الرضاعة ورمضان

صوم المرضع

شهر رمضان المبارك هو الشهر الذي يصوم فيه المسلمون من أذان الفجر حتى غروب الشمس، وتوجد بعض الفئات التي أباح لها الإسلام الإفطار في شهر رمضان، منهم المرأة الحامل والمرضع، على أن تقضي أيام إفطارها بعد انقضاء مدة حملها أو إرضاعها، خاصةً الصيام في فصل الصيف، إذ إنَّ ساعات الصوم طويلة وقد لا تتمكن من إرضاع الطفل جيدًا ويؤدي الصيام في مثل هذه الحالة إلى التأثير السَّلبي على الأم والطفل خاصةً في أشهر عُمره الأولى، لكن إذا شعرت الأم بأنها قادرة على الصيام فمن الضَّروري الحفاظ على كمية السوائل في جسمها، وذلك بشرب الكثير من الماء بين فترة الإفطار والسحور، وتناول أطعمة مُغذية والحصول على قسط من الراحة أثناء النهار^[١].

حكم الرضاعة والصيام

أما عن حكم الرضاعة والصيام فتوجد حالتان، هما كالآتي^[٢]:

• في حال عدم تأثُر المرضع أو الطفل بالصيام؛ يجب عليها الصيام ولا يجوز أن تفطر.
• إن خافت المرضع على نفسها أو على ولدها من مشقة الصيام؛ فلها أن تفطر بل الأفضل أن تفطر ويُكره الصيام لها، وتقضي الأيام التي أفطرتها بعد انتهاء فترة الرضاعة.

صيام المرضعة في الأشهر الأولى

يحتاج الطفل الذي يقل عمره عن ستة أشهر إلى احتياجات مختلفة عن الطفل الذي بلغ عمره العام الواحد أو عندما يبدأ الطفل بتناول أطعمة أخرى، إذ يعتمد الطفل في أشهره الأولى على حليب الأم كمصدر أساسي للتغذية، وفي جميع الأحوال سواء أصامت المرضع أم لم تصم، فإن الجسم سيستمر بصنع الحليب لكن بكمية أقل أثناء فترة الصيام، وقد يؤدي الصيام إلى تغيير في مستوى الفيتامينات والمغذيات في الحليب، وقد يؤدي إلى نقص مستويات الزنك والمغنيسيوم والبوتاسيوم من جسم الأم مما يعني أن تنفد احتياطات جسم الأم من هذه المواد المغذية^[٣].

زيادة حليب الأم في رمضان

لزيادة حليب الأم في رمضان يجب على المرأة اتباع نظام غذائي جيد عند تناول الطعام، وشرب كمية كافية من السوائل لتجنُب الجفاف، وتأجيل الأعمال التي تستهلك الكثير من الطاقة في وقت الصيام والحصول على وقتٍ كافٍ من الراحة للحفاظ على مستوى الطاقة في الجسم، وفيما يأتي نذكر أهم الطرق والأطعمة التي تساهم في زيادة حليب المرضع^[٤]:

طرق زيادة حليب المرضع

فيما يأتي بعض الطرق التي تساعد في زيادة إدرار الحليب طبيعيًّا^[٥]:

• التأكد من قدرة الطفل على الإمساك بالثدي إمساكًا صحيحًا إذ تُعد الطريقة الأكثر فعاليةً لزيادة الحليب، وتُمكِّن الطفل من الحصول على الحليب مما يُحفِّز الجسم على إنتاج المزيد.
• الاستمرار بالرضاعة الطبيعية، فكلما زادت الرضاعة الطبيعية زاد إنتاج الجسم للحليب.
• استخدام ضغط الثدي، وهو أسلوب يُستخدم لمساعدة الطفل في الحصول على المزيد من حليب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية، مما يحفز الجسم لصنع المزيد من الحليب.
• تحفيز الثدي، وذلك باستخدام مضخة الثدي لتحفيزه بعد الانتهاء من إرضاع الطفل، فذلك يزيد من إنتاج الجسم للحليب.
• إجراء تغييرات في نمط الحياة واتباع نظام صحي، إذ إن بعض الأشياء التي تقوم بها الأم قد تؤثر على إدرار الحليب مثل التدخين، وتناول حبوب منع الحمل المركبة، والإجهاد، والتعب.
• الرضاعة الطبيعية لفترة أطول في كل تغذية لمدة لا تقل عن 10 دقائق.
• عدم تخطِّي وجبة الرضاعة أو استخدم حليب مساعد يتسبب بنقص إدرار الحليب.
• الرضاعة الطبيعية من كلا الثديين في كل تغذية مما يقوي إفراز الحليب.
• محاولة إبقاء الطفل مستيقظًا أثناء الرضاعة لضمان الحصول على ما يكفي من التغذية وتزويد جسم الأم بالمحفزات التي تحتاج إليها لزيادة إدرار الحليب.

أكلات لزيادة حليب الأم

توجد العديد من الأطعمة التي تساهم في زيادة حليب الأم، تتضمن الآتي^[٦]:

• الحبوب الكاملة: تُعد مغذيةً جدًا للأمهات المرضعات، ولها خصائص تدعم الهرمونات المسؤولة عن صنع حليب الأم، ومن أفضل الحبوب المستخدمة لزيادة حليب الأم دقيق الشوفان المطبوخ على نار هادئة، كما يُمكن تناول الشعير أو الأرز البني الكامل الحبوب أو كعك الشوفان أو غيرها من الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة.
• الخضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة: منها الخس واللفت والسبانخ والبروكلي، إذ تُعد مليئةً بالعناصر الغذائية خاصةً الكالسيوم.
• الشمر: وهو نبات ذو بذور وله نكهة لذيذة ويُمكن إضافته إلى العديد من الأطعمة، كما يُمكن طهيه أو تناوله نيئًا، وبسبب احتوائه على الإستروجينات النباتية فإنه يساعد الأمهات المرضعات على إنتاج المزيد من حليب.
• الثوم: الثوم مغذٍ للغاية، ويساعد على صنع المزيد من حليب الثدي.
• الحمص: وهو من البقوليات التي استُخدمت للمساعدة في إنتاج المزيد من حليب الأم منذ العصور المصرية القديمة، إذ يحتوي على نسبة عالية من البروتين، وهرمون الإستروجين النباتي.
• بذور السمسم: تُعد بذور السمسم غنية بالكالسيوم ولها خصائص تُشبه الإستروجين.
• اللوز: وهو من الأطعمة الصحية المليئة بالبروتين والكالسيوم.
• زيت بذور الكتان وبذور الكتان: تُشبه بذور السمسم، إذ تحتوي على الإستروجين النباتي الذي يؤثر على إنتاج حليب الأم، كما أنها تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية.
• جذر الزنجبيل الطازج: يزيد الزنجبيل من إنتاج حليب الثدي، ويُمكن شرب الزنجبيل الطازج، أو إضافته إلى الطعام أثناء الطبخ.
• خميرة البيرة: وهي مكمل غذائي صحي للغاية يحتوي على فيتامينات ب والحديد والبروتين والكروم والسيلينيوم والمعادن الأخرى، ويُمكن أن تستخدمه الأمهات المرضعات لإنتاج المزيد من حليب الثدي والحصول على الطاقة، وتحسين الحالة المزاجية.

الفواكه التي تزيد حليب الأم

أما الفاكهة التي تساعد في زيادة حليب الأم فنذكر منها الآتي:^[٧]

• البابايا غير الناضجة التي تُعد مُهدّئًا طبيعيًّا يساعد على الاسترخاء وإرضاع الطفل أفضل.
• الجزر؛ إذ يساهم عصير الجزر مع وجبة الإفطار أو الغداء على مد الجسم بفيتامين أ الذي يُعزز جودة الحليب.
• المشمش الذي يجب تناوله أثناء الحمل والرضاعة خاصةً المشمش المجفف الذي يساعد على توازن الهرمونات في الجسم، إضافةً إلى احتوائه على الكالسيوم والألياف مما يُعزز من حليب الأم.
• أوراق الريحان وهي مصدر غني بمضادات الأكسدة مما يُعزز المناعة للطفل.
• أوراق الشبت التي تحتوي على الألياف وفيتامين ك مما يساعد في تجديد الدم المفقود أثناء الولادة.
• القرع، إذ يحتوي على نسبة عالية من الماء مما يحافظ على رطوبة جسم الأم.
• البطاطا الحلوة، التي تُعد مصدرًا رئيسيًا للبوتاسيوم، إضافةً إلى الكربوهيدرات المنتجة للطاقة، وفيتاميني (ج) و(ب) والمغنيسيوم.

حل سريع لزيادة لبن الأم

النصائح الآتية من أفضل الطرق ومن الحلول السريعة لزيادة حليب الأم^[٨]:

• الحفاظ على رطوبة الجسم وذلك بتناول المزيد من السوائل.
• تناول نظام غذائي متوازن، إذ تحتاج المرضع إلى زيادة السعرات الحرارية التي تتناولها بمقدار 500 سعرة حرارية، ويجب اختيار الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة مثل الأطعمة الغنية بالبروتين.
• تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية، مثل الكالسيوم وفيتامين د والحديد وحمض الفوليك، ومكملات الحلبة وخميرة البيرة.
• محاولة إفراغ الثدي تمامًا من الحليب عند إرضاع الطفل وذلك لزيادة إدراره.

مشروبات لزيادة حليب الأم

يُمكن للمرأة تناول المشروبات التالية لزيادة الحليب^[٩]:

• الماء، إذ يجب شرب ما لا يقل عن 8-10 أكواب يوميًا لمنع الجفاف.
• شاي التمر الأحمر.
• شاي الزنجبيل.
• الحليب.
• القهوة أو الشاي، لكن بكميات قليلة.

الرضيع في رمضان

تُشير الأبحاث إلى أن الصيام لا يؤثر بالضرورة على المغذيات الرئيسية في حليب الأم، لكن قد تتأثر بعض المغذيات الدقيقة كثيرًا، وأظهرت الدراسات أن إنتاج الحليب يبقى كما هو خلال الصيام لكن يتغير تركيز السكر والبوتاسيوم والمكونات الأخرى في الحليب، وفي الحقيقة لا يحدث ذلك لجميع النساء بنسبة ثابتة إذ يختلف من امرأة لأخرى اعتمادًا على جسمها، لكن توجد بعض الإشارات التي تصدر عن الطفل والتي تدل على وجود مُشكلة ما أثناء الصيام ومنها نذكر الآتي^[١٠][١١]:

• إذا كان الطفل يعاني من النعاس أو النعاس الشديد.
• حدوث تغيير في لون البراز أو شكله.
• إصابة الطفل بالجفاف وانخفاض إدرار البول أو اختلاف لون البول إلى الداكن أو البني المحمر.
• ملاحظة عدم اكتساب الطفل للوزن.

طرق تنظيم نوم الرضيع

يُمكن تنظيم نوم الرضيع من خلال الخطوات البسيطة الآتية^[١٢]:

• ظهور علامات التعب على الطفل مثل فرك العيون والتثاؤب يدل على أن الطفل بحاجة إلى الراحة والنوم.
• تحديد فترة النوم خلال الليل ومحاولة ممارسة بعض النشاطات خلال النهار.
• فصل مكان تناول الطعام عن مكان النوم.
• الامتناع عن إيقاظ الطفل ليلًا لإرضاعه بعد عمر الشهرين في حال كان الطفل يكتسب وزنًا صحيًا.

فطام الرضيع في رمضان

يوجد اختلاف كبير فيما يتعلق بالحد الأقصى لسن الإرضاع، ولا يوجد حكم لفطام الرضيع في رمضان، ويتوقف فطامه على اختيار الأم للوقت المناسب لفطامه، فمنهن من تتراوح مدة الإرضاع لديهن من سنتين إلى سبع سنوات، أو تكتفي بستة أشهر، أو تتوقف عن الإرضاع في حال أصبحت حاملًا أثناء إرضاعها^[١].

نوم الرضيع في رمضان

تختلف عادات نوم العائلة في رمضان بسبب طبيعة هذا الشهر وعباداته وصيامنا خلال النهار وإفطارنا بين المغرب والفجر، وتختلف الأراء إذا ما كان يجب الحفاظ على موعد النوم الطبيعي للأطفال أو تغييره خلال هذا الشهر، خصوصًا أنَّ النوم مهم لصحتهم ونموهم، كما أنَّ عادات النوم خلال هذا الشهر تؤثر في نوم الأطفال خلال الأشهر التالية، لذلك يُنصح الأهالي بالمحافظة على أن يكون معظم وقت نوم الأطفال بين الساعة السابعة مساءً والثامنة صباحًا أو جعلهم يأخذون قيلولةً بين الساعة الثانية والخامسة عصرًا، ومحاولة الموازنة بين عدد ساعات النوم والاستيقاظ كي لا يشعر الطفل بالحاجة إلى النوم الزائد بعد انقضاء شهر رمضان، وتحفيزهم على الاستيقاظ مبكرًا بتعريضهم للضوء القوي لمدة ساعة واحدة على الأقل لاستعادة النظام الطبيعي للنوم^[١٣][١٤].

كفارة إفطار المرضعة في رمضان

لا حرج على المرأة المرضع من الإفطار إذا كان الإرضاع يضرها معه الصوم، فالحاصل أنها مأذون لها حتى تستطيع الصيام، فإذا جاء رمضان الآخر وهي ترضع ولم تستطع الصيام بل يشق عليها من أجل الرضاع فإنها تفطر رمضان الآخر ثم تصومهما بعد أن تحصل على القوة لذلك، إما بفطم الولد وإما بقوة تعينها على الصوم، وإما بغير هذا من أسباب القدرة، وإذا أفطرت من أجل الإرضاع فلا يلزمها مع القضاء شيء لأنه كالمرض^[١٥].

فوائد الصيام للمرضعة

يُقدم الصيام العديد من الفوائد الصحية سواء للمرأة المرضعة أم لغير المرضعة، وتتضمن هذه الفوائد ما يأتي^[١٦]:

• الحفاظ على صحة القلب وذلك بخفض ضغط الدم والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
• تنظيم مستوى السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بالسكري.
• المساهمة في فقدان الوزن وذلك لانخفاض عدد السعرات الحرارية المُستَهلَكة خلال اليوم.
• خفض علامات الالتهابات المزمنة.
• تحسين الصحة النفسية وتقليل الاكتئاب.
• الحفاظ على كتلة العضلات.

هل الرضاعه تعطش؟

أكدت الدراسات أن الرضاعة تُعد حافزًا قويًا للعطش لدى الأم المرضعة، ومن المتوقع حدوث ذلك لأنه أثناء الرضاعة يرسل الجسم إشاراتٍ عصبيةً لمنطقة تحت المهاد مما يُحفِّز الجهاز العصبي للاستجابة للعطش لمنع فقدان السوائل في الجسم والحفاظ على التوازن، لذا تثنصح المرضع بشرب كمية كافية من الماء والسوائل^[١٧].

هل الصيام يقلل حليب المرضع؟

إن الصيام لا يُقلل من الحليب، وسيستمر الجسم بصنع الحليب بالطريقة المعتادة، لكنه يؤدي إلى تغيير في محتوى الحليب، فقد تختلف مستويات بعض الفيتامينات والمغذيات الموجودة في الحليب، إذ يُمكن انخفاض الزنك والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وقد تُستهلك هذه المواد من مخزونها في جسم الأم وبالتالي تفقد الأم هذه المغذيات الضرورية^[٣].

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "Islamic and Cultural Practices in Breastfeeding", llli, Retrieved 02-03-2020. Edited.
2. ↑ "Ruling on fasting for pregnant women and breastfeeding mothers", islamqa, Retrieved 02-03-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "Breastfeeding and fasting", babycentre, Retrieved 02-03-2020. Edited.
4. ↑ Chhandita Chakravarty (25-6-2019), "5 Useful Tips To Make Fasting Easier While Breastfeeding"، momjunction, Retrieved 02-03-2020. Edited.
5. ↑ y Donna Murray, RN, BSN (02-10-2019), "Naturally Increasing Your Breast Milk Supply "، verywellfamily, Retrieved 02-03-2020. Edited.
6. ↑ Donna Murray, RN, BSN Donna Murray (24-9-2019), "Foods to Increase Breast Milk Supply"، verywellfamily, Retrieved 02-03-2020. Edited.
7. ↑ LAKSHMEEZ (19-12-2019), "25 Best Foods To Increase Breast Milk"، momjunction, Retrieved 02-03-2020. Edited.
8. ↑ Nadia Sabri, "9 natural ways to boost your milk supply "، mother, Retrieved 02-03-2020. Edited.
9. ↑ "Breastfeeding Diet: What Can You Drink?", healthxchange, Retrieved 02-03-2020. Edited.
10. ↑ "Implications of Ramadan intermittent fasting on maternal and fetal health and nutritional status: A review", iospress, Retrieved 12-3-2020. Edited.
11. ↑ Ashley Marcin (22-10-2019), "What You Need to Know About Intermittent Fasting While Breastfeeding"، healthline, Retrieved 02-03-2020. Edited.
12. ↑ "How to Set Good Sleep Patterns for Your Baby", webmd,19-05-2019، Retrieved 03-03-2020. Edited.
13. ↑ Luma Fawaz (12-7-2016), "Kids’ sleep and Ramadan: how to avoid sleep deprivation"، 360moms, Retrieved 8-3-2020. Edited.
14. ↑ "Establishing regular sleeping patterns Ramadan", hamad, Retrieved 8-3-2020. Edited.
15. ↑ "حكم إفطار المرأة المرضع في رمضان "، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 03-03-2020. بتصرّف.
16. ↑ Daisy Coyle (22-07-2018), "Intermittent Fasting For Women: A Beginner's Guide"، healthline, Retrieved 03-03-2020. Edited.
17. ↑ "Thirst induced by a suckling episode during breast feeding and relation with plasma vasopressin, oxytocin and osmoregulation.", ncbi, Retrieved 03-03-2020. Edited.