محتويات
حكم سجود الشكر للحائض
يُعدّ سجود الشكر وسيلةً صادقةً نابعةً من الأعماق لشكر الخالق سبحانه وتعالى، والأصل في سجود الشكر أنه لا يشترط فيه الطهارة، كما أنَّ فترة الحيض التي تمُرين بها شهريًا لا تقطع التواصل بينكِ وبين خالقكِ ومن ذلك سجود الشكر، وبذلك استُنبط حُكم الإباحة للمرأة الحائض بسجود الشكر، إذ لا تُشترط فيه الطهارة لعدم ورود نصِّ صريح في ذلك، ولكنَّها تُحبَّذ، كما أنَّ سجود الشكر من أنواع الذِّكر ولا يُعدّ صلاةً، وهنا ننبِّه بأنّ الطهارة مشروطة لصحة الصلاة، ويكون سجود الشكر بأن تسجدي وتسبِّحي الله 3 مرات بقول: (سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، ثمّ اذكري ما تشائين من الأدعية، وبمجرد رفع رأسكِ من السجود فقد أديتيه[١].
حكم سجود التلاوة للحائض
حكم سجود التلاوة للحائض يتشابه مع حكم الشكر في هذه الحالة أيضًا، ففي حال تلاوتكِ للقرآن الكريم على غيرِ طهارة؛ فإنّ الشرع يبيح لكِ السجود عند المرور بموضعِ سجود تلاوة في الآيات الكريمة، ويشترط عليها أن تكون التلاوة من غير المصحف حتمًا؛ وفي هذا السياق فإنّ المسلمة المسبِّحة والذاكرة للخالق عز وجل يجوز لها سجود التلاوة دون طهارة مُلزِمة، وهذا رأي كثير من العلماء باعتبار أنَّ السجود سواءً كان للتلاوة أو الشكر فله حكم ذِكر الله تعالى والتهليل والتسبيح له، وهو من جنس الذلِّ والخضوع لله تعالى.
حكم سجود الحائض للدعاء
إنَّ السجود في غير صلاةٍ لمجرد الدعاء لا يشرع للحائض ولا لغيرها؛ ذلك أنّه لم يرد دليل من الكتاب والسنة على مشروعيّته سوى ما ورد في سجود التلاوة وسجود الشكر فقط، لذا فالسجود بقصد الدعاء محرَّم على غير الحائض ما يجعله محرَّمًا على الحائض من بابٍ أولى، ولعدم ثبوته عن النبي أو أحد من صحابته فقد حكم العلماء ببدعيّته[٢][٣].
أدلة عدم وجوب الطهارة في سجود الشكر
تأكيدًا لما ذُكِر مُسبقًا بأنَّ الطهارة في سجود الشكر ليست إلزاميةً، نُقدّم الأدلة التالية[٤]:
- غياب الدليل الشرعي الذي ينُصُّ على اشتراط الطهارة لأداء سجود الشكر من كتاب الله عز وجل وكتب السُنة النبوية، كما لم يوجد أي إجماع أو قياس صحيح لصحة ذلك.
- عدم بيان الرسول -صلّى الله عليه وسلم- لضرورة التطهُّر لسجود الشكر، فلو كان أمرًا مشروطًا لبيّنه للناس، إذ هم بحاجة إلى ذلك.
- سجود الشكر يأتي فجأةً فور ورود الخبر السّار، والتطهُّر قبل ذلك يُؤخر السجود في لحظته، فقد ورد في حديث أبي بكرة -رضيّ الله عنه- واصفًاالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أنَّه كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ) [٥]، وهذا الحديث دليل واضح على أنّ سجود الشكر قام به رسولنا الكريم في اللحظة نفسها فلم يذهب قبل ذلك للتطهر.
- سجود الشكر ليس بصلاة، إذ لم يرد أي ذِكر في الشرع على أنَّ سجود الشكر صلاة، كما إنّه لا يتضمّن التكبير أو السلام أو الاصطفاف والركوع، والتطهّر أمر يخُص الصلاة.
- سجود الشكر كغيره من العبادات مثل قراءة القرآن والتسبيح، والتكبير، إذ إنَّها أمور تُفعل في الصلاة ويشرع حدوثها خارج الصلاة كذلك، لكن لا يُشترط لها التطهُّر خارج الصلاة وإنّما داخلها فقط.
المراجع
- ↑ "من أحكام سجود الشكر"، الإمام ابن باز رحمه الله، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-17. بتصرّف.
- ↑ "حكم الدعاء في السجود خارج الصلاة"، إسلام ويب، 20/8/2002، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-17. بتصرّف.
- ↑ "حكم سجود الحائض للدعاء"، إسلام ويب، 2/10/2013، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2020. بتصرّف.
- ↑ "هل لسجود الشكر شروط ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 13/11/2009، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:2774، خلاصة حكم المحدث صحيح.