محتويات
التهاب الكبد الوبائي a
يُعرف التهاب الكبد الوبائي a بأنه مرضٌ ناجمٌ عن فيروس التهاب الكبد a، وينتشر هذا الفيروس أساسًا بين الناس عندما يتناول شخص سليم طعامًا أو شرابًا ملوثين ببراز الشخص المصاب، لذلك توجد صلة وثيقة بين هذا المرض وتناول الأطعمة والمشروبات من أماكن غير موثوقة، وعدم أهلية المرافق الصحية وإهمال النظافة الشخصية، وبخلاف التهاب الكبد الوبائي B وC، لا يُسبب التهاب الكبد الوبائي a حالةً مرضيةً مزمنةً، ولا يكون مميتًا إلا في حالات نادرة، مع ذلك قد يؤدي إلى معاناة الشخص من أعراض خطيرة، وتتسبب إصابته بفشل الكبد الحاد الذي يكون مميتًا غالبًا، وفي هذا الصدد أشارت منظمة الصحة العالمية عام 2016 إلى حدوث 7134 حالة وفاة حول العالم بسبب التهاب الكبد الوبائي a، أي ما يُمثل 0.5% من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي[١].
أعراض الكبد الوبائي a
لا تظهر أعراض التهاب الكبد الوبائي a إلا بعد مرور أسابيع عديدة على إصابة الشخص بالفيروس، ولا تظهر هذه الأعراض عند جميع المصابين بهذا المرض، وهي تشمل عمومًا كلًا من الأمور الآتية[٢]:
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- المعاناة من الغثيان والقيء المفاجئين.
- الشعور بالألم والضيق في البطن لا سيما في الجزء العلوي الأيمن أسفل الضلوع السفلية.
- إخراج براز طيني اللون.
- فقدان الشهية.
- الإصابة بالحمى منخفضة الدرجة.
- طرح بول غامق اللون.
- الشعور بألم في المفاصل.
- المعاناة من اصفرار الجلد وبياض العينين، أو ما يُسمى اليرقان.
- الإصابة بحكة شديدة.
تكون هذه الأعراض في بعض الحالات طفيفةً وتختفي خلال أسابيع قليلة، بيد أن التهاب الكبد الوبائي a يُسبب أحيانًا إصابة الشخص بمرض شديد يستمر أشهرًا عديدةً.
أسباب التهاب الكبد الوبائي a
يُصاب الشخص بعدوى التهاب الكبد الوبائي a بفعل فيروس HAV، فهذا الفيروس ينتقل عادةً بين الناس عبر تناول الطعام أو الشراب الملوث ببراز محتوٍ عليه، وعندما يصاب الشخص بهذا الفيروس، ينتقل عبر مجرى الدم إلى الكبد مسببًا أعراض الالتهاب والتورم، بالإضافة إلى ذلك ينتقل هذا الفيروس بالاحتكاك الشخصي المباشر مع مريض مصاب به، ففيروس HAV مُعدٍ، لذلك ينتقل بسهولة كبيرة من الشخص المصاب إلى سائر أفراد أسرته، وعمومًا تتضمن قائمة الطرق المؤدية إلى الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي a كلًا مما يأتي[٣]:
- تناول الطعام أو الشراب لمُعدَّين من قِبل شخص مصاب بهذا الفيروس.
- تناول الطعام في بعض الأماكن التي لا يتقيّد العاملون فيها بالإجراءات الصارمة بشأن غسل الأيدي قبل لمس الطعام.
- تناول أطباق المحار الخام الملوث بمجاري الصرف الصحي.
- شرب الماء الملوث بهذا الفيروس.
- الاحتكاك المباشر مع مادة ملوثة ببرازٍ محتوٍ على فيروس الكبد الوبائي a.
عمومًا إذا أُصيب الشخص بهذا الفيروس سيكون معديًا للآخرين قبل أسبوعين من ظهور الأعراض لديه، في حين تنتهي المدة المعدية بعد مرور أسبوع على ظهور الأعراض[٣].
عوامل الخطر لالتهاب الكبد الوبائي a
توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي a، تشمل عمومًا ما يأتي[٣]:
- العيش في أماكن معروفة بتفشي التهاب الكبد الوبائي a، مثل البلدان التي تنخفض فيها جودة خدمات الصرف الصحي، أو تقلّ فيها المياه الصحية الصالحة للاستهلاك.
- تعاطي المخدرات عبر الحقن.
- العيش في منزل واحد مع شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي a.
- ممارسة الجماع مع شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي a.
تُشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يزيد عن 90% من الأطفال الموجودين في بلدان تنخفض فيها معايير السلامة وجودة خدمات الصرف الصحي، يصابون بعدوى التهاب الكبد الوبائي عندما يبلغون عمر العاشرة[١].
الوقاية من التهاب الكبد الوبائي a
يُشكل اللُقاح الوسيلة الأشد فعاليةً لوقاية الإنسان من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي a، وتُعد المحافظة على النظافة الشخصية أمرًا مهمًا أيضًا للحد من خطر الإصابة بهذا المرض، وعمومًا تشمل الخطوات التي يُمكن اتباعها ما يأتي[٤]:
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول وجبات الطعام، وبعد قضاء الحاجة أو ملامسة منطقة الشرج.
- تنظيف الحمامات يوميًا، والحرص على تنظيف مقاعد المرحاض ومقابض الأبواب والصنابير.
- غلي مياه الشرب قبل استهلاكها إذا كانت من مصدر غير معالج مثل مياه النهر.
- أخذ لقاح التهاب الكبد الوبائي a قبل السفر إلى أحد البلدان المعروفة بتفشي هذا المرض بين مواطنيها.
- تجنب تناول الطعام من الباعة الجوّالين.
- شرب الماء حصرًا من العبوات المختومة والمغلقة، والامتناع عن شرب الماء من عبوات مفتوحة مسبقًا.
- عدم تناول الطعام الخام، مثل الفواكه والسلطة، إذا كان مُعدًّا أو مُنظفًا بمياه ملوثة.
- تجنب تناول اللحوم والأسماك النيّئة أو غير المطهوة طهيًا كافيًا.
- تجنب استهلاك المحار ومنتجات الألبان غير المبسترة.
علاج التهاب الكبد الوبائي a
لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد الوبائي a، ففي معظم الحالات يتولى جهاز المناعة في الجسم مسؤولية القضاء على العدوى وشفاء الكبد كليًا، وعمومًا توجد بعض الخطوات المفيدة لتخفيف شدة الأعراض والحيلولة دون حدوث المضاعفات عند المريض، تشمل كلًا مما يأتي[٤]:
- نيل قسط وافر من الراحة نظرًا لأن التهاب الكبد الوبائي يؤدي إلى شعور المريض بالراحة وانخفاض طاقة الجسم وحيويته.
- تناول وجبات صغيرة من الطعام على مدار اليوم، ومرد ذلك إلى تسبب التهاب الكبد الوبائي a بأعراض الغثيان عند المريض، مما يحد من قدرته على تناول الطعام، لذلك يُستحسن تناول كميات صغيرة من من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
- الإقلاع عن استهلاك المشروبات الكحولية حمايةً للكبد، ومراجعة الطبيب قبل تناول أي دواء.
لُقاح التهاب الكبد الوبائي a
يُعطى لُقاح التهاب الكبد الوبائي a عادةً في الحالات الآتية[٥]:
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12- 23 شهرًا.
- الشخص المسافر إلى بلدٍ يعاني من تفشٍ مرتفع الشدة أو متوسط الشدة من التهاب الكبد الوبائي.
- الشخص المصاب بأمراض الكبد الدائمة، مثل التهاب الكبد المزمن.
- الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
- الشخص المحتاج لنقل الدم أو الحصول على منتجات مشتقة من الدم المُتبرع به، مثل عوامل التجلط لاضطرابات النزيف.
- الشخص العاملُ باحثًا في أحد المختبرات الطبية، ويتعامل مع فيروس التهاب الكبد الوبائي a.
من جهة أخرى لا يُنصَح بإعطاء لقاح التهاب الكبد الوبائي للنساء الحوامل أو المرضعات، بيد أن بعض الحالات تستدعي إعطاءه، لذلك ينبغي للحامل أو المرضع أن تراجع الطبيب إذا لم تُعطَ لقاحًا سابقًا لالتهاب الكبد، أو إذا كانت معرضةً للإصابة بهذا المرض، أو إذا كانت تُعاني من حالة سابقة مثل مرض الكبد[٤].
المراجع
- ^ أ ب "Hepatitis A", who, Retrieved 2020-1-10. Edited.
- ↑ "Hepatitis A", mayoclinic, Retrieved 2020-1-10. Edited.
- ^ أ ب ت "Hepatitis A", healthline, Retrieved 2020-1-10. Edited.
- ^ أ ب ت "Hepatitis A", betterhealth, Retrieved 2020-1-11. Edited.
- ↑ "Hepatitis A", health.harvard, Retrieved 2020-1-11. Edited.