عنبر الحوت
عنبر الحوت هو مادة شمعية صلبة توجد في أمعاء حوت العنبر، وكان العنبر يدخل في الثقافات الشرقية في علاج الأمراض وكمطيب للطعام، أما في الغرب فاستخدم في صناعة العطور، وعادةً ما يظهر العنبر طافيًا على شواطئ في الصين واليابان وإفريقيا والأمريكيتين والجزر الاستوائية مثل الباهاما.
يكون العنبر الخام أسود اللون ولينًا وله رائحة غير طيبة، إلا أنه عند تعرضه للشمس والهواء ومياه البحر يصبح أكثر صلابةً ويتغير لونه فيصبح رماديًا فاتحًا أو أصفر وتصبح له رائحة طيبة.
تكون قطع العنبر صغيرةً في العادة، لكن يذكر أنه عثر على شواطئ الهند الشرقية الهولندية على قطعة عنبر تزن 635 كلغ، ويعتقد أن العنبر هو مادة تحمي أمعاء حوت العنبر من التهيج الناتج عن تناول الأجزاء الصلبة في أسماك السبيدج والحبار التي يتغذى عليها حوت العنبر، وأمعاء الحوت تستطيع احتواء القطع الصغيرة من العنبر فقط، لذلك فهو يخرج القطع الكبيرة على شكل براز، ولا تزال طريقة تشكل قطع العنبر مجهولة، ولا يعرف ما إذا كانت طبيعية أم ناتجة عن حالة مرضية.[١][٢]
استخدامات العنبر
عرف العنبر باستخدامه في صناعة العطور، إذ إنّ له رائحة تشبه رائحة المسك، ولا زال يستخدم في هذا المجال إلى وقتنا الحالي.
كان المصريون القدامى يحرقون العنبر ليكون بمثابة بخور، أما في وقتنا الحالي فيستخدمه المصريون لصناعة السجائر ذات الرائحة الطيبة، أما الصينيون القدامى فكانوا يطلقون على العنبر اسم عطر بصاق التنين، وفي أوروبا أثناء فترة الطاعون الأسود كان الأوروبيون يعتقدون أن حمل كرة من العنبر قد يساعد على حمايتهم من الإصابة بالطاعون، وكانوا يفسرون ذلك بأنّ رائحته الطيبة تغطي رائحة الهواء الذين كانوا يعتقدون أنه الذي كان يسبب الطاعون، ناهيك عن أنّ الأوروبيين آنذاك كانوا يستخدمونه بوصفه فاتحًا للشهية، وكانوا يستخدمونه لعلاج الصداع والبرد والصرع وأمراض أخرى.[٣]
فوائد عنبر الحوت
اعتبر عنبر الحوت طوال قرون طويلة وفي العديد من الثقافات كنزًا وسلعة هامة تدخل في العديد من المجالات، كما كانت تدور حوله أساطير وأقاصيص كثيرة، وفيما يلي أهم فوائد العنبر [٤][٥]:
استخدامه في العلاج: على الرغم من أن الحيتان تنتج العنبر منذ دهور إلا أن العنبر اكتشف للمرة الأولى من قبل اليونانيين القدامى الذين كانوا يستخدمون العنبر لتحسين مذاق النبيذ، وقد ذكر الطبيب اليوناني دياسقوريدوس (40-90 قبل الميلاد) في دليله الطبي "دي ماتيريا ميديكا"، أن العنبر مفيد لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي ومشاكل الأمعاء، سواءً أكانت المشكلة هي الغازات أو الإسهال أو الإمساك. وقد كتب الفيلسوف العربي الكندي والذي عاش في القرن التاسع عشر أن المكونات الغنية للعنبر تساعد على شفاء التهاب الحلق، في حين أن الطبيب الأندلسي ابن البيطار الذي عاش بعد الكندي بحوالي مئتي عام، كان يستخدم العنبر كثيرًا لعلاج الأمراض العقلية وأنواع الشلل ومشاكل القلب.
فوائد عطرية: انتقل استخدام العنبر من العرب والشرقيين إلى الغرب، الذي استفاد منه لخصائصه العطرية بالدرجة الأولى، إذ إنه يتميز برائحة لطيفة شبيهة برائحة المسك أو التبغ، وكان يضاف إلى العطور بسبب تركيبته الشمعية وخصائصهه العطرية، ويقال أن رائحته إن وضعت على راحة اليد فإنها تدوم لأيام مهما حاول الشخص غسلها .
احتواؤه على خصائص مضادة لسمية الخلايا: تظهر بعض الدراسات احتواء العنبر على خصائص مضادة لسمية الخلايا تكافح كلًا من سرطان الكبد والقولون والرئتين والثدي، كما أنه يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات.
تأثيره على النشاط الهرموني: تشير دراسات إلى تأثير العنبر على كل من الرغبة الجنسية ووزن الجسم، إذ إن له تأثير كبير على هرمونات الجسم الكظرية، ففي بعض التجارب ازدادت نسبة كل من التيستوستيرون والإستراديول والإنسولين والكورتيزول والثيروكسين بقدر كبير لدى من تناولوا العنبر.
المراجع
- ↑ "Ambergris", britannica.com.
- ↑ "What's Ambergris? Behind the $60k Whale-Waste Find", nationalgeographic.com.
- ↑ "Ambergris", wikipedia.org. Edited.
- ↑ "Amazing ambergris", doctorsreview.com.
- ↑ "Potential Benefits of Ambergris Beyond Perfume", juniper publishers.