محتويات
أحكام الحيض في الإسلام
يُعرف الحيض في اللغةً: بسَيَلان الشيء وجَريانه، وفي الشّرع: دم ينزل من رحم المرأة البالغة في أوقات محددة، وقد خصص له الإسلام عدة أحكام وبينها وفصلها فهي تزيد عن العشرين حُكمًا سنتناول أهمها في حياة المرأة[١][٢]:
- الصّيام: يسقط فرض الصّيام عن المرأة الحائض سواء كان فرضًا أو نافلة، وإن صامت فلا يصح صيامها، وتوجب عليها قضاء الأيام المفروضة التي أفطرت بها، وللصّيام عدة أحكام فصلها الشّرع:
- إذا شعرت المرأة بعلامات الحيض قبل الغروب لكن لم يخرج الدم منها إلا بعد الغروب فإن صومها صحيح؛ لأن الحيض لا يثبت حُكمه إلا عند مشاهدته خارجًا.
- إذا تطهرت المرأة من الحيض قبل الفجر فصامت هذا اليوم فإن صومها صحيح وتام، حتى إن لم تغتسل منه إلا بعد الفجر.
- إذا تطهرت المرأة بعد أذان الفجر بثانية لا يصح صيامها وعليها القضاء.
- إذا حاضت المرأة في يوم الصّيام المفروض حتى لو كان ذلك قبل أذان المغرب بثانية توجب عليها قضاء.
- الصلاة: إذا حاضت المرأة سقطت عنها صلاة الفرض والسنة ولا تصح منها، إلا إذا أدركت من وقتها مقدار ركعة كاملة من أوله أو آخره وجب عليها الصلاة مثال على ذلك: إذا حاضت إحداهن بعد غروب الشّمس بمقدار ركعة واحدة توجب عليها قضاء هذه الركعة بعد أن تتطهر، ومثال آخر: إذا تطهرت إحداهن من الحيض قبل طلوع الشمس بمقدار ركعة واحدة وجب عليها بعد أن تغتسل قضاء صلاة الفجر.
- الحج والعمرة: إذا حاضت المرأة حُرِم عليها الطواف بالبيت ولا يصح منها، أما باقي المناسك كرمي الجمرات، والوقوف بعرفة، والسعي بين الصفا والمروة وغيرها من مناسك الحج أو العمرة فتجوز منها.
- الجِماع: يُحرم على الزوج جِماع زوجته وهي حائض كما يُحرم عليها تمكينهُ من فعل ذلك.
- دخول المسجد: يُحرم على المرأة الحائض الجلوس في المسجد، كما يُحرم عليها مُصلى العيد.
- الطلاق: يحرم على الزوج طلاق زوجته وهي حائض؛ لأنه إذا تطلقت المرأة وهي في وقت الحيض لم تستقبل العدة؛ أي أن الحيضة التي طلقها زوجها بها لا تُحسب من العدة.
- لا يُحرم على المرأة الحائض الاستماع للقرآن وقراءة الحديث والدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير والتسمية على الطعام.
ما هي علامة الطهر من الحيض؟
يمكن أن تعرف المرأة الحائض بأنها تطهرت من خلال علامتين الأولى: نزول القَصَّةُ البيضاء وهي شيء يشبه الخيط الأبيض وقيل ماء أبيض اللون ينزل من المرأة في آخر أيام الحيض ويكون دليل على طهرها، والعلامة الثانية: انقطاع دم الحيض تمامًا وجفافه فهذا يدل على أن المرأة تطهرت من الحيض، ويمكن معرفة ذلك بأن تُدخل المرأة قطنة أو ما شابه ذلك في مكان نزول الدم فإذا خرجت نظيفة من أي دم أو كدرة أو صفرة تكون قد تطهرت، وبعد هذا العلامة لا تُبالي المرأة إن نزل عليها ماء أصفر أو ما شابه ذلك (عن أمِّ عطيَّةَ رضيَ اللهُ عنها قالتْ كنَّا لا نعدُّ الصُّفرةَ والكُدرةَ بعد الطُّهرِ شيئًا) [مجموع فتاوى ابن عثيمين| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، وقد تلاحظ إحدى النساء بعد انتهائها من الحيض نزول دم لونه بني أو يميل إلى ذلك بكمية قليلة ويمكن أن يمتد نزوله إلى يومين أو أكثر من ذلك ودون أن ترى دليلًا للحيض، فتحتار ماذا تفعل هل تصلي وتصوم أم لا؟ الجواب أن المرأة إن شاهدت ما ذُكر بعد أن تطهرت بإحدى العلامتين سابقتي الذكر فإن رؤيتها لهذه الإفرازات لا تُبطل طهرها إنما يكون حُكمها كحكم البول إذ يتوجب على المرأة حينها الاستنجاء منها والوضوء للصلاة[٣].
كيف يمكن الاغتسال من الحيض؟
إن انتهت المرأة من حيضها وتيقنت من طهرها وجب عليها الاغتسال بالطريقة الصحيحة وهي كالتالي: أولًا تستنجي المرأة من حيضها، ثم تغسل الفرج وما حوله للتخلص أي آثار للدم أو غيره، ثم تتوضأ الوضوء المُعتاد للصلاة، بعدها تجعل الماء يفيض من رأسها ثلاث مرات وتكرر ذلك على جنبها الأيمن ثم الأيسر بعدها تُكمل الغسل، وهذه الخطوات هي السنة، ولكن إن أرادت المرأة أن تصب الماء على جسدها مرة واحدة دون تفصيل فقد صح لها ذلك لكن اتباعها طريقة الغسل سابقة الذكر هي الأولى والأفضل، كما يُستحب عليها وضع بعض السدر على الماء المُراد استخدامه للاغتسال، (أنَّ أسْمَاءَ سَأَلَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن غُسْلِ المَحِيضِ؟ فَقالَ: تَأْخُذُ إحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وسِدْرَتَهَا، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا المَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بهَا فَقالَتْ أسْمَاءُ: وكيفَ تَطَهَّرُ بهَا؟ فَقالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِينَ بهَا فَقالَتْ عَائِشَةُ: كَأنَّهَا تُخْفِي ذلكَ تَتَبَّعِينَ أثَرَ الدَّمِ، وسَأَلَتْهُ عن غُسْلِ الجَنَابَةِ؟ فَقالَ: تَأْخُذُ مَاءً فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، أوْ تُبْلِغُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا المَاءَ فَقالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الحَيَاءُ أنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ. وفي رواية: نَحْوَهُ، وقالَ: قالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِي بهَا واسْتَتَرَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٤][٥].
الفرق بين الحيض والاستحاضة
يُقصد بالمرأة المُستحاضة: هي التي استمر نزول الدم منها، إذ يزيد على دم الحيض وهو ليس دم حيض ولا نفاس بل دم عادي سببه انفصال العروق في أسفل الرحم، أي دم علَّة أو مرض ما، يسيل من (العاذل) وهو عرق أدنى الرَّحم، ويمكن تفريقه عن دم الحيض بعدة أمور:
- اللون: إذ يكون لون دم الاستحاضة أحمرًا بينما دم الحيض لونه أسودًا.
- الرائحة: إذ يكون دم الاستحاضة غير منتن ليست له رائحة كريهة أو مُنفرة عكس دم الحيض الذي يكون مُنتنًا ذا رائحة كريهة.
- التجمد: إذ إن دم الاستحاضة يتجمد إذا ظهر،عكس دم الحيض الذي لا يمكن أن يتجمد عند ظهوره.
- القوام: إذ يكون دم الاستحاضة رقيقًا أما دم الحيض ثخينًا وغليظًا، أما عن الحكم الشرعي فإن كنتِ مستحاضة فحكمكِ حكم المرأة الطاهرة توجب عليكِ الصّوم والصّلاة وجاز لزوجكِ جماعك، بخلاف إذا كنتِ حائضة إذ يحرم عليكِ الصوم والصلاة ويُحرم على زوجكِ جماعك كما وضحنا سابقًا[٦].
وقد ذكرنا لكِ في ما تقدم الطريقة الصحيحة لغسل الحائض والآن سنعرفكِ بالطريقة الصحيحة لغسل المُستحاضة وهي:
- عليكِ غسل فرجك بالماء حتى تتخلصين من الدم.
- تعصبين فرجكِ بخِرقة.
- تتوضئين لكل صلاة، ويُستحب لكِ الغسل لكل صلاة، أو الاغتسال لصلاة الفجر، والجمع بين صلاة الظهر والعصر والاغتسال لهما، وكذلك الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء والاغتسال لهما، وهذا الغسل ليس واجبًا عليكِ بل مُستحب كما ذكرنا.
المراجع
- ↑ رامي حنفي محمود (28_9_2013)، "ملخص أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
- ↑ "أحكام الحيض "، islamqa، 30_9_2006، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
- ↑ "اشتبه عليها الطهر من الحيض ... فماذا يلزمها فعله ؟"، islamqa، 18_5_2013، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
- ↑ "كيفية الغسل من الحيض والجنابة "، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
- ↑ أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة (5_1_2014)، "الغسل من المحيض"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
- ↑ الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح (30_7_2015)، "الاستحاضة (الفرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة)"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.