ماهو سبب مرارة الفم

ماهو سبب مرارة الفم

الطعم المر في الفم

يُعدّ التذوق إحساسًا معقدًا يتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك صحة الأسنان أو جفاف الفم أو الحمل، ويُعرف طعم الفم المتغير طبيًّا بخلل التذوق، ويوصف بأنّه مذاق مزعج يستمر لفترة طويلة إلى أن يُعالَج السبب الأساسي، ويعاني الأشخاص المصابون بخلل التذوق من طعم دائم يصفونه بالطعم المر، أو المعدني، أو المالح، وقد يكون الطعم متشتتًا، مما يجعل من الصعب الاستمتاع بتذوق الأطعمة والمشروبات، وقد يكون الطعم المر أو السيئ في الفم ناتجًا من تناول الأطعمة اللاذعة أو الحامضة، ولكن حينما يستمر الطعم لفترة طويلة أو عندما يحدث فجأةً يكون الأمر مقلقًا[١].


أسباب الطعم المر في الفم

توجد ثلاثة أسباب أكثر شيوعًا لمرارة الفم، وهي[٢]:

  • مرض الارتجاع المعدي المريئي، يُعدّ أحد الاضطرابات الشائعة، وينتج عن خلل في انقباض العضلة العاصرة المريئية، مما يسمح بتدفق الحمض من المعدة إلى المريء، وعادةً ما يحدث الطعم الحامض المر أو الطعم المر بعد تناول الطعام مباشرةً مع حرقان المعدة، ومن العوامل التي تزيد من الارتجاع المريئي تناول الكحول والتدخين والكافيين والأطعمة الدهنية والحامضية.
  • الأدوية، ففي بحث نُشِر في مجلة Canadian Family Physician وُجد أنّ ما لا يقل عن 250 نوعًا مختلفًا من الأدوية له دور في حدوث خلل التذوق، ويكون ذلك بسبب تأثير الدواء على مستقبِلات التذوق في الدماغ، أو ببساطة لوجود بقايا الدواء في اللعاب، أو قد يكون نتيجة تفاعل جزيء الدواء في الأوعية الدموية الموجودة في اللسان مع مستقبِلات التذوق، ومن الأمثلة على الأدوية التي تؤثر على التذوق: المضادات الحيوية، وأدوية القلب، والعلاج الكيميائي.
  • نقص الزنك، إذ إنّ الزنك يزيد من تركيز البروتين المعروف باسم غوستين، وهو البروتين الذي يستخدمه الجسم لإنتاج براعم التذوق، وقد ينتج نقص الزنك عن سوء امتصاصه في الأمعاء أو نقصه في النظام الغذائي أو الاستهلاك المزمن لبعض أنواع الأدوية، ومن الأمثلة على بعض المواد التي تتسبب في نقص الزنك: الكحول، والعلاج الكيميائي، ومدرات البول الثيازيدية، والبنسيلامين المستخدم لعلاج حصوى الكلى.

بالإضافة إلى الأسباب الرئيسة، قد تغير بعض العوامل من التذوق، وتشمل:

  • التدخين.
  • جفاف الفم، إذ تؤدي قلة اللعاب إلى خلل في التذوق.
  • القلق والتوتر.
  • المرض أو العدوى، إذ إنّ الالتهاب قد يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة الشعور بالطعم المر.
  • داء المبيضات الفموي، وهي عدوى فطرية شائعة تعرف أيضًا باسم القلاع.
  • نظافة الأسنان.
  • الحمل، وخصوصًا خلال أول ثلاثة شهور.
  • انقطاع الطمث، وهو كالحمل يؤثر على الهرمونات ويغير مستوياتها.
  • إصابة الدماغ أو الجراحة، وخصوصًا في الدماغ المتوسط أو المهاد.
  • الاضطرابات العصبية، بما في ذلك الصرع والتصلب المتعدد، وشلل بيل، وأورام الدماغ والخرف.
  • العلاج الإشعاعي للرأس والرقبة، الذي يسبب الضرر بالأنسجة اللعابية.
  • التسمم بالرصاص، والذي يظهر عادةً على شكل خط أزرق على طول اللثة.
  • متلازمة الصنوبر، وتتمثل في شعور الشخص بالطعم المر بعد تناول الصنوبر بيوم إلى ثلاثة أيام.
  • متلازمة حرق الفم، وتتميز بحرقان الفم دون سبب معروف.


علاج الطعم المر في الفم

يمكن تطبيق بعض الإجراءات في المنزل لتخفيف الطعم المر أو التخلص منه نهائيًّا، ومنها[٣]:

  • شرب الكثير من السوائل.
  • الحفاظ على نظافة الأسنان، عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة برفق لمدة دقيقتين مرتين يوميًّا، واستعمال الخيط يوميًّا.
  • الابتعاد عن العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالارتجاع المريئي، من خلال فقدان الوزن وتجنب الأطعمة الدهنية والحارة والامتناع عن تناول الكحول والتبغ.
  • استبدال الأدوية التي تسبب الطعم المر بأخرى غيرها.

أما بالنسبة للعلاج الذي يستلزم زيارة الطبيب، فقد تختلف العلاجات باختلاف السبب الكامن وراء الشعور بالطعم المر، فمثلًا إذا كان السبب الارتجاع المريئي قد ينصح الطبيب باستخدام مضادات الحموضة، وإذا كان مرض السكري من النوع الثاني هو السبب فقد يصف الطبيب الدواء اللازم مثل الميتفورمين الذي يقلل كمية السكر.


براعم التذوق

هي أعضاء حسية توجد على اللسان وتسمح بالإحساس بالطعم المالح والحلو والحامض والمر، وتوجد على اللسان بروزات تسمى الحليمات، وتحتوي معظمها على براعم التذوق المحتوية على شعيرات مجهرية شديدة الحساسية تسمى الزغيبات، وتتمثل وظيفتها في نقل الرسائل إلى الدماغ لمعرفة الأذواق وتمييزها إن كانت مالحةً أو حلوةً أو حامضةً أو مرةً.

يمتلك الشخص الطبيعي 10000 برعم تذوق، وتتجدد كل أسبوعين، لكن مع التقدم في العمر يقل تجدد بعض هذه الخلايا، فقد لا يمتلك كبار السن سوى 5000 برعم تذوق، مما يؤثر على التذوق فيصبح الإحساس بالطعم أقل، بالإضافة إلى بعض العوامل التي تؤثر عليها، بما في ذلك التدخين، فهو يقلل من عدد براعم التذوق.

كما أنّ للأنف دورًا في التذوق، إذ تحتوي المستقبِلات الموجودة في الجزء العلوي من الأنف على خلايا تنقل الرسائل إلى الدماغ، وأثناء مضغ الطعام يُطلِق الطعام مواد كيميائية تنتقل مباشرة إلى الأنف، فتُرسِل المستقبِلات الشمية إلى جانب براعم التذوق رسائل إلى الدماغ تحدد الطعم، لذلك عندما يكون الشخص مصابًا بنزلة برد أو حساسية لا يستطيع الشعور بالطعم والنكهة كالمعتاد[٤].

المراجع

  1. Alana Biggers, MD, MPH (2018-3-11), "Why do I have a bitter taste in my mouth?"، medical news today, Retrieved 2019-3-6. Edited.
  2. Sharon Gillson (2018-11-6), "Causes of a Sour or Bitter Taste in the Mouth"، verywell health, Retrieved 2019-3-6. Edited.
  3. Stacy Sampson, DO (2017-11-2), "What Causes a Bitter Taste in the Mouth?"، health line, Retrieved 2019-3-6. Edited.
  4. "What Are Taste Buds?", kids health, Retrieved 2019-3-6. Edited.

فيديو ذو صلة :