محتويات
هل يُعدّ تقدم الدورة عن موعدها أمرًا طبيعيًّا؟
يمكن أن تتسبب مجموعة من العوامل بأن تأتي الدورة قبل موعدها، وإذا حدث هذا من حين لآخر فلا يجب أن يكون مدعاةً للقلق؛ لأنّ الاختلافات في الدورة الشهرية شائعة جدًا بين النساء، وغالبًا ما ينجم ذلك عن التغيرات الهرمونية خاصةً خلال مرحلة البلوغ، وما قبل انقطاع الطمث، كما قد تسبب العديد من الحالات الطبية اضطرابات في الدورة الشهرية، وسنذكر في هذا المقال العديد من أسباب تقدم الدورة عن موعدها، بالإضافة إلى أعراضها، والعلاجات الممكنة[١].
ما هي أسباب تقدم الدورة عن موعدها؟
من أبرز أسباب تقدم الدورة الشهرية عن موعدها ما يلي[١]:
البلوغ
يشير البلوغ إلى الوقت الذي يصل فيه المراهقون إلى مرحلة النضج الجنسي، وخلال فترة البلوغ يبدأ جسم الفتاة في إنتاج الهرمونات، خاصةً هرمونَيّ الإستروجين والبروجستيرون المسؤولان عن التغيرات الجسدية التي غالبًا ما ترتبط بالانتقال إلى مرحلة البلوغ، وتتضمّن هذه التغيرات ما يأتي:
- زيادة في الطول والوزن.
- زيادة تخزين الدهون في الأرداف والساقين والوركين.
- تضخّم أنسجة الثدي.
- زيادة نمو الشعر على الذراعين والساقين والإبطين والعانة.
- تغيّرات في الجلد، مثل زيادة إفراز الدهون، وظهور حب الشباب.
إضافةً إلى حدوث التغيرات الجسدية، فإنّ التغيرات الهرمونية خلال فترة البلوغ تُجهّز الجسم الأنثوي لمهمة الإنجاب، ويكون متوسط طول الدورة الشهرية لأغلب الفتيات حوالي 28 يومًا تقريبًا، ولكن بعض البنات تكون دورتهنّ أقصر أو أطول ما بين 21 إلى 45 يومًا، وخلال السنوات الـ6 الأولى على الأقلّ من الدورة الشهرية قد تكون الدورة غير منتظمة، وهي فترة طبيعية لا تتطلب تدخلًا طبيًّا إن كانت الدورة مختلفة وتتقدم أو تتأخر عن موعدها؛ فهي ستنتظم في السنوات القادمة حين يكتمل البلوغ.
فترة ما قبل انقطاع الطمث
عادةً يبدأ الانتقال إلى سن اليأس بين سن 47 و 51 عامًا، وتتميّز هذه الفترة الانتقالية بالتقلّبات في مستويات الهرمونات، خاصةً هرمون الإستروجين وهرمون تحفيز الجريب المعروف اختصارًا بالرمز FSH (هرمون يُحفّز نموّ جريبات المبايض قبل إطلاق البويضة من المبيض في فترة الإباضة[٢])، وقد تتقدّم الدورة الشهرية عن موعدها بضعة أيام بسبب ارتفاع مستويات هرمون الـ FSH، وتصبح الدورة الشهرية أخفّ وأقلّ تواترًا مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين خلال هذه الفترة الانتقالية، كما يمكن أن يسبب انقطاع الطمث أيضًا نزول دورة أطول أو أقصر، ونزيف أغزر أو أخفّ، وجفافًا في المهبل، وتغيّرات في الرغبة الجنسية، والإصابة بما يعرف بالهبات الساخنة، وتغيرات في المزاج، والتهيّج النفسي، وصعوبة النوم.
الأمراض المنقولة جنسيًا
يمكن أن تسبب بعض أنواع العدوى المنقولة جنسيًا مثل، الكلاميديا، والسيلان، والزهري نزيفًا مهبليًا أو بقع دم تنزل بين الدورات الشهرية، ومع ذلك فإنّ هذه العدوى البكتيرية لا تسبب دائمًا أعراضًا ظاهرة، وإذا ظهرت الأعراض، فإنها تشمل عادةً نزول إفرازات صفراء من المهبل أو من مجرى البول، إضافةً إلى كثرة التبول، والشعور بألم أثناء ممارسة الجنس أو أثناء التبول، ونزيف المستقيم أو خروج إفرازات منه.
نزيف الحمل
قد ينتج النزيف الخفيف أو نزول بقع من الدم عندما تلتصق البويضة المُخصّبة ببطانة الرحم، ويحدث هذا عادةً بعد أسبوع إلى أسبوعين من بداية الحمل، وقبل بضعة أيام من الدورة الشهرية المُتوقّعة، وقد يبدو لون دم نزيف انغراس الجنين أغمق بكثير من لون دم الدورة العادية؛ لأنّ الدم يبقى في الجسم لفترٍة أطول، كما تشمل أعراض انغراس الجنين الإصابة بالمغص، والغثيان، والانتفاخ، وألم وتورم في الثديين، والصداع، وتغيرات في درجة حرارة الجسم القاعدية؛ إذ ترتفع درجة حرارة الجسم بعد حدوث الحمل.
الإجهاض
قد يحدث الإجهاض مبكرًا قبل معرفة السيدة أنّها حامل، ويحدث الإجهاض المُبكّر عادةً خلال الـ20 أسبوعًا الأولى من الحمل، ويمكن أن يسبب فقدان الحمل نزيفًا مهبليًّا حادًّا، وإفرازاتٍ تشبه الجلطات من المهبل، وألم في البطن أو أسفل الظهر، وهي حالة تتطلّب تدخلًا طبيًا لتلافي أيّ مضاعفات محتملة للإجهاض.
متلازمة تكيس المبايض
وهي حالة شائعة تتسبب بتكوّن جُريبات أو أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل داخل المبياض[٣]، ويمكن أن تصيب واحدةً من بين كل 10 إناث، ولا يعرف الأطباء السبب المباشر في حدوثها حتى الآن، لكنها قد تكون ناتجةً عن مجموعةٍ متنوعةٍ من العوامل، مثل الهرمونات غير المتوازنة ومقاومة الأنسولين، وقد تتسبب متلازمة تكيس المبايض في تقدّم الدورة عن موعدها أو تأخّرها، إذ يُعدّ عدم انتظام الدورة الشهرية من أشهر أعراضها، وقد تشمل الأعراض الأخرى لهذه الحالة الطبية الإصابة بالبدانة، ونمو الشعر الزائد، وظهور حب الشباب، والجلد الدهني.
بطانة الرحم المهاجرة
وتُسمّى أيضًا الانتباذ البطاني الرحمي، وتحدث عندما تنمو أنسجة شبيهة بأنسجة بطانة الرحم خارج الرحم، وقد يُؤثّر ذلك في الدورة الشهرية من خلال التسبّب بنزيفٍ شديدٍ، وخروج دم بين الدورات الشهرية، ونزيف في منتصف الدورة، وعدم انتظام الدورة، والإصابة بنزيف غير منتظم في أيّ وقت، ورغم أنّ السبب غير معروف، إلا أنّ الهرمونات والجينات تلعب دورًا في الإصابة بهذه الحالة الطبية، وهي أكثر شيوعًا بين الإناث اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 30 و 40 عامًا، كما تصبح المرأة أكثر عرضةً للإصابة بها إذا لم يكن لديها أطفال، أو أصيبت إحدى قريباتها بها، أو كانت مدة دورتها الشهرية 27 يومًا أو أقلّ.
نصائح لكِ لتنظيم الدورة الشهرية
إليكِ مجموعةً من النصائح التي لا تغني عن ضرورة الفحص الطبي المُتخصّص لمعرفة السبب، لكنها قد تساعد في تنظيم الدورة الشهرية[٤]:
- مارسي الرياضة باعتدال، ولا تجهدي جسمكِ بكثرة التمرين لساعات طويلة.
- حافظي على وزنٍ مناسبٍ، وتجنّبي النحافة الزائدة أو البدانة.
- احصلي على كفايتكِ من النوم الجيد ليلًا في ظلامٍ دامس.
- ابتعدي عن مصادر التوتر، والضغط النفسي، ومارسي تمارين الاسترخاء.
- استخدمي تطبيقًا على هاتفكِ لمراقبة مواعيد نزول الدورة الشهرية.
- احتفظي بفوط صحية معكِ في الحقيبة للاستخدام في أيّ وقت، وأيّ مكان.
متى يجب عليكِ الذهاب للطبيب بسبب تقدم الدورة؟
لستِ بحاجةٍ للحصول على استشارة طبية إذا كنتِ تعانين دائمًا من عدم انتظامٍ طفيفٍ في الدورة الشهرية، أو كنتِ لا تزالين في مرحلة البلوغ، وقد لا يوجد أيّ خلل، ولكن من الجيّد أن تفحصي لمعرفة السبب المحتمل، لكن راجعي الطبيب إذا[٥]:
- أصبحت دورتكِ الشهرية غير منتظمة فجأة، وكان عمركِ أقل من 45 عامًا.
- لديكِ دورة شهرية تتكرّر أكثر من الحدّ المعتاد، وهو مرة كل 21 يومًا أو كل 35 يومًا كحدٍّ أقصى.
- تدوم دورتكِ الشهرية لأكثر من 7 أيام متواصلة.
- يوجد فرق كبير يبلغ 20 يومًا على الأقلّ بين أقصر وأطول فترة طمث لديكِ.
- تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية، وتواجهين صعوبةً في الحمل.
المراجع
- ^ أ ب Jamie Eske (2020-02-11), "7 causes of an early period", medicalnewstoday, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ "Follicle stimulating hormone", yourhormones, Retrieved 2020-10-07. Edited.
- ↑ "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic, Retrieved 2020-10-07. Edited.
- ↑ Corinne O'Keefe Osborn (2019-03-06), "What Causes Your Period to Start Early?", healthline, Retrieved 2020-09-29. Edited.
- ↑ "Irregular periods", nhs, 2018-04-08, Retrieved 2020-09-29. Edited.