محتويات
تليف الرحم
يُعرَف تليف الرحم بالأورام الليفية وهي أورام ليفية تنمو في جدار الرحم، ويُمكن أن يطلق عليه اسم الورم العضلي الأملس، وفي أغلب الاحيان تكون هذه الأورام أورام حميدةً غير سرطانية، ويمكن أن تنمو هذه الأورام كورم واحد او قد تنمو على شكل مجموعات من الأورام في جدار الرحم، قد تتراوح هذه الأورام في حجمها فمن الممكن أن تكون صغيرةً بحجم بذور التفاح أو كبيرةً بحجم الجريب فروت، تؤثر الأورام الليفية على حوالي 30% من النساء في سن 35 عامًا ، ومن 20-80% من النساء في عمر 50 عامًا، إذ تُعد هذه الأورام أكثر شيوعًا خلال سنوات الإنجاب التي تكون فيها مستويات الإستروجين مرتفعةً، وتجدر بنا الإشارة إلى أن الأورام الليفية من النادر أن تُسبب أي مضاعفات، لكن إن سببت مضاعفاتٍ فقد تكون خطيرةً[١][٢].
أسباب تليف الرحم
لا يوجد سبب واضح للإصابة بتليف الرحم، إذ يعتقد العلماء أن الأورام الليفية الرحمية تتطور من خلايا جذعية في الأنسجة العضلية الملساء الموجودة في الرحم، ثم تنقسم هذه الخلايا انقسامًا متتاليًا ومتتابعًا مما يخلق كتلةً صلبةً من المطاط متميزةً عن الأنسجة القريبة، وتجدر بنا الإشارة إلى أن أنماط نمو الأورام الرحمية تختلف كثيرًا، إذ قد تنمو هذه الأورام بسرعة أو ببطء وفي أحيان أخرى قد تبقى بنفس الحجم مدةً من الزمن، كما أن بعضًا منها يتقلص من تلقاء نفسه، وتُشير الأبحاث والدراسات السريرية إلى وجود عوامل قد تساعد في الإصابة بتليف الرحم، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي[٣]:
- التغيرات الجينية: تحتوي العديد من الأورام الليفية على تغييرات في الجينات تختلف عن تلك الموجودة في خلايا العضلات الرحمية الطبيعية.
- الهرمونات: يحفز هرمون الإستروجين والبروجيسترون نمو بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية كما أنهما يعززان نمو الأورام الليفية، إذ إن الأورام الليفية تحتوي على مستقبلات هرمون الإستروجين والبروجستيرون أكثر من خلايا عضلات الرحم الطبيعية، لذا فإن الأورام الليفية تميل إلى الانكماش بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض إنتاج الهرمونات.
- عوامل النمو: قد تؤثر المواد التي تساعد أنسجة الجسم على النمو مثل عوامل النمو الشبيهة بالإنسولين على نمو الأورام الليفية.
- النسيج خارج الخلية: لوحِظَ أن النسيج خارج الخلية يزداد في الأورام الليفية ويكسبها بعض الخصائص الليفية، إذ إن النسيج خارج الخلية هو مادة تجعل الخلايا تلتصق ببعضها، وتُخزِّن عوامل النمو وتُسبب التغيرات البيولوجية في الخلايا نفسها.
أعراض تليف الرحم
تعتمد أعراض تليف الرحم على عدد الأورام الموجودة في الرحم وموقع هذه الأورام وكذلك حجمها، وفيما يأتي ذكر لأهم أعراض تليف الرحم وأكثرها شيوعًا[٤]:
- نزيف حاد خلال الدورة الشهرية ومن الممكن احتواؤه على تجلطات دموية.
- ألم في الحوض أو أسفل الظهر.
- زيادة التشنج أثناء الدورة الشهرية.
- زيادة التبول.
- استمرار الدورة الشهرية لفترة أطول من المعتاد
- الشعور بضغط أو الشعور بالامتلاء أسفل البطن.
- تورم أو انتفاخ في البطن.
مضاعفات تليف الرحم
كما ذكرنا سابقًا فإنه من النادر أن يُسبب تليف الرحم مضاعفاتٍ، لكن في بعض الأحيان قد يُسبب مضاعفاتٍ خطيرةً تُهدد الحياة، وفيما يأتي أشهر هذه المضاعفات[٢]:
- غزارة الطمث: قد يُسبب تليف الرحم غزارةً في الطمث مما قد يمنع المرأة من ممارسة أنشطة الحياة الطبيعية، مما يؤدي إلى شعور المرأة بالاكتئاب والتعب وإصابتها بفقر الدم.
- آلام في البطن: قد تُسبب الأورام الليفية الكبيرة تورمًا وانزعاجًا أسفل البطن كما أنها قد تُسبب حدوث الإمساك.
- مشاكل في الحمل: قد تُسبب الألياف مشاكلَ في المخاض، ومن الممكن أن تسبب ولادةً مبكرةً بالإضافة إلى زيادة خطر الإجهاض، كما أنها قد تزيد من ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين أثناء الحمل.
- العقم: في بعض الحالات قد يُسبِّب تليف الرحم عدم قدرة البويضة على الالتصاق في بطانة الرحم، كما أن بعض أنواع الأورام الليفية قد تُغير شكل الرحم مما يجعل الحمل أكثر صعوبةً.
- ساركوما الأنسجة الرخوة: وهو نوع نادر من السرطانات، يعتقد البعض أنه قادر على التطور داخل الورم الليفي في حالات نادرة جدًا.
- مضاعفات أخرى: مثل الجلطات الدموية الحادة والتخثر الوريدي العميق والنزيف الداخلي والفشل الكلوي الحاد.
العلاجات الدوائية لتليف الرحم
لا يوجد دواء واحد فعال لعلاج الأورام الليفية الرحمية، لكن توجد عدة خيارات مختلفة للعلاج من بينها العلاجات الدوائية التي تستهدف الهرمونات التي تُنظم الدورة الشهرية، وتعالج الأعراض الأخرى التي ترافق تليف الرحم مثل غزارة الطمث وضغط الحوض، وفيما يأتي ذكر لأهم العلاجات الدوائية وأكثرها شيوعًا[٥]:
- منبهات إفراز هرمون الغدد التناسلية: تعالج هذه الأدوية الأورام الليفية عن طريق منع إنتاج هرمون الإستروجين والبروجستيرون، مما يتسبب بحالة مشابهة لحالة انقطاع الطمث، مما قد يُسبب في كثير من الأحيان حدوث تقلصات في الأورام الليفية الرحمية، ومن الجدير بالذكر أن استخدام الأدوية المنبهة لإفراز هرمون الغدد التناسلية قد يُسبب الهبات الساخنة لدى كثير من النساء، كما أنه يتسبب بفقدان العظام، لذا لا يُمكن استخدام هذه الأدوية لمدة تزيد عن 3-6 أشهر.
- اللولب المفرز لهرمون البروجستيرون: يُمكن أن يخفف هذا النوع من اللولب من النزيف الحاد الناتج عن الأورام الليفية، إذ يُخفف البروجستيرون الأعراض المرافقة لأورام الرحم لكن لا يُعالج هذه الأورام، ولا يُقلل من حجمها كما أنه يمنع الحمل.
- حمض الترانيكساميك: يُعد هذا الدواء غير هرموني يؤخذ لتخفيف غزارة الطمث فقط، لذا يؤخذ عادةً في أوقات الدورة الشهرية فقط.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية: تُقلل هذه الأدوية الألم الناتج عن الأورام الليفية، لكن هذه الأدوية لا تقلل من النزيف الناجم عن الأورام.
- أدوية أخرى: قد يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية الأخرى مثل موانع الحمل الفموية وذلك للسيطرة على نزيف الدورة الشهرية، لكن هذه الأدوية لا تقلل من حجم الورم الليفي، وفي بعض الأحيان قد ينصح الطبيب بتناول بعض الفيتامينات ومكملات الحديد للنساء اللواتي يعانين من نزيف حاد أثناء الدورة الشهرية بالإضافة إلى فقر الدم.
المراجع
- ↑ "Uterine fibroids", womenshealth, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Fibroids: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "Uterine fibroids", mayoclinic, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "Fibroids", healthline, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "Uterine fibroids", mayoclinic, Retrieved 12-12-2019. Edited.