محتويات
الخل
اسُتخدِم الخل منذ آلاف السنين لأغراض عدة، بما في ذلك الطهي والمخللات، والأغراض الطبية، والخل هو مزيج من حمض الخليك أو ما يُعرَف بحمض الأسيتيك والماء، ويُحضر أولاً بتخمير العصائر من الفواكه أو الحبوب المختلفة إلى الخمر، ثم تخمر الخمور مع بكتيريا حمض الخليك، وتحولها إلى الخل، تجرى هذه العملية باستخدام فواكه عديدة، أشهرها التفاح لصنع الخل والعنب لخل البلسمك، والحبوب مثل الشعير لصنع خل الشعير، وعلى الرغم من فوائد الخل العديدة؛ إلا أنه قد تكون له بعض الآثار الجانبية، ويتطرق هذا المقال إلى الحديث عن أضرار الخل، ونصائح للاستخدام الآمن له[١].
أضرار الخل على الجسم
توجد بعض من فوائد الخل على الجسم، لكن في المقابل توجد للخل الكثير من الأضرار ومنها[٢]:
- تأخير إفراغ المعدة: يمنع الخل ارتفاع السكر في الدم، وذلك من خلال تقليل معدل خروج الغذاء من المعدة ودخوله الجهاز الهضمي السفلي؛ مما يبطئ امتصاصه في مجرى الدم، إلا أن هذا التأثير قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الإصابة بخزل المعدة، وهي حالة شائعة لدى مرضى السكري من النوع الأول، وعند الإصابة بخزل المعدة، لا تعمل الأعصاب في المعدة كما يجب؛ لذا يبقى الطعام في المعدة لفترة طويلة جدًا ولا يفرغ بمعدل طبيعي، وقد أوجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 10 من مرضى السكري من النوع الأول وخزل المعدة أن شرب الماء مع ملعقتين كبيرتين -30 مل- من الخل، قد زاد بدرجة كبيرة من مدة بقاء الطعام في المعدة، مقارنةً بشرب الماء العادي[٣].
- آثار جانبية على الجهاز الهضمي: لقد وجدت بعض الدراسات التي أُجريت على الإنسان والحيوان أن الخل وحمض الخليك قد يقللان من الشهية، ويعززان الشعور بالامتلاء؛ مما يؤدي إلى انخفاض في مُعدّل السعرات الحرارية اليومي[٤][٥].
- انخفاض مستويات البوتاسيوم وضعف العظام: في الواقع، لا توجد دراسات دقيقة حول تأثير الخل على مستويات البوتاسيوم في الدم وعلى صحة العظام، إلا أنّه يوجد تقرير عن حالة واحدة من انخفاض البوتاسيوم في الدم وضعف العظام الذي يعزى لتناول جرعات كبيرة من الخل لفترة طويلة من الزمن، وهذه الحالة هي امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا، استهلكت 250 مل من الخل المخفف في الماء يوميًا لمدة ست سنوات، ثم أُصيبت بانخفاض مستويات البوتاسيوم، وشُخصت بهشاشة العظام، وهي حالة نادرًا ما تظهر في عمر الشباب، ويعتقد الأطباء الذين عالجوا هذه السيدة أن الجرعات اليومية الكبيرة من الخل أدت إلى تسريب المعادن من عظامها لتخفيف حموضة دمها، كما أن ارتفاع مستويات الحمض قد تقلل من تكوين عظام جديدة[٦].
- تآكل مينا الأسنان: إن الأطعمة والمشروبات الحمضية تُلحق الضرر بمينا الأسنان، وفي دراسة مخبرية واحدة، غُمرت مينا أحد أضراس العقل في أكثر من خل بمستويات هيدروجينية مختلفة تتراوح بين 2.7- 3.95، وبعد مرور أربع ساعات، أدت أصناف الخل إلى فقدان المعادن بنسبة 1-20% من الأسنان[٧]، ووجدت دراسة لفتاة تبلغ من العمر 15 عامًا أن تسوس أسنان كان سببه تناول كوب مقداره 237 مل من الخل غير المخفف يوميًا كوسيلة مساعدة لفقدان الوزن[٨].
- حروق في الحلق: وجدت إحدى المراجعات البحثية للسوائل الضارة التي ابتلعها الأطفال عن طريق الخطأ، أن حامض الخليك في الخل كان أكثر الأحماض المسببة لحروق الحلق شيوعًا، وقد أوصى الباحثون باعتبار الخل مادةً كاويةً قويةً، مع ضرورة حفظه في عبوات لا يستطيع الأطفال فتحها[٩].
- حروق الجلد: قد يتسبب الخل بحروق الجلد عند تطبيقه على الجلد؛ وذلك بسبب طبيعته الحمضية القوية، وفي إحدى الحالات، أُصيب طفل في السادسة من عمره يعاني من مشاكل صحية متعددة بحروق في ساقه، وذلك بعد أن عالجت والدته عدوى ساقه بالخل[١٠].
- التفاعل مع الأدوية: قد تتفاعل بعض الأدوية مع الخل، بما في ذلك:
- أدوية السكري: قد يتعرض الأشخاص الذين يتناولون الإنسولين أو الأدوية المحفزة للإنسولين، جنبًا إلى جنب مع الخل إلى انخفاض شديد في مستويات السكر أو البوتاسيوم في الدم.
- دواء الديجوكسين: يُخفض هذا الدواء مستويات البوتاسيوم في الدم؛ وقد يؤدي تناوله مع الخل إلى تقليل البوتاسيوم أكثر من اللازم في الدم.
- بعض الأدوية المدرة للبول: تُسبب بعض الأدوية المدرة للبول تقليل مستوى البوتاسيوم في الجسم؛ لذا يجب تجنب تناول هذه الأدوية مع كميات كبيرة من الخل.
فوائد الخل
لقد استخدم الخل في معالجة عدد من المشكلات الصحية منذ قديم الزمان، إذ جرى استخدامه من قِبَل الإغريق لعلاج الجروح، وفي الوقت الحالي يُعدّ الخل من الوسائل المستخدمة لإنقاص الوزن، ويوجد له العديد من الفوائد الصحية؛[١١] إذ تُظهر العديد من الدراسات أن الخل يمتلك العديد من الفوائد الصحية فضلًا عن الآثار الضارة للصحة التي يمكن أن يُسببها، كما يعد من المواد المستخدمة بنسبة كبيرة في تحضير الأطعمة المختلفة، وهو يعدّ نوعًا من العلاجات المنزلية التي تعالج بعض المشكلات الصحية،[١٢] وفيما يأتي ذكر لبعض الفوائد التي يقدّمها الخل:
- يحتوي الخل على عدد من المواد الكيميائية التي يطلق عليها اسم بوليفينول، وهذه المواد قادرة على إيقاف تلف الخلايا.[١١]
- يمكن لالخل أن يعالج قشرة الرأس، إذ يُشير البعض إلى أنّ وضع الخل المحلول بالماء على فروة الرأس يمكن أن يساعد على تقليل القشرة.[١٣]
- يمكن للخل أن يمنع الإنزيمات التي تساعد في عملية هضم النشويات؛ مما يؤدي إلى تقليل الاستجابة للسكر في الدم بعد تناول الأطعمة النشوية، مثل: الخبر، والمعكرونة.[١٣]
- يمكن أن يُساعد في محاربة زيادة الوزن؛ إذ إنه يعطي شعورًا بالشبع، وذلك عند تناوله قبل تناول وجبات الطعام.[١٣]
- يمكن أن يستخدم الخل لتقليل الألم الناتج عن حروق الشمس، وذلك من خلال خلطه مع الماء البارد ورشه على المناطق المصابة.[١٣]
الاستخدام الآمن للخل
من المرجح أن يتعرض الفرد لآثار جانبية إذا كان يستهلك الخل بانتظام وبكميات كبيرة، ودون تخفيفه، أو إذا كان يتركه على الجلد لفترات طويلة، وللتقليل من المخاطر المحتملة، يُنصح باتباع ما يأتي[١٤]:
- تقليل كمية الخل المستهلكة.
- تقليل المدة الزمنية التي يمس فيها الخل الجلد.
- تخفيف الخل بالماء أو من خلال استخدامه كمكوّن في الوصفات.
- الحد من ملامسة الخل للأسنان، وذلك من خلال شرب الخل عبر قشة مثلًا.
أوجدت مراجعة علمية أجريت عام 2016 أن الأشخاص قد يحصلون على العديد من الفوائد الصحية المحتملة للخل، من خلال شرب حوالي 15 مل من الخل يوميًا[١٥]، ونظرًا لقلة الأبحاث حول الآثار الجانبية والسلامة على المدى الطويل للخلّ؛ فقد يكون الاعتدال في الاستهلاك هو النهج الأفضل، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، أو مرض السكري، أو انخفاض مستويات البوتاسيوم، فيجب عليهم استشارة الطبيب قبل تناول الخل، كما يجب على أي فرد يعاني من آثار جانبية حادة استشارة الطبيب[١٤].
استخدام الخل لخسارة الوزن
توجد القليل من الأبحاث حول الآثار المباشرة للخل على فقدان الوزن، إذ توجد دراسة صغيرة نُشرت عام 2009، أُجريت على مجموعة من الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، وتناول جزء منهم ملعقةً أو ملعقتين كبيرتين من الخل يوميًا، والجزء الآخر تناول علاجًا وهميًا، وبالنسبة لأولئك الذين تناولوا الخل انخفض لديهم الوزن والدهون الحشوية ومحيط الخصر، فبالتالي قد يساعد تناول ملعقة كبيرة من الخل في كوب من الماء على تناول كميات أقل خلال اليوم؛ لأنه يمنح شعورًا بالامتلاء، كما يبطئ حمض الخليك الموجود في الخل من سرعة إفراغ الوجبات من المعدة؛ مما يجعل الفرد يشعر بالشبع لفترة أطول، ورغم أن الخلّ يمكن أن يساعد على خسارة الوزن، إلا أنه لن يعمل بمفرده لتحقيق هذه الغاية، فلا بد من دمجه مع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية يُركز على البروتينات الخالية من الدهون، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والفواكه، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، مع ضرورة التوقف عن تناول الحلويات السكرية، والمشروبات الغازية، والوجبات الخفيفة المصنعة.
من الجدير بالذكر أن الاستخدام اليومي للخل لخسارة الوزن قد تترتب عليه بعض الآثار الجانبية، فهو يُعد مثبطًا للشهية بسبب تسببه بالغثيان، كما أن الكثير منه قد يهيج المريء والمعدة بسبب طبيعته الحمضية، وتناول ثلاث ملاعق كبيرة فقط يوميًا لا يجب أن يُسبب هذه التأثيرات، وهذه الكمية تضيف فقط حوالي 10 سعرات حرارية[١٦][١٧].
المراجع
- ↑ "Bad Effects of Vinegar", livestrong, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ "7 Side Effects of Too Much Apple Cider Vinegar", healthline, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ "Effect of apple cider vinegar on delayed gastric emptying in patients with type 1 diabetes mellitus: a pilot study.", BMC Gastroenterology, 2007, Page 46. Edited.
- ↑ "Vinegar as a functional ingredient to improve postprandial glycemic control-human intervention findings and molecular mechanisms.", Molecular Nutrition and Food Research, 2016, Page 1837-49. Edited.
- ↑ "Vinegar and peanut products as complementary foods to reduce postprandial glycemia.", Journal of American Dietetic Association, 2005, Page 1939-42. Edited.
- ↑ "Hypokalemia, Hyperreninemia and Osteoporosis in a Patient Ingesting Large Amounts of Cider Vinegar", Nephron, 1998, Page 242–243. Edited.
- ↑ "In vitro study on dental erosion caused by different vinegar varieties using an electron microprobe.", Clinical Laboratory, 2014, Page 783-90. Edited.
- ↑ "[Unhealthy weight loss. Erosion by apple cider vinegar."], Ned Tijdschr Tandheelkd, 2012, Page 589-91. Edited.
- ↑ "Consequences of caustic ingestions in children.", Acta Paediatrica, 1994, Page 1200-5. Edited.
- ↑ "Chemical burn from topical apple cider vinegar", JAAD, 2012, Page 143–144. Edited.
- ^ أ ب Christine Mikstas, RD, LD (3-10-2019), "Apple Cider Vinegar"، www.webmd.com, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ "Side effects of apple cider vinegar", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Cathy Wong (21-11-2019), "The Health Benefits of Apple Cider Vinegar "، www.verywellhealth.com, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Side effects of apple cider vinegar", medicalnewstoday, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ "Therapeutic effects of vinegar: a review", Current Opinion in Food Science, 2016, Page 56-61. Edited.
- ↑ "Can You Lose Weight by Drinking Vinegar Daily?", livestrong, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ Kondo T,Kishi M،Fushimi T (8-2009)، "Vinegar intake reduces body weight, body fat mass, and serum triglyceride levels in obese Japanese subjects."، ncbi, Retrieved 15-12-2019. Edited.