أين تقع المدينة الفاضلة

موقع المدينة الفاضلة

المدينة الفاضلة أو اليوتوبيا ليس لها موقع مادي إطلاقًا، ولكنها مفهوم يشير إلى الدولة المثالية التي يعيش سكانها في ظل ظروف مثالية، وبالتالي، فإن عبارة "المدينة الفاضلة تُستخدم للدلالة على رؤى الإصلاح التي تميل إلى أن تكون مثالية بطريقة مستحيلة التحقيق، وقد ظهرت عبارة "المدينة الفاضلة" لأول مرة أدبيًّا في رواية يوتوبيا للسير توماس مور، واصفًا الوثنية والشيوعية والدولة المدنية التي تخضع فيها المؤسسات والسياسات بالكامل لحكم المنطق، وقد كان القصد من نظام هذه الدولة المثالية وكرامتها هو توفير تناقض ملحوظ مع النظام غير المعقول في أوروبا المسيحية، المُعتمد على المصلحة الذاتية والجشع من أجل السلطة والثروات، والتي تناولها السير مور في الكتاب الأول الذي كُتب في إنجلترا عام 1516[١].


محاولات تطبيق مفهوم المدينة الفاضلة

في القرن التاسع عشر، الذي شهد نموًّا صناعيًّا هائلًا، أنشأ روبرت أوين وتيتوس سولت، وهما اثنان من الصناعيين والإصلاحيين، مجتمعات نموذجية لإيواء العمال في مصانع النسيج الخاصة بهم، وغالبا ما يُشار إلى هذه المجتمعات التجريبية باسم اليوتوبيا الاشتراكية، وقد كانت تجربة أوين نيو لانارك في وسط اسكتلندا، وتجربة سالت سالتير في غرب يوركشاير، وهي مجتمعات قائمة بذاتها مبنية على مصانع النسيج، وقد كان العمال يتمتعون بنوعية حياة أفضل مما كان متاحًا في أي مكان آخر، وكانت سبب هذه التجارب الاجتماعية الصغيرة التركيز المتزايد على حقوق الإنسان والمساواة والديمقراطية، وفي هذه الفترة نفسها كان الاستقلال الأمريكي والثورة الفرنسية[٢].


أعمال أدبية عن المدينة الفاضلة

من أهم الأعمال التي تتناول موضوع المدينة الفاضلة: "النظر إلى الوراء" لإدوارد بيلامي (1888)، واليوتوبيا المعاصرة لأتش جي ولز (1905)، وماهية الأحداث القادمة (1933)، وأعمال عديدة أخرى، تتضمن هذه الأعمال رؤى متفائلة ومتشائمة حول المدينة الفاضلة، والروايات التي تعكس النظرة المتفائلة للعالم يمكن أن تسمى يوتوبيا، أما الروايات التي تعكس النظرة المتشائمة إلى العالم فيمكن تصنيفها ضمن الديستوبيا، تتحدى الدستوبيا افتراض اليوتوبيا بإمكانية الوصول للكمال البشري وينفي إمكانية وجود مجتمعات مثالية، تستخدم الدستوبيا الرؤى المستقبلية السلبية ويصف ما سيحدث إذا استمرت بعض التوجهات الحالية، وعلى غرار اليوتوبيا، توحي الديستوبيا بإمكانية تغيير مجتمعها ولكنها على عكس اليوتوبيا لا تقدم أي حل يبعث على الأمل ولا تقبل مستقبلًا جديدًا جذريًّا.


عادة ما تدور أحداث قصة المدينة الفاضلة في مكان معزول، ويعيش الناس هناك وفقًا لمبادئ هذا الموقع، وتوجد طبقة حاكمة تصدر الأوامر، والتي غالبًا ما تعد مثالية في ممارساتها تجاه المجتمع وتؤسس مجتمعًا يكاد يحقق الكمال، على عكس سياسات الدستوبيا، فهي حكومات قمعية، وليس لمواطني المجتمع الدستوبيين رأي إيجابي عنها، عادةً ما تدور أحداث اليوتوبيا أو الدستوبيا في المستقبل وتتميزان بالعناصر نفسها ولكن في دلالات مختلفة، مثل التكنولوجيا والعلوم الأكثر تقدمًا؛ ففي القصص حول اليوتوبيا، يُعتقد أن التكنولوجيا والعلوم الأكثر تقدمًا تُستخدم لتعزيز ظروف معيشة الإنسان، مثل غياب الموت والمعاناة، ولكن في قصص الدستوبيا، تتوفر التكنولوجيا الأكثر تقدمًا فقط لمجموعة في السلطة لزيادة قوتها وظلمها[٣].


المراجع

  1. "Utopia", britannica, Retrieved 23-8-2019. Edited.
  2. "19th century Earthly Utopias", British Library, Retrieved 23-8-2019. Edited.
  3. "What is Utopia? - Definition", utopia and dystopia, Retrieved 23-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :