محتويات
ضيق التنفس
ضيق التنفس هو حالة لا يستطيع فيها الشخص التقاط أنفاسه أو ملأ الرئتين بكمية كافية من الهواء، ويتنفس الشخص الطبيعي والسليم 20 مرةً في كل دقيقة؛ أي حوالي 30000 مرة في اليوم الواحد، وعادةً ما تؤثر نزلات البرد والتمارين القاسية على نمط التنفس، إلا أنها لا تسبب الشعور بضيق في الصدر. ويمكن أن يحدث ضيق التنفس كعلامة على إحدى المشكلات الصحية التي تحتاج إلى علاج فوري، مثل: تجمّع السوائل حول الرئتين، والأزمة القلبية، وأمراض القلب، كما يمكن أن يحدث بسبب الحمل، وتتضمن أعراضه اللهث، والشعور بضيق في الصدر، وعدم القدرة على التنفس بعمق، والاختناق[١].
ضيق التنفس من علامات الحمل
لا يمكن أن يكون ضيق التنفس وحده علامةً أكيدة على الحمل، ويفضل أولًا الخضوع لفحص الحمل للتأكد من ذلك، إذ يرتبط ضيق التنفس بالتغييرات الهرمونية التي تحدث في فترة الإباضة والطور الأصفر من كل دورة شهرية، ويرتفع معدل هرمون البروجسترون خلالها لمساعدة الرحم على تكوين بطانة سليمة، وهو أمر مهم لحدوث حمل صحي، ويحدث في كل دورة شهرية بغض النظر عن حدوث حمل أم لا، وفي حال عدم حدوثه يتخلص الرحم من البطانة، بالتالي يحدث الحيض[٢].
كما يمكن أن يدل ضيق التنفس على الحمل في حال ترافقه مع أعراض الحمل المبكرة الأخرى مثل[٢]:
- التعب والإرهاق، والدوار.
- تورم الثديين وترققهما.
- التشنجات في البطن.
- نزيف خفيف يسبق الدورة الشهرية.
- الانتفاخ.
- النفور من بعض أنواع الأطعمة، أو زيادة الرغبة تجاهها.
- الإمساك.
- زيادة قوة حاسة الشم.
- تقلب المزاج
- الغثيان.
- كثرة التبول.
تتشابه أعراض الحمل المبكرة مع الأعراض التي تسبق الدورة الشهرية والمرض، لذا يفضل استخدام اختبارات الحمل للتأكد من حدوثه.
سبب ضيق التنفس خلال الحمل
يعد ضيق التنفس شائع الحدوث خلال الحمل، ويصيب ما بين 60-70% من النساء الحوامل اللواتي لم يشعرن به قبل الحمل، ويبدأ بالحدوث في الثلث الأول أو الثلث الثاني من الحمل، لا سيما في حال الحمل بتوأم أو أكثر، أو اكتساب وزن كبير خلال الحمل، أو في حال تدني مستويات اللياقة البدنية، كما يحدث ضيق التنفس لدى النساء الحوامل اللواتي لديهن مستويات صحية جيدة قبل الحمل، ويمكن أن يبقى غير ملحوظ في بداية الحمل، ولا يسبب حدوثه أي ضرر للأم أو الجنين، ويطلق الأطباء على هذا النوع من ضيق التنفس اسم الجوع الجوي؛ أي أن الجسم يحتاج إلى الهواء، وقد يسبب الشعور بعدم الراحة في بعض الحالات[٣].
يشهد الجسم عددًا من التغيرات التي تساعده في التأقلم مع وجود الجنين والحمل، وتحفّز هرمونات الحمل الجسم لحبس السوائل، بالتالي زيادة حجم الدم في الجسم، فيحتاج إلى التنفس بقوة أكبر من أجل مساعدة القلب على ضخ كميات الدم الزائدة، ومساعدة الجسم على أداء وظائفه النامية، وتتنفس الحامل بنفس المعدل، إلا أنها تحتاج إلى التنفس بقوة أكبر من أجل إدخال الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون بطريقة أفضل، مما يسبب الشعور بضيق التنفس قبل ازدياد حجم البطن، وتشعر بعض الأمهات به أكثر من غيرهن[٣].
يسبب تغيير شكل الجسم ضيق التنفس أيضًا، فخلال الأشهر الأولى من الحمل يصبح الصدر أوسع بسبب تحرك القفص الصدري نحو الأعلى والخارج، ويساعد توسعه في افساح المجال للرئة للتوسع أكثر، فتبذل الحامل جهدًا أكبر لملء الرئتين بالهواء، ويسبب حجم الجنين الكبير خلال الفترة الأخيرة من الثلث الثالث من الحمل صعوبة التنفس، ويحدث ذلك بسبب ضغط الرحم على الحجاب الحاجز، وهو العضلات الموجودة أسفل القفص الصدري، الذي بدوره يضغط على الرئتين، وعادةً ما تشعر الحامل بضيق التنفس خلال هذه الفترة، حتى وإن لم يكن قد حدث في مراحل الحمل السابقة، خاصةً إذا كان الجنين يتّجه نحو الأعلى[٣].
علاج ضيق التنفس للحامل
يوجد العديد من الإجراءات التي يمكن للحامل اتباعها من أجل التنفس براحة أكبر، منها ما يأتي[٤]:
- اتخاذ وضعية جيدة للجسم من أجل ترك مساحة كافية ما بين الحجاب الحاجز والرحم، واستخدام الأحزمة الداعمة للحمل يسهل البقاء بوضعية جيدة، ويمكن شراؤها من الأماكن المخصصة أو المتاجر الإلكترونية.
- النوم مع الوسائد التي توفر الدعم للمنطقة العلوية من الظهر، مما يقلل من الضغط على الرئتين ويوفر لهما مساحةً أكبر للتمدد، ويساعد انحناء الجسم نحو اليسار على إبعاد الرحم عن الشريان الأورطي، وهو الشريان المسؤول عن توزيع الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم.
- ممارسة تمارين التنفس التي تستخدم خلال الولادة، وتساعد ممارسة المرأة لها أثناء الحمل في ممارستها بطريقة أفضل أثناء الولادة.
- الانتباه إلى العلامات التي يُظرها الجسم، ومحاولة أداء المهام المختلفة ببطء عند حدوث ذلك، والحصول على قدر كافٍ من الراحة عند مواجهة صعوبة كبيرة في التنفس، وعادةً ما تعجز الحامل عن ممارسة أنشطتها اليومية المعتادة بنفس النشاط من قبل، كما يجب اتباع إرشادات الطبيب الخاصة بعلاج أي من الحالات الطبية الأساسية المسببة لضيق التنفس في حال وجود أي منها.
حالات طارئة من ضيق التنفس للحامل
رغم أن ضيق التنفس أمر شائع خلال الحمل، إلا أن بعض حالاته تحتاج إلى تلقي العلاج المناسب، لا سيما إذا ما رافقتها بعض الأعراض، مثل[٤]:
- تحوّل لون الشفاه أو أصابع اليدين أو أصابع القدمين إلى اللون الأزرق.
- خفقان القلب، والارتفاع الشديد في معدل ضربات القلب.
- الشعور بالألم عند التنفس.
- التنفس بصعوبة جدًا مع ملاحظة الزيادة في حدته.
- الصفير.
يجب على الحامل زيارة الطبيب في حال الشعور بالانزعاج من ضيق التنفس، أو في حال حدوثه للمرة الأولى، فتخضع الحامل لعدد من الفحوصات، مثل فحص الموجات فوق الصوتية للساقين للكشف عن وجود تجلط للدم من عدمه؛ كونه من الأسباب المحتملة لضيق التنفس.
من حياتكِ لكِ
قد يسبب لكِ ضيق التنفس الشعور بعدم الراحة، كما أنه قد يعيق نشاطكِ البدني، لكن توجد مجموعة من النصائح التي يمكنكِ اتباعها للتأقلم مع ضيق التنفس، بما في ذلك[٥]:
- نامي على الوسائد التي تدعم الجزء العلوي من الظهر؛ وذلك للسماح للجاذبية الأرضية بسحب الرحم وبالتالي إعطاء الرئتين مساحة أكبر، كما ننصحكِ بالميل قليلًا إلى جهة اليسار؛ لإبقاء الرحم بعيدًا عن الشريان الأورطي، وهو الشريان الرئيس الذي ينقل الدم المحمّل بالأكسجين عبر الجسم.
- مارسي تقنيات التنفس المستخدمة عادةً في المخاض، إذ إن ممارسة هذه التقنيات أثناء الحمل يسهل على المرأة استخدامها عند الولادة أيضًا.
- احرصي على أخذ قسط من الراحة عند الحاجة لذلك في حال أصبح التنفس صعبًا جدًّا، وفي المراحل اللاحقة من الحمل قد تتراجع قدرة المرأة على القيام بالنشاط البدني أكثر مما مضى.
المراجع
- ↑ "Dyspnea (Shortness of Breath)", webmd, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Why Does Breathlessness Occur in Early Pregnancy?", healthline, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Breathlessness in pregnancy", babycentre, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Causes of shortness of breath during pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑ Rachel Nall, "Causes of shortness of breath during pregnancy"، medicalnewstoday, Retrieved 6-5-2019. Edited.