مرض الطاعون

مرض الطاعون

متى ظهر مرض الطاعون؟

يعرف الطاعون بأنه مرض خطير يصيب الإنسان والثدييات الأخرى في الطبيعة، وهو ينجم أساسًا عن الإصابة ببكتيريا اليرسينيا الطاعونية التي تنتقل إلى الإنسان بفعل عضة القوارض أو البراغيث الحاملة لها، ويتسم الطاعون بأنه من الأمراض سيئة السمعة، نظرًا لتسببه بوفاة ملايين الناس في أوروبا خلال العصور الوسطى[١]، وعمومًا يعرف الطاعون بأنه من الأمراض التي تفشت خلال العصور الكلاسيكية، فقد قيل إنه ضرب المناطق الممتدة بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وثمة افتراض قائل بأنّ الطاعون هو ذاته المقصود بعدد من الأوبئة التاريخية التي اجتاحت بعض مناطق العالم، مثل الوباء المذكور في سفر صموئيل الأول من الكتاب المقدس، الذي قيل إنّه تفشى بين أوساط الفلسطينيين القدماء، وعمومًا ثمة أدلة بارزة على انتشار مرض الطاعون قديمًا؛ إذ اكتشف العلماء بعض الآثار لجينوم بكتيريا اليرسينيا الطاعونية في أسنان بعض المزارعين الذين كانوا يعيشون خلال العصر الحجري في السويد، أي إنّ تاريخها يرجع إلى ما قبل 4900 عامٍ، كذلك بينت تحليلات الحمض النووي التي أجريت على أسنان البشر في العصر البرونزي أن هذه البكتريا كانت موجودة في أوروبا وآسيا خلال الحقبة الزمنية الممتدة بين 3000-800 قبل الميلاد، ومع ذلك يبدو من المستحيل التحقق من الطبيعة الحقيقية لهذه الوبائيات التي تفشت في تلك العصور القديمة.[٢]


ما هي أسباب الإصابة بمرض الطاعون؟

تنتقل بكتيريا اليرسينيا الطاعونية إلى البشر عبر مجموعة من الطرق، فعلى سبيل المثال يمكن أن يصاب المرء بالطاعون نتيجة تعرضه إلى لدغة البراغيث والحشرات الحاملة للبكتيريا، فهذه البراغيث تتغذى عادة على القوارض التي تموت بأعداد كبيرة خلال انتشار وباء الطاعون، فتبحث تلك الحشرات عن مصادر أخرى للتغذية، مثل البشر والحيوانات الأخرى، سيما الحيوانات الأليفة التي يحتمل أن تنقل المرض إلى الإنسان، وعمومًا تؤدي لدغة الحشرات والبراغيث الملوثة بالبكتريا إلى الإصابة بالطاعون الدملي أو طاعون إنتان الدم، كذلك يحتمل أن يصاب الإنسان بالطاعون جرّاء ملامسة سوائل الحيوان المصاب أو أنسجته الملوثة، أما الطاعون الرئوي فينتشر بين الناس غالبًا بفعل التعرض إلى رذاذ سعال الشخص المريض، وهذا الأمر يتطلب طبعًا وجود احتكاك مباشر مع المريض أو مع أحد حيواناته الأليفة التي التقطت ذلك الرذاذ، ولا ينتقل هذا النوع بين الناس بطريقة أخرى، وما تزال حالات الإصابة بالطاعون الرئوي موجودة في بعض البلدان النامية.[٣]


ما هي أعراض الإصابة بمرض الطاعون؟

تختلف أعراض الإصابة عند المرضى بالطاعون تبعًا لنوعه، وفيما يأتي توضيح لذلك:


الطاعون الدمّلي

يعرف هذا النوع كذلك بمصطلح الطاعون الدبلي، وهو أكثر أنواع المرض شيوعًا، وترجع تسميته أساسًا إلى تورم الغدد اللمفاوية التي تظهر لدى المريض عادةً بعد الأسبوع الأول من العدوى، وتنتشر غالبًا في مناطق الفخذ أو الإبط أو الرقبة، ويكون حجمها شبيهًا بحجم بيضة الدجاج، وتكون صلبةً ومؤلمةً عند اللمس، وتتضمن الأعراض الأخرى للطاعون الدملي كلًّا مما يلي:[٤]

  • المعاناة من صداع الرأس.
  • المعاناة من آلام العضلات.
  • الإحساس بالتعب والوهن.
  • الظهور المفاجئ للأعراض كالحمى والقشعريرة.


الطاعون الإنتانيّ

يحدث الطاعون الإنتانيّ، أو طاعون إنتان الدّم، عند المريض نتيجة تكاثر بكتيريا الطاعون في مجرى الدم، وتشمل الأعراض الشائعة لهذا النوع ما يلي:[٤]

  • الإصابة بالحمى والقشعريرة.
  • المعاناة من الضعف الشديد.
  • المعاناة من آلام البطن والإسهال والقيء.
  • حدوث النزيف في الأنف أو الفم أو المستقيم أو تحت الجلد.
  • المعاناة من الصدمة.
  • اسوداد أنسجة الأطراف وموتها (الغرغرينا)، سيما في أصابع القدمين واليدين.


الطاعون الرئوي

يصيب هذا النوع رئتي المريض، ويتسم بأنه أخطر أنواع الطاعون وأقلها شيوعًا، وترجع خطورته إلى احتمال انتقاله بين الناس عبر رذاذ السعال، وتظهر أعراضه غالبًا بعد ساعات من حدوث العدوى، وهي تشمل عمومًا ما يلي:[٤]

  • المعاناة من السعال المترافق مع مخاط دموي.
  • المعاناة من صعوبة التنفس.
  • الإصابة بصداع الرأس.
  • الإحساس بالضعف.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الإحساس بآلام الصدر.
  • المعاناة من الغثيان والقيء.

وعمومًا، يتطور الطاعون الرئوي عند المريض بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى إصابته بفشل الجهاز التنفسي والصدمة خلال يومين من بدء العدوى، وهو يتطلب تناول المضادات الحيوي خلال مدة أقصاها يوم من ظهور الأعراض، وإلّا فإنه يكون مميتًا.[٤]


هل يمكن علاج الإصابة بمرض الطاعون؟

يعرف الطاعون بأنه من الأمراض المهددة للحياة، لذلك يتطلب عناية طبية فورية للحيلولة دون تسببه بالوفاة، فهو قابل للعلاج باستخدام المضادات الحيوية، أمّا إذا تُرِك دون علاج، فقد يتكاثر الطاعون الدملي في مجرى الدم مسببًا طاعون إنتان الدم أو الطاعون الرئوي، وعمومًا تتضمن العلاجات الطبية المتاحة كلًّا من استخدام المضادات الحيوية قوية المفعول، مثل الجنتاميسين أو سيبروفلوكساسين، فضلًا عن استخدام السوائل الوريدية وجهاز الأكسجين لتعزيز عملية التنفس عند المريض، ولا بدّ طبعًا من عزله عن الآخرين إذا كان مصابًا بالطاعون الرئوي، وتستمر عملية العلاج عادة بضعة أسابيع بعد اختفاء أعراض الحمى، وفي أثناء ذلك يخضع جميع الأفراد الذين تواصل معهم المريض إلى رقابة دائمة، سيما إذا كان مصابًا بالطاعون الرئوي، وقد يستدعي الأمر أحيانًا اتخاذ بعض التدابير الوقائية، وإعطاءَهم المضادات الحيوية.[٥]


من حياتكِ لكِ

يمكنكِ أن تقي نفسكِ وأسرتكِ ومنزلكِ من انتشار البكتيريا المسببة لمرض الطاعون عبر اتباع الإرشادات التالية:[٦]

  • تجنبي توفير بيئة ملائمة لتكاثر القوارض بالقرب من منزلكِ، إذ ينبغي لكِ التخلص من جميع الأمور التي تجذب القوارض أو توفر لها مكانًا مناسبًا للاختباء، مثل أكوام الخردة وحطب الموقدة ومصادر الطعام المحتملة، مثل غذاء الحيوانات الأليفة في منزلكِ.
  • ضعي القفازات إذا كنتِ تتعاملين مع بعض الحيوانات التي تشتبهين بإصابتها بالبكتيريا المسببة للطاعون، فهذا الأمر يقيكِ من الاحتكاك المباشر بين بشرتكِ والبكتيريا.
  • تجنبي أن تجلس حيواناتكِ الأليفة على أثاث المنزل إذا كانت تتجول في مناطق ملوثة أو موبوءة.
  • احمي حيواناتكِ الأليفة من التعرض إلى البراغيث الناقلة للأمراض عبر استخدام منتجات مكافحة البراغيث، واحرصي على مراجعة الطبيب إذا أصيب أحد حيواناتكِ الأليفة بالمرض أو بالعدوى.
  • استخدمي طارد الحشرات لإبعادها عن منزلكِ، واحرصي على مراقبة أطفالكِ و حيواناتكِ الأليفة عند الذهاب في نزهة إلى أماكن يحتمل أن تنتشر فيها القوارض.[٤]


المراجع

  1. "Plague", cdc, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  2. "Plague", britannica, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  3. "Ecology and Transmission", cdc, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Plague", mayoclinic, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  5. "The Plague", healthline, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  6. "Plague", cdc, Retrieved 2020-7-2. Edited.

فيديو ذو صلة :