محتويات
الدورة الشهرية
تُعدّ مرحلة البلوغ التي يمر فيها الجميع سواء أكان ذكرًا أم أنثى مرحلةً انتقاليةً في حياة الفرد، وتترتب عليها العديد من التغيرات الجسدية والنفسية، يصبح بها الشخص قادرًا على الإنجاب، وعند النساء في مرحلة البلوغ تبدأ فترة الحيض لديهن التي تُعدّ أمرًا طبيعيًا تحدث معها تغيرات في جسم الفتاة ورحمها، فيُصبح قادرًا ومهيأً للحمل والإنجاب، والدورة الشهرية تُعرف بأنّها العملية التي يتخلّص فيها جسم المرأة من بطانة الرّحم المتكوّنة كلّ شهر في حال لم يحدث الحمل، والتي تترافق مع نزول الدم من خلال المهبل، ومواد أخرى، إلا في حالات حدوث الحمل، إذ تنقطع الدورة الشهرية لدى المرأة، وعادةً ما تستمرّ فترة نزول الدم مدةً تتراوح بين 3-5 أيام[١].
أسباب فتح الشهية قبل الدورة الشهرية
قبل موعد الدورة الشهرية تلجأ العديد من النساء لزيادة تناول الأطعمة والوجبات السريعة والشوكولاتة، وتكون لديهن شراهة ودافع قوي لا يُمكن التحكم به لتناول كميات كبيرة من الطعام، ويُعتقد أن تناول الطعام باستمرار قبل موعد الدورة الشهرية يعود لوجود أسباب فسيولوجية، إذ إنّ هرمونات المبيض تلعب دورًا رئيسيًا في ذلك، وعامةً يُعدّ ارتفاع هرمون البروجستيرون في فترة ما قبل الحيض سببًا في فتح الشهية لدى المرأة، عكس الإستروجين الذي يُقلل من الشهية[٢].
كما أنه وفقًا لأبحاث أخرى فإنّ التغيّرات التي تحدث في مستويات هذه الهرمونات هي التي تُسبّب زيادة الرغبة بتناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات التي قد تساعد في تحسين المزاج والتعب الذي تواجهه المرأة قبل فترة الحيض، إذ تتسبّب السكريات والنّشويات عامةً برفع مستوى هرمون السيروتونين في الدم، وهو مادة كيميائية تزيد من الشعور بالسعادة، كما تساعد هذه الأطعمة في تنظيم مستويات السكر في الدم واستقراها، وتُعدّ الشراهة الزائدة قبل فترة الحيض من أعراض متلازمة تُسمى متلازمة اضطراب ما قبل الحيض، تُصيب نسبةً قليلةً من النساء، وتُصاحب أعراض تلك المتلازمة بالإضافة لزيادة الشهية؛ الاكتئاب، والتغيرات في المزاج، وأخيرًا قد يكون سبب زيادة الشهية قبل موعد الدورة الشهرية من أعراض عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء[٣][٤].
الوقاية من فتح الشهية قبل الدورة الشهرية
توجد العديد من الطرق التي من الممكن اتباعها للوقاية ولعلاج زيادة الحاجة لتناول الطعام والشراهة قبل موعد الدورة الشهرية، ومن أهم الأمثلة علي هذه الطرق ما يأتي[٣]:
- إدراك المشكلة: يُساعد إدراك المرأة وتتبع وملاحظة كميات الأطعمة التي تتناولها خلال يومها، وتحديد أوقات معينة لتناول الطعام، والزام نفسها بذلك على الحد من زيادة الشهية وفرطها قبل موعد الدورة الشهرية، إضافةً لوضع خطة وجدول منتظم لنوعية الأطعمة المراد تناولها يوميًا، إذ يجب أن تحتوي على مواد صحية تبقى في المعدة لمدة أطول مثل العدس والشوفان والفاصوليا والخضراوات، جميعها تحتوي على كربوهيدرات معقدة، مع ضرورة عدم الاستسلام للرغبة بتناول بعض الأطعمة، مثل تناول الشوكولاتة والحلوى أو البيتزا التي تساعد في إرضاء الرغبة بالأكل وتقلل من التعب، إذ إنّ الكربوهيدرات المعقدة أيضًا كالعدس يُمكنها أن تحل تلك المشكلة أيضًا ولها نفس التأثيرات، وتستمر لفترة أطول ولا تُسبب تقلباتٍ مفاجئةً في المزاج وانخفاض الطاقة.
- تناول الفواكه الطازجة: فإذا كانت لدى المرأة رغبة شديدة بتناول الأطعمة الحلوة، يمكنها اختيار الفواكه الطازجة وعصائر الفواكه، فهي توفر مصدرًا أكثر صحّةً من الحلوى، كما يُعد مضغ العلكة، وشرب الشاي والأعشاب خيارًا آخر، كما أنّ تناول كميات قليلة من الطعام الذي تشتهيه المرأة مثل ربع قطعة من الشوكولاتة يُعد خيارًا جيدًا، ذلك لأن إنكار الشهيّة تمامًا يحول دون قدرة الشخص على الاستمرار.
- تعزيز المزاج: لا يُعدّ تناول الطعام الطريقة الوحيدة لتحسين المزاج وتقليل التعب، إذ توجد العديد من الطرق الأخرى، مثل المشي السريع أو ممارسة بعض التمارين الرياضية، فجميع هذه الطرق تؤدّي لإفراز مواد كيميائية، مثل الإندورفين، وبالتالي تحسين المزاج، كما أن هذه الممارسات تزيد من الطاقة، كما تساعد طرق الاسترخاء المختلفة مثل التنفس العميق أو التدليك أو التأمل أو رخي العضلات أو ممارسة اليوغا أو طلب الدعم من الآخرين على تقليل التوتر المسبب لزيادة فتح الشهية.
- مراجعة اختصاصي تغذية: يمكن أن يساعد اختصاصي التغذية على فهم العلاقة بين تناول الطعام والدورة الشهرية، ومحاولة إيجاد طريقة لحل تلك المشكلة، واقتراح طرق مختلفة من أجل تقليل الشهية بهذه الفترة.
- حضور جلسات للعلاج النفسي: يستفيد العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في تناول الطعام للعلاج النفسي، وتوجد العديد من الأشكال للعلاج النفسي، فقد يكون ذلك من خلال العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد الأشخاص على تغيير سلوكياتهم من خلال معالجة الأفكار والمشاعر المسببة لزيادة تناول الطعام، كما يوجد نوع يُعرف بالعلاج السلوكي الجدلي الذي يساعد الأشخاص على علاج الاضطرابات النفسية المؤدية لزيادة تناول الطعام من خلال الكلام، بدلًا من اللجوء لزيادة تناول الطعام، والنوع الأخير يُعرف بالعلاج الشخصي، يُركّز على العلاقات وطرق التعامل مع الآخرين.
تجدُر الإشارة إلى أنّ معظم حالات زيادة تناول الأطعمة قبل موعد الدورة الشهرية، لا تستدعي العلاج أو مراجعة الطبيب، إذ لا تكون حالةً خطيرةً، بينما تستدعي بعض الحالات مراجعة الطبيب لمحاولة علاجها وتجنب الآثار السلبية الناجمة عن هذه المشكلة، ومن أهم الأمثلة على هذه الحالات، إذا كان تناول الطعام الزائد يُسبب زيادةً كبيرةً في الوزن، أو مشاكلَ عاطفيةً، أو في حالات عدم القدرة على السيطرة على تلك الحالة، ومواجهة المرأة صعوبةً في التوقف عن تناول الطعام بالرغم من المحاولة، ولا بد من الإشارة إلى أنه قد تكون حالة زيادة الشهية مزمنةً ومستمرةً لدى المرأة، وتوجد العديد من اضطرابات الأكل التي تُعد خطيرةً ويجب السيطرة عليها لتفادي عواقبها[٢].
اضطراب ما قبل الحيض
اضطراب ما قبل الحيض هي حالة تُصيب بعض النساء قبل موعد الدورة الشهرية بحوالي 5 إلى 11 يومًا، تعاني النساء في هذه الفترة من الاكتئاب الحاد والتوتر وعدم الراحة، إضافةً للتعب وانخفاض الطاقة، والقلق وتقلبات المزاج والهلع، والرغبة الشديدة والشراهة لتناول الأطعمة، إضافةً للحزن الشديد وقد تصل أعراض تلك المتلازمة للتفكير بالانتحار، وعادةً ما يكون السبب وراء كل ذلك هو التقلّبات الهرمونية التي تواجهها المرأة في هذه الفترة[٥].
المراجع
- ↑ "Menstruation (Menstrual Cycle, Period)", medicinenet, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Compulsive Eating Before Your Period", healthline, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Is compulsive eating before a period normal?", medicalnewstoday, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "Menstrual cycle hormones, food intake, and cravings", fasebj,1-4-2016، Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "Premenstrual dysphoric disorder", medlineplus, Retrieved 12-12-2019. Edited.