محتويات
الثقافة الجنسيّة
تُعرّف الثقافة الجنسية بأنّها التعليم تبعًا لأسس صحيحة لمجموعة واسعة من المواضيع المُتعلّقة بالجنس والنّشاط الجنسي وتعلّم القيم والمعتقدات حول كل ما يخصّها، بالإضافة إلى اكتساب المهارات اللّازمة في العلاقات الجنسيّة أو عند التّعرّض لأي موقف مُرتبط بالجنس، وقد يحدث التّثقيف الجنسي في المدارس أو الجامعات أو في المجتمع المحلّي أو على الإنترنت، وتعتقد مؤسّسات المجتمع المحلي أن للأسرة دورًا كبيرًا وأساسيًّا في المساهمة بنشر الثقافة الجنسية في المجتمع، لذلك يجب على الأبوين عدم إهمال هذا الجانب الهام والذي قد يحمي الأبناء من التعرّض لأي اعتداءات جنسيّة في المستقبل.[١]
الثقافة الجنسية للأطفال
على جميع الآباء والأمّهات تثقيف أطفالهم ثقافةً جنسيّةً صحيحة وإلّا سيبدأ الطفل في استسقاء معلوماتهِ الجنسيّة من أماكن أخرى، وهذا سيُفوّت على الأهل فرصة غرس القيم والتقاليد الخاصّة بهم في نفوس أطفالهم، وتوجد استراتيجيّة جيّدة للتثقيف الجنسي للأطفال؛ وهيَ أنّهُ ينبغي البدء في التحدّث مع الطفل منذُ الصّغر في المواضيع الجنسية كما ينبغي مواصلة هذهِ المُحادثات معهُ حتى عندما يكبر ويصل إلى سن المراهقة، لأنَّ الطفل سيتعرّض لمعلومات عن الجنس من مصادر أخرى مثل المدرسة والأصدقاء ووسائل الإعلام في سن أبكر بكثير ممّا يتوقّعهُ الأهل، وفي حال وجود تعليم للتربية الجنسية في النظام المدرسي ينبغي للأهل توجيه الأسئلة لأطفالهم عمّا تعلّموهُ في المدرسة ومراجعة ذلك معهُم وعدم الاعتماد على التعليم المدرسي فقط لتثقيف الطفل جنسيًّا، وقد يخشى بعض الأهل من أنَّ فتح المواضيع الجنسية مع أطفالهم قد تؤدي إلى انحراف الطفل جنسيًّا أو إلى زيادة وعيه بطريقة غير مطلوبة، وهذا تفكير غير سليم؛ فالأهل ينبغي لهم إعطاء المعلومات الجنسية المناسبة لسن الطفل، فالفضول حولَ الجنس هو أمرٌ طبيعيٌّ لاكتشاف الطفل لجسمه.
يساعد التّعليم الجنسي الأطفال على فَهم أجسامهم والشعور بالإيجابية نحوها، والأطفال في عمرِ مبكّرِ سيكون كل اهتمامهم وأسئلتهم حول الحمل والإرضاع ولن يوجّهوا أسئلة مباشرة عن الممارسة الجنسية، لذا فإنَّ مناقشة الأمور التي تتعلّق بالجنس مع الطفل يعد جزءًا من بدء التواصل المفتوح معهُ، وإنّ التواصل المبكّر والواعي بين الوالدين والأطفال مهم جدًّا خصوصًا عندما يصبح الطفل في مرحلة المراهقة، فإذا كان التواصل متاحًا ويعد أمرًا طبيعيًّا فإنَّ الأطفال سيتحدّثونَ مع والديهم حول جميع المشكلات الأخرى في مرحلة المراهقة مثل القلق والاكتئاب والعلاقات والتدخين واستخدام المخدرات والكحول فضلًا عن القضايا الجنسية، ومن فوائد البدء بمناقشة الطفل في المواضيع الجنسية في وقت مبكّر جعل الطفل يعتاد على مناقشة الأهل في هذا الموضوع، وهذا سيسهّل من استمراريّة الحوار مع الطفل عندما يصل إلى سن المراهقة، لأنَّ المراهق الذي لم يعتد على مناقشة المواضيع الجنسية مع والديه سيجد صعوبة في تقبّل كلامهما وسيشعر بالحرج من أن يناقشهما في ذلك عندما يكبر، كما سيواجه الأهل هذهِ المشكلة نفسها مع ابنهم، ووقتها سيكون الابن قد حصل على معلومات قد تكون خاطئة من أصدقائهِ ومن مصادر أخرى، لذا ينبغي على الأبوين أن يكونا هما المصدر الأول والصحيح لتعلّم الطفل المعلومات الجنسية التي تناسب سنّه، وفهم الطفل للمعلومات الصحيحة يمكن أن يحميهِ من أي سلوك جنسي خاطئ قد يمارسهُ أو قد يتعرّض لهُ.[٢]
الأُسس الصحيحة لتعليم الثقافة الجنسية للأطفال
يتجنّب معظم الآباء والأمّهات التواصل مع أطفالهم حولَ أي موضوع يتعلّق بالجنس، وقد يعتقد بعضهم أنَّ طفلهم لا زالَ صغيرًا على تعلّمهِ لهذهِ المواضيع، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح تمامًا؛ فالطفل ينبغي البدء بتعليمه أُولى أُسس الثقافة الجنسية في سن مبكرة، وهذهِ الأسس هي:[٣]
- التعليم المبكّر: كما يتعلّم الطفل المشي والحديث ينبغي أن يتعلّم كذلك المزيد عن جسمه، وأوّل خطوة في ذلك هيَ فتح الباب للثقافة الجنسية من خلال تعليم الطفل الأسماء المناسبة لأعضائهِ الجنسية؛ ويمكن فعل ذلك أثناءَ استحمامه، وعندما يسأل الطفل أو الطفلة أسئلة تتعلّق بأجسامهم ينبغي عدم الضحك أو الشعور بالحرج، وينبغي تقديم الإجابة المباشرة والمناسبة لأعمارهم.
- التعامل الصحيح مع الطفل عند لمسهِ لأعضائهِ: فالعديد من الأطفال قد يُعبّروا عن فضولهم الجنسي الطبيعي من خلال لمس أعضائهم مباشرةً، وعند ذلك ينبغي للأب أو الأم تشتيت انتباه الطفل عن ذلك السلوك، وإذا لم ينجح ذلك فيجب أخذ الطفل جانبًا وإخبارهِ بأنَّ هذا السّلوك غير جيّد، وفي بعض الأحيان ربما يدل هذا التصرّف إذا تكرّر كثيرًا على وجود مشكلة في حياة الطفل؛ فقد يكون الطفل يشعر بالقلق أو أنّهُ يُعاني من عدم تلقّي الاهتمام الكافي في المنزل، وقد يكون هذا السلوك علامة على تعرّض الطفل لاعتداء جنسي، لهذا ينبغي تعليم الطفل عدم السماح لأحد بلمس أعضاء جسمهِ الحسّاسة أبدًا، وإذا شعرَ الأهل بالقلق حول هذا السلوك ينبغي لهم استشارة الطبيب.
- التعامل مع فضول الطفل الجنسي: عندما يبلغ الطفل الثالثة أو الرابعة من عمره فإنّهُ يدرك أنَّ الأولاد والبنات لهم أعضاء جنسية مختلفة، عند ذلك ينبغي للوالدين شرح الفرق بين الجنسين بطريقة تناسب عمر الطفل.
- استخدام الظروف المحيطة لتعليم الطفل: إنَّ تعليم الثقافة الجنسيّة لا يكون بالكلام المجرّد فقط؛ بل ينبغي تعليم الطفل من خلال المُشاهدات اليوميّة التي تحصل أمامه، ففي حال وجود حمل في الأسرة مثلًا لا بأس بإخبار الطفل بأنَّ الأطفال الرضّع ينمونَ في مكان خاص داخل جسم الأم، وإذا كان الطفل يريد المزيد من التفاصيل حول كيفية حصول الحمل أو كيفية ولادة الطفل فينبغي الإجابة عن أسئلتهُ بما يتناسب مع عمره.
حقائق عن الثقافة الجنسية للأطفال
توجد بعض الحقائق حول موضوع الثقافة الجنسية لدى الأطفال، والتي ينبغي للأهل معرفتها، ومنها ما يلي:[٤]
- ينبغي للأهل عدم انتظار الطفل ليطرح الأسئلة حول المواضيع الجنسية؛ فقد يصل بعض الأطفال إلى سن العاشرة دون أن يطرحوا أي سؤال جنسي، وهذا يعود إلى الخجل أو الإحراج الذي قد يمنعهم من ذلك.
- قد يشعر بعض الأطفال بالخجل عند بلوغهم سن السادسة ولهذا سيرغبونَ ببعض الخصوصية في الحمّام، وهذا دليل جيّد للتأكّد من أنّهم يعرفون كيف يرفضونَ لمس أي أحد لأجسادهم.
- يبدأ الثدي بالنمو عند بعض الفتيات في سن الثامنة، وعند بلوغ التاسعة سيبدأن بالرغبة في محادثة الفتيان الأكبر منهن، كما سيبدأنَ بالاهتمام بأنفسهنَّ ولبسهن أكثر من قبل.
- لن تؤدي المحادثات المطوّلة وحدها الغرض في إيصال المعلومة الجنسية للطفل؛ لذلك ينبغي الاستعانة بمواضيع وأمثلة من الواقع لإيصال الفكرة أكثر للطفل.
- يجب التأكّد من أنَّ الطفل يعرف مع من يمكنهُ التحدّث في الأشياء الشخصية المحرجة، كما يجب التأكيد عليهم أن لا يتحدثوا عن أشيائهم الخاصّة إلّا أمامَ الوالدين وألا يتردّدوا في ذلك.
- يجب الاطّلاع على الثقافة الجنسية التي قد تقدّمها المدرسة للطّفل، ودعمها بتوفير معلومات مُناسبة لعمر الطفل.
المراجع
- ↑ "What is Sex Education?", plannedparenthood, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ SickKids staff, "Sex education for children: Why parents should talk to their kids about sex"، aboutkidshealth, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff, "Sexual health"، mayoclinic, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "Talking to primary school children about sex", betterhealth, Retrieved 23-12-2019. Edited.