التربية وقضايا المجتمع المعاصر

مصطلح التربية

التعريف الاصطلاحي لمفهوم التربية يعني العمليات التي يُمكن للمجتمع من خلالها نقل معارفه ومجمل أهدافه المكتسبة لضمان الحفاظ على بقائه، فالتربية دليل على تجدّد التراث المُستمرّ، وتجدد الأفراد الذين يحملون ذلك التراث، لذا تُعدّ عمليّة التربية عمليّة تهدف إلى تحقيق المزيد من النمو، إذ إنّ الحياة بحدّ ذاتها تنمو وتتجدد على الدوام[١].

يُقصد بالتربية أيضًا اتباع مجموعة من الأسس والقواعد في تنشئة الطفل منذ بداية حياته حتى يصبح إنسانًا صالحًا، ومُطبّقًا لشرع الله عز وجل في كل أمور حياته، ومقتديًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبنهج الأنبياء جميعًا.

وأيضًا يجب عند التربية اتباع الأسس الحديثة في التربية، والتي تضمن تنشئة الطفل على النهج القويم والصحيح الذي يضمن له التفاعل السليم مع المجتمع المحيط به، حتى يقدّم ما عليه من واجبات ويحصل على ما له من حقوق[٢].


ما هي أهداف التربية؟

من الجدير بالذكر أنّ التربية صُنّفت عبر العصور حسب صفاتها وأهدافها إلى ما يأتي[١]:

  • الهدف المحافظ: ساد الهدف المحافظ في المجتمعات البدائية، إذ تمحورت التربية في ذلك الوقت على نقل ما يحمله الراشدون من أفكار ومبادئ إلى الأطفال أو الأجيال القادمة، لذا كان الأطفال يتعلّمون ما سيفعلونه عندما يصبحون راشدين.
  • التربية بهدف إعداد المواطن الصالح: كانت أهداف التربية سابقًا إعداد الأفراد لذاتهم وتطوير صفاتهم المرغوبة والمطلوبة.
  • التربية بهدف تحقيق الأغراض الدينية: إذ تُعد أرفع العلوم كونها تتعلّق بمعرفة الله ومعرفة صفاته، غير أنّها لم تتقيد بهذا الحد فقط، ومن أجزاء هذه التربية التربية الإسلامية، التي تُعدّ بمثابة عملية بناء الأفراد وتوجيههم بهدف إعداد شخصيّة بناءً على المنهج الإسلامي وأهدافه الحياتيّة.
  • النزعة الإنسانية في التربية: إذ تُعدّ التربية الكاملة هي تلك التي تمكّن الفرد من أداء واجباته جميعها العامة منها والخاصة في جميع الأوقات السلمية أو في وقت الحرب.
  • الأهداف الديمقراطية للتربية: تمحورت حول تطوير وتنمية قدرات الفرد الجسديّة، والفكريّة، والخلقيّة بغية المشاركة في تحسين الجنس البشري تدريجيًّا.


ما هي أسس التربية الحديثة؟

يوجد فرق واضح بين أسس التربية التي كانت متبعة في الماضي، وبين أسس التربية الحديثة، ولأنّ لكلّ مجتمع متطلبات تختلف عن سابقه، لذلك كان لا بدّ من وضع أسس جديدة وحديثة في التربية لتواكب التطوّرات التي اكتسحت العالم، ولتنشئ جيلًا قادرًا على العيش والتعايش بطريقة سوية، وللتربية الحديثة أسس وقواعد أهمها ما يأتي[٣]:

  • الإقناع، فالتربية الحديثة لا تقوم أبدًا على توجيه الأوامر دون تبريرها أو تعليلها للأولاد، ففي الماضي كان هذا الأمر معروفًا، إذ إن الأب يصدر الأمر التربوي دون أن يبرره وعلى الأولاد تنفيذه دون سؤال، أما الآن فعلى الأب أن يتحاور ويقدم أسبابه لهذا الأمر لينفذه الأولاد عن قناعة تامة.
  • القدوة الحسنة، وهذا الأمر موجود في التربية القديمة والحديثة، فالمربي مطالب بأن يكون قدوة حسنة للأولاد، فسواء كان الأب أو الأم عليها أن يكونا قدوة لأبنائهما، وأن لا يأمران الأولاد بأمر فيه خير ويأتيان عكسه لأن هذا سيُحدث تضاربًا لدى الأولاد وفي الغالب سينفذون ما يرون عليه الأهل وليس ما أصدروا من أوامر.
  • الحوار، فمن أهم أساليب التربية الحديثة أن تكون مبنية على أساس الحوار بين الطرفين، إذ يبرر كل منهما وجهة نظره للآخر، ويشرح تصرفه ويعطي المربي النصح للابن بطريقة حضارية، أي أن تكون العلاقة قريبة إلى الصداقة.


ما هي قضايا الشباب المعاصرة؟

فيما يأتي إشارة إلى أبرز قضايا الشباب المعاصرة في أوقاتنا الحالية[٤][٥]:

  • الفقر: وهو من القضايا المنتشرة في الدول النامية كثيرًا، ويؤدّي الفقر إلى البطالة والبطالة تؤدّي إلى الفقر، فكل منهما يؤدّي إلى الآخر، ومن الممكن أن يؤدّي الفقر إلى مشكلة الجهل نتيجة عدم القدرة على تلقي التعليم في المدارس أو الجامعات، وبالتالي تنخفض احتمالات الحصول على عمل مناسب، ومن هنا يظهر أن مشكلة الفقر تدور لتتكرر في الأجيال القادمة في حال لم يوجد حل جذري لها.
  • الإدمان: من المشاكل والأمور التي انتشرت مؤخرًا في المجتمعات، خصوصًا مجتمعات الشباب مشكلة الإدمان على المخدرات بأنواعها المختلفة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المشكلة ناجمة عن عدد من الأسباب منها الهرب من المشاكل الحياتية والنفسية أو الضغوطات التي يتعرض لها الشاب في حياته الاجتماعية، بالإضافة إلى أنّ انعدام التربية أو إهمال الوالدين يُعدّ من أهمّ العوامل المؤدية إلى مشكلة الإدمان.
  • العنف: تتعدّد أشكال العنف في المجتمعات المختلفة فمنها ما يكون ناتجًا عن العنصريّة للون أو الشكل، وهي واحدة من أبرز القضايا في الوقت المعاصر التي يواجهها الشباب في المدارس والجامعات أو في أماكن العمل، كذلك يمكن للعنف أن ينتج بسبب الاختلاف في الآراء السياسيّة أو الثقافيّة أو الاجتماعيّة، وهو ما ينتج عن سوء التربية والجهل.
  • الوحدة: لا يمكن للعديد من الشباب والشابات الانخراط في المجتمع وتكوين الصداقات بتلك السهولة، خصوصًا مع انتشار التكنولوجيا وابتعاد الأفراد عن بعضهم البعض وانشغالهم في الحياة الخياليّة على مواقع التواصل، الأمر الذي أدّى إلى معاناة العديد منهم من مشكلة الانطوائيّة والعزلة، التي تنعكس آثارها سلبيًا على مشاعرهم وأفكارهم.


ما هي علاقة التربية بالمجتمع؟

للتربية علاقة وثيقة بالمجتمع، فالمجتمع له تأثير كبير ولا يمكن أن يستهان به في التأثير على تربية الأولاد، فمهما حاول الشخص تربية أولاده تربية سويّة وجيّدة، فإنّ المجتمع سيؤثّر على ذلك تأثيرًا كبيرًا؛ ففي حال كان يعيش في مجمتع غير سوّي، سينعكس هذا الأمر حتمًا على الأبناء، وقد يؤثّر مجتمع المدرسة التي يلتحق بها الطفل في مراحله الأولى على تربيته أيضًا، إذ يكون في مرحلة تشكيل الشخصية، وخاصة أنّه يبقى فيها لساعات طويلة، ويختلط مع زملائه ومدرِّسيه أكثر من اختلاطه مع أهله.

كما يمكن أن يكون التأثير على التربية في مرحلة متقدّمة، فمثلًا يمكن أن تتأثّر التربية بمجتمع العمل أو مجتمع الجامعة، وهذا كله يحدث في حال كانت التربية غير مبنيّة على أسس صحيحة وحديثة مبنيّة على قناعة راسخة في نفسه وليس مجرد تنفيذ للأوامر[٦].


جمل لا تستخدميها عند تربية أطفالكِ

عند تحدّثكِ مع طفلكِ يجب أن تنتبهي سيّدتي إلى مجموعةٍ من الجمل التي لا يجب أن تستخدميها أبدًا، وذلك لأنّها من الممكن أن تؤذي مشاعر طفلكِ، وتؤثّر على نفسيّته، وهي كما يأتي[٧]:

  • وصفكِ للطفل بأنّه سمين، فعلى الرغم من أنّ سمنة الأطفال هي أمر خطير، إلا أنّ هذا الأمر لن يحلّ مشكلة طفلكِ، بل قد يتسبّب بالأذى النفسي، وبالمشاكل الصحيّة الأخرى مع التقدّم في السنّ، منها اضطرابات الأكل، لذا يجب أن تحاولي تغيير الأمر من خلال تشجيع طفلكِ على ممارسة الرياضة، وعلى تحضير الأكل الصحّي بطريقة ممتعة.
  • اخبار الطفل بأنكِ كنتي قادرةً على تحقيق شيء هو غير قادر على تحقيقه في نفس السنّ، فهذا أمر قد يحبط الطفل، ويُشعره بأنّه أقلّ من الآخرين، لذا يجب عليكِ أن تلجأي لطرق أخرى لإيصال خبراتكِ لأطفالكِ.
  • لوم طفلكِ على عدم حصوله على علامات عالية، فبدلًا من لومه، عليكي تشجعيه على الدراسة بجدّ أكثر للحصول على علامات أعلى في المرّات القادمة، مع ضرورة مدحه على ما وصل إليه أيضًا.
  • اخباركِ للطفل بأنّه لا يستطيع أن يكون جيّدًا مثل أبناء أقاربه، فهذا أمر خاطئ وسيشعر طفلكِ بأنّه ناقص مهما فعل من أمورٍ جيّدة، كما أنّ هذا يُربّي ويُعلّم طفلكِ الأنانيّة السيّئة.


المراجع

  1. ^ أ ب عبدالله حجازي (2017-12-23)، "تعريف التربية ومفهومها"، ويكي الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-10. بتصرّف.
  2. "مقدمة في التربية "، تعليم جديد ، اطّلع عليه بتاريخ 18-05-2019. بتصرّف.
  3. "أسس التربية "، alserdaab، اطّلع عليه بتاريخ 18-05-2019. بتصرّف.
  4. ياسمين ياسين، "4 من أبرز قضايا الشباب المعاصرة"، إي دي إرابيا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-10. بتصرّف.
  5. راشد الغنوشي، "مشكلة العنف .. الأسباب والعلاج"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-10. بتصرّف.
  6. "التربية وعلاقتها بالمجتمع "، افاق علمية وترية ، اطّلع عليه بتاريخ 18-05-2019. بتصرّف.
  7. "40 Things You Should Never Say to Your Kid", bestlifeonline, Retrieved 31-3-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :