ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بدون سبب

ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بدون سبب

هل يمكن أن ترتفع حرارة الأطفال بدون سبب؟

من الممكن أن تختلف درجة حرارةِ جسم الأطفال الطبيعية على مدار اليوم، إذ عادةً ما تكون أعلى في فترة ما بعد الظهر، وقد تكون درجة حرارة أجسامهم الطبيعية أعلى في سنّ ما قبل المدرسة، وتكون أعلى أيضًا عندما يبلغون من العمر حوالي 18 إلى 24 شهرًا، ومن الممكن أن ترتفع حرارتهم دون سبب، ومعظم الأطباء يعرّفون الحمى على أنها درجة الحرارة التي تصل إلى حوالي 38 درجة مئوية أو أكثر، ومن الجدير بالذكر أنّ الحمى لا تشير بالضرورة إلى مدى خطورة السبب الكامن ورائها، ومن الممكن أن تكون مفيدةً في مساعدة جسم الطفل على مقاومة العدوى[١].


أسباب ارتفاع درجة حرارة الأطفال

يحدث ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال استجابةً للعدوى، أو للإصابة، أو الالتهاب، ولها أسباب عديدة، وتعتمد الأسباب المحتملة لها على ما إذا استمرّت 14 يومًا أو أقلّ، والتي يطلق عليها الحمى الحادّة، أما إذ استمرّت أكثر من 14 يومًا يطلق عليها اسم الحمى المُزمِنة، وفيما يأتي توضيحٌ لأسباب كِلا النوعَين[١]:

الحمى الحادّة

عادةً تحدث الحمى الحادّة عند الرضع والأطفال بسبب العدوى، وتتضمن الأسباب الشائعة لها ما يأتي:

  • التهابات الجهاز التنفسي الناتجة عن الإصابة بالفيروسات، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا.
  • التهاب المعدة والأمعاء الناتج عن الإصابة بالفيروسات.
  • بعض أنواع العدوى البكتيرية، مثل التهاب الأذن الوسطى، والتهابات الجيوب الأنفية، والالتهاب الرئوي ، والتهاب المسالك البولية.

وتتضمّن الأسباب الأقل شيوعًا للحمى الحادّة ما يلي:

  • التطعيمات والأدوية: قد ترتفع درجة حرارة الجسم بسبب إعطاء الطفل التطعيمات، وعادةً ما تستمر الحمى الناتجة عنها بضع ساعاتٍ إلى يومٍ كامل من إعطاء الطفل هذه اللقاحات، وقد تسبِّب بعض التطعيمات ارتفاع درجة حرارة الطفل حتى بعد أسبوعٍ أو أسبوعَين من إعطائه اللقاح كما هو الحال مع لقاح الحصبة، وكذلك قد ترتفع درجة الحرارة كأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
  • بعض الأمراض: قد تؤدي بعض الأمراض إلى ارتفاع درجة حرارة الطفل مثل الالتهابات البكتيرية في الجلد الذي يُطلق عليه أيضًا التهاب النسيج الخلوي، وكذلك التهاب الدماغ، والتهابات الدماغ الفيروسية أو البكتيرية التي يطلق عليها مرض كاواساكي.
  • ضربات الشمس: تؤدي ضربة الشمس إلى ارتفاعٍ شديدٍ في درجة حرارة جسم الطفل.

الحمى المزمنة

تنجم الحمى المزمنة في الغالب عن عدة أسباب تشمل ما يأتي:

  • إصابة الطفل بمرض فيروسي طويل الأمد.
  • إصابة الطفل بأمراض فيروسية متتالية خاصة عند الأطفال الصغار.
  • إصابة الطفل بأمراض معدية أو غير معدية، إذ يمكن أن تحدث الحمى المزمنة أيضًا بسبب العديد من الاضطرابات المُعدِية وغير المُعدِية الأخرى.

وتتضمن الأسباب المُعدِية للحمى المزمنة ما يأتي:

  • التهاب الكبد.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • الالتهاب الرئوي.
  • الخراجات في البطن، وهي عبارة عن جيوب صديد في البطن.
  • التهابات الجهاز الهضمي التي تسببها البكتيريا أو الطفيليات.
  • التهابات العظام.
  • التهابات القلب.
  • مرض السل.

وتتضمّن الأسباب غير المعدية للحمى المزمنة ما يأتي:

  • مرض التهاب الأمعاء.
  • التهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب أو اضطرابات الأنسجة الضامَّة الأخرى.
  • السرطان، مثل سرطان الدم، وسرطان الغدد اليمفاوية.


التعامل مع ارتفاع درجة حرارة الأطفال

من الجدير بالذكر أنه لا تحتاج جميع حالات ارتفاع درجة حرارة طفلكِ إلى علاج، إذ إنّه لا يجب علاج ارتفاع الحرارة إلا إذا كانت تسبب ازعاجًا لطفلكِ، وفيما يلي توضيح لبعض الطرق التي يمكنكِ اتباعها لتقليل الأعراض التي غالبًا ما تصاحب ارتفاع درجة حرارة طفلكِ[٢]:

  • الأدوية: إذا كان طفلكِ منزعجًا أو غير مرتاحًا، يمكنكِ إعطاؤه دواء الأسيتامينوفين أو البراسيتامول أو دواء الآيبوبروفين، وذلك بناءً على توصيات العبوة بالنسبة لعمره أو لوزنه، وإذا كنتِ لا تعرفين الجرعة الموصى بها أو كان طفلكِ أصغر من عامين، اتصلي بالطبيب لمعرفة مقدار الجرعة المناسبة للطفل، ومن الجدير بالذكر أنه لا ينبغي إعطاء طفلكِ الرضيع الذي يقلّ عمره عن شهرين أي دواء للحمى دون فحصه من قبل الطبيب.
  • الراحة: أَلبِسي طفلكِ ملابسًا خفيفةً، وغطّيه بملاءةٍ خفيفة أو بطانيةٍ خفيفة، إذ يمكن أن يمنع ارتداء الكثير من الملابس خروج الحرارة من جسم طفلكِ، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة جسمه، وتأكّدي من أن درجة حرارة غرفة نوم طفلكِ مناسبةً، أي ليست شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، ومن المهم الانتباه إلى عدم استخدام كمادات الكحول أبدًا لفرك جسم الطفل، لأنه يمكن أن يسبب التسمم لطفلكِ عند امتصاصه من خلال جلده، وتجنَّبي استخدام أكياسِ الثلج أو الحمامات الباردة أيضًا لأنها يمكن أن تسبّب قشعريرةً لطفلكِ، ويمكن أن ترفع درجة حرارة جسمه.
  • الطعام و الشراب: قدّمي الكثير من السوائل لطفلكِ لتجنّب إصابته بالجفاف، لأنّ الحمى تجعل طفلكِ يفقد السوائل بسرعةٍ أكبر من المعتاد، ويُعدّ كل من الماء، والشوربات، والجيلاتين المُنَكَّه جميعها خياراتٍ جيدة لزيادة ترطيب جسمه، عليكِ تجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الكولا والشاي، لأنها يمكن أن تجعل الجفاف أسوأ عن طريق زيادة التبوّل، وإذا كان طفلكِ أيضًا يتقيَّأ أو يعاني من الإسهال، اسألي الطبيب عما إذا كان يجب عليكِ إعطاؤه محاليل معالجة للجفاف، وهذه المحاليل مصنوعة خصيصًا للأطفال، ويمكنكِ العثور عليها في الصيدليات.


أعراض ارتفاع درجة حرارة الأطفال

تختلف الأعراض التي تظهر على أطفالكِ نتيجةً لارتفاع درجة حرارة الجسم باختلاف المُسبّب لها، وقد تتضمن هذه الأعراض ما يأتي[٣][١]:

  • قد يتصرف طفلكِ بشكل مختلف، وقد يكون أيضًا أكثر غرابةً، ويتسبّب بضوضاء أكثر من المعتاد.
  • قلة النوم.
  • انخفاض الشهية للطعام.
  • عدم الاهتمام باللعب.
  • قلّة النشاط والخمول.
  • التشنُّجات أو النوبات.
  • صعوبة التنفس
  • نزيف الجلد الذي يظهر في شكل نقاطٍ أرجوانية مائلة للحُمرة.
  • البكاء المُستمرّ.
  • صداع وتصلّب الرقبة.


الذهاب للطبيب بسبب حرارة الأطفال

يجب الذهاب إلى الطبيب بسبب ارتفاع درجة حرارة الأطفال في الحالات الآتية[٢][٣]:

  • إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر، ولديه ارتفاعٌ في درجة حرارته، لأنّ هذا الارتفاع يُعدّ حالةً طارئةً، ويتطلب رعايةً طبيةً فورية.
  • إذا استمرّ ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 24 ساعة لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارُهم عن سنتين، و أكثر من 72 ساعة لدى الأطفال بعمر السنتين أو أكبر.
  • إذا كان الطفل لديه خمول أو لا يستجيب.
  • إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في التنفّس أو الأكل.
  • إذا كان الطفل غريب الأطوار أو صعب الإرضاء أو يصعب تهدئته.
  • إذا كان الطفل لديه طفحٌ جلدي.
  • إذا ظهرت على الطفل علامات الجفاف، مثل انخفاض عدد الحفاضات المبلَّلة، وجفاف الفم، وعدم نزول دموع مع البكاء، أو ظهور بقعة ناعمة غائرة على الرأس.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Deborah M. Consolini (2020-04-30), "Fever in Infants and Children", msdmanuals, Retrieved 2020-10-31. Edited.
  2. ^ أ ب Joanne Murren-Boezem (2018-08-31), "Fevers", kidshealth, Retrieved 2020-10-31. Edited.
  3. ^ أ ب Hansa D. Bhargava (2020-10-21), "Fever in Babies", webmd, Retrieved 2020-10-31. Edited.

فيديو ذو صلة :

423 مشاهدة