الحكمة من يتم النبي

الحكمة من يتم النبي

ما الحكمة من يتم النبي؟

تكمن الحكمة في يتم النبي صلى الله عليه وسلم على النحو الآتي[١]:

  • شمولية القدوة وكمالها، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}[٢]، فالرسول صلى الله عليه وسلم هوه قدوة كل البشر، صغيرهم وكبيرهم، ومن الصغار من كان يتامًا، ومن اليتامى من كان يتيم الأب أو الأم أو الإثنين معًا.
  • أن ينشأ قويًا وصلبًا مبتعدًا عن الدعة والترف، فالله تعالى يُؤهّل رسوله الكريم لمسؤولية عظيمة للكون والتاريخ، وهي حمل كلام الله وتبليغه إلى البشرية جميعها، فنبي الله صلى الله عليه وسلم لم يعرف الترف منذ نعومة أظفاره، فقد عاش فقيرًا، فرعى الغنم وهو صغير، وقد أخبر الصحابة رضي الله عنهم بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: (مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ)، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ: (نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ)[٣].


نشأة النبي صلى الله عليه وسلم

نشأ عليه الصلاة والسلام في الأسرة الهاشمية التي هيَّأت له أسباب الرعاية، واهتمَّت به كثيرًا بسبب يُتمه؛ وبعد وفاة والده وهو في بطن أمِّه، تولَّى أمر رعايته جدُّه عبد المطلب.

واختار له من مرضعة من بني بكر وهي حليمة السعدية، فنشأ عليه الصلاة والسلام أوَّل مسيرته في بادية بني سعد، فاعتنت به حليمةُ، وتمنت بقائه عندها حتى بعد انتهاء السنتين؛ لِمَا حل عليها من البركة في مكوثه بينهم، وأقنعت أمه بالبقاء معها، وهكذا بقي في بني سعد، إلى أن أكمل السنة 4 أو 5 من مولده، وحصلت حادثة شق الصدر، فخافت عليه حليمة بعد هذه الحادثة، فأرجعته إلى أمِّه، وبقي في رعايتها إلى أن وصل من العمر 6 سنين، وعند وفاة والدته، تكفل فيه جدُّه عبد المطلب، ولما وصل من العمر ثماني سنين توفي جده، فكفله عمُّه أبو طالب، وضمَّه إلى أولاده، وبقي لأكثر من أربعين سنةً يُعزِّز جانبه، ويحميه، ويُصادق ويُخاصم لأجله.

أمَّا من جانب الأعمال التي كان يقوم بها عليه الصلاة والسلام، فلم يكن له عملٌ محدد في أوَّل شبابه، إلا أنَّه كان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها، ولما وصل إلى 25 من عمره ذهب للتجارة في الشام بمالٍ لخديجة رضي الله عنها، ولما عاد إلى مكة ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة والأمانة، عرضت عليه الزواج، فتزوَّجها، وكانت أول زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم، فكانت خير معينٍ له على الحياة، ومِنْ ثَمَّ على حمل الرسالة، لما نزل عليه الوحي[٤].


حياته قبل البعثة

كان الرسول صلى الله عليه وسلم في صغره يرعى الأغنام وفي مرحلة الشباب تعلّم من عمّه أبو طالب التجارة في وأصبح يذهب معه في رحلاته التجاريّة إلى الشام وما حولها، وتميز بأمانته وصدقه، وكانت تتعاقد معه قريش في تجاراتها، وحين سمعت به خديجة رضي الله عنها، عرضت عليه مشاركتها، ثم عرضت الزواج عليه وكانت أول زوجة له صلى الله عليه وسلم.

وفي الحرب فقد شارك صلى الله عليه وسلم في الدفاع عن مكّة وهو ابن 14 سنة، وكان له حضور في الاجتماعات والندوات التي يقيمها قومه بشأن القضايا الهامة، وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم 35 عامًا كان له دورٌ مهم في إعادة بناء الكعبة وترميمها بعد أن تشقّقت جدرانها بسبب السيول والأمطار.

وفي معيشته في مكّة لم يلتفت لحال قومه من الشرك وعبادة الأوثان، والفجور وشرب الخمر، ومظاهر الفسق والضلال، فاعتزل قومه وخرج من هذه الحال إلى غار حراء، ليتفرّغ للعبادة والتفكّر، فكان يمكث في هذا الغار ليالي طويلة، إلى انتهاء زاده من الطعام والشراب، فيرجع إلى أهله ليتزود، وبقي على هذه الحال إلى أن نزل عليه الوحي في الأربعين من عمره[٥].


أسئلة تُجيب عنها حياتكِ

متى توفيت أم الرسول؟

عندما كان عمر نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم 6 سنين، ذهب مع أُمُّه آمنةُ بنتُ وهبٍ إلى أخوالِه بني عَديِّ بن النَّجَّار لزيارتهم، ومعهم حاضِنَتُه أمُّ أيمنَ، وعندم رجوعهم إلى مكة توُفِّيَت أُمُّه، في العام 48 قبل الهجرة/575 ميلادي[٦].

من هي مرضعة الرسول؟

اختار له جده عبد المطلب من المرضعات أكفأهنّ فوكّل الأمر إلى إمرأة من بني بكر، وهي حليمة السعدية، فاهتمت به وحرصت عليه وعلى أن يبقى بجوارها لما رأت من البركة في حضوره[٤].

أين تربى الرسول؟

نشأ الرسول صلى الله عليه وسلم في أول حياته في بادية بني سعد عند مرضعته حليمة السعدية، ثم عاد إلى أمه، وبعد وفاتها اهتم به جده عبد المطلب، وبعد وفاته اهتم به عمه أبو طالب[٤].


المراجع

  1. "اليتم في حياة النبي صلى الله عليهر وسلم"، الألوكة ، 5/7/2017، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب ، آية:21
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2262 ، صحيح .
  4. ^ أ ب ت "كيف نشأ النبي صلى الله عليه وسلم؟"، قصة الإسلام ، 13/11/2019، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.
  5. "رؤيةٌ في حياة الرسول قبل البعثة"، إسلام ويب، 5/7/2003، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.
  6. "وِلادةُ خيرِ الأَنام صلى الله عليه وسلم إلى بَيْعةُ العَقبةِ الأولى. - وفاة أم النبيصلى الله عليه وسلم، آمنة بنت وهب وحضانة أم أيمن لهصلى الله عليه وسلم "، طريق الإسلام، 29/10/2019، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

542 مشاهدة