كيف نحافظ على نهر النيل

كيف نحافظ على نهر النيل

واجب الفرد في المحافظة على نهر النيل

نهر النيل هو أطول نهر في العالم ويبلغ طوله 4،258 ميلًا، وينبع النهر من بحيرات وسط أفريقيا إلى البحر المتوسط، وتتوزع موارده المائيّة على 11 دولة، وهي: تنزانيا، أوغندا، رواندا، بوروندي، جمهورية الكونغو الديمقراطيّة، كينيا، أثيوبيا، إريتريا، جنوب السودان، وأخيرًا السودان ومصر، وهما الدولتان اللّتان تقعان على مجرى النيل، ونهر النيل هو المصدر الأساسي للمياه بالنسبة الشعب المصري، فهو ضروري للصناعة والزراعة والشرب ولجميع الاستخدامات اليوميّة، لكن مع استمرار النمو السكاني فإنّ الاستهلاك لمياه نهر النيل يتزايد باستمرار ممّا وضع الحكومة المصريّة أمام عجز سنوي في المياه بلغ 20 مليار مترًا مكعبًا تقريبًا، إضافةً إلى النمو السكاني ونقص المياه، فإنّ نهر النيل يتعرّض لخطر آخر كبير للغاية وهو التلوّث، ويُعرف تلوّث الماء أنّه حدوث تغيير مباشر أو غير مباشر في خواص الماء الفيزيائيّة أو الكيميائيّة، ويُعاني نهر النيل من مشكلات تلوث مختلفة يومية؛ إذ يشرب حوالي 38 مليون شخص مياه ملوّثة [١]


ومن واجب الأفراد التقليل من هذا التلوث للمحافظة على النهر، ومن أهم الأمور التي يُمكن اتّباعها للمحافظة على نهر النيل ما يلي[٢]:

  • وقف صيد الأسماك الجائر والزراعة غير المشروعين لتجنّب المبيدات الحشريّة والمواد الكميائيّة المُستخدمة في الزراعة من وصولها لمياه النهر.
  • تكاتف المجتمع المدني في تنظيف ضفاف النهر باستمرار سواء من خلال تنظيم مجموعات تطوعيّة لتنظيف النهر يقوم بها الأفراد، مثل طلاب المدارس أو الجامعات، أو بجمع الأموال لتخصيصها في تنظيف النهر وشراء أو استئجار قوارب وزوارق لإزالة القمامة العائمة من النهر التي خلّفها المواطنين أو السيّاح.
  • نشر التوعيّة المجتمعية بأهميّة الحفاظ على نظافة النهر؛ إذ أنّ للوعي دور كبير في الحفاظ على نظافة نهر النيل وحمايته منالتلوث.


جهود الدولة للحفاظ على نهر النيل

يوجد اختلاف بينالدول التي يمر بها نهر النيل حول كيفيّة تقسيم مياه النهر، لكنّ الأمر الأهم من قضيّة الكميّة هي جودة المياه ومدى محافظة الدول على المياه الموجودة ضمن حدودها، وتُعدّ مصر الدولة الأكثر اعتمادًا على مياه نهر النيل فهي توفّر ما نسبته 95% من حاجة البلاد للماء، وعلى مدار آلاف السنين بُنيت سلسلة كبيرة من قنوات الرّي على طول ضفاف النهر ممّا حوّل الأراضي الصحراويّة إلى أراضٍ زراعيّة ومأهلولة بالسكان في وقتنا الحالي، لكن التلوّث جعل من مياه النهر مياهً غير نظيفة، ولأنّ الماء حق أساسي للفرد فإنّ من واجب الدول تأمين هذا الحق بشكل آمن وصحي من حيث النوعيّة والكميّة، فالمياه الملوثة هي وراء وفاة حوالي 17,000 طفل سنويًا بسبب مرض الزحار فقط، كما يُمكن أن ينهار نظام تعقيم المياه بالكلور، أو قد يشرب الناس مباشرةً من النهر، ويعود سبب الافتقار المتزايد للمياه الصالحة للشرب إلى نقص الموارد المائية؛ فسوء إدارة الموارد المائية وعدم وجود المال الكافِ لمعالجة مياه النهر وتجنب تلوثها، هي المشكلة الأساسية للتناقص المستمر في الماء العذب والصالح للشرب، ومن الجهود التي ينبغي أن تسعى الدول المستفيدة من مياه نهر النيل للحفاظ عليها، ما يأتي[٣]:

  • التوسّع في تحسين وتطوير مشاريع البنية التحتية اللازمة للحفاظ على مياه النهر، وبخاصة أنظمة الصرف الصحي للتخلص من النفايات رغم أنّ هذه المشاريع باهظة التكلفة، إلّا أنّ المساعدات الدوليّة ساهمت في معالجتها إلى حدٍّ ما رغم أنّها غير كافية أيضًا.
  • الحدّ من أسباب التلوّث التي تتعرض له مياه نهر النيل.
  • نشر الوعي حول كيفية استخدام المياه وكيفيّة المحافظة على النهر من التلوث.


أهمية نهر النيل

إنّ التطور الثقافي للمجتمع المصري منذ القِدم مُرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيئة التي يُوجد فيها، ومن الأسباب الرئيسيّة لهذا التقدَم هو نهر النيل، فمن دون الموارد التي كان أساسها نهر النيل لم يكن باستطاعة المصريين القيام بإنجازاتهم وتطوراتهم في حضارتهم العريقة؛ إذ رغم الإبداع والذكاء الذي تمتّعوا به، إّلا أنّ الذكاء وحده لن يكون كافيًا لبناء الحضارة المصريّة، ما لم تتوفر الموارد اللازمة للقيام بذلك، فالفيضانات السنويّة لنهر النيل أدّت إلى خلق تربة خصبة جدّا في السهول الفيضية لوادي النيل، الأمر الذي ساعدهم في تطوير الزراعة، ممّا سمح للنمو السكاني بالتنامي المستمر وازدهار الدولة المصرية، فمن دون المحاصيل الزراعيّة لا يُمكن للمجتمع أن ينمو ويستمر، وكذلك الحضارة المصريّة القوية فإنّها لم تكن لتزدهر وتتقدم ما لم تكن مُحاطة بظروف بيئية مُناسبة وموارد وفيرة[٤].


أسباب تلوث نهر النيل

تُعدّ مشكلة تلوّث مياه نهر النيل قضيّة كبيرة بالنسبة للدول التي تتقاسم مياه النهر، فتلوّث المياه يُهدد صحة الإنسان ويُعيق التنميّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، فالمياه الملوّثة لا تُوثر على صحة الأفراد مباشرةً عند استهلاكها فقط، بل بل تؤثر سلبيًّا عند استخدامها بشكل غير مباشر في ريّ المحاصيل الزراعيّة الغذائيّة لأنّ ارتفاع مستوى تلوّث مياه ريّ المزروعات يزيد من تركيز هذه الملوّثات في التربة، وبالتالي يزيد تركيزها في الفواكه والخضروات والحبوب التي يتناولها الأفراد، وتعتمد شدّة مشكلة تلوّث المياه باختلاف أماكن المسطحات المائية للنهر على أنماط استخدام المياه والكثافة السكانيّة ونسبة وجود الصناعة ومدى توفّر أنظمة الصرف الصحي، إضافةً إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ومن العوامل الرئيسية لتلوث نهر النيل، ما يأتي[٥]:

  • تصريفالمياه العادمة الصناعيّة والمنزلية غير المُعالجة أو المُعالجة جزئيًّا.
  • اختلاط المبيدات الزراعيّة ومخلفات الأسمدة بمياه النهر.
  • رمي النفايات الصلبة في النهر.
  • إلقاء النفايات والمخلفات المختلفة، مثل تسرّب النفط ونفايات قوارب الركاب والقوارب النهريّة لتُصبح أكثر وضوحًا في مناطق الإكتظاظ السكاني؛ إذ تزداد مشكلة تلوث مياه النهر في الأماكن الحضريّة والصناعيّة المزدحمة بالسكان.
  • إلقاء المعادن الثقيلة الناتجة عن المخلفات الصناعيّة، مثل الرصاص والكاديوم، مما يعرّض الإنسان والحياة البحرية والبيئة عامّةً إلى خطر التسمم، ويكمن خطر المعادن في عدم قدرتها على التحلل، مما يؤدي إلى تراكمها بيولوجيًّا في السلسة الغذائيّة (تتراكم في أجسام الكائنات الحية البحرية ومع تناول الإنسان لها فإنه يتعرض لضرر كبير على صحته).
  • قلّة الإمكانيات المالية المخصصة لمواجهة مشكلة تلوث مياه النهر.
  • الخلل في محطات معالجة المياه، فهي لا تعمل بشكل صحيح بسبب سوء الصيانة، والاستخدام غير السليم.


المراجع

  1. Katonams (2014-04-09), "Egypt and Water Pollution", savethewater, Retrieved 2020-11-25. Edited.
  2. "What can local people do to protect the Nile?", theniles, 2018-03-11, Retrieved 2020-11-25. Edited.
  3. "Nile States Work to Improve Quantity, Quality of Waters", voanews, 2010-08-30, Retrieved 2020-11-25. Edited.
  4. Chris (2012-09-04), "ARCHAEOLOGY OF ANCIENT EGYPT", anthropology, Retrieved 2020-11-25. Edited.
  5. "Nile Pollution: Causes and Solutions", fanack, 2019-10-06, Retrieved 2020-11-25. Edited.

فيديو ذو صلة :