إزالة الشامة بالجراحة

ما الشامات؟

تندرج الشامات ضمن الحالات الشائعة لنمو الجلد عند الإنسان، وهي تبدو على شكل بقعٍ دائريةٍ بنية اللون ناجمةٍ عن تكتل الخلايا الميلانينية ضمن مجموعاتٍ كبيرةٍ، وتظهر هذه الشامات أساسًا خلال مرحلة المراهقة أو الطفولة، فمعظم الأفراد ينتشر على جلدهم ما يتراوح بين 10- 40 شامةً، فيتغير بعضها أو يختفي مع مرور الوقت، وعمومًا تكون معظم حالات الشامات غير ضارّة بصحة الإنسان، ويندر أن تتحول لتصبح سرطانيةً، بيد أنّ مراقبتها أمرٌ ضروريٌ إذا ظهرت في مرحلة متأخرة من العمر، إذ يحتمل أن تكون من الأعراض الدّالة على الإصابة بسرطان الجلد^[١].

ما هي أسباب ظهور الشامات؟

تظهر الشامات على جلد الإنسان نتيجة نمو الخلايا الميلانينية على شكل عناقيد أو مجموعات، فهذه الخلايا تنتشر في جميع أنحاء الجسم، وتنتج صبغة الميلانين المسوؤلة عن لون الجلد لدى الإنسان^[١]، وعمومًا تضطلع الجينات التي يرثها الإنسان من والديه بدورٍ رئيسيٍ في ظهور الشامات على جلده، والأمر ذاته يسري على التعرض لأشعة الشمس، سيما خلال مرحلة الطفولة، فهذان الأمران يحددان أساسًا أعداد الشامات التي تظهر عند الإنسان؛ فكلما تعرض الجلد لأشعة الشمس، ازداد ظهور الشامات عليه، كذلك يزداد احتمال ظهور الشامات إذا كان الشخص مصابًا بالنمش الذي يُعرف بأنه بقع مسطحة ذات لون ضارب إلى الاسمرار أو الاحمرار، وتظهر عادةً في الأشهر المشمسة، وبطبيعة الحال تظهر الشامات عند الأفراد المنتمين إلى جميع الأعراق بصرف النظر عن لون بشرتهم^[٢].

هل يمكن إزالة الشامة بالجراحة؟

إذا كان الشخص مصابًا بالشامات، فينبغي له ألّا يحاول إزالتها بنفسه؛ فهذا الأمر يعرضه إلى خطر الإصابة بالعدوى وظهور الندوب الكبيرة على بشرته، لذلك يكمن الحل الفعال في استئصالها في عيادة طبيب الأمراض الجلدية؛ إذ يستخدم الطبيب في حالات كهذه أحد الخيارين التاليين^[٣]:

• الاستئصال بالكشط: يستخدم الطبيب في هذا الإجراء أداةً رفيعةً شبيهةً بماكينة الحلاقة بهدف استئصال الشامة بدقةٍ كبيرةٍ، ثم يستخدم جهازًا بقطبٍ كهربائيٍ صغيرٍ بهدف تقليل ظهور علامات الاستئصال على بشرة المريض، ولا يتطلب هذا الإجراء أي قُطبٍ للبشرة، وقد يجري الطبيب فحوصاتٍ مجهريةً دقيقةً على الشامة المستأصلة بحثًا عن علامات سرطان الجلد.
• الاستئصال الجراحي: يتسم هذا الإجراء بأنه شبيه بالجراحة التقليدية، إذ يعمد الطبيب خلاله إلى استئصال الشامة عبر انتزاعها كليًا هي والطبقة الدهنية أسفلها، ثم يغلق الجرح بوساطة القطب الطبية.

كيف تعتنين بنفسكِ بعد إزالة الشامة بالجراحة؟

تُخلّف الجروح والعمليات الجراحية المختلفة ندوبًا تظهر واضحةً للعيان، وهي تنجم في المقام الأول عن إفراز الجلد لكمياتٍ كبيرةٍ من الكولاجين أثناء عملية الشفاء والتعافي، فإذا أجريتِ عملًا جراحيًا بهدف استئصال الشامات، فينبغي لكِ اتباع الخطوات التالية لوقاية نفسكِ من ظهور الندوب، أو تقليل ظهورها قدر المستطاع^[٣]:

• تجنبي التعرض لأشعة الشمس، فهي تلحق ضررًا كبيرًا بالجروح أثناء عملية التئامها، وتؤدي أحيانًا إلى تغير لون الجرح الحديث، لذلك ينبغي لكِ أن تضعي مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس عند الخروج من المنزل.
• تجنبي خدش أماكن الجروح أو حكّها، فهذا الأمر يُبطئ عملية الشفاء والتئام الجرح، ويزيد من خطر تشكل الندوب مكانه.
• حافظي على نظافة الجرح الناجم عن عملية استئصال الشامة ورطوبته، فالجروح التي تتعرض للجفاف تستغرق وقتًا أطول للالتئام، وتتسبب بظهور ندوب يصعب اختفاؤها لاحقًا، لذلك يُستحسن بكِ أن تستخدمي الكريمات والمراهم المرطبة على مكان الجرح، أما مراهم المضادات الحيوية فلا يكون استخدامها ضروريًا إلّا إذا أوصاكِ الطبيب بذلك.
• احرصي على تدليك الندوب الناجمة عن الجروح؛ إذ يمكنك تدليكها بعد انقضاء أسبوعين على العملية الجراحية، بيد أنه ينبغي لكِ أن تتوخي الحذر ولا تنزعي القشرة عن مكان الجرح، فهذا الأمر يؤدي إلى تفاقم أعراض الندوب، وعمومًا تكمن طريقة تدليك الندوب بفركها بإصبعين بشكل دائري وعمودي وأفقي على طول مكان الندبة.
• ضعي ضمادةً ضاغطةً على مكان الجرح، وهنا بوسعك أن تختاري أنواع الضمادات المرنة الضاغطة أو الضمادات الشبيهة بالجوارب الضاغطة، بيد أن استخدام هذا الخيار العلاجي يتطلب أشهرًا عديدةً قبل تحسن أعراض الندوب، وهو لا يصلح إطلاقًا إذا كانت الندوب على وجهك.
• استشيري طبيب الأمراض الجلدية بشأن أخذ حقن الكورتيكوستيرويدات، فهذه الأدوية تستخدم عادةً لعلاج مجموعة من الأمراض التي تصيب الجلد والمفاصل ومناطق أخرى من الجسم، وقد يكون استخدامها مفيدًا لتقليل حجم الندوب.

طرق أخرى لإزالة الشامة

توجد بعض الادعاءات حول وجود مجموعة من الطرق المختلفة للتخلص من الشامات؛ فبعضها ينصح بشراء الكريمات التي تباع في الصيدليات أو بحرق الجلد عبر استخدام خل التفاح، في حين توصي طرق أخرى بوضع اليود على مكان الشامات لقتل الخلايا داخلها، أو تنصح بانتزاع الشامات بشفرات الحلاقة، ويشير بعض الناس إلى فوائد بعض العناصر الطبيعية في التخلص من الشامات، مثل مزيج صودا الخبز وزيت الخروع، وقشر الموز، وزيت شجرة الشاي، والصبار وزيت بذور الكتان، بيد أنّ اتباع الطرق السابقة كلها لم يثبت علميًا أنه فعال في التخلص من الشامات، وإنما ينطوي على بعض المضاعفات الخطيرة؛ فعلى سبيل المثال يؤدي استخدام الكريمات المباعة في الصيدليات إلى ظهور ندوبٍ سميكةٍ مكان الشامة، أما انتزاع الشامة باستخدام أدوات حادة، مثل المقص أو شفرات الحلاقة، فهو يزيد خطر الإصابة بالعدوى، سيما إذا كانت الأداة المستخدمة غير معقمة، وهو يتسبب أيضًا بتشكل ندوب دائمة مكان الشامة، لذلك يبقى الحل الوحيد والأمثل هو استئصال الشامات جراحيًا^[٤].

من حياتكِ لكِ

لا تُسبب الشّامات عادةً أي مصدر قلق أو خطر على صحتك، بيد أنه تجب عليكِ مراجعة طبيب الأمراض الجلدية في الحالات التالية^[٥]:

• إذا تغير شكل الشامات على جلدك أو بدت غير متساوية ولا متّسقة.
• إذا تغير لون الشامات على جلدك فأصبح أغمق، أو إذا ظهرت بلونين مختلفين.
• إذا شعرتِ بأعراض الحكة أو التقشير أو النزيف في مكان ظهور الشامات.
• إذا كبرَ حجم الشامات على جلدك وارتفعت ارتفاعًا بارزًا فوق سطح الجلد.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "Moles", mayoclinic, Retrieved 2020-8-9. Edited.
2. ↑ "What Types of Moles Are There?", medicinenet, Retrieved 2020-8-9. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "Treatments and Info for Mole Removal Scars", healthline, Retrieved 2020-8-9. Edited.
4. ↑ "How to Remove Moles", healthline, Retrieved 2020-8-9. Edited.
5. ↑ "Moles", nhs, Retrieved 2020-8-2. Edited.