آثار الحمل الأولى

آثار الحمل الأولى

الحمل

يُعد الحمل مرحلةً انتقاليةً في حياة المرأة، ويحدث الحمل عند حدوث تخصيب بين الحيوان المنوي من الذكر والبويضة الناتجة من الأنثى خلال عملية تُعرف بالإباضة، وينتج عن ذلك ما يعرف بالبويضة المخصبة، بعدها تنتقل تلك البويضة المخصبة الى رحم المرأة لتنغرس فيه من أجل النمو والتمايز إلى حين تشكل الجنين[١]، ومن المعروف أن الفترة الطبيعية للحمل هي 9 أشهر، أي ما يقارب 40 أسبوعًا، ويُعد اليوم الأول من الحمل هو اليوم الأول من آخر دورة للحامل، ويقسم الحمل لثلاث مراحل؛ الثلث الأول والثلت الثاني والثلث الثالث، ولكل ثلث منهم ينمو الجنين فيها مرحلةً بمرحلة، لحين تطوره كاملًا في آخر الحمل لهيئة طفل جاهز للولادة، وبدء الحياة، وفي كل فترة من الحمل تحدث تغيرات للحامل، كتغيرات الثدي والتقلبات المزاجية وغيرها، كما تحدث تغيرات بعد الحمل، كارتخاء الجلد وغيره[٢].


آثار الحمل الأولى

في فترة الحمل تختلف كل امرأة عن الأخرى، إذ إن كل امرأة تشعر بأعراض تختلف من امرأة لأخرى، كما أنها تختلف من حمل إلى آخر، وعلى الرغم من أن اختبار الحمل والكشف باستخدام الموجات الصوتية هي الطرق الفعالة للكشف عن وجود الحمل، إلا أنه توجد بعض الأعراض والعلامات الأولية التي تدل على وجود حمل، وفيما يلي بيان لكل منها[٣][٤]:

  • نزيف الزرع: كما ذكرنا سابقًا أنه بعد تخصيب البيوضة تزرع في بطانة الرحم، مما يؤدي إلى نزول بعض قطرات الدم في بعض الأحيان، ويمكن أن يرافق هذه القطرات بعض التشنجات في منطقة الرحم تشبه لحد كبير التشنجات المرافقة للدورة الشهرية، ومن الجدير بالذكر أن نزيف الغرس يمكن أن يحدث في أي وقت خلال 6-12 يومًا بعد اخصاب البويضة، ووفقًا للدراسات فإن 28% من النساء لاحظن نزيف الزرع خلال الشهر الأول من الحمل.
  • تغيرات في الثدي: تعتبر التغيرات في الثدي إحدى العلامات الأولية للحمل، إذ يمكن أن تظهر في الفترة بين الأسبوعين الرابع والسادس نتيجة لتغير الهرمونات في هذه الفترة، ومن المحتمل أن تزول بعد بضعة أسابيع عندما يعتاد الجسم على الهرمونات، ومن التغيرات التي تلاحظها بعض النساء تورم في الثدي، أو وجود بعض التقرحات، أو الشعور بوخز خفيف.
  • غياب الدورة الشهرية: عند حدوث عملية زرع البويضة المخصبة يبدأ الجسم بإفراز هرمون الحمل، الذي يساعد في الحفاظ على الحمل، كما تؤدي زيادة نسبة هرمون الحمل إلى إرسال إشارة إلى المبيضين للتوقف عن إطلاق البويضات الناضجة شهريًا، مما يؤدي ذلك إلى غياب الدورة الشهرية طوال فترة الحمل.
  • غثيان الصباح: رغم أن غثيان الصباح أحد أشهر أعراض الحمل، إلا أنه لا تشعر به كل النساء، ويبدأ غثيان الصباح في العادة ما بين الأسبوع الرابع والأسبوع السادس ويمكن أن يستمر طوال فترة الحمل ، ولكن في أغلب الأوقات يقل الغثيان عند الانتهاء من الشهر الثالث، وعلى الرغم من أنه يسمى غثيان الصباح ، إلا أنه قد يحدث في أي وقت خلال اليوم، وتجدر بنا الإشارة إلى أن السبب الرئيسي لغثيان الحمل غير معروف إلى الآن لكن يُعتقد أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتغير الهرمونات في جسم المرأة خلال فترة الحمل.
  • حساسية الرائحة: تشير الدراسات إلى أن النساء الحوامل يميلون إلى تقييم الروائح أكثر من غيرهم خلال الأشهر الثلاث الاولى من الحمل، ومن الجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان قد يسبب ذلك الشعور بالغثيان أو القيء.
  • الإمساك: يمكن أن تشعر المرأة الحامل بالإمساك في الفترة الأولى من الحمل نتيجة ارتفاع مستويات هرمون البروجيسترون في الدم ، إذ يعمل البروجيسترون على جعل حركة الامعاء أبطأ من العادة وبالتالي تقل حركة الطعام داخل الأمعاء مما يتسبب في حدوث إمساك.
  • تقلب في المزاج: ينتج عن تغيرات الهرمونات مثل الأستروجين والبروجيسترون في الأشهر الثلاث الاولى من الحمل بعض التغيرات في المزاج، فتصبح المراة أكثر عاطفيةً من المعتاد، وفي بعض الأحيان قد يسبب ذلك بعض الاكتئاب والقلق للكثير من السيدات.
  • زيادة التبول: تزداد كمية الدم في جسم المرأة الحامل؛ مما يؤدي إلى مرور وفلترة كمية إضافية من السوائل خلال الكليتين، وبالتالي يؤدي إلى زيادة عدد مرات التبول[٥].
  • التعب العام والإرهاق: في فترة الحمل الأولية ترتفع مستويات هرمون البروجيسترون في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالنعاس المستمر أو التعب الشديد، ويمكن أيضًا أن يسبب انخفاض مستويات السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم في الفترة الأولى من الحمل إلى الشعور بالتعب والإرهاق المستمرين[٥][٣].
  • حرقة المعدة تؤدي زيادة مستوى هرمون البروجيسترون في الدم إلى حدوث ارتخاء في العضلات الملساء بما في ذلك عضلات المريء السفلي ، مما يؤدي إلى ارتداد بعض الحموض من المعدة، مما يسبب الشعور بحرقة المعدة[٦].


نصائح للتقليل من آثار الحمل الأولى

توجد بعض الخطوات والنصائح التي يمكن للمراة الحامل أن تقوم بها للتخفيف من حدة أعراض الحمل خصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل، وفي ما يلي ذكر لبعض منها:[٤]

  • يمكن التخفيف من الإرهاق والتعب عن طريق أخذ قسط كافي من النوم يوميًا، بالإضافة إلى محاولة النوم في مكان أبرد من المعتاد.
  • يمكن الحد من زيادة عدد مرات التبول عن طريق شرب كميات إضافية من الماء لتجنب الجفاف، كما يفضل تنظيم موعد التبول لتجنب السلس البولي.
  • يمكن التخفيف من غثيان الصباح عن طريق شرب الكثير من المياه، وتناول بعض المكسرات المالحة في فترة الصباح.
  • يمكن التخفيف من حرقة المعدة عن طريق تناول وجبات صغيرة متكررة بدلًا من الوجبات الكبيرة، فضلًا عن محاولة البقاء مستقيمة لمدة ساعة على الأقل لتسهيل عملية الهضم، كما يمكن استخدام بعض مضادات الحموضة بعد استشارة الطبيب.


آثار الحمل المتأخرة

توجد بعض آثار حمل أولية من الممكن أن تستمر خلال الأشهر المتأخرة من الحمل، كالتعب العام وتقلب المزاج بالإضافة إلى زيادة عدد مرات التبول، بالإضافة إلى وجود بعض الأعراض المتأخرة التي تحدث نتيجة تزايد حجم الرحم المستمر، مثل زيادة وزن الجسم نتيجة لنمو الجنين المستمر وتضخم الثدي وزيادة حجم الدم وسوائل الجسم، كما أن المرأة الحامل في الأشهر الأخيرة قد تشعر بضيق الصدر بسبب زيادة حجم الرحم مما يؤدي إلى دفع الحجاب الحاجز إلى أعلى باتجاه الصدر، وفي بعض الأحيان تعاني بعض النساء من تورم القدمين والكاحلين نتيجة إبطاء تدفق الدورة الدموية في الجزء السفلي من الجسم، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم[٧].


الوقاية من آثار الحمل

حتى لو لم تكن لدى الحامل أي مشاكل صحية، فقد يوصي العديد من الأطباء بتحديد موعد ما قبل الحمل مع الطبيب للتأكد من صحة المرأة قدر الإمكان قبل الحمل، ففي هذا الموعد، قد يوصي الطبيب ببعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل مخاطر حدوث بعض مضاعفات الحمل، ومن هذه النصائح[٨]:

  • تناول ما لا يقلّ عن 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا تبدأ قبل الحمل ويوصى بالاستمرار به خلال فترة الحمل.
  • اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على الوزن المناسب.
  • الحفاظ على نشاط بدني منتظم، ما لم ينصح الطبيب بخلاف ذلك.
  • تجنّب التدخين والكحول والمخدرات، باستثناء الأدوية المعتمدة من قبل الطبيب.
  • مراجعة الطبيب دوريًا.


أمراض تحدث خلال فترة الحمل

من أهم الأمراض المزمنة التي قد تُصيب الحامل خلال فترة الحمل:

  • سكري الحمل: أي حامل تُعد معرضةً للإصابة بارتفاع سكر الحمل، فخلال فترة الحمل يتراكم الجلوكوز في الدم نتيجة هرمونات تفرزها المشيمة، والإنسولين الذي يُفرز من البنكرياس يكون مسؤولًا عن تنظيم ذلك السكر في الدم، لكن في حالة عدم تمكن البنكرياس من تنظيم ذلك يرتفع مستوى السكر وتُشخَّص الحامل بسكري الحمل، وإذا تم تنظيم ذلك السكر في الدم لا يتأثر حمل المرأة ولا تحدث أي مشاكل للجنين، ومن الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع سكري الحمل أن تكون الحامل مصابةً بارتفاع ضغط الدم، أو الحمل في سن متأخر، أو زيادة الوزن قبل الحمل، وبعد الولادة قد يختفي هذا المرض، أو قد يبقى موجودًا، وتُشخَّص الحامل بالنوع الثاني من السكري المزمن حينها[٩].
  • ارتفاع الضغط خلال الحمل: يُشخص ارتفاع ضغط الحمل، إذا كانت قراءة الضغط مرتفعةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل عادةً، وإذا تم تنظيم الضغط بشكل جيد خلال فترة التعرض له، لن يكون هناك خطورة على حياة الجنين كما ويختفي الضغط بعد الولادة، لكنه يزيد من احتمالية إصابتها بالضغط عندما تكبر، وقد تُصاب الحامل بما يُعرف بمرحلة ما قبل تسمم الحمل وهو ارتفاع في ضغط الدم بعد منتصف الحمل مصحوب بالتورّم الزائد أو بارتفاع البروتين في البول وهذا الأمر يتطلب مراجعة الطبيب[١٠].


من حياتكِ لكِ

يُمكن أن تحدث بعض التغيرات والمشاكل الجلدية لك خلال فترة الحمل، ومنها[١١]:

  • تصبغات في الجلد: فتحدث تلك التصبغات تحديدًا عند المناطق التناسلية، والجزء الداخلي من الأرداف، والرقبة وحول الحلمة نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث لك، وتوجد العديد من الطرق لتجنبها، مثل تقليل التعرض للشمس، كما يمكن أن تختفي تصبغات الجلد من تلقاء نفسها بعد الولادة بعدة أشهر.
  • ظهور حب الشباب: يُمكنك استخدام غسولات مناسبة للبشرة من أجل التخلص من حب الشباب الحاصل خلال الحمل.
  • توسع الأوردة: أو ما يُسمى بالدوالي، فنتيجة زيادة ضغط الرحم على الأوردة الدمويه في القدمين، تتوسع تلك الأوردة، كما تلعب التغيرات الهرمونية دورًا في ذلك، وقد تذهب تلك التوسعات بعد 3 إلى 12 شهرًا من الولادة من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج.
  • علامات تمدد وتشقق الجلد: تحديدًا تظهر تلك التشققات عند البطن والأرداف والأفخاذ، كما أن تلك التشققات تزيد في الثلث الثاني والثالث من الحمل، وقد تذهب من تلقاء نفسها بعد الولادة، ويُمكنك استخدام كريمات أو مراهم تساعد في التخفيف من ظهورها.


المراجع

  1. "What Do You Want to Know About Pregnancy?", healthline,24-3-2016، Retrieved 30-10-2019. Edited.
  2. "Pregnancy trimesters: A guide", medicalnewstoday,17-12-2017، Retrieved 30-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Early Pregnancy Symptoms", webmd, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Early Pregnancy Symptoms", healthline, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Symptoms of pregnancy: What happens first", mayoclinic, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  6. "What does heartburn during your first trimester of pregnancy mean?", webmd, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  7. "Early Pregnancy Signs and Symptoms", medicinenet, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  8. "How can you prevent pregnancy complications?", webmd, Retrieved 02-05-2019. Edited.
  9. "Gestational Diabetes", webmd,12-7-2019، Retrieved 30-10-2019. Edited.
  10. "Hypertension in Pregnancy", webmd,15-1-2019، Retrieved 30-10-2019. Edited.
  11. "Pregnancy week by week", mayoclinic,11-5-2018، Retrieved 30-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

514 مشاهدة