محتويات
تورّم القدمين في الحمل
بطن الحامل ليس هو الشيء الوحيد الذي يتورّم أثناء الحمل، فقد يحدث تورّم خفيف في جميع أنحاء الجسم خصوصًا في منطقة القدمين بسبب قوانين الجاذبيّة، وتختلف كميّة التّورم مع مرور الوقت، إذ يزداد مساءً، ويتغير بتغيّر الطّقس، ويزداد بازدياد درجات حرارة الجو المحيط، وأثناء فترة الحمل، ومن العوامل الأخرى المُسبِّبة للتورُّم زيادة إنتاج الجسم للمزيد من السوائل، إذ يُنتج الجسم ما يُقارب 50% من الدّم والسّوائل الإضافيّة لتلبية احتياجات الجنين النّامي، وفي الحقيقة إنَّ هذا التّورّم يُعدّ أمرًا طبيعيًا أثناء الحمل، ويُمكن لهذا التّورّم أو ما يُسمّى أيضًا بالوذمة أن يحدُث في منطقة اليدين، أو الوجه، أو السّاقين، أو الكاحلين، أو القدمين، وتساعد هذه السّوائل الإضافيّة على تليين جسم الحامل والسماح له بالتمدُّد، وتحضير المفاصل والأنسجة في منطقة الحوض لعملية الولادة، وتُمثّل هذه السّوائل ما يقارب من 25% من الوزن المُكتسب أثناء فترة الحمل[١][٢].
أسباب تورّم القدمين في الحمل
يُعدّ تورّم القدمين أمرًا شائعًا عند الحوامل، ومن الأسباب الّتي تُساعد على ظهورها اعتمادًا على مرحلة الحمل ما يأتي[٣]:
الثُّلث الأول من الحمل
لا يظهر انتفاخ القدمين للحامل عادةً في النصف الأول من الحمل، لكن قد تعاني بعض الحوامل من درجات طفيفة من الانتفاخ نتيجة ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، إذ تُسبِّب الزّيادة السّريعة في مستويات هذا الهرمون إبطاء عمليّة الهضم في جسم الحامل، وهذا من الممكن أن يُسبّب انتفاخ البطن الذي يمكن ملاحظته قبل أن تظهر زيادة في حجم البطن نتيجة نمو الجنين، وقد تُلاحظ الحامل أيضًا قليلًا من الانتفاخ في اليدين، أو القدمين، أو الوجه، لكن ليس كثيرًا، كما تجدُر الإشارة هنا لضرورة مراجعة الطّبيب في حال وجود الكثير من التّورّم في وقت مُبكّر من الحمل، خصوصًا إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى كالدّوخة، أو الصّداع، أو حدوث النّزيف.
الثُّلث الثّاني من الحمل
يبدأ الثُّلث الثّاني من الحمل في الأسبوع 13 من الحمل، أي تقريبًا بداية الشهر الرابع، ومن الممكن تورّم القدمين في الشهر الخامس من الحمل ، خصوصًا إذا كانت المرأة تقف على قدميها لفترات طويلة، أو إذا كان الجو حارًا، ويحدُث الّتورّم في هذه المرحلة نتيجة زيادة في حجم الدم والسّوائل في الجسم، بالإضافة إلى وجود الهرمونات الّتي تُساعد على احتباس السّوائل، ورغم أن هذا قد يجعل الخواتم والأحذية الخاصة بالحامل ضيّقةً، إلّا أنّها ضرورية لتسهيل الولادة كما ذُكرَ سابقًا، ولا داعٍ للقلق إذ إنّ السّوائل الزّائدة ستختفي بسرعة في الأيّام والأسابيع التي تلي الولادة.
الثُّلث الثّالث من الحمل
يبدأ الثُّلث الثّالث من الحمل من الأسبوع 28، ويُعدّ الوقت الأكثر شيوعًا لحدوث تورّم القدمين، خصوصًا مع مرور الأسابيع والاقتراب من الأسبوع 40، وتحدُث نتيجة مواصلة الجسم زيادة إمدادات الدّم والسّوائل، كما أنّ حجم الرّحم يزداد مع نموّ الطّفل، مما يؤدّي إلى إبطاء تدفّق الدّم من السّاقين إلى القلب، ولا يُعدّ هذا أمرًا مُقلقًا أو خطيرُا، لكنّه يُسبّب الانزعاج وعدم الرّاحة للحامل، وفي الحقيقة توجد العديد من العوامل الأخرى المساهمة في زيادة تورُّم القدمين، فبالإضافة إلى الطقس الحار، والوقوف على القدمين لفترات طويلة تساهم كل من الاختلالات الغذائيّة، وتناول الكافيين، وعدم شرب كميّات كافية من الماء يوميًّا في زيادة تورُّم القدمين.
علاج تورّم القدمين في الحمل
توجد العديد من التّدابير يُمكن اتّباعها للتقليل من تورّم القدمين، يُذكر منها ما يأتي[٢]
- تجنّب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: إذا كانت الحامل تقف على قدميها لفترة طويلة، فعليها أخذ قسط من الرّاحة للجلوس، أمّا إذا كانت تجلس لفترات طويلة، فيمكنها المشي 5 دقائق مرةً واحدةً على الأقل في السّاعة.
- رفع القدمين: من الأفضل رفع القدمين عند الجلوس.
- النّوم على الجنب: على الحامل محاولة النّوم على أحد الجّانبين، ويُفضّل أن يكون على الجنب اليسار، فذلك يحافظ على عمل الكلى، وبالتّالي التقليل من التّورّم.
- الحركة:على الحامل ممارسة بعض التّمارين المناسبة للحمل، كالمشي الّذي يُحافظ على تدفّق الدّم بدلًا من تجمّعه، أو محاولة السّباحة إذ إنّ ضغط الماء يُساعد على دفع السّوائل من الأنسجة إلى الوريد، ومنها إلى الكليتين حتى يتخلّص الجسم من الماء الزّائد عن طريق التّبوّل.
- تجنّب ارتداء الجّوارب الضّيّقة: فالجوارب الضّيقة تترك علامةً على السّاق، ولا تسمح بتدفّق الدّم والسّوائل بحريّة.
- ارتداء الأحذية المريحة: خصوصًا أثناء التّواجد في الخارج، فاستخدام دعامات الحذاء التقويمية يُساعد على التّقليل من آلام الظّهر والقدم أثناء الحمل، مما يجعل القدمين تتحسّنان.
- ارتداء الجوارب الدّاعمة: فعلى الحامل اختيار الجوارب الطّويلة مع وجود مساحة إضافية للبطن فيها، أو لأعلى الركبة أو الفخذ بحيث تكون غير مشدودة في أعلاها، توضع هذه الجّوارب الدّاعمة صباحًا قبد بدء تكوّن التّورّم اليومي للتمكّن من ممارسة الأعمال اليوميّة ممارسةً أكثر فعاليّةً.
- تناول المزيد من الماء: فقد يبدو غير منطقي التّخلّص من السّوائل بسوائل، لكن شرب 8-10 أكواب من الماء يوميًّا يُساعد على التّخلّص من الصّوديوم الزّائد في الجسم، وبالتّالي تقليل التّورّم.
- الحد من تناول الملح: إذ إنّ الملح يزيد من التّورّم، فيجب استخدامه باعتدال مع الطّعام.
مضاعفات تورم القدمين أثناء الحمل
يُعدّ تورّم القدمين أثناء فترة الحمل أمرًا طبيعيًّا جدًّا، فتورّم القدمين علامة على أنّ الجسم يقوم بعمل شاق لتنمية الجنين المتواجد في رحم الأم، ومع ذلك فقد يكون تورّم القدمين في بعض الأحيان علامةً على وجود مشكلة أكثر خطورةً كمقدمات الارتعاج الّتي يمكن أن تتطوّر وتُسبّب ارتفاعًا كبيرًا في ضغط الدّم، ومن الأمور الّتي تستدعي مراجعة الطّبيب عند تورّم القدمين ما يأتي[٣]:
- تورم مفاجئ في اليدين، أو القدمين، أو الوجه، أو منطقة حول العين.
- زيادة التّورّم سوءًا عمّا كان عليه.
- الشّعور بالدّوخة وعدم الرّؤية بوضوح.
- الإصابة بصداع شديد.
- الشّعوربصعوبة في التّنفّس.
- وجود تورّم في ساق واحدة مصحوب بألم أو احمرار أو حرارة، الأمر الذي قد يُشير إلى وجود تجلّط الأوردة العميقة، وهو وجود جلطة دمويّة في السّاق.
- القلق أو وجود مخاوف بشأن التّورّم.
من حياتكِ لكِ
فيما يأتي عوامل تزيد من تورم قدميك عند الحمل[٤][٥]:
- الجو الحار في الصيف.
- الوقوف لفترات طويلة.
- الإجهاد والأعمال اليومية الطويلة.
- تناول الأغذية التي تحتوي كمية قليلة من البوتاسيوم.
- تناول الأغذية التي تحتوي كمية عالية من الصوديوم.
- استهلاك الكافيين.
- عدم شرب الماء بكميات مناسبة.
المراجع
- ↑ "Swelling During Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Edema (Swelling of the Ankles and Feet) During Pregnancy", whattoexpect,2-6-2019، Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Megan Dix, RN-BSN (7-8-2019), "13 Home Remedies for Swollen Feet During Pregnancy"، healthline, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ↑ "Swelling During Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ Megan Dix, RN-BSN ( August 7, 2019), "13 Home Remedies for Swollen Feet During Pregnancy"، healthline, Retrieved 20-11-2019. Edited.