محتويات
المدائن
المدائن مدينة عراقية صغيرة في مساحتها كبيرة في تاريخيها الذي يمتد لأكثر من 2500 سنة، ورثت المدينة تاريخ الفرس الساسانيين والإغريق، وعلى مقربة من المدينة القديمة في المدائن بنيت مدائن جديدة من قبل أحد القادة اليونانيين الثلاث الإسكندر الأكبر ونيكتار وسلوقس وذلك منذ بدء السيطرة اليونانية على البلاد إلى أن سيطر الفرس على المدينة وبنوا الكثير من الآثار الحضارية الشامخة في طيسفون الذي يعد إيوان كسرى أشهرها، وبقيت المدينة تحت الحكم الفارسي حتى وصلتها الفتوحات الإسلامية وبعد الفتح أطلق المسلمون عليها اسم المدائن لكونها تضم ثلاث مدن وهي ميناء أوبيس النهري وسلوقيا طيسفون.[١]
موقع المدائن
بُنيت المدينة التاريخية في العراق على ضفة نهر دجلة الشرقية وتقع في الجنوب الشرقي من العاصمة العراقية بغداد بنحو 35 كيلومترًا، وكانت المدينة عاصمة للعديد من الحضارات الغابرة مثل الساسانيين والفرثيين وكانت مدينة قطسيفون أو تيسفون مقر الحكم الرئيسي للحضارتين والذي يعد إيوان كسرى أو طاق كسرى هو القصر الرسمي لحكم الساسانيين الفرس، وتعود الأُسرة الحاكمة لطبقة الفرس المجوس والتي تعد البهلوية لغتهم الرسمية بينما تأثروا قليلًا باللغة الآرامية أما بقية سكان المدينة فهم متحدثون بالمندائيية والآرامية وتستوطنها الديانات اليهودية والمانوية والمزدكيين وبعض من الوثنيين أتباع الديانات البابلية القديمة والقليل جدًّا من العرب، وفي عام 16 للهجرة وضع المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص حدًّا للفرس ودولتهم في معركة المدائن، وبعد الفتح الإسلامي بُنيت المدائن من أنقاض مدينة سلوقية وقطسيفون وفيها دُفن بعض الصحابة الكرام مثل سلمان الفارسي بينما نقل أبو جعفر المنصور بعضًا من حجارها لبناء مدينة بغداد.[٢]
إيوان كسرى
لم يسقط إيوان كسرى بالرغم من سقوط دولته وبالرغم من الحروب التي اجتاحت العراق على مر الأزمان بقي القصر شامخًا ليومنا هذا منذ مئات السنين، ويقع إيوان كسرى أو طاق كسرى في مدينة المدائن والتي يسميها العراقيون في يومنا هذا منطقة سلمان باك وذلك نسبةً للصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي دُفن فيها.
طاق كسرى هو المعلم البارز الذي بقي عبر هذه السنوات الطويلة يحكي عن تاريخ حضارة الرافدين العريقة، وحسب ما صرّح به بعض المؤرخين فقد بُني القصر عام 540 ميلادي بعد الحملة الفارسية على الحضارة البيزنطية ليتمكنو من السيطرة على المكان وبناء مُدنهم فيه، يصل ارتفاع إيوان كسرى قرابة 37 متر وتحيطه العديد من الأجنحة الجدارية التي شكّلت هندسة معمارية متشعّبة تحكي عن دقة وإتقان البناء في تلك الحضارة، وفيما يُحكى عن الطاق فقد فُقد بعضًا من أجزائه عام 1888 ميلادي بسبب سيل تكوّن من فيضان نهر دجلة ولم تنجح الرحلات الاستكشافية بالعثور على تلك الأجزاء، من المعروف أن بلاد الرافدين ذات حضارة ممتدة عبر التاريخ البعيد وفيه الكثير من المواقع والمعالم الأثرية الشامخة ولكن من المؤسف أن لا يحظى إيوان كسرى بالترميم والتجديد الذي يعيد له رونقه، فمن الضروري أن يحصل هذا المعلم التاريخي على اهتمام كبير ليعود لسابق عهده.[٣]
المراجع
- ↑ "عاصمة الإمبراطوريات الغابرة"، alquds، 10-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 10-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "المدائن"، marefa، 10-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 10-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "إيوان كسرى.. صرح حضاري يبحث عن مستقبل"، aljazeera، 10-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 10-8-2019. بتصرّف.