أين تقع الأعراف

موقع الأعراف

تُعرف كلمة الأعراف في لغتنا العربية بأنها المكان المرتفع وهي صيغة الجمع من عُرْف ومنها عُرْف الفرس وعُرْف الديك فهي كل ما يرتفع عن المستوى الطبيعي لأصله، أما الأعراف اصطلاحًا فهي مكان مرتفع بين الجنة والنار وهي من الاستعارات اللغوية، والجدير بالذكر أن الأعراف كانت وما زالت محط اختلاف بين علماء الشريعة والفقه الإسلامي وفي هذا المقال سنتطرّق للتفاسير المرجحة وما يتعلق بها من الأمور الشرعية[١].


التفسير الشرعي للأعراف

قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الأعراف {وبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ، وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 46،47]، وفي تفسير هذه الآية الكريمة يقول أهل العلم إن الأعراف سورٌ مرتفع بين الجنة والنار يطّلع أصحابه على أهل الجنة وأهل النار، يقول في ذلك ابن القيم رحمه الله أن أهل الجنة والنار يفصلهما حجاب وهو سورٌ مرتفع له باب من باطنه الرحمة وفي ظاهره العذاب، بينما يقول عبد الله بن العباس وحذيفة في أهل الأعراف بأنهم قومٌ تساوت حسناتهم مع سيئاتهم فقصرت حسناتهم عن دخولهم الجنة كما قصرت سيئاتهم عن إدخالهم النار وبقوا في هذا المكان حتى يشاء الله أن يدخلهم الجنة برحمته.


يقول ابن مسعود فيما يرويه ابن القيم رحمهما الله أن أهل الأعراف رجالٌ استوت سيئاتهم بحسناتهم فوقفوا على الصراط ثم عرفو أهل الجنة وأهل النار جراء وقوفهم في هذا المكان فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا (سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ)، أما إذا صُرفت أبصارهم إلى أهل النار قالوا (قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ويقول أيضًا إن الله يؤتي كل عبد من عباده نورًا يمشي به على الصراط فأما أهل النفاق فيسلبهم الله تعالى أنوارهم على الصراط، أما المؤمنون إذا رأو ما حل بالمنافقين (قَالُوا رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) [التحريم: 8] أما أصحاب الأعراف فلم ينزع الله أنوارهم فيقول الله تعالى (لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) أي إن الطمع للنور الذي معهم ولم يسلبه الله تعالى منهم ثم يكونوا آخر من يدخل الجنة، وقيل هم من رضي عنهم أحد الوالدين ولم يرضَ الآخر يحبسون في الأعراف حتى يقضي الله بين العباد فيدخلون الجنة في النهاية، وقيل هم أطفال المشركين وأصحاب الفترة، وقيل هم المؤمنون أصحاب الفضل يرفعهم الله في مكان يطّلع على الجنة والنار، وقيل إنهم ملائكة وليسوا بشرًا.


لكن ينبغي العلم بأنه لم يرد في هذا السياق نص شرعي محكم لا في القرآن ولا في السنة لذا لا ينبغي لأحد أن يجزم بحقيقتهم وما ثبت عن صحابة رسول الله هو القول الأول أما باقي الأخبار فمرفوعة، والله أعلى وأعلم[٢].


مصير أصحاب الأعراف

كما قد أسلفنا فإن أصحاب الأعراف لم يرد فيهم نصٌ قرآني ولا حديث نبوي صحيح لنعتمده في أمرهم ولكن ما ورد عن ابن عباس في كتب التفاسير بأنهم سيدخلون الجنة في نهاية المطاف برحمة الله تعالى وهذا هو اللائق برحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء[٣].


المراجع

  1. " ما معنى كلمة الأعراف"، alisaad.wordpress، 7-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 7-8-2019. بتصرّف.
  2. "من هم أصحاب الأعراف ؟ وما مصيرهم في آخر الأمر ؟"، islamqa، 7-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 7-8-2019. بتصرّف.
  3. "أصحاب الأعراف.. تعريفهم.. ومصيرهم"، islamweb، 7-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 7-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :