محتويات
الإجهاض المبكر
يُعرّف الإجهاض المبكر بأنّه نزول الجنين وفقدان الحمل خلال الجزء الأول من الحمل أي خلال أول ثلاثة عشر أسبوعًا من الحمل، ويُعرف طبيًّا بالإجهاض العفوي، وهو أمر شائع جدًّا إذ إنّ 10% من حالات الحمل التي شُخصّت ينتهي بها المطاف إلى الإجهاض المبكر، ومن أهم علامات الإجهاض: الشعور بآلام في البطن وظهور النزيف المهبلي، لكنّ هذه الأعراض غير مقتصرة فقط على الإجهاض المبكر، فقد تكون أعراضًا لحالات أخرى منها الحمل خارج الرحم، لذلك من المهم استشارة الطبيب عند حدوث مثل هذه الأعراض للمرأة، وقد يكون الإجهاض المبكر في الشهر الأول من الحمل نتيجةً لعدة أسباب سنتطرق لذكر أهمها في مقالنا هذا[١].
أسباب الإجهاض المبكر في الحمل
تشعر المرأة الحامل بالقلق من مخاطر الإجهاض، إذ تحدث معظم حالات الإجهاض لأسباب لا يُمكن السيطرة عليها، وغالبًا ما يصعب تحديد السبب الذي أدّى إلى ذلك، لكن توجد بعض الأسباب والعوامل؛ كالعدوى والأمراض التي يجب أن تكون المرأة الحامل على علم بها، إذ تُساعدها على تقليل فرصة الإجهاض، وزياد فرصة الحمل الصحّي لفترة كاملة، ومن تلك الأسباب، نذكر ما يأتي:[٢][٣]
- مشكلات في الكروموسومات: ترتبط حالات الإجهاض التي تحدث خلال الأشهر الأولى من الحمل عادةً بالاضطرابات الصبغيّة لدى الجنين، إذ يُمكن أن يتلقّى الجنين عددًا غير صحيح من الكروموسومات في بعض الأحيان، مما يتسبّب في نموّ غير طبيعيّ للجنين، وبالتالي يؤدي إلى الإجهاض.
- قُصور وضُعْف في عُنْق الرّحم: إذ يُمكن أنْ يُفتح عُنق الرّحم باكرًا أثناء الحمل، وذلك عندما تكون عضلات عُنق الرّحم ضعيفة، ممّا يُسبّب الإجهاض.
- مشكلات في المشيمة: يمكن انقطاع إمدادات الدم من الأم إلى الجنين؛ بسبب التطوّر الخاطئ وغير الطبيعيّ للمشيمة، فقد يؤدّي ذلك إلى موت الطفل، وبالتالي الإجهاض.
- نمط الحياة: فأساليب نمط الحياة المختلفة لها أثر كبير على صحّة المرأة الحامل، فقد تؤدّي العادات غير الصحّيّة كشرب الكحوليّات، والتدخين، وتعاطي المخدرات غير القانونيّة إلى الإجهاض.
- تشوّهات خَلقيّة للرّحم: فقد تؤدّي إلى الإجهاض المعاناة من مشكلات خلقيّة في الرحم، أو تطوّر الأورام الليفيّة، إذ إنّ هذه الحالات تؤثّر على النموّ الطبيعي للجنين.
- متلازمة المِبيَض المُتعدّد الكيسات: فتؤدّي هذه المتلازمة إلى اختلال التوازن الهرمونيّ، بسبب تكوّن مبايض كبيرة جدًّا، والتي قد تكون سببًا في إجهاض الجنين.
ومن الجدير بالذكر أنّه يوجد ارتباطٌ كبير للظروف الصحّيّة لدى المرأة الحامل بالإجهاض، فتزيد فرصة الإجهاض وموت الجنين بسبب هذه الظروف، ومنها ما يأتي:
- زيادة الوزن أو نقص الوزن: النساء اللواتي يُعانين من نقص الوزن هُنَّ أكثر عُرضة بنِسبةِ 72% للإجهاض خلال الأشهر الثّلاثة الأولى من الحمل، مقارنة بالنساء اللاتي كان وزنهنّ صحيًّا، ومن المعروف أيضًا أنَّ السُّمنة تزيد من خطر الإجهاض، فيجب على المرأة المحافظة على وزنها المثاليّ قبل الحمل؛ للتقليل من فرصة الإجهاض.
- الكافيين: تَنصح مُنظّمة الصّحّة العالميّة النساء اللواتي يَستهلكْنَ أكثر من 300 ملليغرام (ملغ) من الكافيين في اليوم، بتقليل تلك الكميّة، إذ يرتبط تناول المزيد من الكافيين بزيادة فرصة الإجهاض عند الحامل.
- بعض الأدوية: في بعض الأحيان، قد تُسبّب بعض الأدوية موت الطفل والإجهاض، فيجب على المرأة الحامل التأكّد من الطبيب من الأدوية الآمنة التي يُمكن أن تتناولها أثناء حملها، ومن الأمثلة على الأدوية التي يجب أن تتجنّبها أثناء الحمل: مضادّات الاكتئاب، ومضادّات الالتهاب غير الستيروديّة.
- حالات صحيّة أخرى، منها ما يأتي:
- فيروس نقص المناعة البشريّة أو ما يُعرف بمرض الإيدز.
- أمراض في الكلية.
- مرض الكلاميديا.
- مرض الزُّهريّ.
- مرض الذئبة.
- مرض السَيَلان.
- ضغط الدم المرتفع.
- مشكلات في الغدّة الدّرقيّة.
- أمراض الجهاز الهضمي.
- مرض السّكّري.
- مرض الملاريا.
- الحَصْبة الألمانيّة.
- العدوى.
- استجابة الجهاز المناعي.
- عدد حالات الإجهاض السابقة.
عوامل الخطر التي تسبب الإجهاض
فيما يأتي عوامل تزيد من احتمالية الإجهاض[٤]:
- العمر؛ فكلما زاد عمر الحامل تزداد احتمالية حدوث الإجهاض؛ إذ إنّ نسبة الإجهاض تزداد من 20% على عمر 35 سنةً، إلى 40% على عمر 40 سنةً، إلى 80% على عمر 45 سنةً.
- الإجهاض في الأحمال السابقة.
- مشكلات في الرحم أو عنق الرحم.
- الدخان، والكحول، والمخدرات.
أعراض إجهاض الجنين في الشهر الأول
يُعدّ الإجهاض من الحالات الصعبة التي قد تمرّ بها الحامل، لا سيما إن كان الحمل الأوّل لها، فبعد أن تتعرّض المرأة الحامل إلى الإجهاض، قد تتأثّر ببعض من التأثيرات الجسديّة، أو العقليّة، أو العاطفيّة، وقد يستغرق الأمر بِضعة أسابيع إلى شهرٍ كامل للنساء اللواتي يُعانين من الإجهاض المبكّر للتعافي جسديًّا، ويَعتمد الشفاء العاطفيّ أو العقليّ للمرأة على نظام دعمها من قِبل الأشخاص المُحيطين بها، وعلى نفسها أوّلًا، إذ توجد بعض الآثار الشائعة لفقدان الحمل في الشهر الأوّل، والتي يُمكن أن تتفاوت بين الحوامل بدرجاتٍ مختلفة، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:[٥]
- ألم في أسفل البطن.
- عدم الرّاحة في الثديين.
- التغيّرات الهرمونيّة.
- نزيف مهبلي.
- آلام الظهر.
كما قد تواجه المرأة أعراضًا إذا أصيبت بالعدوى أو الالتهاب بعد الإجهاض المبكّر، منها:
- إفرازات مهبليّة ذات رائحة كريهة.
- الإحساس بقشعريرة وبرد.
- الشعور بالألم عند لمس منطقة أسفل البطن.
- الحُمّى.
العناية بعد إجهاض الجنين
في العادة يتخلّص جسم الحامل من أنسجة الجنين من تِلقاء نَفسه، خاصّةً إن كان الإجهاض في وقتٍ مبكّر من الحمل، ويهدف العلاج إلى منع العدوى والنّزيف الذي قد يحصل بعد الإجهاض أو أثناءه، لكن من الجدير بالذكر أنه إذا لم يطرد الجسم أنسجة الجنين، عندئذٍ من المهمّ أن يتدخّل الطبيب ويجري عمليّة جراحيّة، إذ يَفتح الطبيب عُنق الرّحم ويدرِج أداة مُعيّنة فيه لإزالة الأنسجة، ويُمكن وَصْف الأدوية بعد العملية؛ لِلسيطرة على النَّزيف، ومن المهمّ جدًّا التأكّد من أنَّ الرّحم أصبحَ فارغًا تمامًا من أنسجة الجنين عند اكتمال الإجهاض، فيجب على المرأة إجراء فحص طبّيّ، إذ يُنصح بإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتيّة؛ للتأكّد من ذلك.[٢][٦]
الإجهاض والأحمال المستقبلية
من المحتمل أن تحمل المرأة مباشرةً بعد الإجهاض، لذلك على المرأة أن تتأكّد من أنّ جسمها جاهز فيزيائيًّا ونفسيًّا للحمل، وذلك من خلال استشارة الطبيب، وعادةً لا يتكرّر حدوث الإجهاض، إذ إنّ معظم النساء بعد الإجهاض سيتمكنّ من الحمل وإتمامه، وأقل من 5% منهنّ سيتعرضن للإجهاض مرةً ثانيةً، و1% سيتكرر الإجهاض للمرة الثالثة وأكثر، ووقتئذٍ يجب على المرأة إجراء فحوصات طبية أكثر لمعرفة السبب وراء ذلك، وإن لم يُعرف السبب لا يجب على المرأة أن تفقد الأمل، إذ إنّ 60-80% من النساء اللواتي يتكرر عندهنّ الإجهاض ينتهي بهنّ المطاف بالحمل[٤].
عادات لا تُسبب الإجهاض المبكر
بعض الحوامل يقلقن من أن تكون عاداتهنّ هي السبب في الإجهاض، وقد تشكّ المرأة في بعض التصرّفات اليوميّة أحيانًا، لذلك سنوضّح أنّ ما يأتي لا يُسبب الإجهاض[٤]:
- التمارين الرياضية.
- الجماع.
- العمل، بشرط عدم التعرض للمواد الكيميائية أو الأشعة الضارة، لذلك يُنصَح باستشارة الطبيب عن طبيعة عملك.
أنواع الإجهاض
توجد عدّة أنواع للإجهاض معتمدة على الأعراض ومرحلة الحمل وهي كالآتي[٧]:
- الإجهاض المكتمل: ويتسبب بنزول كامل للجنين ومكونات الحمل للخارج.
- الإجهاض الناقص غير المكتمل: ويتم فيه إجهاض الجنين مع بقاء بعض الأجزاء في الرحم؛ كالأغشية الجنينية، والمشيمة.
- الإجهاض الحتمي: ويصاحبه نزيف وآلام في البطن، ويكون عنق الرحم مفتوحًا.
- الإجهاض الفائت: موت الجنين داخل الرحم دون وجود أعراض للإجهاض.
- الإجهاض المهدد: الذي تصاب فيه المرأة الحامل بالتقلّصات، والنزيف المهبلي، ويكون علامةً على إمكانيّة حدوث الإجهاض.
- الإجهاض العفن: ويحدث نتيجة عدوى ميكروبية في الرحم؛ فتُصاب المرأة بالحرارة والقشعريرة والآلام أسفل البطن والإفرازات المهبلية الكريهة[٤].
من حياتكِ لكِ
إنَّ لنمط الحياة الذي تتبعينه أهميّةً كبيرةً في الحفاظ على صحّتكِ وصحة جنينك خلال الحمل، إذ توجد الكثير من النصائح والتغييرات البسيطة التي يمكن أن تلتزمي بها للتقليل من خطر الإجهاض، نذكر منها ما يأتي[٨][٤]:
- الحفاظ على وزن صحّي قبل الحمل وأثناءه.
- تجنب ما ذكرناه سابقًا من عوامل خطورة للإجهاض كالتدخين، وتناول الكحول، والأدوية.
- اتّباع نظام غذائي صحّي.
- أخذ حِمض الفوليك يوميًّا.
- متابعة الحمل مع الطبيب المختص دوريًّا وبانتظام.
المراجع
- ↑ "Early Pregnancy Loss", acog، Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Karen Gill (2018-1-11), "Miscarriage: What you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ Traci C.Johnson (2019-1-15), "4 Common Causes of Miscarriage"، webmd, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Miscarriage ", mayoclinic، Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ Kate Shkodzik (2018-11-2), "Symptoms of Early Miscarriage and Ways to Cope with First-trimester Pregnancy Loss"، flohealth, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ "Treatment of miscarriage", pregnancybirthbaby,2019-7-1، Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ Jacquelyn Cafasso (July 11, 2012), "Everything You Need to Know About Miscarriage"، healthline, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ "Miscarriage", americanpregnancy,2019-10-10، Retrieved 2019-11-27. Edited.