محتويات
هل يستطيع جنينكِ سماع صوتكِ؟
تبدأ الأم الحامل عادةً بالتحدّث لطفلها الجنين وهو ينمو في رحمها مع تقدّم حملها، فبعض الأمهات تبدأ بالحديث معه وفتح مواضيع وكأنه يفهمهما ويسمعها، أمّا البعض الآخر فقد تُغنّي وتقرأ القصص له، ومنهن من قد تُسمعه موسيقى كلاسيكيّة هادئة، ولكن الأهم من ذلك كلّه، هل يستطيع جنينكِ سماع صوتكِ حقًّا؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فمتى يبدأ طفلكِ فعلًا بسماع صوتكِ أو الأصوات التي تحدث داخل جسمكِ؟ في الواقع يبدأ تكوين كلّ من أذني الطفل وعينيه في الشهر الثاني من الحمل، وتظهر الفجوات والثقوب إلى جانب عنق الجنين في الأسبوع التاسع، ويستمر تكوين الأذن من الداخل والخارج في تلك اللحظة، أمّا اللحظة التي يبدأ فيها الطفل بسماع الأصوات فتكون خلال الأسبوع الثامن عشر تقريبًا من الحمل، ولكنّه يسمع فقط الأصوات التي قد تحدث داخل جسمكِ في هذه المرحلة والتي قد لا تُلاحظينها، مثل صوت دقّات قلبكِ والهواء الذي يتحرّك من رئتيكِ وإليهما، وصوت معدتكِ، وحتى صوت الدم الذي يتحرّك عبر الحبل السرّي.
وتتحسن حاسة السمع عند جنينكِ في رحمكِ بحلول الأسبوع الرابع والعشرين تقريبًا؛ إذ تبدأ مراحل النمو تزداد بسرعة، فتنمو الآذان بسرعة كبيرة في هذه المرحلة، وتتحسّن حساسيّة جنينكِ للأصوات كثيرًا بمرور الأسابيع، ويبدأ جنينكِ بالاستجابة لصوتكِ والأصوات الخارجيّة والضوضاء في الأسبوع الخامس والعشرين والسادس والعشرين من عمره داخل رحمكِ، ولكن لا يصله صوتكِ بالقوّة نفسها بل يُكتم بمقدار النصف، بسبب السوائل والطبقات التي تُحيط بجنينكِ داخل الرحم، ولكنّه في الثلث الأخير من الحمل يُصبح قادرًا على تمييز صوتكِ فعلًا والتعرّف عليه[١].
طرق تربيتكِ لجنينكِ وهو في بطنكِ
قد يبدو لكِ الموضوع غريبًا نوعًا ما، وقد تتساءلين هل فعلًا يحتاج طفلكِ لتربيتكِ وهو جنين في بطنكِ؟ من المعروف أنّ الطفل يبدأ بسماع الأصوات الخارجيّة في الأسبوع الثالث والعشرين تقريبًا، وإذا استمر طفلكِ بسماع الأصوات ذاتها وبانتظام، فسوف يتعرّف عليها وتُصبح مألوفة بالنسبة له عندما يُولد ويأتي إلى الحياة، فإذا كنتِ مُعتادة على قراءة قصة لطفلكِ وهو في بطنكِ بانتظام، فسوف يكون على معرفة ودراية بإيقاع القصة عند قراءتها له قبل النوم مثلًا، وقد يربط الطفل ردة الفعل التي تحدث بعد سماع صوت معيّن بالصوت ذاته، فيتوقّع ردة الفعل عندما يسمع الصوت المُعتاد عليه، فمثلًا عند سماعه لبرنامجكِ المُفضّل، فقد يتوقّع استرخاءكِ.
بالرغم من استجابة طفلكِ للأصوات، إلّا أنّه لا يُوجد دليل يُثبت أنّ سماع طفلكِ لشعر أو لغة أو موسيقى قد يجعله يتعلّم هذه اللغة، أو يطوّر من ذكائه وذوقه، فالحياة داخل الرحم تختلف تمامًا عن العالم الخارجي، وبما أنّ طفلكِ لا يفهم العالم الخارجي حتى الآن ولا يعلم ما هو، فلا يتطلب ذلك فعل الكثير لتربيته وتعليمه على شيء مُعيّن، ولكنّ تعاملكِ مع مشاعركِ وعاطفتكِ تجاه طفلكِ هي الطريقة المثاليّة لتربيته والتواصل معه وتُعدّ الطريقة الفضلى بالنسبة للطفل أيضًا؛ إذ يُمكنكِ التحدّث إليه وخلق لحظات استرخاء وهدوء خاليّة تمامًا من التوتر، ويكون ذلك من خلال ممارسة الأنشطة الرياضيّة المتنوعة واللعب والقراءة واليوجا وممارسة الأنشطة المُختلفة التي تخلق لكِ شعورًا من الراحة والاستمتاع والاسترخاء والذي قد ينعكس على طفلكِ أيضًا[٢].
كيف تعتنين بجنينكِ وهو في بطنكِ؟
تُوجد العديد من النصائح والتعليمات التي عليكِ اتّباعها للعناية بطفلكِ الجنين وهو في رحمكِ، وتُسمّى هذه العناية والاهتمام بمرحلة العناية قبل الولادة، وعليكِ الاهتمام بأن يكون حملكِ طبيعيًّا، للولادة طبيعيًّا أيضًا، وفيما يلي أهم النصائح والتعليمات التي يُمكنكِ اتّباعها للعناية بجنينكِ[٣]:
- اهتمي بصحتكِ؛ إذ عليكِ تحديد موعد مع الطبيب الخاص بكِ بمجرد معرفتكِ بأنكِ حامل مباشرةً، والالتزام بزيارته بانتظام للاطمئنان على صحتكِ وصحة جنينكِ أيضًا، واحرصي على إجراء تحاليل البول والدم الطبيّة للتأكّد من مستوى السكر ومستويات الحديد والدم وضغط الدم أيضًا، لتجنّب تعرضكِ لسكري أو ضغط أو تسمم الحمل، ومتابعة صحة الجنين ونبضات قلبه ووضع رحمكِ أيضًا لضمان أنّ الحمل يسير بخير وسلام.
- حافظي على الوزن المثالي والطبيعي؛ بالرغم من أنّ الوزن المثالي أو الطبيعي أثناء الحمل قد يختلف من امرأة لأخرى، إلّا أنّ المُعدّل الطبيعي لزيادة الحامل أثناء حملها تتراوح بين 12-14 كيلوغرامًا تقريبًا، فإذا كانت الزيادة أكثر من ذلك فلا تترددي أبدًا بزيارة طبيبكِ الخاص، أمّا إذا كنتِ أقلّ من الوزن الطبيعي فاحرصي على زيادته.
- تجنّبي تناول الدواء دون استشارة طبيّة؛ فلا يُمكنكِ المغامرة بشرب الأدوية دون وصفة طبيّة واستشارة الطبيب، فبعض الأدوية قد تُسبب تشوهات خلقيّة للجنين خاصةً إذا تناولتِها خلال الأشهر الأولى من الحمل في المراحل الأولى لتكّون الجنين.
- احرصي على تناول الفيتامينات؛ إذ يُعدّ من الضروري تناول الفيتامينات وخاصةً فيتامين حمض الفوليك الضروري لمنع حدوث العديد من المشكلات التي قد تحدث لدماغ جنينكِ أو لعموده الفقري، ويُفضّل أيضًا تناوله قبل الحمل، ولكن احرصي على استشارة طبيبكِ لتحديد الجرعات المُناسبة.
- التزمي بنظام غذائي متوازن وصحيّ؛ إذ يُعدّ من أهم الأمور التي عليكِ الالتزام بها ومراعاتها إذا كنتِ حاملًا، وفيما يلي أهم الأطعمة والأكلات والمشروبات التي عليكِ تناولها أثناء الحمل:
- الفواكه والخضار: احرصي على غسل الخضار والفواكه جيدًا قبل تناولها، وحافظي أيضًا على نظافة ألواح التقطيع والأطابق لتجنّب الأمراض والعدوى.
- اللحوم؛ احرصي على تناول اللحوم، ولكن تجنّبي الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة والتي قد تُعرضكِ لخطر التسمم الغذائي.
- الأسماك: تجنّبي تناول ما يزيد عن حصتين إلى ثلاث حصص من السمك بأنواعه المختلفة أسبوعيًّا بما فيها المُعلّبة، وتجنّبي تناول أسماك القرش لاحتوائها على نسبة عاليّة من الزئبق والتي قد تُلحق الضرر بجنينكِ، وتجنّبي تناول أكثر من 350 غرامًا من التونة الخفيفة والمعلّبة أسبوعيًّا.
- مُنتجات الحليب: احرصي على تناول ما لا يقل عن أربع حصص من لبن الزبادي يوميًّا لمنحكِ وطفلكِ كميّة كافيّة من الكالسيوم، وتجنّبي تناول الحليب أو الأجبان غير المُبسترة والتي قد تحتوي على البكتيريا وتُسبب بالتالي التهابات وتُؤثر على حملكِ وجنينكِ.
- المشروبات: تجنّبي شرب ما يزيد عن كوب أو كوبين يوميًّا من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالقهوة والنسكافيه، ويُمكنكِ تناول السكر الطبيعي أيضًا ولكن باعتدال.
- التزمي بممارسة الرياضة؛ إذ يُمكنكِ الالتزام بممارسة الرياضة للحفاظ على أسلوب حياة صحيّ أثناء حملكِ لمدّة لا تقل عن 30 دقيقة تقريبًا، ولكن احرصي على استشارة طبيبكِ للتأكّد من عدم وجود أي خطر يُهدد حياة جنينكِ إذا مارستِ الرياضة.
المراجع
- ↑ Jessica Timmons (5-1-2018), "When Can a Fetus Hear?"، healthline, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ Richard Gilham, "Can I teach my baby anything before the birth?"، babycentre, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ "Taking Care of You and Your Baby While You’re Pregnant", familydoctor, Retrieved 10-7-2020. Edited.