حساسية الجسم
تُعرَف حساسية الجسم بأنها استجابة الجهاز المناعي لمادة غريبة في أغلب الأحيان تكون غير ضارة، مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات وفي أحيان أخرى قد تكون الحساسية ناتجةً عن تناول بعض الأطعمة، ومن الجدير بالذكر أن نظام المناعة في جسم الانسان يتكيف مع البيئة المحيطة بالإنسان في الوضع الطبيعي، ويُهاجم المسببات التي يعتقد أنها غريبة عن الجسم فقط، عن طريق إنتاج مواد تُعرف باسم الأجسام المضادة، وتختلف شدة الحساسية من شخص لآخر، ويُمكن أن تتراوح من تهيج بسيط إلى الحساسية المفرطة التي تُعد حالةً طارئةً قد تُهدد الحياة[١][٢].
أسباب حساسية الجسم
إلى الآن لا يوجد سبب رئيس لحدوث حساسية الجسم التي يقوم بها الجهاز المناعي عند دخول مواد غريبة إليه، لكن يحدث التحسس فعليًّا عند إفراز أجسام مضادة تسمى الغلوبولين المناعي تُنتج هذاه الأجسام مادة الهيستامين أثناء تفاعلها مع مسببات الحساسية، ونتيجةً لإطلاق مادة الهيستامين تحدث أعراض الحساسية، ومن الجدير بالذكر أن لحساسية الجسم جانبًا وراثيًا مهمًا، إذ إن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحساسية أو الربو يزيد من احتمالية إصابة الأبناء بالحساسية، وتوجد عدة أنواع شائعة لمسببات الحساسية نذكر منها ما يأتي[٣][١]:
- لدغات الحشرات وتشمل هذه الحشرات النحل والدبابير والبعوض.
- العفن.
- حبوب اللقاح وبعض الأعشاب الضارة.
- مادة اللاتكس التي توجد غالبًا في القفازات والواقي الذكري.
- بعض المعادن مثل النيكل.
- وبر الحيوانات الأليفة.
- بعض أنواع الأدوية مثل أدوية البنيسيللن التي تدخل فيها تركيبة السلفا.
- بعض الأطعمة مثل القمح والمكسرات والحليب والبيض.
أنواع حساسية الجسم
توجد العديد من أنواع الحساسية التي من الممكن أن تصيب الناس، وفيما يأتي بيان لبعض هذه الأنواع[٤]:
- حساسية الطعام: تُعد حساسية الطعام من أنواع الحساسية الشائعة، إذ تُشير الإحصائيات التي تجريها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنها تؤثر على 4%-6% من الأطفال و4% من البالغين، وأعراضها أكثر شيوعًا عند الرضع والأطفال، لكنها قد تحدث في أي عمر، ومن الجدير بالذكر أنه يصعب التنبؤ بحساسية الغذاء في العائلات، إذ من المستحيل معرفة ما إذا كان سيرث الطفل من أحد أبويه حساسيةً تجاه نوع معين من الطعام أو أن الأشقاء سيصابون بحالات حساسية مماثلة، وتتراوح أعراض الحساسية الغذائية من أعراض خفيفة إلى أعراض شديدة، كما أن الأعراض يصعب التنبؤ بها في كل مرة، إذ من الممكن أن يشعر المُصاب بأعراض خفيفة نتيجة تناوله لطعام معين وتزداد هذه الأعراض بشدتها عند تناوله لنفس الطعام في فترة لاحقة، وتجدر بنا الإشارة إلى أن جميع الأطعمة من الممكن أن تُسبب حساسيةً، لكن يوجد عدد من الأطعمة مسؤولة عن 90% من حالات الحساسية، ومن هذه الأطعمة البيض والسمك والمحار والحليب والفول السوداني والقمح والصويا[٥].
- حساسية الجلد: تُعد حساسية الجلد من أنواع الحساسية التي يصعب تشخيصها، إذ توجد العديد من أمراض الجلد التي تُسبب حدوث طفح جلدي، ومن الممكن أن يحدث الطفح الجلدي نتيجة التعرض لنباتات سامة، أو تناول طعام معين أو دواء معين، وفي أحيان أخرى قد يكون ناتجًا عن الحصبة أو الأكزيما أو جدري الماء وغيرها من الأمراض الجلدية، كل هذه أنواع مختلفة من أمراض الحساسية الجلدية[٦].
- الحساسية الدوائية: قد يُصبح الجسم في بعض الأحيان حساسًا لدواء معين أو مادة تدخل في صناعة دواء معين، وقد يظهر على المريض طفح جلدي أو يواجه صعوبةً بالتنفس بعد تناوله دواءً معينًا، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحساسية لا تتغير مع تغير الشكل الصيدلاني للدواء، أي إنه إذا عانى شخص من حساسية نتيجة أخذه لحبوب دواء معين، فإن هذه الحساسية لا تختفي إذا أخذ نفس الدواء على شكل حقن، ومن الجدير بالذكر أن صدمة الحساسية تُعد شائعةً في حساسية الأدوية وتُعرف على أنها رد فعل تحسسي يُصيب جهازين أو أكثر في جسم الإنسان ومن الممكن أن تُهدد الحياة، وقد تحدث حساسية الأدوية بكثرة مع البنسلين والمضادات الحيوية القريبة من تركيبته بالإضافة لبعض المضادات الحيوية التي تحتوي على مادة السلفوناميدات ومضادات الالتهاب غير الستيرودية مثل الآيبوبروفين والأسبرين، ومضادات الاختلاج وبعض أنواع العلاج الكيماوي[٧].
- حساسية الأنف: حساسية الأنف أو ما يُعرف بالتهاب الأنف التحسسي أو حمّى القش تحدث عندما يصبح جهاز المناعة حساسًا ويتفاعل تفاعلًا مفرطًا مع أشياء في البيئة لا تُسبب أي مشاكل في معظم الأشخاص، وقد تكون حساسية الأنف دائمةً على مدار السنة أو قد تكون موسميةً تحدث في مواسم معينة، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص قد يعانون من نوعي حساسية الأنف؛ إذ يعاني من حساسية دائمة طوال السنة وتزداد الأعراض شدةً في مواسم معينة، وعادةً ما يكون سبب الحساسية بعض الجراثيم وحبوب اللقاح أو بسبب التعرض لبعض المهيجات مثل دخان السجائر والعطور، ويشعر المريض المُصاب بحساسية الأنف بسيلان في الأنف يرافقه سيلان وحكة في العينين بالإضافة للعطاس وانسداد الانف أو احتقان الأنف[٨].
علاج حساسية الجسم
يُمكن أن تساعد الأدوية في علاج أعراض الحساسية، لكنها لن تُعالج الحساسية، ومعظم أدوية الحساسية لا تحتاج وصفةً طبيةً، لكن يجب استشارة الطبيب المختص قبل أخذ هذه الأدوية، ويُنصح جميع المرضى المصابين بأنواع حساسية معروفة بمحاولة تجنب جميع المواد المسببة للحساسية، وفيما يأتي ذكر للأدوية المستخدمة في علاج الحساسية[٢][٣]:
- مضادات الهيستامين: تعمل هذه الأدوية على مادة الهيستامين المسببة لأعراض الحساسية عمومًا، لكن من المهم اختيار النوع المناسب للحالة إذ إن بعض هذه المضادات لا تُناسب الأطفال.
- الأدوية المزيلة للاحتقان: إذا كانت أعراض الحساسية تشمل احتقانًا في الأنف، فإن مضادات الاحتقان قد تُساعد في هذه الحالة، وعادةً ما يحدث احتقان الأنف إذا كان المصاب يعاني من حمى القش أو يتحسس بسبب الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة.
- العلاج المناعي: قد يوصي الطبيب بتجربة العلاج المناعي في حالات الحساسية الشديدة أو حالات الحساسية التي لا تستجيب لأنواع العلاجات الأخرى، ويتضمن هذا العلاج سلسلةً من الحقن بمستخلصات نقية مسببة للحساسية وعادةً ما تُعطى على مدى بضع سنوات.
المراجع
- ^ أ ب Alana Biggers, (5-6-2018), "Everything You Need to Know About Allergies"، healthline, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Allergies", mayoclinic,6-1-2018، Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Everything you need to know about allergies", medicalnewstoday,24-10-2017، Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Types of Allergies", acaai, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Food Allergy", acaai, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Skin Allergy", acaai, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Drug Allergies", acaai, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Allergic Rhinitis", acaai, Retrieved 11-11-2019. Edited.