أين يقع مضيق باب المندب

مضيق باب المندب

يُعد مضيق باب المندب أخطر ممر بحري في العالم، وأطلق عليه اسم بوابة الدموع، اكتسب المضيق أهميةً استراتيجيةً واقتصاديةً كبيرةً عند بناء المضيق، مما شكل جزءًا من الصلة بين البحر الأبيض المتوسط ​​وشرق آسيا، ويوفر التدفق عبر هذا المضيق الدوران بين البحر الأحمر وخليج عدن، إذ لا يحدث التدفق عبر قناة السويس، ويتيح هذا الممر المائي للسفن الإبحار بين أوروبا وآسيا دون الحاجة لقضاء عدة أيام في جميع أنحاء القارة الإفريقية[١][٢].


يدعم باب المندب المنطقة البيئية للصحراء الساحلية الإريترية على طول شواطئها، ويُعد مناخ المنطقة حارًا وجافًا، مع أن أقل من 100 ملليمتر من الأمطار تهطل سنويًا هناك، وتسجل أقصى درجة حرارة 33 درجةً مئويةً، وعلى الرغم من الظروف القريبة من متوسط ​​درجة الحرارة 27 درجةً مئويةً السائدة في المنطقة، إلا أن المناظر الطبيعية للمنطقة الساحلية في هذه المنطقة البيئية تتألف من الأراضي المسطحة المغطاة بالرمال والحصى مع ظهور الصخور وبعض الشعاب المرجانية القديمة على طول الخط الساحلي، لا يُدعم الكثير من التنوع البيولوجي في هذا المكان، وتُعد الغزلان والديوك بعض الأنواع الشائعة لهذا النظام البيئي، ومع ذلك فإن مضيق باب المندب ومنطقة البحر الأحمر المجاورة له تشهدان بعض الطيور المهاجرة على نطاق واسع في فصل الخريف، مثل: الطيور والنسور والسهوب، وتشمل السهول العشبية والأعشاب والشجيرات الغطاء النباتي للمناطق الساحلية، كما تنمو بعض أنواع النباتات الملحية على طول الشواطئ[٣].


موقع مضيق باب المندب

يقع المضيق بين شبه الجزيرة العربية في الشمال الشرقي وأفريقيا في الجنوب الغربي الذي يربط البحر الأحمر في الشمال الغربي بخليج عدن والمحيط الهندي في الجنوب الشرقي، ويبلغ طول المضيق 32 كم وينقسم لقناتين بواسطة جزيرة بيريم، تقع القناة الغربية على بعد 26 كم، والشرق بعرض 3 كم، يُعد مضيق باب المندب ذا أهمية قصوى للتجارة الدولية عمومًا وشحن الدول الساحلية خصوصًا، وعندما تكون قناة السويس مفتوحةً فإن المضيق يكتسب أهميةً بالنسبة للمجتمع الدولي، في حين أن إغلاق القناة يزيد حتمًا من اعتماد الدول الساحلية للبحر الأحمر على باب المندب، كما لا توجد معاهدة دولية عامة للممر المائي وبالتالي فهي خاضعة للمضمار الدولي العام للمضائق الدولية[١][٤].


أهمية مضيق باب المندب

كان البحر الأحمر من العصور القديمة وحتى القرن الخامس عشر هو الطريق الرئيس لتجارة الملاحة البحرية بين الشرق والغرب، ولكن كان لا بد من تفريغ البضائع في مصر ونقلها عبر البر ثم إعادة شحنها على ظهر السفن، وأدى اكتشاف رأس الرجاء الصالح إلى هبوط التجارة عبر باب المندب لتجنب العملية المرهقة للسفر البري، افتُتحت قناة السويس المصرية في عام 1869، فأصبح بالإمكان الإبحار مباشرةً من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، واختُصرت المسافة من الموانئ الآسيوية إلى الموانئ الأوروبية بمقدار الثلثين، فأصبح باب المندب فجأةً أحد أكثر الممرات البحرية أهميةً في العالم[٢].


استيقظت الدول المحيطة بالمضيق على السلطة المكتشفة حديثًا، فيمكن لأمة اليمن الفقيرة أن تتخطى الطبقة السياسية لسبب واحد فقط وهو أنها تحد هذا الخط البحري على الشاطئ الغربي، وتتمتع جيبوتي وإثيوبيا وإريتريا أيضًا بقربها وتأثيرها، فمن خلال بوابة الدموع التي يبلغ عرضها ميلين، تبحر 20.000 سفينة كل عام بمعدل 55 سفينةً في اليوم، وتشمل هذه السفن ناقلات النفط، أصبح النفط قوةً دافعةً وراء النمو الاقتصادي العالمي والاستعداد العسكري، وهو شريان الحياة للاقتصاد العالمي الذي ينقل 60% من نفط العالم عن طريق البحر[٢].


باب المندب والسياسة

إذا وافق المجتمع الدولي في النهاية على توسيع حق المرور عبر المضيق، فإن هذا النظام ينطبق بالتأكيد على باب المندب، تجلى ضعف المرور عبر المضيق في حادث بحر المرجان لعام 1971 والحصار الذي فرضه عام 1973، بعد ذلك في عام 1975 وافقت مصر وإسرائيل على عدم اللجوء إلى الحصار العسكري ضد بعضهما البعض، واعترفت الولايات المتحدة بحق إسرائيل في المرور عبر البحر الأحمر والمضيق، ومن الضروري أن تتضمن التسوية السلمية في الشرق الأوسط ضماناتٍ لحرية المرور عبر باب المندب، وقد أقر مجلس الأمن بهذه الحاجة في قراره المذكور أعلاه رقم 242 المؤرخ 22 نوفمبر 1967 والذي أكد على ضرورة ضمان حرية الملاحة عبر الممرات المائية الدولية في المنطقة، لا غنى عن حرية المرور عبر هذه البوابة المؤدية إلى المحيط الهندي للسفن من جميع الجنسيات، ليس فقط من أجل السلام ولكن أيضًا من أجل التقدم الاقتصادي والاجتماعي لجميع شعوب المنطقة[٤].


التهديدات البيئية والنزاعات الإقليمية

تهيمن كل من التهديدات البيئية والإقليمية على المنطقة المحيطة بمضيق باب المندب:

  • الصيد غير المشروع: يهدد الغزلان والطيور البحرية وأنواع السلاحف المهددة بالانقراض في المنطقة الصحراوية الساحلية الإريترية.
  • الأنشطة التنموية: تشكل خطرًا وتهديدًا في المستقبل على طول الساحل.
  • الرعي الجائر: الإفراط في الرعي من قبل الماشية التي يحتفظ بها عدد متزايد من البشر تهدد أيضًا المواطن في المنطقة.


إلى جانب التهديدات البيئية، تُعد سلامة وأمن الشركات الأجنبية العاملة في منطقة باب المندب من المجالات التي تثير قلقًا كبيرًا، استُغل الممر المائي في المضيق من قبل العديد من القوى السياسية في الماضي كسلاح لإحداث خسائر مالية لأعدائهم، وخلال حرب يوم الغفران منعت القوات المصرية استيراد وتصدير البضائع من إسرائيل عن طريق إغلاق مضيق باب المندب، وفي عام 2002 هاجم إرهابيون ناقلة فرنسية قبالة سواحل اليمن، تستخدم اليمن أيضًا الطريق المائي للمضيق لتجارة المنتجات النفطية وأي حواجز أمام حرية الحركة عبر هذا المضيق ستؤدي إلى كارثة مالية على اليمن، كما تؤثر على أسعار النفط في جميع أنحاء العالم.


المراجع

  1. ^ أ ب "Bab el-Mandeb Strait ", www.britannica.com, Retrieved 14-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Callum Wood (29-8-2018), "Bab el-Mandeb: The Gate of Tears "، www.thetrumpet.com, Retrieved 14-7-2019. Edited.
  3. "Where Is The Bab El-Mandeb Strait?", www.worldatlas.com, Retrieved 14-7-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Passage Through the Strait of Bab Al-Mandeb", papers.ssrn.com, Retrieved 14-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :