اضرار حصوة المرارة

اضرار حصوة المرارة

ما هي حصوة المرارة؟

تُعرف حصى المرارة بأنها ترسبات صلبة تتشكل في المرارة، وتتكون أساسًا من الكولسترول أو البيليروبين، وتتفاوت حصى المرارة في أحجامها، فقد يكون بعضها صغيرًا جدًا بحجم ذرة الرمل، في حين يكون بعضها كبيرًا بحجم كرة الغولف، وتكون هذه الحصى إمّا على شكل حصوة واحدة كبيرة، وإما على شكل مئات الحصى الصغيرة، ولا تؤدي معظم حصى المرارة إلى معاناة المريض من أي أعراض، ولا تتطلب أي إجراء طبي للتخلص منها، بيد أن بعضها قد يسبب انسداد القناة الصفراوية المترافق مع الألم الشديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وعمومًا يوجد نوعان رئيسان لحصى المرارة هما: حصى الكولسترول ذات اللون الأصفر والأخضر، التي تشكل ما نسبته 75% من إجمالي حصى المرارة، والحصى الصبغية التي تتشكل من البيليروبين وتكون داكنة اللون[١].


ما هي أضرار حصوة المرارة؟

تنطوي الإصابة بحصى المرارة على مجموعة من المضاعفات الضارة بصحتك؛ إذ إنّها تُسبب كلًا من الحالات التالية[٢]:

  • التهاب المرارة: تُسبب الحصى العالقة في عنق المرارة إصابتكِ بالتهابها.
  • انسداد القناة الصفراوية المشتركة: تؤدي الحصى إلى انسداد القنوات التي تتدفق خلالها الصفراء من المرارة إلى الكبد والأمعاء الدقيقة، مما يسبب أعراض الألم واليرقان والعدوى لديك.
  • انسداد قناة البنكرياس: تكون قناة البنكرياس أنبوبًا يمتد من البنكرياس، ويتصل بالقناة الصفراوية المشتركة قبل أن يدخل إلى الاثنى عشر، وتشكل هذه القناة ممرًا لتدفق عصارة البنكرياس المساهمة في عملية الهضم، وعمومًا يحتمل أن يؤدي حصى المرارة لديكِ إلى انسداد قناة البنكرياس، فتعانين من التهابه المترافق مع أعراض الألم الشديد والمستمر في البطن.
  • سرطان المرارة: يرتفع خطر إصابتكِ بسرطان المرارة إذا أُصبتِ سابقًا بحصى المرارة، بيد أنّ هذه الحالة نادرة الحدوث، ويبقى احتمالها ضئيلًا جدًا مقارنةً بالمضاعفات السابقة.


ما هي علامات الإصابة بحصوة المرارة؟

لا تُسبب حصى المرارة في معظم الحالات أي أعراض بارزة لديكِ، بيد أنها قد تعلق أحيانًا في عنق المرارة، فتعانين حينها من آلام شديدة ومفاجئة في البطن، وتستمر هذه الآلام مدة تتراوح بين 1- 5 ساعات، ويشار إليها عادةً بمصطلح المغص المعوي، وقد تؤدي حصى المرارة أيضًا إلى معاناتك من التهاب المرارة الذي يترافق مع مجموعة من الأعراض التي تشمل ما يأتي[٣]:

  • إحساسكَ بآلام شديدة ومستمرة.
  • معاناتك من الحمى.
  • معاناتك من اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).


ما هي أسباب الإصابة بحصوة المرارة؟

يرى الباحثون أن حصى المرارة تتشكل عند الإنسان نتيجة الحالات التالية[٢]:

  • وجود كميات كبيرة من الكولسترول في الصفراء؛ إذ تحتوي العصارة الصفراوية عادةً على موادَ كيميائية قادرة على إذابة الكولسترول الذي يفرزه الكبد، ولكن إفراز كميات كبيرة تفوق قدرة تلك المواد الكيميائية على إذابته، يؤدي غالبًا إلى تشكل بلورات الكولسترول التي تتحول لاحقًا إلى حصى.
  • وجود كميات كبيرة من البيليروبين في الصفراء؛ فالبيليروبين مادةٌ كيميائيةٌ ينتجها الجسم نتيجة تكسير كريات الدم الحمراء، بيد أنّ بعض أمراض الكبد، مثل تليف الكبد والتهابات القناة الصفراوية، قد تسبب إفراز كميات كبيرة من البيليروبين، مما يؤدي لاحقًا إلى تشكل حصى المرارة.
  • عدم تفريغ المرارة كليًا، فتصبح مستويات العصارة الصفراوية شديدة التركيز، مما يساهم في تشكل حصى المرارة.


كيف تعالج الإصابة بحصوة المرارة؟

توجد عدة وسائل لعلاج حصى المرارة، وهي تشمل العلاجات الجراحية وغير الجراحية.

العلاج الجراحي

يوصيك الطبيب بإجراء عملية استئصال المرارة بالمنظار، فهي جراحة شائعة لعلاج حصى المرارة، وتُجرى عادةً تحت التخدير العام؛ إذ يُحدِث الطبيب الجراح عدة شقوق في بطنكِ، ثم يُدخِل جهازًا صغيرًا مضاءً عبر أحدها ليستأصل المرارة بعدها بعناية، وعمومًا تكون عملية استئصال المرارة بسيطةً، إذ يمكن أن تعودي إلى منزلكِ في اليوم ذاته أو في اليوم التالي إذا لم تصابي بأي مضاعفات، وفي بعض الأحيان يمكن أن تعاني من البراز الرخو أو السائل بعد العملية؛ ويعزى هذا الأمر إلى تغير مسار العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة، فلا تمر بالمرارة وتصبح أقل تركيزًا، فينتج عن ذلك تأثير ملينٌ مسببٌ للإسهال، لذلك يستحسن بكِ أن تتبعي نظامًا غذائيًا منخفض الدهون لإفراز كمية أقل من الصفراء[٤].


العلاج غير الجراحي

شهدت السنوات الأخيرة تراجع استخدام الأدوية لعلاج حصى المرارة نظرًا لتطور تقنيات التنظير التي جعلت العمل الجراحي أقل خطورةً من السابق، مع ذلك إذا كنتِ غير قادرة على الخضوع للجراحة، فإنّ الطبيب قد يوصيك بتناول بعض الأدوية لتفتيت حصى المرارة الناجمة عن ترسبات الكولسترول، ويتطلب الأمر منكِ أن تتناولي الدواء 2- 4 مرات يوميًا، وربما يستغرق مفعول بعض الأدوية سنواتٍ عديدةً للتخلص من الحصى، ويحتمل أن تتشكل مرةً أخرى إذا توقفتِ عن تناول الدواء، كذلك قد يلجأ الطبيب إلى خيار علاجي آخر هو تفتيت الحصى بموجات صادمة؛ إذ يستخدم جهازًا لتوليد موجات صادمة تُوجّه إليك، مما يؤدي إلى تفتيت الحصى إلى فتات صغير جدًا، بالإضافة إلى ما سبق، توجد مجموعة من النصائح التي ينبغي لكِ أن تتبعيها لتحسين أعراض حصى المرارة وللحيلولة دون تشكلها، وهذا يشمل ما يأتي[٤]:

  • قلّلي استهلاك الدهون ضمن نظامك الغذائي، واختاري الأطعمة منخفضة الدهون، وتجنبي الأطعمة المقلية والغنية بالدهون.
  • تناولي الطعام على شكل وجبات صغيرة يوميًا، فهذا الأمر يُسهل عملية هضمها.
  • اشربي كميةً كافيةً من الماء يوميًا (6- 8 أكواب يوميًا).
  • تجنبي استهلاك المشروبات والأطعمة المعروفة بتسببها بالإسهال، وهذا يمشل المشروبات المحتوية على الكافيين، ومنتجات الألبان الدسمة، والأطعمة السكرية وحلوة المذاق.
  • تناولي الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية لجعل البراز لديك أكثر صلابةً، شريطةَ أن تحرصي على تناولها باعتدال حتى لا تصابي بالغازات والانتفاخ.


من حياتكِ لكِ

تكون النساء عادةً أكثر عرضةً للإصابة بحصى المرارة من الرجال، ويتضاعف هذا الخطر أثناء الحمل؛ إذ يحتمل أن تصابي بهذه الحالة نظرًا لدور الإستروجين الذي ينتجه جسمك خلال أشهر الحمل في زيادة مستويات الكولسترول في العصارة الصفراوية، وهذا الأمر شائع جدًا؛ إذ يصيب نسبةً تتراوح بين 5- 8% من الحوامل، كذلك يُحتمل أن تصابي بحصى المرارة بعد الولادة مباشرةً بفعل التغيرات الهرمونية في جسمكِ وخسارتك الوزن، وعمومًا تنبغي لكِ مراجعة الطبيب إذا أحسستِ بآلام شديدة في بطنكِ مترافقة مع الحكة واصفرار الجلد، وكنتِ غير قادرة على الجلوس أو الاستلقاء على ظهرك جرّاء تلك الآلام[٥].


المراجع

  1. "Definition & Facts for Gallstones", niddk, Retrieved 2020-7-20. Edited.
  2. ^ أ ب "Gallstones", mayoclinic, Retrieved 2020-7-20. Edited.
  3. "Gallstones", nhs, Retrieved 2020-7-20. Edited.
  4. ^ أ ب "Understanding Gallstones: Types, Pain, and More", healthline, Retrieved 2020-7-20. Edited.
  5. "How Gallstones Are Treated During Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 2020-7-20. Edited.

فيديو ذو صلة :