", medintensiva, Retrieved 12/12/2020. Edited.
6. ↑ Sebastian Vrouwe, "Laser Treatment for Burn Scars", uchicagomedicine, Retrieved 13/12/2020. Edited.
7. ↑ Jasper Iske, Yeqi Nian, Ryoichi Maenosono, and others (1/1/2019), "Composite tissue allotransplantation: opportunities and challenges", Cellular & Molecular Immunology, Page 343-349. Edited.
8. ↑ "Healing process for burns", healthpartners, Retrieved 13/12/2020. Edited.