الثدي
يتكون الثدي من أربع بنيات رئيسة، هي: الأنسجة الدهنية، وقنوات الحليب، والغدد، والأنسجة الضامة، وتعمل معًا لإنتاج الحليب، وعند الوصول إلى سن البلوغ تستمر التغيرات التي تطرأ على الثدي، سواء في متلازمة ما قبل الحيض، أو أثناء الحيض، أو خلال فترة الحمل، أو الأم الجديدة، أو الرضاعة الطبيعية، ومع هذه التغيرات قد تعاني الإناث من مشكلات مختلفة، من تلك لمكشلات التي تصيب الثدي تحجّره، وهو من الأمور المزعجة والمؤلمة في ذات الوقت بالنسبة للأنثى، وفي هذا المقال توضيح لأسباب تحجر الثدي.[١]
أسباب تحجر الثدي
يمكن أن تسبب مجموعة من العوامل تحجر الثدي، ومن أكثر هذه الأسباب شيوعًا ما يلي:
- الدورة الشهرية: تحدث مشكلة تحجر الثدي ما قبل الدورة الشهرية بعدة أيام وخلالها، ويعود ذلك السبب إلى حدوث بعض التقلبات في عمليات إفراز الهرمونات، إذ تسبب دورة الطمث لدى المرأة تقلبات هرمونيةً في هرمون الإستروجين والبروجستيرون، مما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بتحجر الثدي والتورم والألم ، كما تشير النساء في بعض الأحيان إلى أن هذا الألم يزداد سوءًا مع تقدم العمر؛ بسبب زيادة الحساسية للهرمونات مع تقدم المرأة بالعمر، وفي بعض الأحيان لا تعاني النساء اللاتي عانين من ألم متعلق بالحيض من الألم بعد انقطاع الطمث. وإذا كان ألم الثدي ناتجًا عن تقلبات الهرمونات عادةً يزداد سوءًا قبل يومين إلى ثلاثة أيام من الدورة الشهرية، وفي بعض الأحيان يستمر طوال الدورة، ولتحديد إذا ما كان مرتبطًا بها يمكن الاحتفاظ بسجل لفترات الحيض وملاحظة وقت التعرض للألم طوال الشهر، فبعد دورة أو اثنتين قد يصبح النمط واضحًا.[٢]
- الحمل: غالبًا ما يكون ألم الثدي أول أعراض الحمل، فمن الممكن أن يكون مبكّرًا في الأسبوعين الأول والثاني، لكن في الغالب يكون في الأسبوعين الثالث والرابع من الحمل، وهذا الإحساس المؤلم يكون في ذروته في الأشهر الثلاثة الأولى؛ لأن الجسم مليء بالهرمونات، التي لها وظيفة مهمة، إذ تُعدّ الجسم لنمو الجنين، وتعمل بسرعة لتحضير الثديين للرضاعة الطبيعية، فيزداد تدفق الدم إلى المنطقة، كما يزداد حجم الثديين حتى يسبب تهيج الجلد والحكة، وتنمو قنوات الحليب في الثدي للتحضير للرضاعة الطبيعية، وتحفز الهرمونات نمو الغدد المنتجة للحليب، مما يسبب تحجر الثدي.[٣]
- بعد الولادة: من المشكلات التي تواجهها النساء بعد الولادة احتقان الثدي، ويحدث في حالتي الرضاعة وعدم الرضاعة، وهو تورم في الثدي ينتج عنه ألم نتيجة زيادة تدفق الدم وإمدادات الحليب في الثدي، ويحدث ذلك في الأيام الأولى بعد الولادة ، فزيادة تدفق الدم تساعد الثدي على إنتاج حليب وافر، لكنها قد تسبب أيضًا الألم والانزعاج، ويمكن أن يكون التورم في ثدي واحد أو في كليهما، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى امتداد الألم إلى الإبط، وقد تصبح الأوردة تحت جلد الثدي أكثر وضوحًا؛ ذلك نتيجةً لزيادة تدفق الدم، وكذلك تضييق الجلد على الأوردة. ولمعالجة الألم يعتمد ذلك على أن المرأة تعتمد في تغذية طفلها على الرضاعة الطبيعية أم لا، ففي الرضاعة الطبيعية يُعالَج احتقان الثدي باستخدام كمادة دافئة والضغط بها، أو الاستحمام الدافئ لتحفيز نزول الحليب وإرضاع الطفل بانتظام أو على الأقل كل ساعة إلى ثلاث ساعات، وتدليك الثدي أثناء الرضاعة، وتغيير وضعية الرضاعة لإفراغ الحليب من جميع مناطق الثدي، والتناوب في الإرضاع باستخدام الثديين، والضغط باستخدام اليد أو استخدام المضخة عندما لا تتمكن المرأة من الإرضاع. أما بالنسبة للأمهات اللواتي لا يُرضعن أطفالهنّ رضاعةً طبيعيةً يستمر التشنج المؤلم عندهن عادةً يومًا واحدًا تقريبًا بعد تلك الفترة، ومن الممكن أن يبقى الإحساس بالامتلاء والثقل في الثديين، لكن الشعور بالألم يخفّ، ويمكن استخدام بعض العلاجات، منها استخدام كمادات باردة للضغط على الثدي أو كمادت الثلج لتخفيف التورم والالتهابات، وارتداء حمالة صدر تمنع الثديين من التحرك كثيرًا.[٤]
- أورام الثدي: في حال عدم تزامن الألم مع أي من الأسباب السابقة وبصورة غير دوريّة يمكن أن يكون نتيجة العديد من الأسباب، منها: التكلسات، والأورام الحميدة والسرطانية، فإذا كانت المرأة تعاني من ألم في الثدي في منطقة واحدة فقط، وكان ثابتًا طوال الشهر دون أي تقلبات في مستواه يجب مراجعة الطبيب. ومن أكثر أعراض سرطان الثدي شيوعًا ظهور نتوء جديدة أو كتلة من المرجح أن تكون صلبةً غير مؤلمة ذات حواف غير منتظمة، وسرطانات الثدي يمكن أن تكون ناعمةً أو مستديرةً، ويمكن أن تسبب الألم لهذا السبب، لذا من المهم إجراء فحص عند ظهور أي كتلة في الثدي أو ورم أو تغيّره من قِبَل اختصاضي رعاية صحية ذي خبرة.[٥] ومن الأعراض التي تدل على وجود ورم سرطاني في الثدي تورّمه كاملًا أو تورم جزء منه، وتقشير الجلد، والألم في الثدي أو الحلمة، وتراجع الحلمة إلى الداخل، ويصبح جلد الحلمة أو الثدي أحمر أو جافًّا أو متقشرًا أو سميكًا، وقد تخرج إفرازات الحلمة، بالإضافة إلى تضخم الغدد الليمفاوية، ففي بعض الأحيان يمكن أن ينتشر سرطان الثدي إلى الغدد الليمفاوية تحت الذراع أو حول عظمة الترقوة، حتى قبل أن يكون الورم الأصلي في الثدي كبيرًا بما يكفي للشعور به.[٥]
كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي
يمكن أن يكون الفحص الذاتي للثدي بانتظام طريقةً مهمةً للكشف عن سرطان الثدي مبكرًا، فمن المحتمل أن يُعالَج بنجاح،ولا يوجد اختبار يمكنه اكتشاف جميع أنواع سرطان الثدي مبكرًا، لكنه يزيد من احتمالات الكشف المبكر، كما أن الفحص الذاتي للثدي طريقة ملائمة دون تكلفة يمكن استخدامها بانتظام، وتوصى جميع النساء بإجراء فحوصات ذاتية للثدي روتينيًّا، وتشمل كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي ما يلي:[٦]
- النظر إلى الثديين في المرآة والكتفيان مستقيمان، والذراعان على الوركين، ويجب ملاحظة أن الثديين بحجمهما المعتاد، وكذلك الشكل واللون، وأنّهما متساويان دون تشوّه أو تورم مرئي أو تجعّد الجلد أو انتفاخه، بالإضافة إلى عدم تغير موضع الحلمة أو الحلمة المقلوبة، وعدم ظهور احمرار أو طفح جلدي أو تورم، وعدم الشعور بالألم.
- رفع الذراعين والبحث عن نفس التغييرات.
- البحث عن أي علامات لخروج السوائل من إحدى الحلمتين أو كلتيهما أمام المرآة، وقد يكون سائلًا مائيًا أو حليبيًا أو أصفر أو دمًا.
- الاستلقاء على الظهر واستخدام اليد اليمنى لفحص الثديي الأيسر والعكس، ثم لمس الثدي بطريقة خفيفة وناعمة مع إبقاء أصابع اليد ممدودةً ومتلاصقةً، واستخدام حركة دائرية حول ربع حجم الثدي، وإجراء الفحص بالكامل من أعلى إلى أسفل، ومن جانب إلى جانب من عظمة الترقوة إلى أعلى البطن، ومن الإبط إلى المنطقة بين الثديين.
- فحص الثديين أثناء الوقوف أو الجلوس، كما تجد العديد من النساء أن أسهل طريقة للفحص عندما تكون البشرة رطبةً وزلقةً، لذلك يفضل إجراء هذه الخطوة أثناء الاستحمام لفخص الثديين بالكامل باستخدام نفس حركات اليد.
المراجع
- ↑ Cynthia Cobb (2018-10-24), "Breast Engorgement: Is It Normal? What Can I Do About It?"، healthline, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ Debra Rose Wilson (2017-6-28), "What is breast pain?"، healthline, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ Corinne Osborn (2019-7-15), "Do Sore Boobs Mean I’m Pregnant? Plus, Why This Happens"، healthline, Retrieved 2019-11-21. Edited.
- ↑ Cynthia Cobb (2019-10-24), "Breast Engorgement: Is It Normal? What Can I Do About It?"، healthline, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ^ أ ب The American Cancer Society medical and editorial content team (2019-9-18), "Breast Cancer Signs and Symptoms"، cancer.org, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ Marcia Boraas,Sameer Gupta (2019-10-24)، "Breast Self-Exam"، breastcancer.org, Retrieved 2019-11-18. Edited.