محتويات
ظاهرة الغياب المدرسي
تُعد ظاهرة الغياب المدرسي مشكلةً تؤثر على نجاح العملية التعليمية للطلبة، فالتعليم الإلزاميّ يتضمن ضرورة تلقي جميع الأطفال التعليم المناسب لعمر 16 عامًا، وذلك بالحضور المنتظم للمدرسة أو من خلال ترتيبات أخرى للظروف الخاصة، ويتحمل الوالدان مسؤولية الإشراف على تلقي طفلهما هذا التعليم، فإذا كان الطفل مسجلًا في المدرسة، تُلزم المسؤولية القانونية الوالدين بضمان حضور الطفل إلى المدرسة بانتظام، أما الطلبة البالغون من العمر (16-18) عامًا والمنتظمين في التعليم أو التدريب المدرسي، فيُشترط على المدارس قانونًا الاحتفاظ بسجل للحضور والغياب، وعلى المدرسة إخبار الجهات المحليّة المعنية عن الطلبة المتغيبين بانتظام، أو من غابوا عن المدرسة لمدة 10 أيام دراسية دون إذن المدرسة، مثل الظروف الصحية كالمرض عند مواجهة ظرف عائلي غير متوقع، وهذه الحالات جزء من الحياة الطبيعية، وقد اتخذت الحكومات في معظم الدول إجراءاتٍ صارمةً ضد الغياب المدرسي، وشددت المدارس سياساتها بشأن شروط الحصول على إذن الإجازة، بفرض غرامات ماليّة على أولياء الأمور، فبعضهم لا يأخذ تعليم أبنائهم على محمل الجد، ويسمحون لهم بالبقاء في المنزل أو الخروج في أوقات المدرسة، دون إذن أو سبب مقنع، ويُنهون المشكلة بالاتصال مع المدرسة فقط، وهذا يُعد ضعفًا في المعايير التعليمية، لذا وجب إعطاء المدارس والسلطات التعليمية الحق القانوني في فرض عقوبة للتغيب دون عذر[١].
ما هي أسباب ظاهرة الغياب المدرسي؟
من أسباب ظاهرة الغياب المدرسي ما يأتي[٢]:
- تدنِّي التحصيل الراسي: فالدرجات المنخفضة تحبط الطالب، ويعتقد أن الذهاب للمدرسة غير مُجدٍ، مع أن بَذل القليل من الجهد في المنزل يمكن أن يحسّن مستواه، ويجب على الأهل العمل على إكساب الطالب الثقة بالنفس، وعلى المدرسة إظهار ترحيبها الكبير به.
- التنمّر والبلطجة: فتعرّض الطالب للتنمر في المدرسة، أو مشاهدته لأحد الطلاب وهو يتعرض له، سيشعره بعدم الأمان جسديًا وعاطفيًا، ويجب على المعلمين والآباء التعاون معًا للحد من هذه الظاهرة، وتشجيع الأطفال على الحديث عن مواقف التنمّر التي يتعرضون لها، ويمكن الاستعانة بالمختصين الاجتماعيين.
- المرض: وهو السبب الأول في الغياب، فلا يتمكن الطالب الذي يشعر بالمرض من الحضور للمدرسة، لكن يمكن أن يحرص أولياء الأمور على المحافظة على صحة أبنائهم بتشجيعهم على الالتزام بنظام غذائي جيد، وممارسة الرياضة، ومحاولة السيطرة على نوبات التوعك، وعدم التغيّب عن المدرسة إلا في حالات المرض الشديد.
- رعاية فرد آخر من الأسرة: فبعض الطلبة يساعدون آباءهم في رعاية أحد أفراد الأسرة بدلًا من الذهاب للمدرسة، كالأخ الصغير، أو الجد، أو شخص لديه احتياجات صحيّة خاصة، ويمكن تخفيف هذا العبء عن الأسرة بطلب المساعدة من مراكز الرعاية الاجتماعية، إذ تتوفر فيها خدمات رعاية المسنين، ورعاية الأطفال بأسعار معقولة أو مجانية في بعض الحالات.
- مشاكل الصحة العقلية أو النفسيّة: التي تتسبب بغياب الطفل نهائيًا عن المدرسة، لذا يجب أن يتعاون أولياء الأمور مع المدرسة ليمكّن الطالب من متابعة الدروس، فالغياب الطويل سيجعل المشاكل الأكاديمية والنفسيّة تتفاقم.
- الفقر والحاجة: فالعائلات الفقيرة تنصرف للاهتمام بتوفير الطعام والمسكن لأطفالها، وتجد المدرسة أمرًا ثانويًّا، فيجب على المعلمين بذل جهود كبيرة لتوجيه تلك العائلات وطلب المساعدات السكنيّة والماديّة من المراكز الاجتماعية.
كيف يمكن التخلّص من ظاهرة الغياب المدرسيّ؟
يمكن التخلّص من ظاهرة الغياب المدرسي باتّباع الخطوات التالية[٣]:
- التواصل: فهو يعزز العلاقات بين الطلبة وعائلاتهم من جهة والمعلمين من جهة أخرى، كما يجب توضيح التوقعات المرجو تحقيقها من حضور الطلبة خلال العام الدراسي، عن طريق توزيع كتيبات، أو تدوين ذلك على موقع المدرسة الإلكتروني، أو وجهًا لوجه في الاجتماعات، مع التركيز على أهمية الالتزام بالوقت المحدد في الحضور والانصراف من المدرسة وإليها.
- تشكيل لجنة حضور وغياب: لتشرف على رصد الحضور يوميًّا، ثم التواصل مع أولياء الأمور والطلاب والاستفسار حول مشكلة التغيب فور ظهورها، ويتم ذلك عبر لقاء أو مكالمة هاتفية، ويمكن تدوين الملاحظات من خلال تفاصيل المكالمة، فقد تكون مفيدةً في حل المشكلة.
- التدخل المبكّر وذلك لحلّ المشاكل الصغيرة قبل أن تتفاقم، بأن يُنبَّه مدراء المدارس عن غياب الطالب حين يتكرر لأيام قليلة، ليميّز الطالب المتغيّب، ويطلب من الاختصاصي الاجتماعي متابعة حالته كأن يجتمع بوالديه أو يزور منزله، ويتحدث معهم وفقًا لخطة عمل تركّز على المساءلة بإيجابية، وتوصيل فكرة أن مصلحة الطفل في ذهابه إلى المدرسة.
- التعزيز: فالمدارس لديها أنظمة لتسجيل مخالفات الطلاب لتعليمات الانضباط ، والسلوكيات السلبية التي يتبعها التوبيخ والعقوبات، لكنها تفتقر لسجل يتابع تحسن السلوك الإيجابي ولا تقدم تعزيزًا إيجابيًا كافيًا للطلبة، ويترك التوبيخ اللفظي أثرًا نفسيًّا سيئًا طويل المدى على الطالب، ويستغرق التعزيز الإيجابي فترةً طويلةً لإصلاح نفسيته، لذا يجب على المعلمين تعزيز الطلبة يوميًّا بتدوين ثلاث تصرفات إيجابية على الأقل قام بها الطالب قبل تدوين أي سلوك سلبي، وهذا يعوّد المعلمين على التركيز على الإيجابيات مما يقوّي علاقاتهم مع طلابهم.
- خلق ثقافة مدرسية إيجابية: بجعل المدرسة مكانًا آمنًا جسديًا ونفسيًّا، يشعر فيه الطلاب بالتفاعل والسعادة، والاندماج، من خلال إنشاء تقويم ممتع للأنشطة المميزة خلال العام الدراسيّ، ليتحفز الطلاب على الحضور، وللمشاركة في التجارب التعليمية الممتعة، ولتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي بالبرامج الثقافية المتنوعة، وكل ما يساهم في تنمية شخصية الطالب الاجتماعية والعاطفية والقدرة على التواصل بنجاح.
- إنشاء تطبيق لمتابعة الحضور والغياب: ليسهل متابعة بيانات الطالب والتعامل معها من قبل الهيئة التعليمية، ولتوفير الوقت والجهد في الوصول إليها وتحديثها، وأن يشمل سجل الحضور اليومي، وملاحظات التأخير، وتقييم السلوك، وبيانات أخرى مختلفة، على شكل تطبيق على الجوال، أو منصة ويب، فهي أكثر مرونةً وسرعةً من النّظام الورقيّ، كما يُسهل وجود هذه المعلومات في نظام واحد متكامل تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً عليها، ويمكن للمختصين التربويين إجراء الدراسات حول ظاهرة التغيب عند الطلبة، والكشف عن أسبابها ووضع مقترحات لعلاجها.
من حياتكِ لكِ
لتجعلي طفلكِ يحب المدرسة إليك النصائح التالية[٤]:
- كوني نموذجًا جيّدًا يحتذي به أطفالك، واغرسي فيهم السلوك الإيجابي من خلال مشاهدتهم لمواقفك الإيجابية.
- تعاملي معهم باحترام طوال الوقت ليعرفوا قيمتهم، وتحدثي عن المعلم باحترام أمامهم حتى يقدّروه ويطيعوه.
- شجعي أطفالك على ممارسة الأنشطة المختلفة مثل الألعاب والرياضة، سيكون ذلك حافزًا لهم بعد انتهاء اليوم الدراسي.
- لا تكلّفيهم بواجبات كثيرة، ولا تثقلي عليهم بممارسة مهارات كثيرة، مثل دروس الموسيقى مع كرة القدم، ودروس الفن، وبطولات الكاراتيه، فهي رائعة ومفيدة، لكن لا يمكنك جعل طفلك يمارسها كلها معًا، فهذا يجهده، وعليك إتاحة الفرصة له لاختيار ما يفضله من الأنشطة.
- ضعي روتينًا معينًا لإنهاء الواجبات المنزليّة قبل اللعب، واعتمدي مكانًا هادئًا لذلك، وجهّزي مكتبه وأقلامه، وإذا كان يشعر بالراحة في حل واجباته على أرضية الغرفة فدعيه يختار ما يناسبه، وتأكدي من جودة الإضاءة، وتجنبي وجود المشتتات مثل التلفزيون أو مصادر الموسيقى الصاخبة، واسمحي للطفل بأخذ فترات استراحة قصيرة أثناء أداء واجباته لتجديد نشاطه، فالنظام الثابت مفيد جدًا.
المراجع
- ↑ Nicola Laver, "Absence from school"، inbrief, Retrieved 25/6/2020. Edited.
- ↑ naesp staff (1/9/2016), "Six Causes—and Solutions—for Chronic Absenteeism"، naesp.org, Retrieved 25/6/2020. Edited.
- ↑ David Hardy (16/7/2018), "8 ways to prevent chronic absenteeism"، educationdive, Retrieved 25/6/2020. Edited.
- ↑ Elizabeth Sanfilippo (8/8/2019), "10 ways to get kids to love school "، care, Retrieved 25/6/2020. Edited.