نتائج الضغط النفسي

نتائج الضغط النفسي

الضغط النفسي

التوتر هو استجابة الجسم البيولوجية للمواقف الصعبة، إذ يؤدي إلى إطلاق الجسم للهرمونات، مثل الكورتيزول والأدرينالين، لتساعد في تحضير الجسم لاتخاذ إجراءات مختلفة، مثل زيادة معدل ضربات القلب وزيادة سرعة التنفس، وعند حدوث هذه الحالة قد يصف الطبيب الشخص بأنه في حالة تأهب وتنبه عالية، ويمكن للعديد من العوامل أن تحفز الاستجابة للتوتر؛ بما في ذلك المواقف الخطيرة والضغوط النفسية، مثل المواعيد النهائية للعمل والامتحانات والأحداث الرياضية، وعادةً لا تستمر الآثار الجسدية للتوتر مدة طوية، ومع ذلك، بعض الأشخاص قد يجدون أنفسهم في حالة شبة دائمة من اليقظة الشديدة؛ وتُعرف هذه الحالة باسم التوتر المزمن أو الضغط النفسي، وتؤثر هذه الحالة على الجسم لفترة طويلة مسببة مجموعة من الأعراض، وزيادة خطر الإصابة بأمراض معينة[١].


نتائج الضغط النفسي

هرمونات التوتر هي الهرمونات التي تُفرز استجابة لتأثر الجسم بحالة خوف أو قتال أو حالة طارئة؛ مما يؤدي لتسارع نبضات القلب وازدياد سرعة التنفّس، وتحضير العضلات في الجسم لأي رد فعل، ولقد صمّمت هذه الاستجابة لحماية الجسم في حالات الطوارئ للرد بسرعة، ولكن عند استمرار الجسم بالاستجابة لهذا الضغط يومًا بعد يوم، فقد يعرّض هذا الأمر صحة الشخص لخطر شديد ويؤثر على بعض أجهزة الجسم، ومن أجهزة الجسم التي يؤثر عليها الضغط ما يأتي[٢]:

  • الجهاز العصبي المركزي والغدد الصماء: فهو الجهاز المسؤول عن استجابة الكر أو الفر، وفي المخ تكون منطقة تحت المهاد هي المسؤولة عن تحفيز إطلاق هرمونات التوتّر؛ إذ تخبر الغدة الكظرية بإفراز هرمونات التوتر الأدرينالين والكورتيزول لتزيد دقات القلب، وترسل الدم إلى المناطق التي تحتاجها بشدة في حالات الطوارئ، مثل العضلات والقلب والأعضاء الهامة الأخرى، وعندما يختفي الخوف المتصوّر يجب على منطقة تحت المهاد أن تخبر جميع الأنظمة بالعودة إلى وضعها الطبيعي إذا فشل الجهاز العصبي المركزي في العودة إلى طبيعته، أو إذا لم يذهب العامل المُجهد، فستستمر الاستجابة نتيجة للضغط النفسي؛ الذي يعد أحد العوامل المؤثرة في السلوكيات مثل الإفراط في تناول الطعام، أو عدم تناول ما يكفي، وتعاطي الكحول أو المخدرات، والانسحاب أو الانقطاع الاجتماعي.
  • الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية: إذ تؤثر هرمونات التوتر على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، فأثناء الاستجابة للتوتر يتنفس الشخص بشكل أسرع لمحاولة توزيع الدم الغني بالأكسجين بسرعة أكبر، وفي حال وجود مشكلة صحية في التنفس كالربو، فقد يعاني الشخص من صعوبة أكبر، وتحت الضغط يضخ القلب أيضًا الدم بشكل أسرع، وتتسبب الهرمونات في انقباض الأوعية الدموية وتحويل المزيد من الأكسجين إلى العضلات، وبالتالي سيكون لدى الشخص المزيد من القوة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ولكن هذه الحالة ترفع ضغط الدم، ونتيجة لذلك فإن الضغط النفسي سيجعل القلب يعمل بجد لفترة طويلة؛ مما قد يتسبب برفع ضغط الدم وبالتالي تزداد مخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية أو النوبات القلبية.
  • الجهاز الهضمي: ينتج الكبد نسبة إضافية من سكر الدم تحت الضغط؛ لمنح الجسم دفعة من الطاقة، وفي حالة الضغط النفسي المزمن، قد لا يتمكن الجسم من مواكبة زيادة سكر الدم الإضافية؛ مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، فضلًا عن أنه يمكن أن يؤثر على الطريقة التي ينتقل بها الطعام عبر الجسم؛ مما يؤدي إلى الإسهال، أو الإمساك، أو الغثيان، أو التقيؤ، أو أوجاع المعدة.
  • الجهاز العضلي: عند الشعور بالتوتر تكون العضلات مشدودة لحماية نفسها من الإصابة، وعند الاسترخاء تعود للوضع الطبيعي، ولكن إذا كان الشخص تحت ضغط نفسي دائم فقد لا تحصل العضلات على فرصة للاسترخاء مسببةً الصداع وآلام الظهر والكتف وآلام الجسم.
  • الجهاز التناسلي: نتائج الضغط مرهقة للجسم والعقل؛ فالتوتر قد يتسبب في إنتاج المزيد من هرمون التستوستيرون الذكري للرجال لمدة محددة وليست دائمة، ولكن إذا استمر التوتر لفترة طويلة مسببًا ضغطًا نفسيًا؛ تبدأ مستويات هذا الهرمون في الانخفاض؛ لتؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية، وتسبب ضعف الانتصاب أو العجز الجنسي، كما قد يزيد الضغط النفسي من خطر إصابة الأعضاء التناسلية للذكور كالبروستات بالعدوى، أما بالنسبة للنساء، فيمكن أن يؤثر الضغط النفسي على الدورة الشهرية فتصبح غير منتظمة، أو تكون أثقل وأكثر إيلامًا، فضلًا عن زيادة الأعراض الجسدية لانقطاع الطمث.
  • الجهاز المناعي: التوتر يحفز الجهاز المناعي، وهذا التحفيز يمكن أن يساعد على تجنب العدوى وتسريع الشفاء، ولكن بمرور الوقت، ستُضعِف هرمونات التوتر نظام المناعة، وتقلل من استجابته للأجسام الغريبة؛ لذا فالأشخاص المعرضون للضغط النفسي هم أكثر عرضة للأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد الشائعة، وكذلك الأمراض الأخرى، ويمكن أن يزيد الضغط النفسي من الوقت الذي يستغرقه المريض للتعافي من إصابة ما.


أعراض الضغط النفسي

يمكن أن يسبب الضغط النفسي العديد من الأعراض الجسدية والعاطفية، فهو يُضعف الدفاعات الطبيعية للجسم؛ مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد لا يدركها الشخص ولكنها تؤثر عليه، وبعض هذه الأعراض تُذكر فيما يأتي[٣][٤]:

  • الدوخة.
  • الأوجاع والآلام العامة.
  • صرير الأسنان.
  • الصداع.
  • أعراض عسر الهضم.
  • زيادة أو فقدان الشهية.
  • التوتر العضلي في الرقبة أو الوجه أو الكتفين.
  • مشاكل النوم.
  • تسارع نبضات القلب.
  • التعب والإرهاق.
  • الارتعاش.
  • زيادة أو خسارة الوزن.
  • اضطرابات المعدة.
  • مشاكل جنسية.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • النسيان.
  • نقصان الطاقة وعدم التركيز.


أسباب الضغط النفسي

يبدأ التعامل الفعَّال مع الضغوط من خلال تحديد مصادر الضغط النفسي وتطوير استراتيجيات التحكم فيها، ومن بين الطرق اللازمة للقيام بذلك؛ إعداد قائمة بالمواقف والمخاوف والتحديات التي تزيد من الاستجابة للضغط النفسي، فقد تكون أسباب الضغط النفسي ناتجة عن عوامل خارجية، أو أفكار وهواجس داخلية تواجه الشخص، وتتضمّن مسببات الضغط النفسي ما يأتي[٥]:

  • تغييرات الحياة الرئيسية: وقد تكون هذه التغييرات إيجابية، مثل الزواج الجديد أو التخطيط للحمل، أو قد تكون سلبية، مثل وفاة أحد الأحبة أو حالة الطلاق.
  • أسباب بيئية: يمكن أن تكون مدخلات العالم المحيط مصدرًا للضغط النفسي، كالضوضاء المفاجئة، أو نباح الكلاب.
  • أحداث لا يمكن التنبؤ بها: مثل وصول ضيوف غير مدعوين إلى المنزل دون سابق إنذار، أو ارتفاع الإيجار.
  • مكان العمل: تتضمّن عوامل الضغط الشائعة في العمل على عبء العمل غير المحتمل، ورسائل البريد الإلكتروني اللامتناهية، والمواعيد النهائية العاجلة والمدير المتطلب.
  • العوامل الاجتماعية: كالالتقاء بأشخاص جدد، والعلاقات مع العائلة يمكن أن تولِّد ضغطًا نفسيًا، والمشاجرة مع الشريك أو الأبناء.
  • المخاوف: كالخوف من الفشل، أو الخوف من التحدث أمام الجمهور، أو الخوف من الطيران.
  • الشك وفقدان السيطرة: في حال عدم معرفة ما يحدث أو نتيجة ما سيحدث لاحقًا، كانتظار نتائج أي فحص طبي.


المراجع

  1. Aaron Kandola (2018-10-12), "What are the health effects of chronic stress?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-20. Edited.
  2. Ann Pietrangelo and Stephanie Watson (2017-6-5), "The Effects of Stress on Your Body"، healthline, Retrieved 2019-12-20. Edited.
  3. "Stress", clevelandclinic,2015-5-2، Retrieved 2019-12-20. Edited.
  4. "Stress and your health", medlineplus,2018-5-5، Retrieved 2019-12-20. Edited.
  5. "Stress management", mayoclinic,2019-3-28، Retrieved 2019-12-20. Edited.

فيديو ذو صلة :