المغص بعد الأكل

المغص بعد الأكل

هل الشعور بالمغص بعد الأكل أمرٌ خطير؟

في معظم الأحيان لا تكون أسباب المغص بعد الأكل خطيرةً، ويمكن عادةً علاج هذا المغص باستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفةً طبيةً، لكن إذا كان المغص متوسطًا أو شديدًا، أو كان الشخص يُصاب به حتى بعد أكل الطعام بكميات طبيعية، فقد يكون خطيرًا[١].


أسباب المغص بعد الأكل

قد يحدث المغص بعد الأكل لأسبابٍ عديدةٍ، فيما يلي توضيحٌ لها، مع الإشارة إلى أنّ الأسباب لا تقتصر على هذه المذكورة في المقال، وأنّ وجود أحدها لا يعني بالضرورة أنها سبب المغص[٢][١]:

مرض حساسية القمح

يشير مرض حساسية القمح إلى وجود استجابةٍ مناعية لبروتين الجلوتين الموجود في القمح والشعير، ويؤدي استهلاك هذا البروتين إلى الإصابة بمغص واضطرابات في المعدة، وتلف بطانة الأمعاء الدقيقة مع الاستهلاك المتكرِّر له.

القرحة الهضمية

القرحة الهضمية هي تقرحات تظهر في عدة أجزاء من الجهاز الهضمي، بما في ذلك الاثني عشر وهو القسم العلوي من الأمعاء الدقيقة، وبطانة المعدة الداخلية، ويُعدّ المغص الحارق بعد الأكل أكثر أعراض القرحة شيوعًا، وقد يتفاقم هذا المغص عند تناول الأطعمة الغنية بالتوابل.

الإمساك

قد يحدث المغص بعد الأكل بسبب الإمساك المزمن الذي يستمر لعدة أسابيع دون أن تزداد عدد مرات التبرُّز عن 3 مرات.

مادة الكافيين

نظرًا لاحتمالية تسبُّب الكافيين بتهيج المعدة؛ قد يعاني البعض من مغصٍ بعد استهلاك أي طعامٍ أو شرابٍ يحتوي عليه كالشايوالقهوة.

حساسية أو عدم تحمّل الطعام

يعاني بعض الأشخاص من حساسيةٍ اتجاه أطعمةٍ معينةٍ؛ مما يسبِّب لهم مغصًا بعد تناولها، أما عدم تحمّل الطعام فهو شكلٌ أخفّ من أشكال الحساسية، ويُعدّ عدم تحمّل الغلوتين وعدم تحمّل اللاكتوز من أشهر حالات عدم تحمّل الطعام.

تناول كمية كبيرة من الطعام

قد يُعزَى سبب المغص بعد الأكل في بعض الأحيان إلى تناول الفرد لكميةٍ كبيرةٍ من الطعام في وجبةٍ واحدةٍ.

عسر الهضم

يحدث عسر الهضم عند تهيّج المعدة بسبب الحمض الذي تفرزه لتحليل الطعام؛ مما يؤدي إلى مغصٍ في البطن، إضافةً إلى الغثيان أو الانتفاخ، ويُجدر بالذكر أنَّ أي شخصٍ معرَّضٌ للإصابة بعسر الهضم بعد الأكل أو الشرب، وقد تتسبب بعض الأطعمة والمشروبات بتفاقمه، مثل الأطعمة المحتوية على الكافيين، والأطعمة الدهنية، والمشروبات السكرية، والكحول.

التهاب المعدة

قد يكون المغص بعد الأكل نتيجةً لإصابة بطانة المعدة بالتهاب، وإضافةً إلى المغص، قد يتسبَّب التهاب المعدة بعسر الهضم، والغثيان، والقيء.

حصى في المرارة

قد تسبِّب حصوات المرارة ألمًا حادًّا ومفاجئًا بعد الأكل إذا تسبَّبت بانسداد قناة العصارة الصفراوية.

فرط نشاط الغدة الدرقية

تفرز الغدة الدرقية هرمونات ضرورية لتأدية الجسم لوظائفه المختلفة، لكن قد يسبِّب فرط نشاط هذه الغدة مشكلاتٍ عديدة منها المغص بعد الأكل.

التوتر

قد يؤدي التوتر إلى شدّ العضلات؛ مما قد يؤدي إلى الشعور بالألم أو المغص في المعدة بعد الأكل.

أدوية ضغط الدم

قد يكون المغص بعد الأكل أحد الآثار الجانبية لأدوية ضغط الدم.

الوزن الزائد

يكون الأشخاص ذوو الوزن الزائد أكثر عرضةً للإصابة بقرحة المعدة؛ مما قد يسبِّب لهم مغصًا بعد الأكل.


هل يحتاج المغص بعد الأكل للعلاج؟

يعتمد علاج المغص بعد الأكل على سببه؛ فإذا اعتقد المريض أنَّ السبب هو حساسية أو عدم تحمّل للطعام؛ فتجب عليه مراجعة أخصائي الحساسية لتأكيد التشخيص، كما يجب تجنُّب ذلك الطعام قدر الإمكان، أما إذا شكَّ المريض بوجود مشكلةٍ لديه مع الغلوتين؛ فيجب عليه عدم تجنُّبه تمامًا حتى يقيِّمه أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، ويستبعد مرض حساسية القمح؛ إذ يجب إجراء فحصٍ لهذا المريض أثناء اتباع نظامٍ غذائي يحتوي على الغلوتين، ويمكن السيطرة على المغص بعد الأكل باستخدام الأدوية التي تُصرف بدون وصفةٍ طبيةٍ، لكن يجب أولًا استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام أي دواءٍ جديد، حتى لو كان يُصرف دون وصفةٍ طبيةٍ، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يلي[١]:

  1. مضادات الحموضة، والتي تُستخدم لتحييد حمض المعدة وتخفيف الشعور بالحرقان.
  2. مخفِّضات الحموضة، لتخفيف إنتاج حمض المعدة لمدة تصل إلى 12 ساعة.
  3. دواء السيميثيكون، للتخفيف من الانتفاخ.
  4. المسهِّلات ومُليِّنات البراز، لتخفيف الإمساك العرضي.
  5. دواء الأسيتامينوفين، والذي يُخفّف الألم دون التسبب بتهيّج المعدة كما يحدث مع أدوية المسكنات الأخرى، مثل الأسبرين والآيبوبروفين والنابروكسين.
  6. البروبيوتيك أو مكملات البكتيريا النافعة، لتعزيز صحة الجهاز الهضمي عمومًا من خلال إدخال المزيد من البكتيريا الجيدة إليه.
  7. مكمِّلات الألياف، لتعزيز حركة الأمعاء الطبيعية ومنع الإمساك، رغم أنها قد تسبِّب الغازات والانتفاخ.


للوقاية من المغص بعد الأكل، اتبعي هذه النصائح

فيما يلي مجموعةٌ من النصائح التي قد تقيكِ من مغص بعد الأكل[١]:

  1. انتبهي جيدًا إلى حصص الطعام التي تتناولينها؛ وذلك لتجنُّب المغص الناجم عن الإفراط في تناول الطعام.
  2. تجنَّبي أي طعامٍ قد سبَّب لكِ مغصًا بعد تناوله في الماضي.
  3. احرصي على اتباع نظامٍ غذائي غني بالفواكه والخضروات الغنية بالألياف لتجنُّب الإمساك.
  4. احرصي على شرب كميةٍ كافيةٍ من الماء سواء مع الوجبات أو بين الوجبات.
  5. استبدلي وجباتكِ الـ3 الرئيسة بـ5 إلى 6 وجبات صغيرة على مدار اليوم.
  6. تجنَّبي أو قلِّلي من تناول المشروبات والأطعمة المحتوية على مادة الكافيين.
  7. تجنَّبي استهلاك الكحول.
  8. ابحثي عن طرقٍ لتقليل التوتر.


متى يجب الذهاب للطبيب؟

قد يصعب على الفرد معرفة متى تجب مراجعة الطبيب بشأن المغص بعد الأكل، ومع ذلك توجد بعض العلامات والأعراض التي تشير إلى ضرورة الذهاب إلى الطبيب على الفور، منها[٣]:

  1. المغص الشديد للغاية.
  2. المغص الذي يشتدُّ مع مرور الوقت.
  3. المغص المصحوب بحُمَّى وقشعريرة وتعرُّق.
  4. المغص الذي ينتقل من المعدة إلى الجهة اليمنى و/أو إلى الظهر.
  5. القيء الذي يشبه القهوة المطحونة، أو وجود دمٍ في القيء.
  6. البراز الداكن اللون أو وجود دمٍ في البراز.
  7. آلام شديدة في البطن أثناء الحمل.
  8. انتفاخ البطن.
  9. الضعف والتعب والدوخة والدوار.
  10. وجود كتلةٍ بطنيةٍ نابضة.
  11. خسارة الوزن وتغير في الإخراج.
  12. ألم بعد التعرض لضربةٍ أو إصابةٍ في البطن.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Corinne O'Keefe Osborn (24/7/2020), "What’s Causing This Stomachache After I Eat?", healthline, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  2. Claire Sissons (7/1/2020), "Why do I feel sick after I eat?", medicalnewstoday, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  3. Andrei Marhol (14/3/2020), "Stomach Pain After Eating: What Causes It?", flo, Retrieved 18/3/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :