بحث عن التضامن

تعريف التضامن

يعرف التضامن بأنه الاتحاد ومساعدة القوي أو الغني للإنسان الضعيف أو الفقير، وهو سلوك إنساني يعبر عنه الإنسان عن طريق تقديم المساعدة للأشخاص عند الحاجة، والتخفيف من معاناة الناس وآلامهم، ويستمد التضامن كافة قواعده من المواثيق والتعاليم الدينية والقوانين الدولية، كما يستمد من الشعور الداخلي الموجود لدى كل إنسان سليم سوي يؤمن بضعف الإنسان وحاجته إلى مساعدة، ويعد التضامن من القيم الإنسانية التي تتضمن تقدم المجتمعات واستقرارها، بالإضافة إلى أنه من الممكن تعريف التضامن على أنه المسؤولية التي تقع على عاتق كل جماعة وفرد كل حسب دوره وموقعه، لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن أهمية التضامن على المجتمع والفرد، بالإضافة إلى مفهوم التضامن في الإسلام. ^[١]

أهمية التضامن على المجتمع والفرد

يعرف التضامن بأنه التعاون والتكاتف بين الجماعات والأفراد من أجل تحقيق كافة الأهداف المشتركة، ومساعدة المحتاجين، كما أنّ للتضامن الكثير من الفوائد والمنافع والآثار الإيجابية التي تعود على المجتمع والفرد، ومن أهمها: ^[٢]

• يعد التضامن من الوسائل المهمة لتحقيق الأهداف والغايات، إذ لا يستطيع الفرد أن يحقق كافة الأهداف وحده مهما بلغ في الإمكانيات والقدرات، ويعرف التضامن بأنه تكامل أدوار الأفراد وتجميع مهاراتهم المعرفية والفردية، مما يسهل الوصول إلى الأهداف بالنسبة للأفراد والجماعات.
• يعد التضامن من الوسائل المهمة لمواجهة البطالة والفقر عن طريق مساعدة الأغنياء للأشخاص الفقراء وغير القادرين، مما يسهم في توفير التقدم والرخاء، وتوفير سبل العلاج المختلفة، وتقديم سبل العمل على اختلاف أنواعها.
• يسهم التضامن في زيادة معدل العلم والمعرفة في المجتمع، لأن التضامن يمتلك قدرة عالية في التأثير إيجابيًّا عن طريق تبادل المعارف الثقافية والأفكار بين أفراد المجتمع، لذلك يسهم في تصحيح النواقص والأخطاء، ويزيد مستوى العلم والمعرفة.
• يزيد التضامن من السرعة في إنجاز المهام والأعمال والأهداف، وتوفير التعب والجهد المبذول من الأفراد، بسبب تضامنهم وتعاونهم من أجل تحقيق كافة الأهداف عن طريق توزيع المهام المطلوبة على الأفراد.
• يعد التضامن من الوسائل التي تسهم في تحقيق الأرباح في الشركات والمؤسسات الاقتصادية، بالإضافة إلى أنه يزيد من معدلات الإنتاج، إذ أثبتت العديد من الدراسات أن المؤسسات التي يعمل فيها الأشخاص على مبدأ التضامن أفضل من المؤسسات التي تعتمد في عملها على أفراد منفصلين في أعمالهم عن بعضهم.
• يعد التضامن من الوسائل الهامة للتخلص من الهموم والكروب، إذ إن تضامن الأشخاص مع بعضهم يسهم في التقليل من الآثار السلبية للمحن والهموم عن أصحابها بسبب تكاتف الجميع في حل المشكلات.
• يزيد التضامن من دور العمل التطوعي، إذ إن تشجيع الأفراد يزيد من نسبة المشاركة في أداء المهام المختلفة، كما يسهم التضامن في زيادة التعاون وحب العمل بين الأفراد.

أهمية التضامن في الإسلام

يعيش الإنسان بطبعه داخل مجتمع وجماعة وأمة، إذ يصعب عليه العيش منفردًا، ومن الصعب أن يستقل بذاته في تحصيل كافة مطالب الحياة، فهو يحتاج إلى المساعدة من الآخرين، لذلك شرّع الإسلام المشاركة والتكافل والتعاون، لأهميته الكبيرة في حل الأزمات، ومن أهم النقاط التي تحدث بها الإسلام في أهمية التضامن للمجتمع والفرد: ^[٣]

• يرى الإسلام أن التعاون والتكافل يمتد إلى آفاق واسعة وعالية ليشمل كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والروحية، فهو يشتمل على كافة الجوانب وليس الجوانب المادية فقط، إذ إن التضامن يعني العطاء في جميع الأحوال وكافة الاتجاهات، وهو تقاسم الخدمة للوصول إلى أنبل الأهداف التي تحفظ النفس والمال والعقل والعرض والدين، مما يسهم في تحقيق الإيمان والأمن.
• يسهم التضامن في الإسلام في الابتعاد عن الأعمال السلبية، والأفعال الشريرة، ومقاومتها، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة:2]، إذ يأمرنا بالعطاء والتعاون حتى وإن لم يكن يحقق للفرد أي مصلحة شخصية أو مقابل مادي.
• يدعو الإسلام إلى تقديم المنافع دون النظر إلى الأفراد المنتفعين، لأن في ذلك تنفيس للمؤمن عن الكروب التي تقع على عاتق أخيه المسلم، كما أن التضامن الحقيقي يسهم في بناء المجتمع، وحماية الأمة من كل شر، فمن استقل بذاته، ولم يشارك الآخرين في حل الأزمات وتحقيق مصالح العباد والبلاد يصادم طبيعة البشر ومنطق الحياة.
• يوازن التضامن بين المطالب المادية والمطالب الروحية، ويهم في بناء المجتمع، إذ إن أصحاب المال والأغنياء يقدمون المال، والمفكرين يقدمون الرأي والمعرفة، وأصحاب العلم يقدمون العلم، والذين يمتلكون الإمارة يقدمون القرار.

المراجع

1. ↑ "مفهوم وتعريف ومعنى التضامن"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.
2. ↑ "ما هي أهمية التضامن"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.
3. ↑ "ملف الأسبوع:قيمة التضامن في الاسلام"، الشروق، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2019. بتصرّف.