محتويات
مقال قصير عن حب الوطن
الوطن هو ذلك المكان الذي ينتمي إليه جميع أفراد المجتمع، سواء كان أولئك الأفراد ضمن عائلة، أو مؤسسة، أو جماعة ما، فهو المكان الذي يحتضن الجميع، ويأويهم ويحميهم من أيَّة أخطار خارجيَّة من الممكن أن تطال بهم، ونظرًا لما يقدّمه الوطن للأفراد من خدمات وحماية وغيرها يُشعر المواطنين بالولاء والانتماء له؛ أي إنَّهم يشعرون بارتباطهم ببلدهم وموطنهم الأصلي، فينعكس الأمر على سلوكيَّاتهم اتجاهه، واحترامهم له بجدِّهم، وإخلاصهم نحو وطنهم كجزء لا يتجزَّأ من نمو وتطور الأمة.
يتجسّّد حب الوطن في تضحية أفراده في سبيل الدفاع عنه وصون كرامته، فالولاء والانتماء يكمُن في استيعاب المبادئ التي يقوم عليها الوطن والأمَّة، وهنا من الجدير بالذِّكر أنَّ الولاء والانتماء للوطن لا يعني بالضرورة الانقياد وراء حزب سياسي أو قائد ما، بل يعني احترام والالتزام بقوانين النظام الحكومي المُسَن من قبل واضعي الدستور في الدولة، فضلًا عن الشعور بالفخر وحسِّ المسؤوليَّة اتجاه الوطن[١].
وهكذا يترتب على حب الوطن العديد من الآثار الإيجابيَّة البنّاءة، فالمواطن المحب لوطنه يدافع عنه ويحميه، يعمل بجد وإخلاص لتطويره وتنمية أُسسه وبنيانه، ويشعر بالمسؤوليَّة اتجاه مؤسساته وجمعيَّاته الحكوميَّة منها والعامة، وبذلك ينمو الوطن ويتقدم بخطىً ثابتة نحو المستقبل.
مقال قصير عن كيف يكون حب الوطن
أشكال التعبير عن حب الوطن عديدة؛، فالعمل بجد ونشاط في مؤسسات المجتمع تنعكس على نموه وتطوره، وهي إحدى أشكال التعبير عن حب الوطن والإخلاص له، فضلًا عن تكرِّيس المال والنَّفس في الدفاع عن الوطن وأبنائه في وقت الشدائد أو الحروب، وعلى هذا يوجد أمثلة عديدة جدًا على الأفراد الذين باسلوا في الدفاع عن الوطن وقاتلوا حتى الموت في سبيل حماية ممتلكاته وأبنائه.
كذلك حب الوطن يكون بالمشاركة الفاعلة في اختيار أصحاب المناصب والسُّلطة، الأمر الذي يتم عن طريق التصويت والانتخاب، فالمشاركة الفاعلة في هذه العملية تضمن اختيار القادة الناجحون القادرون على دعم نمو المجتمع، ومن الممكن أيضًا أن يدعم المواطن عمليَّة الانتخاب من خلال التطوع للعمل خلال فترتها، الأمر الذي يجعله على اطّلاع مباشر مع نظام الحكومة وإجرائها المتّبعة حيال هذا الأمر.
ومن طرق التعبير عن حب الوطن أيضًا تقديم الدعم والشكر للجنود والمحاربين القدامى، فإذا كان الشخص على مقربة أو معرفة من جندي سابق في الجيش، يمكنه منح ذلك الجندي بعضًا من الوقت ليشكره على خدماته السابقة، ومن الممكن أن يعرض عليه المساعدة في بعض الأمور كقضاء الحاجات أو معاونته في السير، أو محادثته لبضعة دقائق فقط وإشعاره بالإنجاز الرائع الذي قدمه للوطن فيما سبق[٢].
مقال قصير عن منهج الإسلام في حب الوطن
عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ ! وأَحَبَّكِ إليَّ ! ولولا أن قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ)[٣].
وهذه من أعظم الكلمات التي قالها الرسول الكريم في وداعه لوطنه الحبيب، فما هي إلا كلمات تدل على حبٍّ عظيم في قلبه اتّجاه وطنه مكة المكرمة، فقد كان عليه السلام متعلق بها جدًا بحرمها وجبالها ومائها وهوائها، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يقول في الرقية: (باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا)[٤].
وفي سياق الحديث عن منهج الإسلام والمسلمين في حب الوطن قال الجاحظ: "كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه"، فهي الأرض التي وُلد فيها الفرد وكبُر وترعرع فيها، ويملك فيها الذكريات وصورة الأحباب وذكرى الأجداد والآباء، فكيف لا يصدقون الانتماء لها؟
أمَّا الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين-؛ فقد أحبّوا ديارهم، إلا إنَّهم آثروا دين الله على ذلك الحب، فأُخرجوا من وطنهم مهاجرين إلى الحبشة ومنها إلى المدينة رغبةً في حماية دينهم ونشره امتثالًا لأوامر الله عز وجل وسنّة نبيهم الكريم، ونظرًا لقسوة ذلك الخروج عليهم، وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قائلًا: { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}[٥].
ولمَّا كان الخروج من الديار والأوطان يُسبب الكثير من الألم والحزن في النَّفس، فقد قرن الله تعالى حب الأرض بحي النفس في القرآن الكريم، فقال عز وجل: { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}[٦][٧].
مقال ثقافي قصير عن الوطن
عند تعريف الوطن كمصطلح شائع يجب الإشارة إلى أحد العناصر المهمة، وهي ارتباط المجموعات العِرقيَّة بأرضهم ووطنهم، إذ يختلف ذلك الارتباط في درجة شدّته ومتانته، إذ يمكن أن يكون قويًا للغاية بالنسبة إلى بعض القبائل أو الثقافات غير الحضريَّة (البدائيَّة) التي ما زالت تعتمد على أنظمة المعتقدات الروحانيَّة؛ وتتضمَّن هذه الأنظمة إيمان بالأرواح التي تسكن الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى إنشاء هيكل وأساس ثقافي خاص برابطة عاطفيَّة ونفسيَّة تربط بين الجماعات العرقيَّة، بالتحديد القبائل، والحدود المجتمعيَّة الخاصَّة بهم، على سبيل المثال؛ مناطق التفرّد، او حدود الزعامة.
وخلال مراحل التطور الأوروبي لتلك المعتقدات الروحانيَّة، ظهرت بعض الحركات كالوطنيَّة أو القوميَّة كنوع من أنواع التعبير الثقافي عن الرابطة بالأوطان، ومن الجدير بالذكر هنا أنَ عملية تنمية وتطوير الأساطير الخرافيَّة بين المجموعات العرقيَّة، غالبًا ما تركّز على بعض الأجزاء من أراضي الوطن المفترض، الأمر الذي يؤدي إلى تطوير ذلك الوطن أو الأراضي المفترضة؛ كحجم أو مساحة الأراضي أو البنية الداخليَّة للوطن، على سبيل المثال؛ درجة التجزئة، فهي من القضايا التي تحتل قطاع الثقافة الجغرافيَّة بشكلٍ بارز[٨].
- ↑ Prasanna (1/6/2020), "Importance of Patriotism Essay for Students and Children in English", aplustopper, Retrieved 16/4/2021. Edited.
- ↑ "5 Ways to Show Your Patriotism", arborsassistedliving, Retrieved 17/4/2021. Edited.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2656، إسناده صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5746، صحيح.
- ↑ سورة الحشر، آية:8
- ↑ سورة النساء، آية:66
- ↑ محمود سفور (15/3/2009)، "حب الوطن: معنى ومبنى"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2021. بتصرّف.
- ↑ Michael O. Roark (28/7/2009), "Homelands: A Conceptual Essay", tandfonline, Retrieved 17/4/2021. Edited.